بعد زيارة تميم للرياض.. هل تنجح قطر في إعادة الثقة والانضمام للتحالف الخليجي في مواجهة "داعش"

الثلاثاء 14/أكتوبر/2014 - 11:40 م
طباعة بعد زيارة تميم للرياض..
 
في محاولة للعودة إلى بيت الخليج، بدأت قطر تستعيد مكانتها الدبلوماسية وسط دول الخليج مرة أخرى، حيث زار أمس أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المملكة العربية السعودية، ليلتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في خطوة غير مسبوقة، منذ الأزمة التي شهدتها دول الخليج الفترة الماضية عقب عزل الرئيس محمد مرسي، واحتضان قطر لقيادات الجماعة، الأمر الذى أحدث فجوة بين الدول العربية ودولة قطر بالتحديد، وتهديدها بقطع جميع الصلات، في حال عدم التراجع عن موقفها في إيواء قيادات الإخوان الذين ينتمون إلى جماعة إرهابية حسبما صنفت في بعض الدول العربية والأوروبية، كما سحبت كل من السعودية والإمارات سفرائهما من الدوحة.

هدف الزيارة

هدف الزيارة
تعد زيارة أمير قطر، إلى السعودية، سابقة لعودة العلاقات الثنائية والوصول إلى حلول للأزمات التي تشهدها الدول العربية، على رأسها أزمة سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول التي تشهد حاليًا العمليات الإرهابية، سواء كان من قبل ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" أو من قبل جماعات إرهابية أخرى.
ويبدو أن قطر، بدأت بتقديم فروض الولاء والطاعة، لدول الخليج، حيث قامت بترحيل قيادات الإخوان الذين آوتهم الفترة الماضية، إلى تركيا، كما فرضت على يوسف القرضاوي، رئيس هيئة العلماء المسلمين، والقيادى الإخوانى، المقيم بقطر، حظر التدخل في الشئون السياسية، أو الحديث عن السياسة.
تأتي هذه الزيارة، في أعقاب زيارة قصيرة قام بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، التقى خلالها كلا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تقارب العلاقات

تقارب العلاقات
توقع مراقبون أن تكون زيارة أمير الكويت ذات صلة بالجهود التي تبذلها الكويت لحل الأزمة الخليجية القائمة منذ أن سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة في مارس الماضي، إثر اتهام الدول الثلاث قطر بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في نوفمبر الماضي، قبل أن تتمكن وساطة كويتية، يوم 17 أبريل الماضي، من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق.
ورجح مراقبون أن يكون الخلاف حول الموقف من عزل مرسي، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الدوحة، والتي انتقدت عزله، بينما دعمته بقية دول الخليج.  
وشهدت العلاقات بين قطر والسعودية تقاربا في الفترة الأخيرة، حيث تُعد هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها أمير قطر إلى السعودية، منذ زيارته السابقة في 22 يوليو الماضي، وسط أزمة سياسية بين الدولتين الخليجيتين، أعقبتها زيارة الأمير متعب للدوحة في 5 أغسطس الماضي.
وسبق للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أن سحبت سفرائها من الدوحة، على خلفية موقف قطر الداعم لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.

تخوف السعودية من داعش

تخوف السعودية من
وربما جاءت هذه الزيارة بسبب تخوف السعودية من خطر تنظيم الدولة الإسلامية، وبدأت في التنسيق الخليجي للتقارب في السياسة الخارجية، ويرى المراقبون أن الزيارة الثانية لأمير قطر إلى المملكة، مؤشر على نجاح عملية المصالحة الخليجية، وإنهاء أزمة الدوحة مع محيطها الخليجى، ولم يستبعد المراقبون أن تحمل الزيارة مفاجآت جديدة فيما يتعلق بملف استضافة قطر لـ"الإخوان" عقب مطالبة السلطات القطرية لعدد 7 من قيادات الجماعة المغادرة في وقت سابق.
وفيما يبدو أن اللقاء يأتي في إطار التوافق على طريقة للتدخل في الأزمة السورية، بعد أن كانت قطر خارج دائرة الدول التي تهتم بسوريا وأزمتها، فمنذ أن أصبح الأمير تميم حمد بن جاسم حاكم البلاد، غابت معه المؤامرة القطرية على سوريا.
وبالرغم من أن السعودية قامت بتسليح المعارضة السورية، ودعمها بشكل كبير، قامت بما كانت تقوم به قطر، خاصةً أن صراع نفوذ كان يدور بين قطر والسعودية في هذا الإطار، وبعد مشاورات طويلة وضغوط أمريكية، تم تسليم السعودية هذا الدور، وقد تقرر أن يقوم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بدور وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم.

عدم اقتناع سعودي

عدم اقتناع سعودي
قال مصدر أمني خليجي، إن أمير قطر أبلغ العاهل السعودي أن بلاده بذلت قصاري جهدها لحل الخلاف الخاص بعلاقات الدوحة مع الجماعات الإسلامية المتشددة، لكن يبدو أن العاهل السعودي غير مقتنع، ويدور الخلاف حول دور الجماعات الإسلامية، لاسيما جماعة الإخوان المحظورة في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، ويؤكد مسئولون خليجيون أن الدول التي تؤلف مجلس التعاون الخليجي، تريد من الدوحة انهاء جميع صور الدعم المالي والسياسي لجماعة الإخوان التي أعلنتها السعودية منظمه إرهابية.
وأضاف المصدر أن تميم خلال الاجتماع أبلغ العاهل السعودي، أن قطر قد لبت جميع الشروط التي طلبها الملك عبد الله، وأن ذلك يتعين أن يكون كافيًا لوضع نهاية رسمية لهذا الخلاف، مضيفًا أن أمير قطر وعد العاهل السعودي أيضًا بأنه سيجعله على اطلاع دائم بالسياسة الخارجية لقطر، في محاولة لزياده الشفافية التي التزم بها بدرجة ما. 
ويؤكد المصدر، كما ذكرت وكالة رويترز، أن القيادة السعودية غير مقتنعة بأن قطر أوقفت الجماعات الإرهابية في المنطقة والتي تضم أيضا جماعات متشددة في سوريا مثل جبهه النصرة. 

عدم ثقة بين الطرفين

عدم ثقة بين الطرفين
يقول سياسي خليجي إنّ العلاقة السعودية القطرية تحوي جانبًا عميقًا من عدم الثقة، قائلا: "تتخوّف قطر علانّية من هيمنة السعودية، وتتخوّف السعودية بدورها مما تسميه "المراهقة السياسية القطرية" التي قد تزلزل الأوضاع الداخلية السعودية عبر دعم الإخوان المسلمين.
وتنفي الدوحة دعمها للإرهاب وتشير إلي أنها والسعودية، قدمتا الدعم لطائفة من الجماعات المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الذي تسعي الدوحة والرياض كلتاهما لإنهاء حكمه. 
وكانت قطر قد طلبت في سبتمبر الماضي من سبعة رموز إخوانية مغادرة البلاد في أعقاب ضغوط استمرت بضعة أشهر من دول الجوار لوقف دعم الإسلاميين، كما صرح إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولي للإخوان، والذى يقيم في لندن، آنذاك، أن مغادره هذه الشخصيات لا يعني قطع العلاقات بين قطر والإخوان. وتشعر السعودية بالقلق من دور قطر في إطلاق سراح رهائن. 
وفي سوريا توسطت قطر في الإفراج عن رهائن أجانب وسوريين في مناسبات عده خلال مراحل الحرب الأهلية في سوريا التي مضي عليها اكثر من ثلاث سنوات.

الخلاصة

الخلاصة
تحاول قطر أن تنتهج سياسة دول الخليج، للتقارب مع الموقف الغربي، "التحالف الدولي"، فيما يخص محاربة داعش والتدخل في حل الأزمة السورية، وتسعى حاليا لهذا التقارب بزيارتها للسعودية، في احتمالية لزيارة الإمارات قريبًا والتي لها دور بارز في محاربة "داعش"، فهل تنجح الدوحة وفق الأحداث الأخيرة، أن تكتسب ثقتها المفقودة من مجلس التعاون الخليجي، وتكون هذه الزيارة واحدةً في سلسلة زيارات تتبعها في هذا الصدد؟

شارك