الإخوان بين تصريحات الأمين العام والدعوات للتظاهر
السبت 20/أغسطس/2016 - 01:04 م
طباعة

بعدما استطاعت قيادات الجماعة استعادة موقع "إخوان أون لاين" ظهر الكثير من التصريحات والدعوة لفعاليات على الأرض، من بينها الدعوة لأسبوع "دعم الغلابة" الذي يرفض فيه الإخوان قرض صندوق النقد الدولي، بعدما تم رفضه من قوى سياسية متعددة؛ حيث جددت دعوات جماعة الإخوان المسلمين وتحالف دعم الشرعية للتظاهر بالخلافات والصراع بين التنظيم وقيادات الجماعة الإسلامية مرة أخرى، فقد دعا التحالف لما أسماه بأسبوع "ادعموا حق الغلابة" الذي بدأ منذ أمس الجمعة 19 أغسطس 2016، وذلك رفضًا لقرض صندوق النقد الدولي، مطالبين المصريين بالانضمام إليهم في تلك التظاهرات وهي الدعوات التي أطلقها التحالف في وقت سابق ولم تلق الاستجابة المطلوبة، وهو الأمر الذي لقي استهجانًا من أعضاء الجماعة الإسلامية الذين هاجموا الإخوان خلال الفترة الماضية متهمينها بالخيانة.

سمير العركي القيادي بالجماعة الإسلامية
ووصف "سمير العركي" القيادي بالجماعة الإسلامية بيان التحالف بـ"الروتيني" من باب ذر الرماد في العيون، مشيرًا إلى أنه أثار لديه تساؤلًا وهو: "إذا استجاب الشعب المصري للدعوة وخرج 20 مليون واحد في الشوارع والميادين ماذا سيفعل بهم التحالف؟".
وقد هاجم العركي تحالف دعم الشرعية قائلًا: "التحالف مات إكلينيكيًّا من فترة طويلة والجميع يعرف ذلك والأكرم دفنه ومصارحة الرأي العام عن المتسبب في وفاته بدلًا من الاستمرار في خداع الناس".

عاصم عبد الماجد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية
كما اعتاد "عاصم عبد الماجد" القيادي السابق بالجماعة الإسلامية الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة؛ حيث اتهم فروعها بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية والشيعة، مؤكدًا على أن منهج الإخوان مشوش ويحتاج لتصليحه، مطالبًا إياهم بالثورة على ركام هائل من المسلمات المزيفة داخل الجماعة.
وهاجم عبد الماجد أيضًا الخطاب الإعلامي للإخوان، مؤكدًا على أنه خطاب إقصائي يقسم المجتمع، مضيفًا: "رافضون نحن للفشل، ومختلفون مع كل خطاب يرسخ الفشل، ومختلفون مع خطابات السباب والشتائم، ومختلفون مع خطاب التخوين، نحن طامحون إلى التغيير الجذري".
كما تلقى التنظيم الإخواني هجومًا من قبل "طارق الزمر" القيادي بالجماعة الإسلامية من قبل، واصفًا إياهم بالاستبداد وإقصاء الآخر؛ حيث قال: "قد يفهم العقلاء لماذا تتهم نظم الاستبداد معارضيها بالخيانة فهو مبررها التقليدي للإقصاء، أما أن يقوم بذلك فصيل معارض تعرض للإقصاء فهذا ما يحتاج لأعمال كل مدارس التحليل"، مستشهدًا بقول الشيخ الشعراوي: "يأبون أن يخرج الإسلام إلا من حناجرهم".

محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان
وضمن الإشكاليات الكثيرة التي تحيط بجماعة الإخوان ما أحدثه البيان الأخير الذي أصدره محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، الذي قال فيه: إن سبب أزمة الإخوان هو الاستعجال في جني الثمرة، فتنة كبيرة داخل الإخوان، بعدما شنت قيادات إخوانية هجومًا عنيفًا على جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان.
ومن جانبه قال أحمد حمزة، القيادي الإخواني معلقًا على بيان محمود حسين: "بيان محمود حسين يُستخلص منه معنى مهم، أن الوضع في الإخوان يشبه كثيرًا الوضع في مصر، فقد حدثت للدولة المصرية هزة عنيفة في يناير ٢٠١١ كادت أن تعصف بها ".
وأضاف في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "كما حدثت للجماعة هزة عنيفة بعد عزل محمد مرسي ورابعة وما بعدها كادت أن تحدث فيها تغييرًا جذريًّا كانت تحتاجه الجماعة بشدة لتستطيع التعامل مع واقعها الجديد لولا انتصار القيادات التاريخية في مارس ٢٠١٦، فاليأس من إصلاح الجماعة وإحداث تغيير مطلوب فيها صار يقارب اليأس". وتابع: "ليس الحزن الأكبر على ممارسات قيادات أوصلت الجماعة لحالتها هذه، فالصدمة فيهم قديمة، إنما على صف به إخوان ما زالوا يصرّون على عدم رؤية أخطاء وخطايا هذه القيادات، ولو رأوها قبلوها وبرروها بالظرف الاستثنائي ولا حول ولا قوة إلا بالله".

عز الدين دويدار القيادي الإخواني
من جانبه هاجم عز الدين دويدار، القيادي الإخواني، محمود حسين، وقال في تصريح له معلقًا على مقال الأمين العام للإخوان: "فضلوا يقولوا للصف إخواننا اللي فوق بيقولوا انزلوا احنا مسيطرين إخواننا اللي فوق بيقولوا احشدوا، إخواننا اللي فوق مستعدين لكل حاجه. إخواننا اللي فوق بيقولولكم اثبتوا".
وأضاف في تصريح له: "فضلنا كصف نحشد وننزل ونبشر ونحارب لحد لما الفاس وقعت في الراس لقينا إخواننا اللي فوق بيقولولنا إن إيماننا اللي ضعيف وإن إحنا اللي مستعجلين قطف الثمرة وبيبشرونا أنهم انسحقوا".
بدوره شن أحمد البقري، القيادي الإخواني، هجومًا على قيادات مكتب إرشاد الإخوان، وأضاف في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "محمود حسين يقول: إن قيادات الإخوان تسملها قيادات شابة، فعلا فمحمود عزت، القائم بأعمال المرشد يتخطى الـ 75 عامًا، وإبراهيم منير أمين التنظيم الدولي، 79 عامًا، ومحمود حسين 72 عامًا وهم قيادات الجماعة.
من جانبها كشفت لجنة التوثيق داخل الإخوان، كواليس بيان محمود حسين في إخوان أون لاين وكيف استطاعت الجماعة السيطرة على الموقع الرسمي للإخوان، وقالت في بيان لها: "توصلت لجنة التوثيق إلى نتائج أولية موثقة حول إعلان الدكتور محمود حسين إعادة السيطرة على موقع إخوان أون لاين؛ حيث في البداية أطلقت اللجنة الإدارية الأولى لجماعة الإخوان - برئاسة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد المستقيل من منصبه - نسخة جديدة من موقع إخوان أون لاين تقتصر على عرض الموقف الرسمي للجماعة وتصريحات وبيانات الجماعة ومتحدثها الإعلامي، ووقف أي مواد خبرية أو مقالات رأى قد تثير الخلاف الداخلي أو الخلاف مع القوى الثورية.

الدكتور محمود عزت
وأضافت في بيانها: "بعد تصاعد الخلاف بين قيادات الجماعة وقيام الدكتور محمود عزت - نائب المرشد العام - بوقف عدد كبير من أعضاء اللجنة الادارية الثانية وعدد من مساعدينهم وأعضاء ومسئولي اللجان الفنية بالجماعة، ومن ببنها أغلب أعضاء اللجنة الإعلامية، قام الدكتور محمود حسين بمساعدة المهندس محمد سودان بالتوصل إلى الشخص الذي حجز الـ domain الرئيسي (عنوان الموقع على شبكة الانترنت) الخاص بموقع إخوان أون لاين وهو ikhwanonline.com وطلبوا منه حجب الموقع الذي يخضع لإدارة اللجنة الإدارية التي تم وقف وتجميد ٧٠٪ من أعضائها. وتابعت: "اختفى موقع إخوان أون لاين بعد تعرض الشخص المسئول عن الدومين إلى ضغوط تنظيمية كبيره وانصاع لرغبة الدكتور محمود حسين وقام بإيقاف الموقع، وقامت اللجنة الإدارية المنتخبة - والتي لم تعترف بقرارات التجميد والوقف - باستخدام باقي امتدادات الدومين، واستمر العمل بموقع إخوان أون لاين بكافة امتداداته الأخرى، معبرًا عن الموقف الرسمي للجماعة من خلال اللجنة الإدارية المنتخبة، ولا تزال كافة الامتدادات تعمل بشكل طبيعي حتى الآن.
واستطردت: "قام الدكتور محمود حسين بإطلاق موقع إلكتروني بديل للإخوان في الخارج باسم مختلف (إخوان سايت) وأعلن قراره بأن موقع إخوان أون لاين لم يعد موقعًا رسميًّا للجماعة، ولم يلق موقع الدكتور محمود حسين الرواج المطلوب لمنافسة موقع إخوان أون لاين التابع للجنة المنتخبة، فقام بتكليف شركة متخصصة باستخدام الدومين - الذي استولى عليه بقرار منفرد ودون الرجوع لأي مؤسسة شورية لاتخاذ القرار في الموقع الرسمي للجماعة- ورفع أرشيفًا قديمًا عليه وأعاد تشغيله في الذكرى الثالثة لفض رابعة.
وواصلت اللجنة التوثيقية في بيانها: "صدر تكليف من محمود حسين إلى محمد عبد الرحمن بتعميم الامتداد.com - المستولى عليه - كموقع رسمي وعدم التعامل مع باقي الامتدادات، وكتب مقالًا في ذكرى رابعة ليعلن انتصاره في موقعة الموقع الرسمي وقدرته على الاستيلاء على أحد الدومينات واستخدامها لحسابه هو وفريقه".
وكان محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، قال في بيان له نشره الموقع الرسمي: إن جماعة الإخوان مرت بأزمة داخلية غير مسبوقة، كان الهدف منها إضعافها وإجهاضها لكن تم إجهاض تلك الأزمة.
وأضاف محمود حسين، أن أهم أسباب الأزمة هو عدم استقرار منهج الجماعة في نفوس بعض أبنائها، وخاصة طبيعة الصراع بين الحق والباطل وكونهما في حالة تدافع مستمر، وعدم اليقين بأن الأخذ بالأسباب مهم ومطلوب، لكن التعلق برب الأسباب فريضة، واستعجال البعض لقطف الثمرة قبل نضجها.