انتهاء الجدل حول الخطبة المكتوبة وتوقف العمل بها
الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 05:48 م
طباعة

بعد الكثير من الشد والجذب بين أئمة الأزهر ووزارة الأوقاف وبتدخل مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي كما أشرنا من قبل في بوابة الحركات الإسلامية- تم التوقف عن العمل بنظام الخطبة المكتوبة كما صرح
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية؛ حيث قال: إن ملف الخطبة المكتوبة تم إغلاقه تمامًا بالاتفاق بين الأزهر والأوقاف، موضحًا أنه لا أحد سيطبق هذا النظام سواء وعاظ الوزارة أو شيوخ الأزهر خلال خطبة الجمعة المقبلة.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ملف تجديد الخطاب الديني أصبح في يد هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، الذين سيبدءون في إتمامه خلال الفترة المقبلة، متوقعًا ألا تنتهي الهيئة من تنفيذ مشروع تجديد الخطاب الديني خلال هذا العام.
جاء هذا التصريح بعد صراع طويل بين مؤسسة الأزهر، التي تعد المؤسسة الدينية الأقوى بما تضمه من هيئة لكبار العلماء وغيرها من الهيئات الممثلة للشأن الديني في مصر، وبين وزارة الأوقاف التي لم يعد لها سلطة حقيقية على الأماكن الدينية من مساجد ووقف وغيرها؛ حيث أصبح المتحكم في الأوقاف الدينية اللجنة المشكلة بقيادة رئيس الوزراء السابق "إبراهيم محلب" بينما من يتحكم في أئمة المساجد وخطب الجمعة هي مؤسسة الأزهر.
وقد أكدت تقارير إعلامية عدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر تعليماته لوزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، بإلغاء الخطبة المكتوبة، التي أصدر الأخير قرارًا بتطبيقها في سائر المساجد، ورفضتها مشيخة الأزهر ممثلة في هيئة كبار العلماء، حتى وصفها عضوها أحمد عمر هاشم، بـ"الخطبة المنكوبة" لا "المكتوبة".
ونقلت صحيفة "الموجز" الإلكترونية عن مصادر قولها: إن السيسي اتخذ القرار بعد لقائه شيخ الأزهر، الأربعاء الماضي 3 أغسطس 2016؛ حيث استمع منه إلى مساوئ تطبيق الخطبة المكتوبة، واعتراض الشيوخ عليها.
وأتى لقاء السيسي بشيخ الأزهر بعد أيام من لقائه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس، الذي تمخض عن إصدار السيسي تعليمات بصدور قانون "بناء الكنائس" بصورة مرضية، وفق بيان أصدرته الكنيسة. وتصدَّر لقاء السيسي بشيخ الأزهر، الصحف المصرية، الخميس الماضي، التي أشارت إلى أن اللقاء أعقبه لقاء شيخِ الأزهر وزيرَ الأوقاف، ومفتي الجمهورية، في مكتب الطيب بالمشيخة.
وصدرت "المصري اليوم" بمانشيت يقول: "الرئيس ينتصر للأزهر".
واعتبرت صحيفة "الأخبار" أن "السيسي أكد دعمه الكامل للأزهر خلال استقباله الإمام الأكبر"، مشيرة إلى "انتهاء الخلاف حول الخطبة المكتوبة".
وفي تغطيتها قالت "الأخبار": إن السيسي حسم في لقائه أمس مع د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الخلاف الذي طرأ بين المشيخة ووزارة الأوقاف بشأن خطبة الجمعة المكتوبة، وعقب اللقاء التقى الأمام الأكبر مع وزير الأوقاف الذي قال: إن المقابلة كانت "أبوية".

الشيخ محمد زكي بدار، أمين عام اللجنة العليا للدعوة والمصالحات بالأزهر
ورأى الشيخ محمد زكي بدار، أمين عام اللجنة العليا للدعوة والمصالحات بالأزهر، أن "الاجتماع الذي وضع فيه الأزهر تعليماته للأوقاف ودار الإفتاء وقيادات المؤسسات الدينية يعد بما لا يدع مجالا للشك، انتصارا بالحق وللحق، إزاء الخطبة المكتوبة".
وأضاف أن "الخطبة المكتوبة من شأنها إعاقة تجديد الخطاب الديني لذلك التزم الأزهر موقفه الصلب"، مطالبا بـ "التوحد خلف شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء ودار الإفتاء؛ لأن الأزهر هو المرجعية العليا والوحيدة للإسلام والمسلمين في الخارج والداخل"، على حد قوله.
وفي تراجع واضح عن قراره بفرض الخطبة المكتوبة، قال وزير الأوقاف إن الإمام الأكبر (يقصد شيخ الأزهر) وجه بوضع الخطط التدريبية اللازمة لرفع كفاءة الأئمة والوعاظ في مواجهة القضايا التي تحل مشكلات الناس، وتلامس واقعهم، مع صقل مهارات الأئمة، ورفع كفاءتهم في تحضير الخطب، وإلقائها.
وأضاف جمعة، في تصريحاته عقب الاجتماع، أن الحاضرين في اللقاء اتفقوا على توحيد الجهود بين جميع المؤسسات الدينية في كل ما يخدم الدين والعباد.

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي
ومن جهته، قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، إنه تم الاتفاق بين الأزهر ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء خلال الاجتماع، الذي دعا إليه الأربعاء، شيخ الأزهر، على التنسيق بين الجهات الثلاث حول الموضوعات التي تطرح من خلال الدروس والوعظ وخطب الجمعة تحت مظلة الأزهر، باعتباره المرجعية الأساسية ورأس الهرم في المجال الديني.
وأضاف - في تصريحات صحفية - أنه تمت مناقشة موضوع "الخطبة المكتوبة"، وأن شيخ الأزهر أكد رأي الأزهر برفض الخطب المكتوبة، الذي تم إعلانه من قبل مجلس حكماء المسلمين في وقت سابق، فيما أكد وزير الأوقاف أنه لم يصدر بالخطبة المكتوبة قرارًا رسميًّا من الوزارة.
وحول مستقبل الخطبة المكتوبة في الاجتماع الثنائي لشيخ الأزهر ووزير الأوقاف، قال عفيفي إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي" أكد خلال لقائه الإمام الأكبر أن الأزهر هو المنوط برسم سياسات العمل الدعوي"، منبهًا إلى أن وزير الأوقاف أبدى احترامه الشديد لموقف هيئة كبار العلماء بشأن الخطبة المكتوبة، وأعلن أنه لن يصدر قرارًا رسميًّا بتفعيلها.
وكانت وزارة الأوقاف قد عممت في وقت سابق الخطبة المكتوبة للجمعة الماضية، (5 أغسطس 2016)، عبر موقع الوزارة، بعنوان: "الأمن الغذائي.. حمايته وحرمة التلاعب به"، فيما رفض الأزهر في الأسبوع الماضي الخطبة الموحدة التي قررتها الأوقاف حول النظافة، متناولا: "حقوق المسيحيين التي كفلها الإسلام".
ونزعت التسوية الجديدة بين الأزهر والأوقاف فتيل جدل دار بين الأزهر والأوقاف بشأن الخطبة الموحدة، كان قد تطور إلى حد مطالبة بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بضم إدارة الدعوة من وزارة الأوقاف إلى اختصاصات الأزهر، مستندين للمادة 7 بالدستور، التي تقول: إن الأزهر هو المرجعية للدين الإسلامي في البلاد.