مرجع شيعي لبابا الفاتيكان :أدين مقتل القس الفرنسي وأشيد بموقفكم لتبرئة الإسلام من العنف
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 02:57 م
طباعة
"إن موقفكم المنطقي تجاه الدين الإسلامي وتبرئته من الأعمال المنافية للإنسانية التي ترتكبها الجماعات التكفيرية من أمثال داعش، يستحق الثناء والتقدير". هكذا جاء في رسالة أرسلها المرجع الديني الشيعي في إيران ناصر مكارم الشيرازي برسالة إلى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عبّر فيه عن تقديره الكبير للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها في طريق عودته من بولندا إلى روما، عندما شدد على ضرورة فصل الإسلام عن الإرهاب.
وقال المرجع الإيراني في رسالته: "إنني سعيد جدًا بمواقفكم الجيدة بشأن تبرئة الإسلام وجميع الأديان الإلهية من العنف والاغتيال، والتي جاءت خلال مقابلة صحفية أجريتموها في زيارتكم الأخيرة إلى بولندا. إن موقفكم المنطقي تجاه الدين الإسلامي وتبرئته من الأعمال المنافية للإنسانية التي ترتكبها الجماعات التكفيرية من أمثال داعش، يستحق الثناء والتقدير. فلا شك في أن اتخاذ المواقف الواضحة والقوية من قبل الزعماء الدينيين ضد العنف لا سيما العنف الذي يمارس باسم الدين في أي رقعة من أرجاء العالم، يعد أمرًا لازمًا وضروريًا".
وأضاف: "ومن هنا، فإنني أدين بشدة العمل الإرهابي والجنوني الذي قام به بعض العناصر التكفيرية في إحدى الكنائس الفرنسية، وأدى إلى مقتل قسيس، وكما أشرت في رسالتي السابقة إلى سيادتكم، أعلن بصراحة أن جميع علماء العالم الإسلامي والغالبية العظمى من المسلمين، يعتقدون بأن الجماعات التكفيرية خارجة عن الدين الإسلامي، وتمثّل بلاءً عظيماً للبشرية المعاصرة. إن حناجرنا تصدح بذلك منذ سنوات. فالإسلام ينشد الرحمة والمحبة والتعايش السلمي مع جميع دعاة الصلح العالمي، ويمقت العنف وعمليات الاغتيال. كما يعتقد علماء الإسلام أن العنف يتعارض في أي مكان كان مع تعاليم القرآن المجيد، وهو مدان بشدة سواءً وقع في الدول الإسلامية أو الدول الأوروبية والأمريكية".
وتابع: "وأودّ أن أحيطكم علماً بأننا عقدنا في العامين الأخيرين في مدينة قم المقدسة، مؤتمرين دوليين حول انحراف ومخاطر التيارات التكفيرية، ودعونا علماء بارزين من ثمانين دولة أجمعوا على أن الإرهاب والعنف وقتل الناس عملٌ مدان ويتعارض مع التعاليم الإسلامية، محذرين الأقلية الجاهلة والقاسية والمريقة للدماء بأن مصيرها جهنم! ولا شك في أنه لولا الدعم الذي تتلقاه الجماعات التكفيرية والإرهابية من بعض الدول المهيمنة التي ترعى الإرهاب لتحقيق مصالحها، فإن مصير هذه الجماعات كان إلى الزوال".
وختم المرجع الديني الإيراني بالقول: "انطلاقاً من تصريحاتكم، فإن أعمال العنف التي تحدث هنا وهناك لا صلة لها بالأديان والمذاهب وإن جذورها تمتد للمصالح المادية الدنيئة وغير المشروعة لبعض الدول الاستكبارية. إن الرأي العالمي ولله الحمد أضحى واعيًا إلى حد كبير للعبة، ويمكن أن نأمل بأن مآل هذه الأعمال المتطرفة إلى الزوال. في الختام أسأل الله تعالى لسيادكم التوفيق في أداء الرسالة المناطة بكم في نشر الأخوة وإقامة الصلح وبث المعنوية في العالم".