محاولة اغتيال علي جمعة وتأثيرها على دعوات التصالح مع الإخوان

الأحد 07/أغسطس/2016 - 03:29 م
طباعة محاولة اغتيال علي
 
لا شك أن محاولة اغتيال الشيخ علي جمعة مفتي مصر السابق ليست هي المحاولة الأولى لاغتيال شيخ أزهري، فقد سبقها محاولات اغتيال لعدد من الشيوخ، من أهم تلك المحاولات:

اغتيال الشيخ "الذهبي" وزير الأوقاف سنة 1977

الشيخ الذهبي وزير
الشيخ الذهبي وزير الأوقاف
ربما هي القصة الأشهر في محاولات اغتيال الشيوخ، إذ أن محاولة اغتياله نجحت بالفعل في القضاء على حياته، وكان الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي تولي منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر.
ويروي القصة الكاتب الصحفي والمؤرخ صلاح عيسى؛ حيث يقول لـ"مصراوي": إن الأسباب التي أدت لاغتياله هي أنه تصدى لأفكار جماعات "التكفير والهجرة" فكريًّا منذ توليه لوزارة الأوقاف وأرصد كتاب "قبسات من هدى الإسلام" والذي أثبت فيه بأدلة من القرآن والسنة كذب بعض ادعاءات تلك الجماعات.
وأشار المؤرخ صلاح عيسى، أن جماعات التكفير والهجرة خطفته بعد تنكرها وادعاؤها أنهم رجال من أمن الدولة، وأن الشيخ مطلوب للتحقيق، ثم بعثوا ببيان اختطافه إلى الصحافة، وطالبوا بالإفراج عن العديد من القيادات المقبوض عليها من الجماعة ثم قتلوا الشيخ الذهبي بعد ذلك. 

محاولة اغتيال الدكتور نصر فريد مفتي الجمهورية 2014

ويبدو أن مواقف الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، التي وقفت ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو أيضًا الذي وصف جماعة الإخوان أنهم خوارج أدت إلى استهداف ثلاثة مجهولين مسكنه بمدينة نصر بالقاهرة، وذلك عن طريق إلقاء 3 عبوات ناسفة على مجموعة من السيارات أمام المنزل؛ حيث امتدت ألسنة اللهب حتى الدور الخامس قبل أن تتمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق.

محاولة اغتيال محمد مختار جمعة وزير الأوقاف 2015

محمد مختار جمعة وزير
محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
وحيث إن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة كان تعرض لمحاولة اغتيال له جراء عمل إرهابي؛ حيث قام مجهولون بحرق منزله في مسقط رأسه في بني سويف قام مجهولين بإلقاء زجاجات مولوتوف على منزل الوزير في الساعة الثالثة فجرًا، وقال الوزير حينها: إن العناية الإلهية أنقذت من كانوا في المنزل.
وفي أول تعليق له بعد الحادث قال وزير الأوقاف حينها: إن العملية الجبانة التي تعرض لها منزله بمسقط رأسه، والتي مرت بسلام لن تزيده إلا قوة في إيمانه بالله وبقضية الوطن العزيز العادلة، في مواجهة العمليات الإرهابية الغاشمة.

الشيخ علي جمعة "محاولتان فاشلتان" في 2015 و2016

الشيخ علي جمعة
الشيخ علي جمعة
كانت المحاولة الأولى لاغتيال الشيخ علي جمعة، عندما جرى تفجير الشاليه الخاص به في الفيوم؛ حيث شهدت القرى الواقعة على بحيرة قارون بالفيوم، يوم 25 مارس عام 2015، حالة من الذعر إثر انفجار قوي، تبين أنه في الشاليه الخاص بالدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، والواقع على بحيرة قارون بمركز يوسف الصديق.
وتبيّن أن الإرهابيين تسللوا وزرعوا بداخله العبوات الناسفة التي انفجرت بقوة، محدثة صوتًا هزّ عشرات القرى والعِزب القريبة وتصاعدت النيران والأدخنة بكثافة، وانتقلت قوات الحماية المدنية وسيطرت على الموقف ومشطت المنطقة، ولم تعثر على أي عبوات متفجرة أخرى.
أما المحاولة الثانية أطلق مسلحان النار على الشيخ علي جمعة، أمس الجمعة 5 أغسطس الجاري، أثناء دخوله أحد المساجد بالسادس من أكتوبر لإلقاء خطبة الجمعة، ما أدى لإصابة الحارس الخاص به، فيما لم تلحَق بالشيخ أي إصابات، ولكن أفراد الحراسة تمكنوا من إدخال الشيخ إلى المسجد دون أن يصيبه مكروه.

محاولة اغتيال الشيخ السديس في الحرم 2014

وحتى الشيخ السديس- إمام الحرم لم يسلم من محاولات الاغيتال؛ حيث تعرض السديس لمحاولة اغتيال في شهر يونيو 2014، وكشف تقرير خاص بقناة "العربية" نجاة إمام الحرم المكي عبدالرحمن السديس من محاولات اعتداء تعرض لها وهو في طريقه إلى إمامة المصلين في المسجد الحرام.
وصنفت شرطه الحرم المكي عملية الاغتيال حينها أنها فعل فردي من أشخاص غير مسئولين، أوضح التقرير أن شرطة الحرم المكي تحتاط من أي محاولات اعتداء على الإمام أثناء أداء الصلاة، خاصة أن المسافة قصيرة جداً بين الإمام والمصليين.

محاولة اغتيال الشيخ "عائض القرني" في الفلبين في 2016

الشيخ عائض القرني
الشيخ عائض القرني
الشيخ عائض القرني وهو داعية سعودي الجنسية من أبرز مؤلفاته كتاب "لا تحزن"، تعرض لمحاولة اغتيال في دولة الفلبين أن أطلق عليه مسلحون النار بعد إلقائه محاضرة في مدينة زامبوانجا الفلبينية.
ويروي عائض القرني بنفسه أنه تم إطلاق 3 رصاصات من قبل مسلحين عليه اثنين أصابوه في معدته والثالثة استقرت في مقاعد السيارة، مشيرًا إلى أنه تم إخراج رصاصتين من جسده في عملية جراحية ناجحة بإحدى المستشفيات في الفلبين.
واتهم القرني تنظيم داعش الإرهابي بمحاولة قتله، قائلًا: "اسمي كان على قوائم الاغتيالات مع عدد من الشيوخ في السعودية" ، في إشارة منه إلى الأسماء التي وضعها داعش على قوائم الاغتيالات في إصدار مجلتهم الذي يصدر باللغة الانجليزية.
محاولة اغتيال إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق بالفيوم 2016
أئمه المساجد لم يسلموا أيضًا من محاولة الاغتيال في مصر؛ حيث تعرّض إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق بمدينة الفيوم الدكتور عبدالواحد خميس عبدالواحد، يوم 4 يونيو 2016، لحادث إطلاق النيران عليه من مجهول كان يسير بالشارع ثم هرب على دراجة نارية كانت تنتظره على بعد أمتار من مكان الحادث؛ ما تسبب في إصابته بطلق ناري في عينه، نقل على إثره إلى مستشفى الفيوم العام، وتم عمل الإسعافات اللازمة له.

اغتيال الشيخ مصطفي عبدالرحمن مرشح بدائرة بالعريش 2015

الشيخ مصطفي عبدالرحمن
الشيخ مصطفي عبدالرحمن
كذلك لم يسلم الشيخ مصطفي عبد الرحمن والذي كان مرشح حزب النور عن دائرة العريش، حيث تم اغتياله بطلق ناري من مجهولين في شمال سيناء السبت 24 أكتوبر 2015.
وقالت التحريات حينها: إن هناك ملثمين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار عليه أثناء سيره في شوارع العريش وتوفي حينها متأثرا بطلقة في رأسه.
وبعدُ.. هل تتأثر دعوى التصالح مع الإخوان بتلك المحاولة الأخيرة لاغتيال الشيخ علي جمعة، خصوصًا بعدما اتهم عدد من قيادات الأحزاب جماعة الإخوان بالوقوف وراء المحاولة الفاشلة لاغتياله، أمس الأول، مشيرين إلى أن ما فعلته الجماعة من إصرارها على انتهاج العنف يغلق الباب أمام دعوات المصالحة الوطنية معها، وأكدوا مساندتهم الحكومة في حربها على الإرهاب والتطرف.
المهندس محمد الضبع
المهندس محمد الضبع
وقد أدان حزب مستقبل وطن محاولة الاغتيال الفاشلة، وقال المهندس محمد الضبع، المتحدث الرسمي، في بيان صادر عن الحزب: إن تلك المحاولة الخسيسة تأتي في إطار محاولات تفتيت الأمة والقضاء على علمائها، الذين يتصدون بكل قوة للأفكار المتطرفة، التي تريد أن تسوقها الجماعات التكفيرية البعيدة كل البعد عن سماحة ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وذلك بعد أن فشلوا في إقناع الناس بتلك الأفكار.
وأشار الضبع إلى أن «هؤلاء الخونة لوطنهم ودينهم لا يعلمون أن مصر، أرض الكنانة، مليئة بالملايين من أمثال (جمعة) وعلماء الأزهر الشريف، منارة الدين الإسلامي في الوطن العربي والعالم بأسره، وأنه حتى إن نجحوا في إزهاق روح أحد من علمائنا، فلن يستطيعوا أن يقضوا على مدى الكره داخل قلوبنا، ولن يكونوا أبدًا محل قبول، وستحل عليهم خسارة الدنيا والآخرة».
واختتم البيان بالتأكيد على أن لجوء تلك الجماعات لذلك الأسلوب يؤكد نجاح مصر في تضييق الخناق عليهم، وأن دائرة السوء باتت قريبة جدًّا، وأن القضاء عليهم تماما أصبح مجرد وقت فقط لا غير.
وقال عبدالفتاح يحيى، عضو الهيئة البرلمانية للحزب: إن إصرار الإخوان على العنف في مواجهة خصومهم يغلق كل الأبواب أمام أي دعوات للمصالحة معهم، لافتًا إلى أن من الضروري أن يتوقف دعاة المصالحة عن هذا الاتجاه، بعدما أثبتت الجماعة مراراً وتكراراً معاداتها للوطن، وإصرارها على تنفيذ المخططات الغربية.
وأضاف يحيى: «لا بد أن يعي الجميع أن الإخوان جماعة خائنة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون شريكًا»، مشيراً إلى أن الرهان الحقيقي على قدرة أجهزة الأمن في مواجهة ما يُحاك لمصر من مؤامرات، ودور الحكومة في نشر الوعى الثقافي.
اللواء سعد الجمال
اللواء سعد الجمال
وقال اللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف دعم مصر، زعيم الأغلبية البرلمانية: إن محاولة اغتيال مفتي الجمهورية السابق حادثة غادرة آثمة وغير مبررة بمحاولة اغتيال رمز وقيمة إسلامية رفيعة، لتدل على أن مرتكبي الحادث قلوبهم وعقولهم فاسدة. وأضاف «الجمال»، في بيان، أن الرجل لا يشغل حاليًا أي منصب رسمي، إلا عضويته بهيئة كبار علماء المسلمين.
وتابع: «لقد أفنى عمره في خدمة الدعوة والإفتاء وإعلاء شأن الإسلام وإفادة المسلمين، ثم إنه لا يزال يقدم علمه وفقهه من خلال وسائل الإعلام، والكتب التي يصدرها للتنوير وشرح أصول الدين الحنيف، بما يعود بالنفع على المسلمين في شتى ربوع الأرض».
وأوضح رئيس الائتلاف: «ليس لأحد مصلحة في اغتيال وقتل مسلم نفع الإسلام والمسلمين وأفاض بعلمه على العامة والخاصة إلا مَن كان من المفسدين في الأرض الذين يبغونها عوجًا». واستطرد: «ثقتنا كبيرة في أجهزة الأمن المصرية الواعية وفي قدرتها على ضبط الجناة ورءوس الفتنة حتى تنكشف الحقائق، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون».
وأكد حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، أن محاربة الإرهاب والفكر المتطرف تحتاج لإصلاحات على مستوى المنظومة التعليمية والثقافية، وأن تدني المستوى التعليمي والثقافي للشباب هو ما يدفعهم إلى الانجراف خلف الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية، ولفت إلى أن الحديث عن وجود مصالحة مع أي طرف يصر على نهج العنف سبيلاً أمر مرفوض من جميع الأطراف.
الشيخ نبيل نعيم
الشيخ نبيل نعيم
وقد كشف الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق أن حركة «حسم» التي خططت لاغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يتزعمها هشام عشماوي، الضابط بسلاح الصاعقة المصرية المفصول.
وقال مؤسس تنظيم الجهاد السابق، خلال لقائه ببرنامج «مساء القاهرة» تقديم الإعلامية انجي أنور المذاع على فضائية «ten»: إن "عشماوي" سبق له تنفيذ حادث الفرافرة الذي استشهد فيه عدد جنود القوات المسلحة.
وأكد أن الشرطة ستلقي القبض عليهم خلال أيام من خلال تفريغ كاميرات المراقبة بواقعة الاغتيال، مشيرًا إلى أن الشرطة المصرية تعرف المنطقة التي تختبئ بها تلك الحركة.
ونظرًا لما تقدم من آراء السياسيين فان مسألة التصالح مع الإخوان المسلمين ربما تكون مستبعدة تمامًا خصوصًا في تلك المرحلة وبعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ علي جمعة، وحسب برامج التوك شو والتي رصدت آراء الشارع المصري فقد أجمع الرأي العام حسب هذه البرامج على استبعاد فكرة المصالحة واتهام الجماعة بالإرهاب والتطرف وعدم الوطنية، وأن تلك الجماعة إنما تقوم كل يوم بمحاولات شتى لتركيع الدولة المصرية وإهانة المواطنين.

شارك