تخلت عن "الإسلام هو الحل" وضمت الأقليات.. لعبة الإخوان للفوز بانتخابات الأردن!
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 01:13 م
طباعة

قدم الإخوان المسلمون في الاردن قائمة الانتخابية تحت عنوان “التحالف الوطني للإصلاح” بحوالي ١٢٢ مرشحان ومعها دخلت العملية الانتخابية لمجلس النواب الاردني الصراع السياسي، مع اسقاط الجماعة الشعارات التقليدية "الإسلام هو الحل" و"تحرير فلسطين" وهوما يشير البراجماتيه التي تسير بها جماعة الإخوان في الأردن وتفادي تجربة مصر والاستفادة من تجربة حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي في تونس.
قائمة الإخوان:

وتمثل مشاركة حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمون "غير المرخصة" بالإنتخابات الاردنية في دورتها الثامنة عشر، بعد انقطاع لدورتين متتاليتين، أبرز ما في الانتخابات ويصعد من حدة الاستقطاب السياسي، عبر ما أطلق عليه "التحالف الوطني للإصلاحط الذي يشارك فيه الحزب بـ٢٠ قائمة انتخابية تضم ١٢٢ مرشحا.
وقد أعلن رئيس الهيئة العليا لإدارة الإنتخابات زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان، أن عدد القوائم المترشحة للانتخابات ضمن التحالف الوطني للانتخابات بلغت 20 قائمة، تضم 122 مرشحاً، فيما بلغ عدد الرشحين للمقعد الشركسي والشيشاني 4 مرشحين، و5 مرشحين على المقعد المسيحي، إضافة إلى 19 مرشح.
كما ضمت قوائم المرشحين 40 مرشحاً من حملة شهادات الدراسات العليا، و24 مرشحاً من المهندسين، وخمسة محامين، و5 مرشحين من النقباء المهنيين السابقين، ومرشحين من المتقاعدين العسكريين برتبة لواء، ووزير سابق و 14 نائباً سابقاً و6 إعلاميين، وعدد من الشباب بعمر الثلاثين عاما، مشيراً إلى أن عدد المرشحين من أعضاء الحزب أقل من نصف عدد مرشحي التحالف.، وأن قرارات التحالف تأخذ يالتشاور بين جميع أعضائه دون وصاية لأي جهة.
وأشار بني ارشيد إلى أن تشكيل التحالف الوطني يأتي في ظل ما يواجهه الوطن من تحديات خارجية وداخلية، مؤكداً أن فكرة التحالف ليست فكرة آنية هدفها تحقيق مقاعد في المجلس النيابي القادم رغم ما يمثله ذلك من هدف مشروع، بل يعتبر أساساً لتشكيل إطار جامع أو تيار وطني عريض يمتد على مساحة الوطن يستوعب كل الطاقات البناءة والمبدعة التي تحرص على رفعة الاردن.
وأكد بني ارشيد على السعي لتشكيل تحالف نيابي أوسع يضم نخبة أكبر من الحريصين على الوطن في مجلس النواب القادم لتشكيل تحالف نيابي مؤثر يستطيع إعادة الهيبة والاعتبار لمجلس النواب كمؤسسة دستورية باعتبار أن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي، مع انتقاد بني ارشيد لقانون الانتخابات بصيغته الحالية لما يتسبب به من تفتيت القوائم للاستفادة من البواقي بما لا يشجّع على تجميع الكفاءات لصعوبة حصول القائمة على أكثر من مقعد وخصوصا في الدوائر الصغيرة.
ولقد اعتمد قانون الانتخاب الجديد القوائم للترشح ومنع الترشح الفردي، إذ وصل عدد القوائم التي تم اعتمادها وتسجيلها من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات في جميع دوائر المملكة البالغ عددها 23 دائرة، 230 قائمة ضمت أحزابا وعشائر ومستقلين ومقربين من الحكومة، ومن المقرر ان تجري الانتخابات النيابية في الأردن ستجري في 20 سبتمبر المقبل.
الصراع الانتخابي:

المتحكمون في قرار الجماعة الإخوان الإنتخابي وعلى رأسهم بني ارشيد و مراد العضايلة ونخبة من رفاقهم المشايخ، يبدو أنهم يدرون لعبة الإنتخابات البرلمانية بشكل ذكي بعد مشاركة واسعة من قبل الطوائف المختلفة الأردن، بالاضافة الي اسقاط اهم شعارات الإخوان، فخلافاً للمعهود ولأول مرة أسقط الاخوان شعارهم الانتخابي التاريخي «الإسلام هو الحل» واستبدلوه بـ»التحالف الوطني للإصلاح».
وجاء التخلي عن شعار «الإسلام هو الحل»، انه لم يعد صالحًا في ظل الظروف الجديدة التي فرضها قانون القوائم الانتخابية، خصوصًا وأنها اضطرت إلى التحالف مع شخصيات وطنية مسيحية وأخرى شيوعية، بحسب مراقبون.
تخلي الإخوان عن شعارات «الإسلام هو الحل» ليس هو الشعار الوحيد الذي أسقط من قبل الجماعة في عملية السباق الانتخابي، فقد تخلت ايضا الجماعة عن شعار «تحرير فلسطين» من دعايتها الانتخابية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، والتي كانت قد استخدمتها الجماعة في جميع الانتخابات التي خاضتها الجماعة سابقًا.
القراءة المعمقة للقوائم الترشيحية التي أعلنها الإسلاميون تؤشر على مستجدين سياسيين لا يمكن إغفالهما من الحسابات التكتيكية وهما أولاً ان الحزب التابع للإخوان المسلمين منفتح على جميع التيارات والطوائف في المجتمع وقادر على تشكيل تحالفات لأغراض الانتخابات.
اللعب بورقة الاقليات:

تعتبر ورقة الاقليات في الاردن من أهم الاوراق الإنتخابية التي ادخلتها جماعة الإخوان في الانتخابات التشرعية الاردنية، فالعزف على وتر مقاعد الأقليات يعني أن الفرصة مواتية لإلتقاط مقاعد إضافية وفي أكثر من دائرة مما يعني عملياً كتلة تحالفية صلبة جداً ومنسجمة في البرلمان المقبل.
و يراهن الاخوان بوضوح على مقاعد الشيشان والمسيحيين والشركس وقوائم تحالفهم ضمت لأول أكثر من عشر نساء لمقاعد الكوتا النسائية.
يشارك قائمة جماعة الاخوان"التحالف الوطني للاصلاح" اربعة مرشحين مسيحيين على الأقل عن مقاعد المسيحيين أبرزهم الدكتور عودة قواس في الدائرة الثالثة في عمان والدكتور طارق عازر في الزرقاء الأولى مع مرشحين آخرين من الطائفة المسيحية ينافسان على المقاعد المخصصة في إربد شمالاً والبلقاء بالوسط وهو ما يحصل لأول مرة.
بين مرشحي التحالف الاخوان ايضا شخصيتان تشاركان الإسلاميين عبر المقعد الشيشاني والشركسي وهما بارزتان وفرصهما اصلاً بالفوز كبيرة جداً وهما النائب السابق ثامر بينو عن الدائرة الخامسة في عمان العاصمة والمعارض والبرلماني السابق الشهير والحراكي منصور مراد عن ثالثة عمان.
الامر لم يتوقف عند مغازلة الاقليات بل سعي الإخوان الي ترشيح قيادت عسكرية متقاعدة في الجيش الاردني علي قوائم حزب عمل الجبهة الاسلامي، فهناك ثلاثة جنرالات على الأقل من المتقاعدين العسكريين قد يكون أبرزهم وأعلاهم سقفاً في نقد الحكومة الاردنية اللواء المتقاعد والقائد الحراكي موسى الحديد في الدائرة الرابعة للعاصمة. في دوائر انتخابية عدة تعتبر من معاقل الإخوان المسلمين سجل الإسلاميون مستويات غير مسبوقة من الاستعراض والثقة ففي الثانية لعمان العاصمة خصصت اربعة مقاعد ويشارك التحالف بثلاثة منها دفعة وحدة.
الاخوان وكعادته في استغلال طل اكياف المجتمع رفعو شعار" مشاركة لا مغالبة" فقد أكد عضو المكتب التنفيذي للحزب جبهة العمل الاسلامي المهندس نعيم الخصاونة “الحزب وضع نصب عينيه أثناء مشاركته في الانتخابات قاعدة المشاركة مع الآخرين لا مغالبتهم، بحيث يتعاون الحزب مع كل مكونات المجتمع من أجل مصلحة الوطن العليا”.
وحول توقعاته بالنسبة التي من الممكن أن يحصل عليها الحزب من مقاعد مجلس النواب، توقع الخصاونة أن يحصل الحزب على نسبة 20 بالمئة من مقاعد البرلمان الاردني.
المشهد الاردني:

في إطار سعي جماعة الإخوان "الغير مرخصة" في إثبات شرعيتها ووجودها في الأردن مع منافسة جمعية "جماعة الاخوان المسلمون"، وتفادي مصير جماعة اللإخوان الأم في مصر، واستفادة من تجربة حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية المغربي، شاركة الإخوان في الإنتخابات الإردنية، وتخلت عن شعارتها الاولية والثابتة وهي "تحرير فلسطين" و"الاسلام هو الحل"، بل شاركت قوي اخري من الاقليات وخاصة المسيحيين، لتقدم نفسهاعلي انها فصيل معتدل وتنهي مرحلة الصراع مع الحكومة الاردنية ولكن تبقي الشكوك من قبل الدولة الأردنية تجاه توجهات الإخوان.