تنظيم "داعش" ما بين ارتكاب مجازر جديدة ودعوات لجهاد النكاح
السبت 06/أغسطس/2016 - 03:43 م
طباعة


يكاد لم يمر يوم إلا ونقرأ أو نشاهد ارتكاب تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" مجزرة جديدة بحق السوريين أو العراقيين، واليوم السبت 6 أغسطس 2016 ارتكب تنظيم "داعش" الإرهابي مجزرة جديدة في العراق؛ حيث أكد القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، قتل داعش 85 مدنيًّا بقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك.
وأشار المعموري، إلى وجود المئات من الأسر المحتجزة لدى التنظيم وإلى أنها مهددة بالإعدام.
وقال: إن "المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن إجمالي ضحايا مجزرة تنظيم داعش بحق المدنيين من أهالي قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك بلغت 85 مدنيا بينهم نساء وأطفال".
وأضاف المعموري، أن "جثث الضحايا ما تزال في العراء بسبب رفض تنظيم داعش دفنهم من قبل ذويهم"، معتبرًا ما حدث في الحويجة "جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين".

وجدد القيادي بالحشد الشعبي تأكيده على "ضرورة تكاتف جهود كل الجهات من أجل الإسراع بتحرير قضاء الحويجة لإيقاف نزيف الدماء".
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أعلنت، الجمعة، أن تقاريرها الواردة من العراق تفيد باحتجاز تنظيم "داعش" نحو 3000 شخص حاولوا الفرار من قراهم في محافظة كركوك، مشيرة إلى مقتل 12 شخصًا من المحتجزين.
وفي نفس السياق كشف أمير قبائل العبيد في محافظة كركوك أنور العاصي، عن قيام تنظيم "داعش" بإطلاق النار عشوائيًّا على ثلاثة آلاف مدني حاولوا الهروب من قضاء الحويجة ما أسفر عن مقتل 12 منهم، وفيما أوضح أن 150 مدنيًّا قتلوا بانفجار عبوات ناسفة كانت مزروعة على طرق هروبهم، أشار إلى أن 600 مدني تمكنوا من الفرار، وتم نقلهم إلى مواقع إيواء آمنة.
وقال العاصي في بيان له: إن "قرابة ثلاثة آلاف مدني، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، حاولوا الهروب بعد ظهر الخميس من قضاء الحويجة، لكن مسلحي داعش نصبوا لهم كمينًا وفتحوا النار تجاههم بشكل عشوائي، ما ادى إلى مقتل 12 مدنيًّا بينهم طفل عمره خمس سنوات وشبان".

وأضاف العاصي الذي يشرف على قوة تحرير الحويجة، أن "العوائل التي كانت متوجهة للهرب سيرًا على الأقدام أصيبت بالذعر إثر محاصرتها تحت تهديد السلاح من قبل عناصر التنظيم"، مؤكدًا "أننا أمام وقوع مجزرة قريبة وعلى الحكومة التحرك الفوري لإنقاذ المحاصرين".
وأوضح العاصي أن "600 مدني وصلوا إلى مكتب خالد ونقلتهم قوات البيشمركة إلى مواقع الإيواء"، لافتًا إلى أن "150 مدنيًّا قتلوا بسبب عبوات داعش الإرهابي".
وتابع أن "لدينا 100 ألف مدني الآن، بينهم أطفال رضع ونساء حوامل، بلا ماء وغذاء، فالحويجة يجب أن تحرر قبل الموصل؛ لأنها اليوم مركز إدارة العمليات الموجهة ضد مناطق حمرين والطوز وحقلي علاس وعجيل ومخمور وبيجي"، معربًا عن رفضه لـ"رؤية أهلنا يبادون دون موقف واضح، فالمسئولية مشتركة وعلى العبادي التحرك الفوري بمشاركة الجيش والشرطة والحشد والبيشمركة وأبناء المنطقة".

وأشار العاصي إلى أن "200 عائلة تمكنت اليوم من الوصول إلى مشارف ناحية العلم غرب الحويجة"، معتبرًا أن "الحل بحاجة إلى موقف وطني ودولي لتحرير الحويجة فورًا، فنحن لدينا قوات بالفتحة وحمرين، ولكننا بحاجة لقرار عسكري من أجل التحرك".
وكان مصدر محلي في محافظة كركوك كشف، أمس الجمعة 5 أغسطس 2016، عن قيام تنظيم "داعش" باحتجاز شخص من كل عائلة من العوائل التي احتجزها أمس الأول الخميس، لمنعها من الفرار من مناطق جنوب غربي كركوك.

وعلى صعيد آخر ظهرت مجموعة من النساء المنتقبات من مجاهدات النكاح في تنظيم "داعش" الإرهابي في مقطع فيديو على صفحات منتمية لتنظيم "داعش" يحملن الأسلحة فيما يشبه مظاهرة مسلحة وهم يصرخن "نريد النكاح.. نريد الثواب"، واختتمت المسيرة بالتكبير وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى طريقة تجنيد "داعش" للنساء لممارسة جهاد النكاح؛ حيث تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن الإناث اللاتي يردن الانضمام إليه، وذلك بتشديد التركيز على الحياة الأسرية المنزلية التي تنتظرهن. وفق وكالة "سبوتنيك" وعادة ما تتجنب الدعاية التي يروجونها استخدام الصور الهمجية، التي غالبًا ما تظهر في مشاركات الجهاديين على الانترنت، مثل قطع الرءوس وقتل النساء، وبدلا من ذلك تركّز الدعاية على ما يسميه أحد المحللين "الجو الخاص"، أي على مباهج الحياة الأسرية الجهادية، والشرف في إنجاب مقاتلين جدد لخدمة الإسلام، ويجري التركيز عبر الانترنت على السعادة التي تشعر بها المرأة مع تقديم الحياة الأسرية، التي يحتاجها المجاهد المحارب. ويحذّر الغرب من أن عمليات التجنيد هذه قد تصبح الطريق الذي تتحرك فيه النساء من أوروبا إلى سوريا من أجل زواج الجهاديين، ويُعتقد أن السلطات البريطانية حققت بالفعل في ذهاب حوالي 12 فتاة إلى سوريا للزواج من أعضاء التنظيم الإرهابي، بينهن مراهقات. وفتح تنظيم "داعش" بحسب ما نقلت مواقع إخبارية تابعة له، باب الانتساب إلى الكتيبتين اللتين أطلق عليهما اسمي الخنساء وأم الريان، مشترطًا أن تكون المنتسبات من النساء العازبات بين عمر 18 و25 سنة على أن يتقاضين مبلغ 25 ألف ليرة سورية؛ أي أقل من 200 دولار شهريا، وبشرط التفرغ الكامل للعمل مع التنظيم. وذكرت مصادر إعلامية عراقية، في وقت سابق، أن التنظيم اختطف أكثر من 400 امرأة من الطائفة الإيزيدية، وقام بتوزيعهن على معسكرين لممارسة ما يعرف بـ "جهاد النكاح".