التحالف يكثف غاراته في اليمن.. والحوثيون يرحبون بإستئناف المفاوضات

الثلاثاء 30/أغسطس/2016 - 05:35 م
طباعة التحالف يكثف غاراته
 
واصل الجيش اليمني عملياته في اليمن، فيما اعلن رئيس ما يسمي المجلس السياسي الاعلي في صنعاء صالح الصماد عن ترحيبة بالمفوضات، في وقت واصلت مليشيات الحوثيين إطلاقه للصواريخ البالستية علي السعودية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، مدعومة بقوات التحالف العربي، من تحرير جبل السوداء المطل على وادي محلي (شرق صنعاء)، وذلك بعد معارك واشتباكات عنيفة دارت صباح أمس مع ميليشيات الحوثي والميليشيات الموالية للرئيس السابق علي صالح في جبهة نهم (شرق صنعاء).
وشنت المقاتلات السعودين فجر الثلاثاء، نحو 12 غارة استهدفت وسط ومحيط مدينة مدينة صعدة (شمال اليمن) وسمعت دوي انفجارات عنيفة فيما استمر التحليق المكثف
وقال مصدر محلي لوكالة "خبر"، إن غارات استهدفت مركز المدينة وضواحيها ومنطقة رحبان. مضيفاً أن 8 غارات استهدفت القصر الجمهوري وسط المدينة.
وأفادت مصادر "العربية" أن مفتي ميليشيات الحوثي عبد الرحمن شمس الدين قتل مع عدد من مرافقيه صباح اليوم بغارة جوية لطائرات التحالف العربي على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران شمال اليمن.
كما أحرز الجيش الوطني اليمني والمقاومة تقدماً مهماً في تعز، حيث سيطرا على ثلاثة جبال استراتيجية، وتم تحرير جبل المنعم وتلتي السوداء والخلوة في منطقة الربيعي غرب مدينة تعز، بعد هجوم عنيف على الميليشيات. وهذه المرتفعات تطل على الخط الرابط بين تعز والحديدة.
فيما أدت الاشتباكات العنيفة على جبهات تعز إلى مقتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من المتمردين، وإصابة العشرات منهم.
وفي محافظة الجوف شنّ الجيش الوطني والمقاومة بإسناد جوي من طيران التحالف هجوما واسعا على معسكر حام الاستراتيجي.
هذا وقتل في مواجهات الجوف قيادات ميدانية للحوثيين، أبرزهم أحمد العاقل ومحسن دعبج، وابن الحمودي الشريف.
من جانبها استهدفت غارات لطيران التحالف العربي مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في منطقة حذران والربيعي غرب مدينة تعز، فيما يستمر تحليق طيران التحالف في سماء المدينة.
وفي الوقت الذي صدت مروحيات «الأباتشي» مجموعات من المسلحين الحوثيين وأتباع صالح على الحدود السعودية وقضت عليهم، تواصل القوات البرية السعودية بمساندة المروحيات تمشيط حدودها للتأكد من خلوها من متسللين مسلحين، ودمرت مركبة تقل مسلحين وأسلحة وذخائر.
وذكرت مصادر أن غارات قصفت مواقع للحوثيين في صعدة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الحوثيين أثناء استعدادهم للهجوم على الحدود السعودية. كما شنّت طائرات التحالف العربي غارات على مواقع وتجمعات وتعزيزات ميليشيا الحوثي في عدد من المرتفعات في صعدة.
فيما أسقط الدفاع الجوي السعودي صاروخاً بالستياً مساء أمس أطلق من الأراضي اليمنية وتم التصدي له وإسقاطه فوق سماء منطقة عسير.
هذا واستهدفت طائرات التحالف بعدة غارات مواقع للميليشيات في منفذ علب الحدودي شمال محافظة صعدة قبالة ظهران الجنوب السعودية وقصفت بثماني غارات ثكنة عسكرية للميليشيات بالقرب من القصر الجمهوري في مدينة صعدة.
وتشهد مناطق الحدود اليمنية السعودية على امتداد محافظات حجة وصعدة والجوف مواجهات عنيفة قصفت خلالها طائرات التحالف والمدفعية السعودية مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق كتاف وباقم ومنبه وشدا وحرض، كما استهدفت طائرات التحالف تجمعات للميليشيات في مديرية المتون غرب محافظة الجوف.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، قال منسق العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة إن عدد القتلى الذين سقطوا في حرب اليمن المستمرة منذ 18 شهرا وصل إلى نحو عشرة آلاف في زيادة عن تقديرات للعدد استشهد بها مسؤولون وعمال إغاثة في معظم العام الحالي بأنه أكثر من ستة آلاف.
وقال جيمي مكجولدريك في مؤتمر صحفي بالعاصمة اليمنية إن الرقم الجديد يستند إلى معلومات رسمية وفرتها منشآت طبية في اليمن.
وأضاف أنه يعتقد أن العدد ربما يكون أعلى من ذلك لأن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية وعادة ما يدفن الأقارب هناك ذويهم مباشرة.
فيما ذكر البنك الدولي أن الاحتياجات العاجلة لإعادة إعمار ما خلفته الحرب المتصاعدة في اليمن، منذ أواخر مارس، والتعافي من الصراع، "تصل إلى 15 مليار دولار.
وقال البنك الدولي خلال ورشة عمل خاصة نظمتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لإعادة الإعمار والتعافي في فترة ما بعد الصراع في اليمن، إن اليمن بحاجة إلى السلام ووقف الصراع وعودة الأمن والاستقرار لبدء مرحلة إعادة الإعمار والتغلب على الصعوبات الكبيرة التي قد تواجه إعادة الإعمار.
وقالت الأمم المتحدة إن مساعداتها وصلت إلى 4 ملايين يمني، بينما ما زال هناك 14 مليون شخص ليس لديهم أمن غذائي.

المشهد السياسي:

المشهد  السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء يوم الإثنين، محمد سعيد بن بريك، من رئاسة جهاز الأمن القومي، التابع للرئاسة، بعد ساعات من تفجير انتحاري في عدن سقط فيه 50 قتيلاً و120 مصاباً، بحسب شرطة المحافظة.
وحسب بيان للحكومة اليمنية، عيًن هادي العميد أحمد عبد الله ناصر المصعبي خلفاً لبن بريك، وكان المصعبي يشغل منصب رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات ويتبع وزارة الداخلية)، في العاصمة المؤقتة عدن.
وفي السياق ذاته، شدد هادي، حسب ما نقلته وكالة “سبأ”، الرسمية الموالية للشرعية، على أن “مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني الحكومة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عن التصدي لها وملاحقتها واستئصالها من جذورها حتي يسود الأمن والاستقرار البلاد كافة”.
وقال المكتب الإعلامي لشرطة محافظة عدن، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن “50 شاباً من طالبي التجنيد، لقوا حتفهم اليوم وجُرِحَ 120 آخرين في هجوم غادر بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مركز تجنيد في حي “السنافر” بمدينة المنصورة شمالي عدن”.
 فيما اعلنت مصادر أمنية وقبلية أن 3 عناصر من تنظيم القاعدة قتلوا الثلاثاء في غارة لطائرة بدون طيار في جنوب اليمن حيث ينشط المتطرفون.
وقال مصدر أمني إن طائرة بدون طيار أميركية على الأرجح استهدفت سيارة بداخلها المتطرفون الثلاثة في الضاحية الشرقية لمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، مشيرا إلى سقوط قتيل وجريحين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، كشف رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، صالح الصماد، عن وجود "نوايا دولية لإيجاد السلام" في البلد الذي يعاني من الحرب منذ أكثر من 17 شهراً، مؤكداً الحرص على التقاط أي فرصة لوقف "العدوان ورفع المعاناة عن الشعب".
وشدد صالح الصماد، في حوار نشرته وكالة "رويترز" على الاستعداد لاستئناف المفاوضات والتعاطي مع أي مبادرة من شأنها أن تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار، لكنه احتفظ بالحق في مقاومة الهجمات التي تقودها الحكومة (حكومة هادي) المدعومة من السعودية.
وقال: "نحن كما كنا سابقاً لم نقفل باب السلام ولا باب المفاوضات". مضيفاً في السياق ذاته، "أعتقد أن هناك نوايا دولية لإيجاد السلام، ونحن سنبذل كل ما في وسعنا لالتقاط أي فرصة لوقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني."
وبشأن التفاهمات التي وقعت بين صنعاء، والسعودية في مدينة "ظهران الجنوب" قال الصماد، إن الرياض تراجعت عن تلك التفاهمات التي جرى التوصل إليها في وقت سابق هذا العام للالتزام بهدنة على الحدود مقابل وقف الغارات الجوية السعودية ومنع القوات الموالية لعبدربه منصور هادي من الهجمات في الداخل.
وقال الصماد: "تفاجأنا أنه لم يحصل شيء من هذا". وأضاف: "من الطبيعي عندما تستمر الغارات لمئة غارة في اليوم الواحد مثلاً.. نحن لا نمتلك طائرة ولا الأسلحة الفتاكة التي لديهم، ولهذا من حق اليمنيين أن يذهبوا ليدافعوا عن أنفسهم."
وأضاف، في سياق حديثه عن سبب هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية على الحدود أنها "ليس طمعاً في الأراضي السعودية وإنما فقط لكي يشعر السعوديون بما يشعر به اليمنيون من مرارة وآلام القصف والعدوان". موضحا سبب هجمات الجيش على الأراضي السعودية.
وقال الصماد، إن الأمم المتحدة و18 دولة دعمت محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب، لكنها أخفقت في إقناع السعودية بالسماح ببيع النفط المخزن في ميناء راس عيسى اليمني المطل على البحر الأحمر من أجل شراء الإمدادات الطبية وإمدادات الوقود.
ورفض الصماد اتهامات هادي بأن الحوثيين يستخدمون البنك المركزي لأغراضهم الخاصة، وقال إن "البنك المركزي بذل جهوداً جبارة في إيجاد حلول للحفاظ على الحد الأدنى للاستقرار الاقتصادي". مشدداً على أن هذه مؤسسة سيادية مدعومة دولياً وليست محل أخذ ورد من قبل هادي ومن معه.

المشهد اليمني:

ترحيب حكومي وحوثي بالمفوضات، بعد اقرار اجتماع جدة خطة جديدة لإطلاق مفاوضات اليمن المتوقفة، تقضي بتسليم أسلحة الميليشيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما يشير إلى أن الجميع يريد الحل السياسي، ولكن الأوضاع على الأرض تأخذ منحًى آخر عبر استمرار القتال في عدد من المدن اليمنية ومحيط صنعاء.

شارك