الخطاب التحريضي للأمين العام والقائم بأعمال مرشد الجماعة بمناسبة عودة "اخوان اون لاين"

الأربعاء 17/أغسطس/2016 - 04:59 م
طباعة الخطاب التحريضي للأمين
 
لا شك ان هناك مواضيع كثيرة من الممكن الحديث عنها، خصوصا في مناسبة اعادة تشغيل الموقع الالكتروني للجماعة الارهابية، حيث المشكلات التي تواجهها الجماعة من داخلها والتي تربو الى حالة الصراع الداخلي، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اوضاع الجماعة في مصر وعلى المستوى الدولي، الا ان الامين العام للجماعة والقائم بأعمال المرشد اجتمعا سويا في كلمتيهما بمناسبة افتتاح الموقع على تحريض شباب الجماعة ضد الدولة المصرية وجيشها وشرطتها، في محاولة لكسب شباب الجماعة، وإذابة الخلافات الداخلية بالتحريض على مصر، فلا يخلو خطاب الرجلين بالحديث عن الجهاد والصمود ومقاومة ما يسمونه انقلاب، كل هذا ان دل فإنما يدل على محاولات قيادات الجماعة لم الشمل على حساب استخدام العنف. فيقول محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام في نهاية كلمته الافتتاحية لموقع "اخوان اون لاين" " واليوم، القلة الثابتة المرابطة في الحراك الشعبي تقتدي بالعباس بن عبد المطلب يوم حنين.. هؤلاء المرابطون يستغيثون بربهم، وينادون شعوبهم في ذكرى ملحمتي رابعة والنهضة. يا ثوار يناير.. يا أصحاب موقعة الجمل.. يا من أسقطتم الطاغية في 11 فبراير بوحدة نضالكم.. هذا يومكم لتكملوا مسيرتكم وتحرروا أوطانكم، وإذا قيل لكم لا طاقة لكم بالانقلاب وجنوده، فقولوا: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
الخطاب التحريضي للأمين
وكأن القائم بأعمال المرشد يبث اعلان للحرب على الدولة المصرية، وليس بيانا افتتاحيا لموقع الكتروني، ليس هذا فقط ما تقوم به قيادات الجماعة ولكن جائت كلمة الامين العام للجماعة اكثر تفصيلا حيث ناقش فيها مشكلات الجماعة وجائت بداية كلمته بتوجيه التحية لشهداء الثورة مذكرا شباب الجماعة بالدماء التي سالت حيث قال "وأبدأ بتوجيه التحية والإجلال لأرواح شهداء الثورة المصرية سائلا المولى جل في علاه أن يتقبلهم مع النبيين والصديقين ، كما أتوجه بالتحية لأسرهم مؤكدا لهم أن هذه الدماء لن تضيع في الدنيا حين نقتص لهم من قاتليهم ، ولن تضيع في الآخرة عند الله عز وجل الذي يختار من يشاء لنيل الشهادة" فهو يطالب بالقصاص لهؤلاء الشباب، ثم يوجه التحية لأعضاء مكتب الارشاد المحجوزين على ذمة قضايا جنائية ويعتبرهم من المعتقلين سياسيا فيقول " تحية واجبة لإخواننا المعتقلين وعلى رأسهم فضيلة المرشد العام والرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي ، وإخوانهم جميعا وأسرهم الذين يضربون أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتضحية سائلا المولى عز وجل أن يمن علينا بنصر قريب عزيز وعودة حميدة  لرئيسنا ، وما ذلك على الله بعزيز." ثم يحاول الهاب حماس شباب الجماعة بان يذكرهم بما يسميه مذبحة القرن على فض اعتصامي "رابعة والنهضة" فيقول "وتتواكب عودة بث الموقع مع  الذكرى الثالثة لمذبحة القرن في" رابعة العدوية " و " النهضة " ومن قبلهما مذبحتي  " الحرس الجمهوري"  و" المنصة " ومن  بعدهما مذبحة " رمسيس " وغيرها والتي قدم فيها الشعب المصري أرواحا زكية اصطفاها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات" مكملا بذلك هجومه على الدولة المصرية ونظام الحكم حيث يلقي بتهمة القتل على رجال الشرطة والجيش ويبرء الجماعة من ممارساتها التي ادت الى ذلك، بقوله "فقدوا مقومات الإنسانية  ، وتجردوا من كل القيم، فمنهم من استحل دماء المصريين بالقتل ، ومنهم من استحلها بدعم وتأييد القاتل المجرم ، ومنهم من استحلها بالصمت علي تلك الجريمة الكبرى ، وهؤلاء جميعا .. ستلاحقهم  لعنات دماء الأطهار في الدنيا ثم في الآخرة" كل هذا في سبيل محاولات الامين العام للتحدث بلغة شباب الجماعة الذين اتهموا قياداتها بالتخاذل والتخلي عن الدماء فاستخدمت الجماعة خطابا اعلى صوتا واكثر تحريضا للم شمل شباب الجماعة.

الخطاب التحريضي للأمين
ثم يقوم الأمين عام بتفنيد أزمة الجماعة الداخلية موضحا لأسبابها من وجهة نظره حيث يقول: 
لقد مرت جماعة الإخوان بأزمة داخلية غير مسبوقة ، كان الهدف منها إضعافها وإجهاضها لكن حفظ الله ثم وعي أبنائها أجهض هذا كله بفضل الله،  ولعل من المفيد أن نتذاكر أهم أسباب الأزمة حتى لا تتكرر:
١- عدم استقرارمنهج الجماعة في نفوس بعض أبنائها ، وخاصة طبيعة الصراع بين الحق والباطل وكونهما في حالة تدافع مستمر ، وإن إمكانيات الباطل ومكره لتزول منه الجبال .
٢- عدم اليقين بأن الأخذ بالأسباب مهم ومطلوب ، لكن التعلق برب الأسباب فريضة وأن النصر من عند الله.
٣- استعجال البعض لقطف الثمرة قبل نضجها وهو ما حذر منه الإمام البنا رحمه الله.
٤- عدم الالتزام بالشورى والمؤسسية والعودة لمؤسسات الجماعة ومحاولة تهميشها بأسباب واهية ، واعتقاد فرد أو مجموعة أن رأيهم أكثر سدادا من العودة للشورى.
ثم يقوم بعرض لرؤية الجماعة في المرحلة القادمة قائلا: إن رؤية الجماعة الآنية والملحة تتمثل في المحاور الآتية:
-  توحيد الصف وتماسكه واستكمال كافة هياكله الشورية والإدارية
- تطوير الحراك الثوري السلمي على الأرض .
- زيادة الوعي المجتمعي بخطورة الإنقلاب ، والاصطفاف المجتمعي وعدم التفرقة بين مكونات الأمة لمصلحة الوطن.
- إعطاء الأولوية لقيادة الشباب في المرحلة الحالية والمقبلة لما قدموا من تضحيات والإستفادة من دور المرأة الذي أصبح نموذحا يدرس وإعطائها دورها الحقيقي.
- المحور الخارجي الشعبي والرسمي ودعمه لحرية وحقوق الشعب المصري من خلال ابراز خطورة الانقلاب على المستوى الإقليمي والدولي ، وتوعية المجتمع الدولي  بما سببه له الانقلاب من خسائر وأزمات طالت جميع دول العالم.
وينهي رسالته بما يشبه خارطة طريق للجماعة في الفترة القادمة حيث يقول:
وفي نفس الوقت أؤكد علي ثوابت الإخوان الثورية التي لم ولن تتغير وهي :
*  احترام إرادة الشعب في كافة الاستحقاقات الانتخابية التي جرت بين عامي ٢٠١١م و٢٠١٣م ،  واحترام حقه في اختيار حكامه .
*  التمسك بشرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي وأنه رمز للثورة وصمودها.
* عدم التفريط  في القصاص لدماء الشهداء والجرحى وإعادة حقوق المعتقلين.
* عدم التفاوض مع من تلطخت أيديهم وقلوبهم بدماء المصريين الطاهرة.
* استمرار الحراك وسلميته حتى تتحقق مطالب الشعب المصري في بناء مصر الديمقراطية الحديثة والتمسك بكل مكتسبات ثورة ٢٥ يناير٢٠١١م  .
* أن الإخوان كما هم طوال عهدهم يمدون أيديهم ويفتحون قلوبهم لكل المخلصين من أبناء الشعب المصري ليعملوا معا على إنقاذ البلاد من هذه الطغمة الفاسدة والتي انقلبت على شعبها ورئيسها لتحقيق أطماع شخصية أو خارجية.
فلنواصل مسيرتنا علي بركة الله ، وهدي تلك المبادئ ، وإن يقيننا في نصر الله لن يتزحزح .
وما أكده الأمين العام للجماعة ما ردده الاخوان كثيرا من المطالبة بالقصاص والتمسك بشرعية مرسي والهجوم على رموز الدولة المصرية.
الخطاب التحريضي للأمين
وفي سياق لغة الدم والمطالبة بالقصاص التي ارتفعت مع عودة موقع "اخوان اون لاين" نشرت الجماعة بيانا في ما أسمته مجازر 16 أغسطس واصفة الجيش المصري بـ"عصابة العسكر"  في محاولة أخيرة لتأجيج الشباب وتقديم خطاب يميل في اغلب الاحيان الى العنف والتحريض عليه لكسب شباب الجماعة ولم الشمل الداخلي وجاء نص البيان كالتالي:
بيان الإخوان المسلمين ..ذكرى مجازر 16 أغسطس.. ثورتنا مستمرة
 بعد أقل من 48 ساعة من مذبحة رابعة والنهضة، انتقل إجرام عصابة العسكر إلى شوارع وميادين مصر، واعتدوا على مواكب الشهداء في محافظات مصر المختلفة، وارتكبوا تسع مذابح في يوم واحد فقط، بحق الثوار الذين خرجوا في جمعة الغضب 16 أغسطس 2013 نصرة لشهداء رابعة والنهضة.
لقد ارتقى في ذلك اليوم أكثر من 170 شهيدًا على يد العسكر في مذبحة رمسيس بالقاهرة، ومذبحة مسيرة الاستقامة بالجيزة، ومذبحة قسم العرب ببورسعيد، ومذبحة سموحة بالإسكندرية، ومذبحة الأربعين بالسويس، ومجزرة بلوظة بسيناء , ومجزرة المطافي بالعريش، ومذبحة الإسماعيلية، ومذبحة الشهابية بدمياط..، كل هذه المجازر لم تكن عروضًا مسرحيةً- كما يدَّعي إعلام العسكر الفاجر الآن بعد مرور ثلاث سنوات على تلك المذابح- بل كانت مذابح دموية وجرائم حرب ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم، ولا بتزييف الواقع وقلب الحقائق.
إن الإخوان المسلمين إذ يترحمون على شهداء يوم 16 أغسطس 2013، وجميع الشهداء الذين قضوا بسلاح الانقلابيين، لَيؤكدون إصرار الشعب المصري على مواصلة ثورته، حتى دحر الانقلاب وعودة الشرعية، وتحرير الإرادة الوطنية، والقصاص للشهداء وإطلاق سراح المعتقلين، ومحاسبة كل من أجرم في حق المصريين.
وإذ ترحب جماعة الإخوان المسلمين بالإدانات الواسعة لجرائم العسكر من قبل القوى والرموز الوطنية- وإن جاء بعضها متأخرًا- فإنها تدعو الجميع إلى البناء على هذه المواقف وترجمتها لفعل ثوري قوي، يكمل حراك الأحرار في الميادين، ويعيد لحمة يناير وروحها، للتخلص من هذه الطغمة المتحكمة.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
اللجنة الإدارية المؤقتة - لجماعة الإخوان المسلمين
د. محمد عبد الرحمن المرسى

شارك