احتدام الصراع في اليمن... والمجلس السياسي يبدأ مهامه في صنعاء
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 03:47 م
طباعة

واصلت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية شن مئات الغارات على صنعاء ومحيطها وعلى مختلف جبهات القتال في حجة وتعز ومأرب وصعدة والجوف والحديدة وإب. كما تشهد الحدود اليمنية-السعودية مواجهات هي الأشد منذ بداية الحرب في نهاية مارس 2015، وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مع اقتراب البلاد من المجاعة، وسط بدأ مهام المجلس السياسي الاعلى الذي شكله الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف اليوم الثلاثاء سيطرتها على جبل استراتيجي بمحافظة الجوف - شمال شرق اليمن .
وقالت القوات في بيان لها اليوم " أن أفراد الجيش والمقاومة سيطروا على " جبل الأجاشر " بمديرية خب والشعف - كبرى مديريات المحافظة - بعد معارك عنيفة مع الحوثيين .
وأضافت في بيانها " أن قواتها استولت على عتاد عسكري وذخائر تركتها المليشيات عقب فرارها من تلك المواقع .
وتخوض قوات الجيش والمقاومة معارك عنيفة في المديريات التي لاتزال تحت سيطرة الحوثيين في المحافظة التي كانت قد سقطت بالكامل بيد المليشيات مطلع العام الماضي .
كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع تجمعات للحوثيين وقوات صالح، في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن يوم الثلاثاء.
وقال مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين"، إن طيران التحالف شن غارة استهدفت منصة صواريخ للحوثيين وقوات صالح في المجمع الحكومي لمديرية سامع جنوب تعز، ظهر الثلاثاء.
وذكر أن اربع غارات ايضاً شنتها مقاتلات التحالف على مواقع للحوثيين وقوات صالح في منطقة "المحجر القديم"، جنوب مدينة المخا، غرب محافظة تعز.
فيما أكد نائبب الرئيس اليمني " علي محسن صالح الأحمر " إن الدولة ماضية في استعادة الشرعية وتحرير صنعاء بعد أن حررت 80% من الأراضي اليمنية"وأنه لاتراجع عن تحرير تلك المناطق حسب قوله .
وشدد " محسن " خلال لقاء مع السلطة المحلية والأحزاب السياسية بمحافظة مأرب على ضرورة الحفاظ على أمن محافظة مأرب التي قال أنها تمثل عاصمة اليمن ككل وليس إقليم " سبأ " فحسب .
وأشاد " محسن " بالدور الكبير الذي قدمه أبناء مأرب في احتضان الجيش والمقاومة وكل أطياف الشعب المقاوم كما عبر عن شكره الكبير لمقاومة البيضاء والجوف وكل المحافظات التي وقفت في وجه المليشيات وقالت: "لا للانقلاب". وتأتي لقاءات وتحركات الأحمر، عقب إعلان الجيش اليمني، الأسبوع الماضي، بدء مرحلة الحسم العسكري، وإطلاق عملية "التحرير موعدنا" للعمليات العسكرية بمديرية نهم شرقي صنعاء
كما ردت القوات السعودية بمساندة المدفعية على هجوم مسلحين على منطقة الخوبة في جازان وعلب في ظهران الجنوب ونجران، نتج منه مقتل العشرات وإصابة آخرين من جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي صالح. واستهدفت طائرات التحالف أهدافاً ثابتة ومتحركة لميليشيا الحوثيين وصالح، وتمكنت من تدمير معدات عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ «توشكا» وقذائف «كاتيوشا».
وكثفت الطائرات غاراتها على أهداف متفرقة في صعدة والملاحيط، فيما دمرت مروحيات «الأباتشي» مدرعات وقواعد لقذائف «كاتيوشا»، إضافة إلى رصد تحركات فردية لمسلحين حاولوا التسلل أثناء التمشيط. وقالت مصادر سعودية، ان أكثر من مئة مسلح من مليشيات الحوثي وقوات صالح،قتلوا في غارات واشتباكات بالقرب من منطقة عسير شمال اليمن.
واكدت المصادر، إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السعودية المشتركة والمليشيات قُبالة منفذ علب الحدودي في محافظة ظهران الجنوب بعسير، أسفرت عن مقتل حوالي 45 مسلحا من قوات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إضافة إلى العشرات من مسلحي الحوثي، بحسب ما أوردته “العربية”.
وتمكنت المدفعية السعودية من استهداف مخزن للسلاح تابع للحوثيين في مندبة مقابل منفذ علب الحدودي.
وتحدثت مصادر مطلعة عن مقتل قيادات عسكرية بارزة بصفوف الحوثيين، بمعارك عنيفة دارت في تعز، حيث صد الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية هجوما للمليشيات على أحياء حي ثعبات والجحملية وشارع الأربعين شرق تعز، ما أسفر عن مقتل أكثر من 21 مسلحًا من مليشيات الحوثي وصالح.
وقالت المصادر إن من بين قتلى المليشيات؛ ملازم أول حرس جمهوري محمد الحسن والقيادي الحوثي أحمد يحيى عبد الله المؤيد والقيادي الحوثي حسن محمد عبد الرحمن الحوثي والقيادي الميداني الحوثي نبيل زرعه بالإضافة لإصابة القيادي الحوثي المدعو جهاد يحيى الحوثي.
وشنّت مقاتلات التحالف العربي غارات عنيفة استهدفت مخازن للسلاح في مقر اللواء اثنين وعشرين حرس جمهوري بالجند شرق مدينة تعز.
وليل أمس أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن مواقع حدودية متقدمة في محافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير تعرضت لإطلاق نار من عناصر حوثية داخل الأراضي اليمنية. وأشار في بيان، إلى أنه تم الرد على مصدر النيران بالمثل، ونتج عن المواجهات استشهاد العريف في حرس الحدود مشاري محمد سعد الشهراني.
كما عثرت أجهزت الأمن اليمنية في عدن صباح اليوم على مخزن أسلحة ومتفجرات تابع لتنظيم داعش، وذلك خلال حملة تفتيش ومداهمة قبضت فيها أجهزة الأمن على أحد المشتبهين وبحوزته ألغام وعبوات معدة للتفجير.
وأوضح مصدر أمني أن الأسلحة التي تم العثور عليها كانت مخزنة في أحد المنازل بمنطقة جعولة شمال عدن، وتضم ألغاماً ومواد متفجرة واسطوانات مجهزة للتفجير، كما تم ضبط سيارتين مفخختين كانتا مجهزتين للتفجير في عدن.
تأتي هذا العملية بعد ساعات على مقتل العقيد عبدالعزيز الصبيحي ضابط في الجيش اليمني على أيدي مسلحين مجهولين، كانا يستقلان دراجة نارية في منطقة الوهط التابعة لمحافظة لحج شمال عدن.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، سلّمت جماعة الحوثي، اليوم الإثنين، القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء، لرئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” صالح الصماد.
وتولى رئيس ما تعرف باسم “اللجنة الثورية” محمد علي الحوثي القصر الجمهوري وإدارة شؤون الدولة إلى الرئيس الدوري للمجلس صالح الصماد.
يأتي ذلك بعد يوم من منح البرلمان اليمني، الذي يسيطر عليه الحوثيون وحزب صالح، الثقة للمجلس، ونقل صلاحيات إدارة الدولة له، في جلسة شابها الكثير من الجدل حول نصابها القانوني.
وسيطر الحوثيون في 20 يناير 2015 على القصر الجمهوري، ومن داخله حكمت ما تسمى بـ” اللجنة الثورية العليا” التابعة لهم لأكثر من عام، قبل أن يعلنوا في السابع من الشهر الجاري مع حلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد، من جانب واحد، يضم 10 أعضاء بالمناصفة.
كما انتشرت قوات موالية للرئيس اليمني السابق " علي عبدالله صالح " اليوم الثلاثاء بمدينة إب تزامناً مع مسيرة مؤيدة لمجلس الحوثيين وصالح في صنعاء .
ونقل سكان محليون صوراً تظهر انتشار قوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي وقوات النجدة في شوارع المدينة .
وأكدت المصدر " أن تلك القوات رددت هتافات إلى جانب الجماهير بمباركة المجلس السياسي ورفع صور الرئيس السابق " علي صالح " ونادوا بعودته للرئاسة بحسب إفادة شهود عيان .
وأضافت المصادر " أن تلك القوات انتشرت بشكل مفاجئ في الصباح الباكر مع غياب تام لعناصر مليشيات الحوثي في المدينة .
يأتي هذا بالتزامن مع تسليم اللجنة الثورية المهام الإدارية للمجلس السياسي برئاسة " صالح الصماد " لإدارة شؤون المناطق التي يسيطرون عليها سياسياً وعسكرياً كونه أعلى سلطة حسب قراره الأول أمس الإثنين .
الوضع الانساني:

ومستقل بشأن تقارير تشير الى وقوع غارة على مستشفى في محافظة حجة، شمالي اليمن.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان منظمة أطباء بلا حدود، أن الهجوم أسفر عن 11 قتيلًا على الأقل و19 مصابًا.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن فريق تقييم الحوادث المشتركة، التابع للتحالف، اطلع على تقارير تشير إلى وقوع غارة جوية على مستشفى في محافظة حجة شمال اليمن، وبادر الفريق لفتح تحقيق مستقل في هذه التقارير وبشكل عاجل.
وذكرت الوكالة، أن فريق التقييم سيقوم – كجزء من التحقيق- بالحصول على معلومات إضافية من منظمة (أطباء بلا حدود)، وسيعلن الفريق النتائج التي توصل إليها بشكل علني.
فيما قال مستشار وزير الدفاع السعودى والمتحدث باسم قوات التحالف العربى اللواء أحمد عسيري، بأن 80% من المواد الإغاثية والطبية والغذائية تصل اليمن بحرًا، وليس جوًا عبر مطار صنعاء.
وقال عسيرى فى اتصال هاتفى مع قناة (العربية الحدث) الإخبارية مساء امس الاثنين، إن قوات التحالف تلقت 12 طلبًا من جهات إغاثية ومنظمات دولية فى مطار صنعاء، مشيرا إلى أنها فى الغالب كانت رحلات تقل أشخاص تابعين للمنظمات ولم تكن مواد إغاثية أو طبية حتى لا تدعى هذه المنظمات أنه تم تعطيل وصولها.
المشهد اليمني:
ومع فشل مفاوضات الكويت واعلان الحوثيين وصالح المجلس السياسي، تشير التطورات الأخيرة، ورغم الدمار الكبير الذي لحق بها والمآسي الإنسانية التي خلفتها المواجهات طوال عام ونصف، إلى أن اليمن على أعتاب مرحلة جديدة من القتال قد تدفع باتجاه مضاعفة الجهود الدولية لفرض اتفاق السياسي، أو تفتح الباب أمام صراع مزمن محمل بكل الشعارات الجهوية والطائفية.