تفجيرات "غازي عنتاب" التركية.. هل المستهدف حلب السورية؟

الأحد 21/أغسطس/2016 - 01:55 م
طباعة تفجيرات غازي عنتاب
 
شهدت محافظ غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا، تفجيرات إرهابية مساء أمس السبت 20 أغسطس 2016، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، في تفجير هو الأعنف منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، فيما رجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يكون "داعش" خلف الحادث الإرهابي.

تفجير غازي عنتاب:

تفجير غازي عنتاب:
فقد أعلن محافظ غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا عن ارتفاع حصيلة قتلى تفجير ليلة أمس السبت في المدينة إلى 50 قتيلًا وعشرات الجرحى، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد: "إن تنظيم الدولة الإسلامية هو "المنفذ المرجح" للهجوم".
واستهدف الهجوم الانتحاري حفل زفاف كان يقام في الهواء الطلق في مدينة غازي عنتاب الواقعة على الحدود مع سوريا.
وقد طوقت الشرطة المنطقة التي كان يقام فيها الحفل، وظهرت مشاهد فوضوية في صور ومقاطع فيديو سجلت بعد فترة وجيزة من الانفجار ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث اعتمد الناس على أضواء هواتفهم للعثور على الضحايا، وسط عدد كبير من الأشخاص ينزفون على الأرض.
وعلى الفور تحركت سيارات الإسعاف إلى مكان الهجوم، وأظهرت المشاهد أفراد الشرطة ورجال الطوارئ يهرعون عبر الشوارع المزدحمة في المدينة.
وشهدت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي سلسلةً من الهجمات شنها تنظيم "داعش" ومقاتلون أكراد، يسعون إلى حكم ذاتي أو الاستقلال. وهزت محاولة انقلابية فاشلة تركيا الشهر الماضي من جانب عناصر في الجيش.

عنتاب وحلب:

عنتاب وحلب:
الموقع الجغرافي لمدينة عنتاب وهي أحد الأقاليم السورية التي ضمتها تركيا بموجب معاهدة أنقرة التي وقعتها مع فرنسا عام 1920. عرفت قديمًا باسم عنتاب لكن البرلمان التركي أضاف كلمة "غازي" لاسمها بتاريخ 8 فبراير 1921.
المدنية لا تبعد عن مدينة حلب السورية 97 كيلومترًا، فالأخيرة تشهد معارك طاحنةً بين الجيش السوري وحلفائه والفصائل السورية المسلحة المعارضة والتي تدعم من قبل تركيا، كما كان هناك حضور لتنظيم "داعش" الإرهابي.
الطرقات في مدينة غازي عنتاب التركية تؤدي كلها إلى حلب. منذ لحظة الخروج من المطار الصغير، ولوحات الإرشاد المروري تخير الزائر بين التوغل في وسط المدينة، أو الالتفاف باتجاه حلب التي تبعد أقل من مئة كلم عن «توأمها» التركية.
في عنتاب أو حلب الصغري يوجد سوري مقيم مقابل كل عشرة أتراكن وقد تجاوز عدد السوريين المسجلين منهم وغير المسجلين هناك 200 ألف بحسب تقرير لمنظمات غير حكومية، وبإشراف غرفة تجارة غازي عنتاب لهذا العام. 
وتعد مدينة عنتاب التي يغلب عليها التدين، أهم معاقل حزب العدالة والتنمية الحالكم في تركيا، ومن أهم المدن الاقتصادية والتي تعد "نمر اقتصادي" في منطقة الأناضول.
كانت عنتاب من أهم ممرات المسلحين من دول العالم إلى سوريا؛ حيث الانضمام إلى عشرات الجماعات المسلحة والمتشددة وفي مقدمتها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" والتي تصنف كجماعات إرهابية، وقد يعلن تفجيرات "عنتاب" مفاتيح وحجة لأردوغان بعد الوئام والتفاهم التركي الروسي الإيراني ومغازلة الحكومة التركية للرئيس السوري بشار الأسد، مما يمهد الطريق الي إغلاق الحدود بذريعة الإرهاب.

من وراء التفجيرات:

من وراء التفجيرات:
واختلفت التكهنات حول المسئول؛ فتنظيم الدولة "داعش" شن عدة هجمات انتحارية داخل الأراضي التركية، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.
وخلال الأشهر الأخيرة اعتقلت قوات الأمن التركية المئات ممن يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة.
وقد رجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يكون تنظيم "داعش" منفذ الهجوم الذي وقع مساء السبت في غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.
وقال أردوغان في بيان إنه "لا فرق" بين الداعية فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة، الذي تتهمة أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب منتصف يوليو، وتنظيم داعش "المنفذ المرجح لاعتداء غازي عنتاب".
قال أردوغان: إن هجمات حزب العمال الكردستاني على قوات الأمن أدت إلى سقوط سبعين قتيلًا خلال الشهر الماضي وحده.
وقال نائب بالبرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم على "تويتر"، إنه من المعتقد أن متشددي "داعش" وراء الهجوم، في حين قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك لمحطة محلية: إن التفجير قام به على ما يبدو انتحاري.
وقال مكتب حاكم غازي عنتاب في بيان: "ندعو الله أن يتغمد برحمته الذين قتلوا في هذا الهجوم الوحشى وللجرحى الشفاء السريع".
وهذا أحدث هجوم في تصعيد لأعمال العنف في الأيام الأخيرة في جنوب شرقي تركيا، الذي تقطنه أغلبية كردية.
وشهدت تركيا سلسلة من الهجمات شنها متشددو "داعش" أو مسلحو حزب العمال الكردستاني.
وقتل ثلاثة انتحاريون يشتبه في انتمائهم لتنظيم "داعش" 44 شخصًا في هجوم بمطار أتاتورك في اسطنبول في يوليو في هجوم هو الأكثر دموية في سلسلة هجمات ضربت تركيا هذا العام.

المشهد التركي:

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المستفيد الأكبر من تفجيرات "غازي عنتاب" من خلال اتهام "داعش" ومواجهة حزب العمال الكردستاني "الأكراد"، وتشويه سمعة غريمه اللدود مؤسس حركة الخدمة "فتح الله كولن"، في ظل ربيع التفاهم بين روسيا وتركيا وإيران بما يمهد إلى سياسة تركية جديدة خاصة بسوريا. 

شارك