مرصد الإفتاء: داعش يلقن الأطفال الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة ليكونوا إرهابيي المستقبل

الخميس 25/أغسطس/2016 - 05:28 م
طباعة مرصد الإفتاء: داعش
 
حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من لجوء تنظيم داعش الإرهابي لدفع الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش توجه لزيادة تجنيد الأطفال من أعمار 12 إلى 15 سنة، أو ما يطلق عليه أشبال الخلافة لتنفيذ عمليات انتحارية كما حدث مؤخرًا في تركيا، مؤكدًا أن ذلك نتيجة الخسائر التي تكبدها التنظيم في العدة والعتاد.

مرصد الإفتاء: داعش
وأشار المرصد إلى أن التفجير الأخير الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي من خلال قيام أحد الأطفال بتفجير نفسه في عرس في مدينة غازي عنتاب في تركيا، يؤكد أن التوجه الذي سلكه داعش هو أحد عواقب التغيير الطارئ على نهج حملته العسكرية، حيث تسببت حملة التحالف الدولي ضد التنظيم في مقتل الآلاف من مقاتلي التنظيم، ما اضطره إلى تجنيد ما يسميهم بأشبال الخلافة، من الأطفال لسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين.
وأوضح المرصد أن الهدف من تجنيد داعش لهؤلاء الأطفال، هو إعداد جيل جديد أقوى من المقاتلين الحاليين، يتم تعليمهم ليكونوا هم مستقبل الخلافة المزعومة، مشيرًا إلى أن داعش يلقن الأطفال الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة في سن مبكرة جدًّا، بالإضافة إلى المناهج الأكثر وحشية، كما يقوم بعمليات الإعدام العلنية أمامهم، ويعرض لهم أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف، ويمنحهم ألعابًا مكونة من أسلحة، وهو ما يثير مزيدًا من القلق.
وأضاف المرصد أن التنظيم الإرهابي يركز في جهوده على تلقين الأطفال منهجًا تعليميًّا قائمًا على التطرف، وتعزيز فكرة أن يصبح هؤلاء الأطفال إرهابيي المستقبل، كما أن الجيل الحالي من المقاتلين يرى هؤلاء الأطفال أفضل وأكثر فتكًا منهم؛ لأنهم- من وجه نظر داعش- لم يختلطوا بالقيم العلمانية والمجتمعات الكافرة.
ولفت المرصد إلى أن التنظيم يرى في الأطفال وسيلة لضمان الولاء على المدى البعيد؛ حيث يتم أدلجتهم وتدريبهم منذ نعومة أظافرهم على الفكر التكفيري الدموي؛ حيث يعد الأطفال صيدًا ثمينًا لجماعات التطرف بسبب استغلال حسن نيتهم وضعف مداركهم؛ لأن عقولهم كلوح أبيض يمكنه نقش عقيدته الدموية عليه كما يشاء.

مرصد الإفتاء: داعش
ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال مما يهدد مستقبل الأمة، والحث على التدخل لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم في نشاطات متنوعة بإشراف كوادر مدربة من الأخصائيين النفسيين، إضافة إلى تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورًا طويل الأمد تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التي يعودون إليها.
ومن الجدير بالذكر انه في وقت سابق من العام الماضي 2015 نشر تنظيم الدولة، داعش، في ما يسمى بـ"ولاية الرقة"، مقطع فيديو صادم يظهر عملية تدريب أطفال أبرياء في أحد معسكرات التنظيم أطلق عليهم "أشبال الخلافة"، ليكونوا مقاتلين في صفوف التنظيم الإرهابي في المستقبل.
وأظهر المقطع، أطفال صغار يقومون بالتدريب على حمل الأسحلة الآلية والقتال ويزحفون على الأرض ويتسلقون الأسلاك، وكأنهم أفرادا للصاعقة 
وتضمن الفيديو رسالة من أحد الأطفال "أشبال الخلافة" وجهها إلى المسيحيين، قال فيها: ”هذه الرسالة أوجهها إلى الصليبيين من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، نقول لهم بإذن الله، جئناكم برجال يحبون الموت أكثر من حبكم إلى الدنيا، تخيلون بأننا سننتهي، كلا، والله سنسحبكم ألفا ثم ألفا، ولن نبقى منكم ولا الندر، وسنجعلكم عبرة لمن أعتبر”.
وتابع : “والله يا أوباما ويا من تحالفتم على الدولة، سنقتلوكم، ومن أشبال الخلافة، الذين آخر الساعة يقومون إلى مجد دابق بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مرصد الإفتاء: داعش
وقد سبق ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرًا عن أشبال الخلافة الإسلامية أو ما يعرف تنظيم الدولة "داعش"، في أبريل الماضي 2016، مشيرةً في هذا التقرير والذي عنونته بـ" أشبال الخلافة يتم غسيل أدمغتهم ليعاملوا آباءهم كأعداء"، حسب ما ذكر الكاتب توم كولان إلى أنه يجري تلقين جيل من الجهاديين الأطفال على التنصت على آبائهم وحتى قتلهم وذلك في معسكرات التدريب التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية".
ونقلاً عن محمد علوة الناشط السوري في منطقة دير الزور السورية فإن "تنظيم الدولة الإسلامية ينشئ جيلاً من الجهاديين الجأدين"، مضيفاً أن "الأطفال عندما يكبرون، يبدءوا بتعليم الأجيال التي تليهم ما تعلموه وهم في عمر الزهور".
أما الناشط السوري بديع أبو جانا – وهو اسم مستعار – فيقول: إن "خطر داعش لا يكمن الآن، بل سيكون أكبر في الأيام المقبلة"، مشيرًا إلى أن أهالي هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم في حالة عجز عن منع أطفالهم من الانغماس الكامل والتعمق في أيديولوجية التنظيم وأفكاره.
ويضيف أبو جانا أن "الطفل يصبح أكثر عدوانية ووحشية من عناصر التنظيم أنفسهم، لأنهم كالأوراق البيضاء يمكن أن يخطوا عليها ما يشاءون".
وأشار إلى أن "ألفين طفل تلقوا تدريبات داخل معسكر تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الميأدين التي تبعد 15 ميلاً جنوب دير الزور في شرقي سوريا".
ويروي الكاتب قصة الطفل الإيزيدي مراد (9 أعوام) على لسان والدته التي أسرت واغتصبت لمرات عدة على أيدي التنظيم.
وتقول الوالدة: إن التنظيم المتشدد الذي قتل زوجها الذي ينتمي إلى الطائفة الإيزيدية عمل على "غسل دماغ" ابنها، مضيفةً أنه رفض الهروب معها عندما سنحت لهما الفرصة، إلا أنه اقتنع أخيراً.
وقالت الوالدة: "أجبرت على مشاهدة تسجيلات فيديو لأطفال إيزيديين وهم يشاركون في قتل سجناء"، مضيفةً أن "إحدى هذه التسجيلات شارك فيها خمسة أطفال أعطي 4 منهم مسدسات لقتل السجناء، فيما أعطي الخامس سكين لنحر سجين آخر".
وأشار الكاتب إلى أن الأم وابنها مراد يعيشيان اليوم في مخيم للاجئين.
وختم بالقول: "تنظيم الدولة الإسلامية يعلم الأطفال كيفية القتال والمشاركة في المعارك ضد الكفار"، مشيرًا إلى أن "التنظيم يركز على الأطفال من عمر السابعة ويخصص أموالًا ضخمة لتدريبهم وتعليمهم شئون القتال".

شارك