ثقة القبائل تهدد الحوثيين.. والجيش اليمني يتقدم في صنعاء
الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 06:39 م
طباعة

استمر الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف في التضييق على جماعة الحوثيين وقوات صالح في صنعاء، وسط تقدم في مدنية نهم، فيما تواجه الحوثين أزمة ثقة مع عدد من مشايخ قبائل اليمن وخاصة في مدينة البيضاء، في وقت تؤكد الحكومة اليمنية على استمرار مواجهة الانقلابيين.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلن الجيش اليمني أمس بدء معركة الحسم لتحرير صنعاء والمحافظات الأخرى من قبضة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، فيما شن طيران التحالف العربي عشرات الغارات على مواقع الميليشيات ومعسكرات المتمردين في صنعاء ومحيطها ومحافظات مأرب وصعدة والجوف وتعز وإب والحديدة، واستهدفت الغارات مخازن الأسلحة والذخيرة وطرق الإمداد.
وتجدد قصف التحالف مواقع ومعسكرات المتمردين وسط صنعاء ومحيطها بعد توقف دام شهوراً جراء عملية التهدئة التي رافقت مشاورات الكويت، وأفاد شهود بأن الغارات طاولت معسكر القوات الخاصة في منطقة «الصباحة» غرب العاصمة ومعسكر النهدين بجوار القصر الرئاسي ومعسكرات الصيانة والفرقة في حي الحصبة، وامتدت الضربات إلى معسكرات ومواقع للمتمردين في الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة في مديريات «سنحان وبلاد الروس وخولان وبني حشيش» إضافة إلى طرق الإمداد بين صنعاء وذمار ومأرب.
وشملت الغارات في محافظة تعز على ما أفادت مصادر المقاومة والجيش «تجمعات وآليات لميليشيا الحوثي وقوات صالح في معسكر 22 ميكا، ومطار تعز الدولي، ونقاطاً في مفرق الذكرة، ومعسكر الإذاعة، ومعسكر الصيانة، وجبل أومان، ومقراً تابع للميليشيات خلف محطة توفيق عبدالرحيم في منطقة الحوبان».
وطاولت الغارات مقرات أمنية في محافظة الحديدة الساحلية، ومعسكرات ومنازل قياديين حوثيين في محافظة إب، كما استهدفت تجمعات للمتمردين في منطقة ضحيان قرب مدينة صعدة، وعلى امتداد المناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة، وسط أنباء عن مقتل وجرح عشرات المسلحين.
فيما أشاد المتحدث باسم التحالف قوات العربي، اللواء ركن أحمد عسيري بالعملية العسكرية التي تقودها قوات الجيش الوطني في نهم والتي أطلق عليها اسم «التحرير موعدنا».
وقال عسيري في تصريحات صحفية اليوم أن التحالف مستمر في دعم قوات الجيش الوطني اليمني التي تحقق نتائج إيجابية في نهم.
وأضاف عسيري أن المقذوفات التي تسقط على الحافظات السعودية الجنوبية تأتي نتيجة يأس الميليشيات.
و أكد رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء محمد علي المقدشي أن مرحلة الحسم العسكري ضد الانقلابيين قد بدأت، وأن العملية العسكرية مستمرة حتى تحرير العاصمة صنعاء واستعادة الشرعية، مشيرًا إلى أن قوات عسكرية كبيرة لا تزال في مأرب، وهي على أهبة الاستعداد والجاهزية، في غضون ذلك شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على معسكرات ومواقع للانقلابيين في صنعاء، كان أبرزها في جبل النهدين ومعسكرات الحفا وصباحة والفرقة الأولى وقاعدة الديلمي الجوية.
صراع الحدود:

وفي سياقر آخر، أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن اليوم الأربعاء أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخين باليستيين تم إطلاقهما من الأراضي اليمنية باتجاه مدينتي أبها وخميس مشيط.
وأكدت قيادة التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أن الصاروخين تم اعتراضهما بدون أي أضرار، وقد بادرت قوات التحالف الجوية في الحال باستهداف مواقع إطلاق الصاروخين في ضواحي محافظة عمران.
فيما قتل طفل وأصيب 7 سعوديين آخرين بجراح مساء اليوم الأربعاء 10 أغسطس 2016 بسقوط قذائف هاون على أحياء سكنية في مدينة صامطة الحدودية السعودية جنوب منطقة جازان.
وحصل "المشهد اليمني" على قائمة بأسماء الجرحى من ضمنهم الطفل حسن سامي أبو ذياب (12) عاماً، والذي توفي لاحقاً نتيجة إصابته بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم.
وسقطت القذائف على منزل أسرتين في مدينة صامطة؛ حيث تسببت في جرح ثمانية من الأسرتين، أحدهم توفي متأثراً بإصابته فيما لحقت بالمنزلين أضرار كبيرة.
وباشرت فرق الدفاع المدني السعودي الحادثة فيما لم يصدر بيان رسمي من الدفاع المدني السعودي حوال الحادثة حتى لحظة كتابة الخبر.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، رفضت قبائل محافظة البيضاء وسط اليمن تحكيم «العرف القبلي» والذي تقدم بها الانقلابيون إثر اختطافهم وقتلهم خمسة من مشايخ قبائل آل عمر الأسبوع الماضي بطريقة بشعة يندى لها الجبين.
وقال محافظ البيضاء نائف القيسي في تصريحات خاصة لصحيفة «المدينة»: إن رفض قبائل البيضاء تحكيم الحوثي «الدية» في مقتل خمسة من مشايخ البيضاء؛ لأنهم قتلوا بطريقة غيلة وغدرًا وبشكل بشع، ولذلك لا بد أن يكون رد اعتبار للمحافظة وقبائل البيضاء بتحريرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية التي وجه الأخ الرئيس بالبدء في عملية التحرير وبدعم ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
مؤكدًا أن أهل الدم من مشايخ وقبائل آل عمر وكل قبائل البيضاء رفضوا عدائل الحوثي والدخول في صلح قبلي مع الانقلابيين؛ لأن هذه الميليشيات لا تعترف ولا تلتزم بأي عهود أو مواثيق.
وقال أحد شيوخ قبائل البيضاء فضل عدم ذكر اسمه في تصريحات خاصة لـ «المدينة»: إن ميليشيات الحوثي دفعت عشرين مليون ريال يمني و20 قطعة سلاح عدائل في حادثة القتل البشعة وهي مقتل خمسة من كبار مشايخ قبائل آل عمر بالبيضاء.
وأضاف: رفضت القبائل هذه العدائل حيث طالبت بتسليم الجناة وعددهم خمسة وهم معروفون «قيادات عسكرية» تعمل لدى الميليشيات الانقلابية.
وأشار بأن الميليشيات رفضوا تسليم القتلة، مؤكدين أنهم سيتم محاكمتهم في محكمة خاصة بالانقلابين، وهو ما رفضه بشدة جميع قبائل ومشايخ محافظة البيضاء؛ وبهذا يكون انتهاء أي صلح ووساطة بين قبائل البيضاء وميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأكد المصدر أن بعض مشايخ البيضاء تمارس عليهم ضغوطات من قبل الانقلابيين، إلا أن استنكار قبائل البيضاء جعلتهم يقفون مع كل القبائل التي رفضت عدائل وتحكيم ميليشيات الحوثي الانقلابية.
فيما هاجم عادل الشجاع، قيادي كبير في حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قائلًا: "اللجنة الثورية التابعة للحوثيين" بعد قراراتها الأخيرة.
وقال "الشجاع" وهو أحد أكبر قيادات الحزب- وعضو سابق بمشاورات جنيف- في هجوم جديد بصفحته على "فيسبوك" طيران العدوان السعودي يتسلى بقتلنا يسرح ويمرح في سمائنا ينتهك سيادتنا حول بنيتنا التحتية إلى ركام واللجنة الثورية تصدر قرارات تعيين وترقيات، حسب قوله.
وتساءل في تعليقه على تلك القرارات قائلاً: "السؤال الذي يضع نفسه: ما هو الوطن بالنسبة لكم؟".
وعّلق قائلاً: "سأقولها بصراحة يقبل من يقبل ويضرب رأسه عرض الحائط من لا يقبل أن الوطن ليس تعيين ولا ترقيات". مضيفاً بأن الوطن ليس أسرة.=-
وأضاف: "الوطن أكبر من ذلك. إن أنين الجرحى والثكالى والأيتام والقتلى ستلاحق كل من يسرق حق اليمنيين الناس منشغلون بما تخلفه آلة العدوان السعودي، وهناك من يدعي أنه ضد العدوان وهو يسرق حقوق اليمنيين".
يأتي هذا كأول رد من حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على القرارات الأخيرة التي أصدرها رئيس ثورية الحوثيين آخرها تعيين "42" قائد أمني في وزارة الداخلية بعد إقالة المقربين من "صالح" في الوزارة، كما أصدرت اللجنة الثورية قرارًا بتعيين "17" وكيلًا لمحافظة صنعاء دفعة واحدة .
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور اليوم الأربعاء سفيري الولايات المتحدة الأمريكية ماثيو تولر، وبريطانيا إدموند فيتون لدى بلادنا.
جرى خلال اللقاء تناول جملة من القضايا والموضوعات المختلفة التي تهم المصالح المشتركه وعلاقات بلادنا بكلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .
وأشاد رئيس الجمهورية بجهود السفيرين من خلال فعاليتهما ضمن مجموعة الدول الــ 18 الداعمة للأمن والاستقرار والسلام في اليمن.. مشيراً إلى أن ذلك ما تجلى من خلال مشاورات السلام بمحطاتها المختلفة والتي حال الانقلابيين دون تحقيق إرادة الشعب اليمني في السلام المسنود بدعم المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال هادي: "ان الاعمال والممارسات المقيته التي استمر في اتباعها الانقلابيين لتشتيت البلد وشرخ النسيج الاجتماعي بدعواتهم الفئوية والمناطقية وغير الدستورية في مواصلة أعمالهم الانقلابية بصورها وأشكالها المختلفة لن يجنوا من ورائها غيرالسراب بعد أن استنكر ممارساتهم وأفعالهم المجتمع الدولي كافة".
وأضاف: "إن الجنوح للسلام هو طوق النجاة للمتمردين الذين دمروا البلاد وعاثوا بمقدراته وسفكوا الدماء البريئة".
من جانبهم عبر سفيرا الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة عن تقديرهما لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الرامية إلى السلام.. مجددين دعم بلديهما لشرعية الرئيس هادي وخطواته الرامية إلى استكمال استحقاقات وتطلعات الشعب اليمني في بناء دولته الاتحاديه الجديدة.
وفي نفس السياق، استقبل الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإمارتي للشئون الخارجية اليوم الأربعاء إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.
وتم خلال اللقاء بحث تطورات الوضع في اليمن وآفاق الحل السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة خاصة القرار 2216.
وأحاط المبعوث الأممي الوزير قرقاش بمشاوراته واتصالاته في أعقاب اجتماعات الأطراف اليمنية في الكويت الشقيقة.
وقال وزير الدولة الامارتي للشئون الخارجية: إن دولة الإمارات مستمرة في دعمها ومساندتها للجهود الدولية المبذولة القائمة وتدعم الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الأساسية.
وأشار إلى أنه من الضروري أن يستند الحل السياسي إلى القرار 2216، وألا يحيد عنه وأن تكون الآليات الأمنية الأساسية التي تمهد للحل السياسي واضحة ودقيقة.
وأكد أن دولة الإمارات ستستمر في دعم جهود المبعوث الدولي وستسعى إلى طرح الأفكار الإيجابية والبناءة والتي تحقق الأمن والسلام لليمن الشقيق.
وجدد دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومساندتها للحل السياسي المبني على المرجعيات الأساسية.
فيما قال عبدالملك المخلافى، وزير الخارجية ، إن إعلان المجلس السياسي من جانب الميليشيات باطل دستوريا،ولا خوف من أي صبغة قانونية لمجلس المنحوس وخايب الرجاء ولن يحرزوا أي اعتراف دولي.
وأضاف المخلافى، خلال مؤتمر صحفى له اليوم الأربعاء، أن المجلس السياسي للحوثيين وصالح يشكل تحديا لليمنيين وللمجتمع الدولي، وهو بمثابة إعلان حرب جديدة من جانب الميليشيات، ونسف لمشاورات الكويت، مؤكدًا أن الشعب اليمني قادر على استعادة دولته بالقوة.
وعن مجلس النواب قال" هناك تدارس لفقهاء القانون مع نائب رئيس مجلس النواب للرفع لرئيس الجمهورية حول مجلس النواب.
كما دعا أعضاء مجلس النواب لرفض كل الإجراءات التي تشرعنها الميليشيات. وتابع: "سنبذل كل جهدنا للحفاظ على الدستورية في اليمن لمواجهة الانقلاب".
وأكد المخلافي عن استعدادهم للاتجاه لأي مشاورات قادمة حال توفر ضمانات دولية.
المشهد اليمني:
فشل متوقع لجولة السلام في الكويت، فيما تُصَعد القوات الحكومية ضد "الحوثيين- صالح" مع تصعيد سياسي من قبل الحوثيين بتشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، وتأتي أبرز التغيرات وهي ترحيب حزب التجمع اليمني للإصلاح بالمشاركة في المجلس، وهو ما يعتبر نقطة تحول في الأزمة اليمنية لصالح "الحوثيين- صالح".
الحل العسكري فرض كلمته في الأزمة اليمنية، عقب فشل مشاورات الكويت، بعد فشل التوصل لحل سياسي، وتطبيق القرار مجلس الأمن رقم 2216.