الإخوان بين هجوم الجماعة الإسلامية ومحاولات ضرب الدولة
السبت 27/أغسطس/2016 - 05:18 م
طباعة

قبيل الذكرى السنوية لفض اعتصامي النهضة ورابعة والتي تحييها جماعة الإخوان وتعتبرها هولوكوست القرن الحادي والعشرين، شن العديد من العاملين في الحركات الإسلامية هجومًا على جماعة الإخوان وتكشفت الكثير من الحقائق، والاعترافات، من بينها هجوم قيادات الجماعة الإسلامية على جماعة الإخوان وكان أبرز من هاجم الجماعة هو القيادي عاصم عبد الماجد الهارب والمقيم في قطر، واعترافات +المغير الذي أقر بتسليح اعتصام رابعة وأنه لم يكن بحال اعتصامًا سلميًّا، وكذلك اعتراف مشايخ الدعوة السلفية ومن بينهم محمد حسان؛ كل هذا جعل الجماعة في حالة من الدفاع المستمر ورد الاتهامات على أصحابها، إلا أن قيادات الجماعة الإسلامية قد أصروا على فتح النار على قيادات الإخوان، موضحين أنه في الوقت الذي توقعت الجماعة اعتذارًا إخوانيًّا على هجومها على القيادات، مهددين التنظيم بالكشف عن السلوكيات الخاطئة لقياداتهم.

في البداية شن طه أحمد، القيادي بالجماعة الإسلامية، عضو اللجنة الإعلامية لحزب البناء والتنمية، هجومًا حادًّا على جماعة الإخوان، واصفًا إياهم بأن "عيونهم زائغة"، لا يستقر لهم حال.
وقال "أحمد" في كلمة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "من العجيب في جماعة الإخوان أنهم يكيلون التهم لكل من يخالفهم الرأي ولو كان مخلصاً ناصحاً مشفقاً، ومن الأعجب أن التهم التي يصدرونها للآخرين هي للمتابع والمدقق من صميم فعلهم التي لا تنفك عنهم!! ولولا واجبات الأخوة ولعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بنا وبهم لكشفنا عنهم سوءاتهم وسلوكياتهم التي لا ترضي أحداً من العالمين".
وأضاف: "القاصي والداني يعلم وهم في المقدمة، أننا بذلنا وضحينا ونصحنا لهم لكنهم أعرضوا إما استعلاء على الناصح أو لهوى في قلوبهم حتى سارت الأمور إلى ما سارت عليه من دماءٍ وأشلاء وأرواح أزهقت وأعراضٍ انتهكت وبيوت خربت ومساجد منع ذكر اسم الله عز وجل فيها لعدم التجرد لله عز وجل، وسنن الله لا تحابى صاحب هوى غير متجردٍ".
وتابع: "الجميع يعلم أن جماعة الإخوان هم من المحترفين للصفقات وأن عيونهم دائما زائغة لا يستقر لها حال"، مضيفًا: "ما دفعني لذلك هو حالة التخوين والتطاول الممنهج على كل من يختلف معهم واتهام الناصح لهم بأنه مدفوعاً من أجهزة أمنية"، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان تعقد لقاءات سرية من وراء الكواليس والتي ستخرج يوماً ما إلى النور".

من جانبه قال عصمت الصاوي، عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في بيان له: إن تمسك الإخوان بعوده محمد مرسي رئيسًا للبلاد على رأس مطالب التحالف الوطني يؤدي إلى جملة من الخسائر، من أهمها استحالة القيام بموجة ثورية أخرى تصحح مسار 25 يناير؛ لأن العديد من القوى الشبابية ترفض أيضًا محمد مرسي، وصعوبة الوصول إلى تسوية.
وأضاف عصمت الصاوي: "عودة مرسي لن تؤدي إلى الاستقرار؛ لأن الأرض من تحته أصبحت محروقة، والوقت قد حان لتغيير هذا السقف ومن ثم التفكير في البدائل التي تحول دون الوصول لها سقف عودة محمد مرسي".
بدوره طالب أمين أبو المهدي، القيادي بالجماعة الإسلامية، قيادات الجماعة بأن يتخذوا موقفًا ضد الإخوان وتحالفها بعد هجومهم العنيف على عبود الزمر، ووجه رسالة لقيادات الجماعة الإسلامية قائلًا: "ما رأيكم يا إخوة الجماعة الإسلامية في الداخل والخارج في هجوم الإخوان على قياداتنا وتشويههم وعلى رأسهم عبود الزمر".
بدوره قال سلطان المهدي، القيادي بالجماعة الإسلامية: إن الإخوان تتبع منطقًا أهوج وأعرج في تعاملها مع حلفاءها وتلك مصيبة أخرى لا بد من التوقف عندها.

وأضاف في تصريح له: "في الوقت الذي كنا نتوقع اعتذارًا من جماعة الإخوان يطيب النفوس بعد الاتهام الرخيص للشيخ عبود الزمر من بعض قادة الإخوان نفاجأ ـ ويا للأسف ـ بغمز ولمز جديد وسوء ظن وتلميح أشد ضراوة من التصريحات السابقة".
وفي ذات السياق اتهم عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، جماعة الإخوان بتقنين الفشل وتبريره، محذرًا حلفاء الجماعة من الانسياق وراء هذا الأمر. وقال في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك" موجهًا رسالته للإخوان: "كلنا معرض للفشل ولكن إياك أن تبرر الفشل، إياك ثم إياك أن تقنن الفشل، ثم إياك ثم إياك أن تحارب من يحاول الخروج من مستنقع الفشل".
وعلى صعيد آخر وفي محاولاتها المستمرة لهدم الدولة المصرية ومع اندثار العمليات الإرهابية التي نفذها عناصر جماعة الإخوان داخلياً، تكليلاً للجهود الأمنية المبذولة في سبيل السيطرة على الأوضاع الأمنية، وضبط المتورطين في تلك القضايا، لجأت الجماعات الإرهابية إلى أساليب أخرى من أجل إسقاط الدولة وإضعافها ولما كان الاقتصاد عصب الدول وسبيلها نحو التقدم. فقد تم استهدافه من قبل تلك الجماعات، فتشكلت خلايا إرهابية سعت إلى تخريب الاقتصاد من خلال جمع العملات الأجنبية وتخزينها وتداولها في السوق السوداء، وساعد الجماعات الإرهابية في ذلك بعض شركات الصرافة التي تنتمي إلى جماعة الإخوان، والتي قدر عددها بنحو 70 شركة بمختلف أنحاء الجمهورية.
من أبرز الخلايا التي تم ضبطها مؤخراً لضرب الاقتصاد هي الخلية التي شكلتها حركة "حازمون" المنسوبة للداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل- المتهم في عدة قضايا منظورة أمام القضاء- وكشفت التحقيقات أن المتهمين شكلوا خلية، تعمل على جمع العملات الأجنبية ومن بينها الدولار، من العاملين بالخارج بسعر أعلى من سعر السوق الرسمي وإعادة تداوله في السوق السوداء، لخلق أزمة اقتصادية في البلاد.
وجمع المتهمين معلومات عن المغتربين بمساعدة أعضائهم في الخارج، وأغروهم بالأموال من أجل شراء العملات المملوكة لهم بأسعار مرتفعة، وتم ضبط المتهمين في فيلا مستأجرة بمنطقة المريوطية، وبحوزتهم 238 ألف دولار، و140 ألف ريال سعودي، و2 مليون جنيه مصري، وبندقتين آليتين، وبعض المطبوعات والمنشورات تحرض ضد الدولة، واستهداف قوات الجيش والشرطة ورجال القضاء.
كما تم ضبط اثنين آخرين من عناصر التنظيم بمحافظة الإسكندرية، وهم يعملان بشركات صرافة، وتم رصدهم من قبل الجهات الأمنية عقب إرشاد باقي أعضاء حركة "حازمون" الذين تم ضبطهم سابقا، وتمكنت القوات من ضبطهم وبحوزتهم 180 ألف دولار، و16 ألف ريال سعودي.
ومن الخلايا الإرهابية الأخرى والمنبثقة عن جماعة الإخوان، التي عملت خلال الفترة الأخيرة على ضرب الاقتصاد من خلال جمع الدولارات والعملات الأجنبية وإعادة تداولها في السوق السوداء، هي الخلية التي تزعمها الإخواني يوسف أحمد عبد الجواد نجل القيادي الإخواني أحمد عبد الجواد رئيس تنظيم الإخوان بالإسكندرية.
تشكلت تلك الخلية من 6 أفراد وعملت خلال الفترة الأخيرة على رسم مخطط لضرب الاقتصاد عن طريق جمع الدولارات من السوق، وكشفت التحقيقات، أن المتهمين يوسف أحمد عبد الجواد، وكل من محمد طه 37 سنة موظف، وأحمد محمود 50 سنة مهندس كهرباء، وأمين تنظيم الإخوان بالسويس، ويتزعمهم المتهم الأول، شكلوا خلية إرهابية تهدف إلى مناهضة الجيش والشرطة والقضاء، واستهدافهم بأعمال إرهابية، واستهدف الاقتصاد المصري من خلال جمع العملة الأجنبية من السوق، وشراء الدولار بأسعار تفوق قيمته الحقيقية من المصريين العاملين بالخارج.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين يستعينون بـ3 سيدات و4 بلطجية يتقاضون مبلغ 600 جنيه مقابل مساعدتهم في تنفيذ خططهم وأهدافهم الرامية لإسقاط الدولة، وأن أجهزة الأمن رصدت المتهمين من خلال معلومات توفرت لجهاز الأمن الوطني، وتمكنت من ضبط أفراد الخلية أثناء تواجدهم داخل شقة سكنية بمنطقة البدرشين، وبحوزتهم 140 ألفًا و700 دولار، و223 ألف ريال سعودي، و687 ألفًا و400 جنيه مصري، وهاتفي "ثريا"، ولاب توب، وسيارة سوزوكي، وأخرى "جيب" فارهة.
لم يتوقف الأمر عن الخلايا الإرهابية التي تزعهما عناصر الإخوان، بل تخطاه لشركات الصرافة المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، والتي تسببت خلال الفترة الأخيرة في ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري وخاصة الدولار؛ وذلك بعدما تولت إخفاء العملات الأجنبية عن العملاء وتداولها في السوق السوداء.
فقد تحفظت لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان على 14 شركة صرافة، بعد انتهاء لجنة حصر أموال الإخوان من حصر شركات الصرافة الإخوانية بالسوق، والتي ثبت قيامها بجمع أكبر كميات من الدولار من السوق لتعطيش السوق المصرفية وتنشيط السوق الموازية، علاوةً على استقبال الجماعة لملايين الجنيهات من الخارج لتمويل العمليات الإرهابية عن طريق تلك الصرافات.
كما أثبتت التحريات وجود بعض شركات الصرافة الإخوانية المسجلة بأسماء من الظاهر، بينما تتبع ملكيتها قيادات الجماعة الإرهابية والبارزين من رجال أعمالها وهي الحيلة التي اتبعتها تلك القيادات في عدد من الشركات التي تم التحفظ عليها بعد كشف التلاعب فيها، والخاصة بتهريب العملة الأجنبية للخارج؛ حيث ثبت قيام تلك الشركات بالاشتغال بنشاط تحويل الأموال لبعض المستوردين سرًّا، مقابل عمولة مرتفعة يتم تحويله لصالح المستورد.