التحالف يُصَعِّد في صنعاء.. الحوثيون يغيرون القيادات الأمنية
الثلاثاء 09/أغسطس/2016 - 03:52 م
طباعة
ضَيَّق الجيش اليمني الخناق على الحوثيين وصالح في صنعاء، استعدادًا لتحريرها وسط اشتعال الصراع على عددٍ من الجبهات وسط قرارات جديدة لجماعة الحوثيين في اليمن.
الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، أبلغت قوات التحالف العربي الأمم المتحدة بإغلاق مطار صنعاء وإيقاف الرحلات منه وإليه مدة 72 ساعة مع تجدد قصف طائرات التحالف أهدافًا عسكرية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة اليمنية، للمرة الأولى منذ بدء مشاورات الكويت أواخر أبريل الماضي.
وأكدت مصادر محلية أن طائرات التحالف شنت غارات عدة صباح اليوم الثلاثاء 9 أغسطس 2016 على معسكرات النهدين ودار الرئاسة جنوب صنعاء، ومعسكري سلاح الصيانة والفرقة الأولى مدرع شمال غرب العاصمة، وقاعدة الديلمي شمال المدينة.
كما تواصلت المواجهات العنيفة بين الميليشيات من جهة والجيش الوطني من جهة ثانية في جبهة نهم شمال شرق العاصمة.
وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات من خمسة ألوية، تابعة للجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف، تخوض مواجهات عنيفة ضد الميليشيات بمختلف الأسلحة.
كذلك أشارت المصادر إلى أن مواقع وتجمعات الانقلابيين في الضواحي الشرقية والشمالية الشرقية لصنعاء تشكل أهدافاً رئيسية لمدفعية الجيش والمقاومة وطائرات التحالف.
وشن التحالف صباح اليوم غارات على أهداف عسكرية في الكلية الحوبية بمنطقة الروضة وفي ضاحية الحتارش ومعسكرات الصمع وبيت دهرة في بني حشيش وفريحة في منطقة أرحب.
كما سقط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي في محافظة إب نتيجة سلسلة غارات شنتها طائرات التحالف فجر اليوم على معسكر قوات الأمن الخاصة وفي جبل حراثة ومجمع بن لادن، الذي حولته الميليشيات إلى ثكنة عسكرية لها، وفق مصادر محلية، كذلك قصفت مواقع تابعة لمعسكر الحمزة شرق مدينة إب.
ودمرت طائرات التحالف منصة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا في جبهة حرض شمال غرب محافظة حجة الحدودية، أخفتها الميليشيات في إحدى مزارع المنطقة في وادي حيران، وقصفت مواقع أخرى في مفرق المجبر شمال مدينة حرض.
أما في محافظة الحديدة غرب اليمن، فقد قتل وجرح أكثر من 30 عنصراً من المتمردين، جميعهم من الحوثيين، في مبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بغارة جوية الليلة الماضية، وفقاً لمصادر عسكرية.
واستأنفت طائرات التحالف قصف مواقع ومقار عسكرية للميليشيات والقوات الموالية للمخلوع في تعز في معسكر اللواء 22 حرس جمهوري في ضاحية الحوبان ومحطة توفيف بالقرب من مطار تعز.
وقصفت طائرات التحالف مواقع وتجمعات للميليشيات في محافظة صعدة الحدودية، وتحديداً في منطقة ضحيان، المعقل الرئيس لزعيم التمرد الحوثي، وفي منطقة آل الصيفي.
وفي سياق آخر أدت ضربات التحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى انسحاب متطرفي القاعدة من مدينة عزان، ثاني أكبر مدن محافظة شبوة، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني.
وأفاد شهود عيان باختفاء تواجد عناصر القاعدة في المدينة، فيما توزعت أعدادٌ منهم في مدن أخرى في المحافظة، وخاصة في المناطق الجبلية.
وكانت قوات التحالف استعادت السيطرة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بعد طرد القاعدة منها في عملية عسكرية واسعة مطلع مايو الماضي.
فيما أكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العميد محسن خصروف أن عملية "التحرير موعدنا" الجارية في منطقة نهم شرق صنعاء عملية مستمرة حتى استعادة الدولة واستعادة الشرعية.
وأضاف خصروف في مقابلة على قناة الجزيرة أن المعركة الحالية لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المرسومة لها، مشيراً إلى أن العملية جاءت كنتيجة طبيعية للتعنت الذي أظهرته الميليشيا الانقلابية في مفاوضات الكويت ورفضها التسليم بالقرارات الدولية.
وأشار إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد مفاجأة مهمة ستعمل على قلب الموازين وتغيير الواقع نحو عودة الأوضاع إلى نصابها الطبيعية.
وفي تعز وجه العقيد منصور الحساني المتحدث باسم المجلس العسكري بتعز الشكر لقوات التحالف العربي على الإسناد الجوي الذي وصفه بـ "الرائع والدقيق" للقوات الشرعية أمس في تعز.
وأوضح الحساني في صفحته على الفيس بوك أن الطائرات أصابت مواقع الميليشيات بصورة كبيرة، وطالب التحالف بمزيد من الإسناد للقوات الشرعية.
المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن بشائر النصر قادمة لا محالة وستهزم وتندحر إلى الأبد المشاريع الضيقة الفئوية والمناطقية ومن يقف خلفها». في إشارة إلى ميليشيات الحوثيين وصالح.
وأجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد على المقدشي، اطلع خلاله على الموقف على جميع الجبهات ومواقع التماس مع القوات التابعة للحوثي وصالح.
وأفادت مصادر حكومية بأن هادي أقال أمس قائد محور تعز العسكري اللواء يوسف الشراجي وعينه مستشاراً في وزارة الدفاع وأصدر قراراً بتعيين اللواء خالد قاسم فاضل خلفاً له في قيادة المحور، واللواء هائل محمد غالب علي رئيساً لأركان المحور.
فيما قال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين "محمد عبدالسلام الحوثي": إن السلطات السعودية منعت طائرة وفدهم من العودة إلى صنعاء بعد إغلاق المطار لمدة "72" ساعة .
وقال ناطق باسم الميليشيات "إن وفدهم اضطر للتأخر لمدة "72" في العاصمة العمانية "مسقط" بعد قرار غرفة عمليات التحالف العربي بإغلاق المطار لمدة ثلاثة أيام متوالية بشكل مبدئي .
وكانت قوات التحالف قد رفعت مذكرة لبعثة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بإغلاق المطار مدة "72" ساعة قادمة بشكل مبدئي .
وفي سياق لآخر، أطاحت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين بـ "42" من القيادات العسكرية العليا الموالية لـ "صالح"، وكانت تشغل مناصب عليا بوزارة الداخلية التي يسيطرون عليها في صنعاء .
وأصدر رئيس اللجنة الثورية "محمد الحوثي" قراراً بتعيين "42" قيادي آخر من الموالين للحوثيين في تلك المناصب التي تنوعت بين مستشارين في الوزارة ونواب ووكلاء ومديرين عموم في الوزارة وفروعها الأمنية في المحافظات التي يسيطرون عليها .
المشهد اليمني:
فشل متوقع لجولة السلام في الكويت، فيما تُصَعد القوات الحكومية ضد "الحوثيين- صالح" مع تصعيد سياسي من قبل الحوثيين بتشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، وتأتي أبرز التغيرات وهي ترحيب حزب التجمع اليمني للإصلاح بالمشاركة في المجلس، وهو ما يعتبر نقطة تحول في الأزمة اليمنية لصالح "الحوثيين- صالح".
الحل العسكري فرض كلمته في الأزمة اليمنية، عقب فشل مشاورات الكويت، بعد فشل التوصل لحل سياسي، وتطبيق القرار مجلس الأمن رقم 2216.