اعتقال ممثل خامنئي.. هل تنجح خطة أفغانستان في مواجهة إيران؟
الثلاثاء 30/أغسطس/2016 - 03:27 م
طباعة

اعتقل الأمن الأفغاني، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في أفغانستان، العضو في هيئة الإشراف على حوزة هرات الشيعية، غلام علي قربان بور، المسؤول عن تجنيد آلاف الأفغان لصالح عمليات الحرس الثوري الايران في سوريا والعراق والمنطقة.
اعتقال ممثل خامنئ:

فقد اعتقل الأمن الأفغاني، ممثل المرشد الأعلى على خامنئي في أفغانستان، العضو في هيئة الإشراف على حوزة هرات الشيعية، غلام علي قربان بور ، المسؤول عن تجنيد الاف الافغان لصالح عمليات الحرس الثوري الايران يفي سوريا والعراق والمنطقة.
وذكرت وسائل إعلام أفغانية، ومنها وكالة "جمهور"، أن قوات من دائرة الأمن القومي الأفغاني اعتقلت غلام علي قربان بور في مكتبه بهرات قبل نحو أسبوعين، ونقلته إلى العاصمة كابول.
ويعد غلام علي قربان بور مسئولًا عن تجنيد المقاتلين الشيعة الافغان لصالح الحرس الثوري الإيراني، والذي يستخدمهم في معاركه خارج إيران، كالصراع الدائر في سوريا والذي سقط فيه مئات الأفغان الشيعة.
وكتب نشطاء أفغان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن غلام علي قربان بور كان المسئول عن إرسال ميليشيات أفغانية شيعية للقتال في سورية بالتنسيق مع السلطات الإيرانية، دفاعا عن نظام الرئيس بشار الأسد، واعتُقل لهذا السبب رغم أن السلطات لم تعلن شيئا رسميا عن الموضوع.
وتشير تقارير "هيومان رايتس ووتش" إلى أن الحرس الثوري الإيراني جنّد قسرًا آلاف اللاجئين الأفغان، منذ نوفمبر 2013، وتؤكد أنها جمعت في نهاية 2015 شهادات نحو عشرين من هؤلاء الأفغان الذين كانوا يعيشون في إيران وقالوا إنهم "تلقوا عرضًا بالحصول على حوافز مالية وإقامة قانونية لتشجيعهم على الانضمام إلى المليشيات الموالية للنظام السوري".
ويعيش نحو 3 ملايين أفغاني في إيران بعد هروبهم من الاضطهاد والنزاع في بلادهم ولم يحصل سوى 950 ألفًا منهم على بطاقة لاجئ.
الافغان في سوريا:

وفي إطار استغلال ايران لظروف اللاجئين الشيعة، لكل شيء واستثمار الايرانيين القذر للدين والمذهب والفقر، تقوم قيادات الحرس الثوري الايراني بتجنيد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا ،علي اساس عدة أولها احتياجهم وخاصة من الشيعة الى المال.
كما ان اللعب علي الحالة المذهبية، وحماية مراقد آل البيت، وخاصة مرقد السيدة زينب في العاصمة السورية "دمشق"، ومواجهة التكفريين كانت أحد ادوات تجنيد فقراء الشيعة الأفغان للإنخراط في الصراع السوري.
وخلال العامين الأخيرين، برز في ساحة القتال بسوريا ما يعرف بلواء "فاطميون"، وهو إحدى المجموعات التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، كمليشيا شيعية تتشكل غالباً من الأفغان، خاصة المقيمين بإيران، ويخضع لإشراف "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
وسبق أن اعترف القائد العام لقوات "الحرس الثوري"، محمد جعفري، بوجود نحو مئتي ألف مقاتل من خارج إيران مرتبطين بـ"الحرس الثوري".
وللتأثير عقائدياً على المُجَندين، عادة ما يستخدم الولي الفقيه "خامنئي" الدين لدفع الشباب إلى جبهات القتال في سوريا، كما أرسل مع المقاتلين جوازات مرور ومفاتيح إلى الجنة، فضلاً عن الإغراءات المادية والهدايا، ليعزز مجلس الشورى الإيراني ذلك بقانون يمنح أبناء القتلى من المرتزقة الأفغان الجنسية الإيرانية.
ووفقا لتقارير ذكرن ان المنخرطين في القتال السوري من الأفغان يحصلون علي رواتب شهرية تتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني تومان إيراني (530 إلى 700 دلار اميركي) والقيادات الاهم يكون لها حسابات خاصة ورواتب أعلي من بكثير.
واعتمد الحرس الثوري الايراني علي هؤلاء الشيعة الأفغان في القتال بسوريا الي جانب الجيش السوري وحزب الله والملييشيات العراقية والشيعة العرب والباكستانيين ، ليكون احد ادواتهم في الصراع السوري مقابل مادي، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران، وقد سهل الحرس الثوري الأيراني للشبان الأفغان الأنضمام لهذه المليشيات حيث لا يجب على الراغب سوى الذهاب إلى أقرب مقر للحرس الثوري في مدينته ويقدم طلب الأنضمام ومن ثم ينتظر القبول بعد أيام ليذهب للتدريب لفترة قصيرة وبعد ذلك يسافر إلى سوريا.
للمزيد عن لواء فاطمييون في سوريا اضغط هنا
دور المراجع

و كما اعتمد مقاتلي مليشيا لواء" فاطميون" في الدعم المعنوي – الديني -على فتاوى من المرجع الأفغاني البارز آية الله العظمى الشيخ محمد آصف محسني، للإفتاء بوجوب القتال في سوريا. وكان المرجع الشيعي الأفغاني المقيم في قُم قد أجاب الشبان الأفغان الذين أرسلوا يسألونه عن وجوب القتال، فاعتبر الوجوب مقتصرا على الدفاع عن المراقد الشيعية. ويمكن أن تكون هذه المرجعية الأفغانية غير راضية على طريقة الاستغلال العسكري الذي يقوم به «الحرس الثوري» فيما يخص الزج بالشباب الأفغاني المتشيّع في آتون الحرب السورية.
وأثنى عضو مجلس الخبراء الإيراني، آية الله شيرازي" في أواسط مايو من العام الماضي خلال تشييع اثنين من المقاتلين الأفغان في مدينة قم على الدور الذي يلعبه لواء فاطميون، وقال "أشيد بأدائهم اللافت في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في سورية"، حسب قوله.
في المقابل، حاول الإعلام الإيراني إضفاء بُعدا طائفيا على القضية، حيث كتبت صحيفة "كيهان" التي يديرها ممثل خامنئي، أن اعتقال غلامبور كان للضغط على رجال الدين الشيعة في أفغانستان.
وفي مايو 2014 طلبت الحكومة الافغانية من طهران عدم تجنيد مواطنيها للقتال في سوريا. وإذا ثبت ضلوع إيران في التجنيد المباشر، تهدد أفغانستان بتقديم شكوى لـ "المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة". ومع ذلك لم تظهر حتى اليوم أي أدلة فعلية على عمليات التجنيد المباشر في أفغانستان.
المشهد الافغاني:

ختاما يبدو ان اعتقال مسؤول تجنيد الشيعة الأفغان في كابل، ياتي كدرجة اولي من قبل المسؤولين الافغان لمواجهة خطر عودة هؤلاء بعد الحصول علي الخبرات القتالية القوية ليكون ذراع لايران في مواجهة الحكومة الافغانية وتحقيق مصالحها في أفغانستان.
ويرى النائب في البرلمان الأفغاني نظير أحمدازي، الذي تعقب عمليات تجنيد الشباب الأفغان في إيران، أن طهران تهدف إلى السيطرة على أفغانستان من خلال إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة، وتعمل كذلك على تحقيق الانقسامات بين المسلمين، لتصبح أفغانستان مثل سوريا.. فهل ستنجح خطة كابل في مواجهة اذرع الحرس الثوري الايراني؟