تركيا تنفي وقف إطلاق النار مع الأكراد في سوريا.... جماعات إرهابية تحتفل بمقتل العدناني.. العراق مئات الجنائز لقتلى الميليشيات بمقبرة النجف
الخميس 01/سبتمبر/2016 - 07:37 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيًّا وعالميًّا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" مساء اليوم الخميس الموافق 1/ 9/ 2016
«الإفتاء»: 72 مقبرة جماعية حصيلة إجرام داعش
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تنظيم داعش الإرهابى يعد من أكثر التنظيمات الدموية على مر التاريخ، والأكثر استباحة للدماء والأنفس.
جاء ذلك بعد اكتشاف نحو 72 مقبرة جماعية خلفها التنظيم وراءه، وذلك حسب ما وثقته وكالة "الأسوشيتد برس" من خلال مقابلات وصور وأبحاث حصرية.
ويبلغ عدد الجثث التى عُثر عليها فى تلك المقابر ما بين 5200 إلى أكثر من 15 ألفًا، وهو أمر له دلالة واسعة على استحلال التنظيم الإرهابى للدماء والأنفس، كما أنه يؤكد أن أكثر ضحايا التنظيم هم من المسلمين سكان المناطق التى يسيطر عليها التنظيم، ما يعنى أن التنظيم إنما يحمل القتل والذبح أينما ذهب.
وأضاف المرصد فى بيانه أن قادة التنظيم يعتقدون أن القتل بشراهة ووحشية يسهم فى استقرار سيطرتهم وخضوع الناس لهم خوفًا من البطش والقتل على يد عناصره المنتشرة فى مختلف مناطق سيطرتهم، وذلك على الرغم من أن التراث الإسلامى على امتداده لا يوجد به ما يدعو إلى القتل وسفك الدماء أو إرهاب الناس وتخويفهم كى يذعنوا لهم ويعلنوا البيعة والولاء.
ولفت إلى أنه قد أثبتت التجارب والشواهد الحالية والتاريخية أنه لا استقرار لملك أو لسلطة بالبطش والقوة وإرهاب الناس، فقد شاهد العالم أجمع أهالى مدينة منبج السورية أثناء احتفالهم بهزيمة تنظيم داعش وهروبه من مدينتهم، وقد أعلن الناس كفرهم بمناهج داعش الذى أجبر الناس عليها، حيث احتفلت الكثير من النساء بخروج الدواعش من المدينة بخلع البرقع الذى فرض على نساء المدينة بأكملها، كما قام الكثير من الرجال بحلق اللحى التى أجبرهم التنظيم على إطلاقها باعتبارها فرضًا دينيًّا يجبر الناس عليه.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أهمية تسريع وتيرة المواجهة مع التنظيم، والعمل على حماية المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أن مدينتهم أصبحت تحت سيطرة تنظيم إرهابى دموى متوحش، كى نقطع الطريق على التنظيم من تكرار مذابحه الجماعية ومقابره التى ستظل شاهدة على همجية التنظيم الأكثر دموية فى تاريخنا المعاصر.
مبتدا
جماعات إرهابية تحتفل بمقتل العدناني..
"كلنا يد واحدة ضد الغزو الأوروبي" كلمات كانت تظهر في كل الخطابات التي يلقيها قيادات التنظيمات الإرهابية بين الحين والآخر، حتى دخلت بينهم الأطماع الشخصية بعد ثورات الربيع العربي ومحاولة إظهار من الأقوى والأحق بأن يكون المسئول الأول عن الجهاد في العالم.
ظهر هذا الانقسام والأطماع الشخصية، بعدما أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر وكالة أعماق الإخبارية، نبأ مقتل المتحدث باسمهم أبو محمد العدناني في حلب، من خلال حالة الفرح بالخبر، وكأن هذا الإعلان هو عن مقتل أحد الأذرع الدولية التي تحارب التنظيم.
فكان أولى معلني الفرح بدون إخفاء تنظيم القاعدة الإرهابي، عبر أحد العاملين في الجهاز الإعلامي له ويدعي "بومصعب الشنقيطي"، قائلًا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسي بوك": "هلاك طه فلاحة والملقب بأبو محمد العدناني، إنها المباهلة التي أهلكت قادتهم وقصمت ضهرهم إلى جنود الخوارج وأنصارهم توبوا إلى ربكم وعودو إلى رشدكم".
وأفتى هاني السباعي، مدير مركز المقريزي، القيادي القاعدي بتنظيم القاعدة الإرهابي، بجواز الشماتة في مقتل "العدناني"، قائلًا: "إن الفرحة التي سادت الجهاديين المخالفين لـ"داعش" عقب وفاة المتحدث الإعلامي باسم التنظيم، ليس لحادث الوفاة في حد ذاته ولكن فرحة بتوقف "الكافر المبتدع" عن ظلمه- يقصد العدناني.
وتابع: أن "الخارجي إذا قتله كافر لا ينفي عنه خارجيته وضلاله سواء قتل بسيارة أو قتله كافر، فمعاذ الله أن نفرح بقتل كافر له! فرحنا بمقتل الخارجي لتوقف شره".
ووصف "السباعي" "العدناني" بـ"سفاك دماء معصومة بالإسلام ومشكلته أنه باهل باختياره ودعا على قادة دولته بالقتل! فقتله نتيجة المباهلة".
وفي السياق، سجل حساب يحمل اسم عمر رفاعي، القيادي الجهادي المحسوب على تنظيم القاعدة، شهادة قال فيها: إن "العدناني" وتنظيمه ضلل شباب الجهاديين وأقنعوهم بتصفية إخوانهم الجهاديين بحجة أنهم مرتدون، واصفا العدناني" واتباعه بـ"السفهاء" الذين " زينوا باطلهم لزوجات بعض إخواني المجاهدين حتى فرقوا بينهم وبين زوجاتهم".
وتابع: "اتهموني بأنني أقاتل في سبيل الطاغوت، وأبيح التحالف مع الصليبيين عليهم، ما دفعهم لوضع عبوة شديدة الانفجار في سيارة قال: إنه كان سيستقلها لكن العلمية فشلت.
ورفض دوافع البعض في التعاطف عن "العدناني" من كونه تم اغتياله على يد عناصر غربية، قائلًا: "مقتل رجل على يد أعداء الله لا يصحح منهجه ولا يبطله، فكم من الخوارج قتلوا على يد العبيدين؛ اﻷقوال واﻷعمال تعرض على الكتاب والسنة فقط.
فيما عبرت جبهة فتح الشام "النصرة سابقًا"، من خلال الحسابات المنسوبة لهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن حالة من الشماتة وتكفير "العدناني"، داعية كل من يشارك في الحرب في سوريا بمقتل أو الإدلاء بمعلومات لمقتل قيادات "داعش".
كما كان للداعية السعودي المقيم في سوريا، عبدالله المحيسني، نوع آخر من الاحتفال من خلال نشر عدد من التدوينات عبر قناته الرسمي على "التليجرام".
وقال المحيسني في سلسلة تغريدات: "الحمد لله الذي أهلك قائدا من قادة خوارج العصر، المسمى أبو محمد العدناني، ناطق تنظيم الدولة، وأحد أبرز قادة التنظيم الكبار".
وأفتي الداعية السلفي، بجواز الفرح في مقتل أحد قيادات داعش، قائلًا: "الفرح بهلاك الظالمين ورموز الفتنة وقادة الشر سنَّة ماضية وطبيعة فطرية، وليس من الشماتة، بل هو فرح بانحسار الشر وذهاب رموزه"، متابعا: "نفرح بهلاك الظالم؛ لما في ذلك من صرف شره عن كثير من المسلمين وكف أذاه، خاصة إذا كانت جنايته لا تقتصر على الناس، بل هي على الدين أيضا ومفاهيمه".
وألمح إلى أن انتصارات "داعش" على الحشد الشعبي، التي كانت سببا لتعاطف الكثير من المسلمين معهم، والتوقف عن مهاجمتهم، ليست مبررا لعدم الفرح بـ"مقتل العدناني".
وأكمل: "كل ذلك لم يمنع الفرح بموته؛ لظلمه المستطير، وسفكه لدماء المسلمين، وتهاونه في ذلك، بل وقتله للأخيار والعلماء الأبرار، فكيف لا نفرح بمقتل رجل غرر بآلاف من شباب المسلمين وزج بهم إلى الهلاك، مستغلا حبهم لدين الله، ومستغلا شوقهم لاستعادة الخلافة ومجد المسلمين".
قال على بكر، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن شماتة التيارات المتطرفة في سوريا بمقتل أبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي، يعود إلى حالة الثأر التي تعيشها التنظيمات الإرهابية منذ انطلاق ثورات الربيع العربي.
وأضاف بكر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن إعلان هذه الشماتة فيما بينهم عادة طبيعية لجماعات عاشت داخل الدم والإرهاب، خاصة وأن هناك صراع فيما بينهم على الاستحواذ على كعكة الإرهاب العالمي وتصدر المشهد الجهادي.
وعن محاولات تنظيم "القاعدة" وجبهة فتح الشام، القادمة في سوريا، قال بكر: إنه من الطبيعي أن يكون هناك حالة من الثأر خلال الأيام القادمة، للعودة إلى المشهد الجهادي مرة أخرى، لافتًا إلى أن هذه الفرصة كبيرة لكل التنظيمات المسلحة للعودة والسيطرة على المشهد.
البوابة نيوز
العراق.. مئات الجنائز لقتلى الميليشيات بمقبرة النجف
رغم التستر على الأرقام الحقيقية لأعداد قتلى عناصر الميليشيات الشيعية التي تقاتل في العراق وسوريا، إلا أن مقبرة النجف في العراق، كانت شاهداً على طوابير الجنائز من قتلى الميليشيات والتي تتوافد يومياً إلى هذه المقبرة.
وتعتبر "دار السلام" في النجف أكبر مقابر العراق وتعود بالتاريخ إلى الثمانينات، في مشهد يذكر بالحرب العراقية الإيرانية حيث تتوافد الجنائز بالجملة. الاختلاف هذه المرة أن معظم الجنائز تعود لقتلى عناصر الميليشيات الشيعية.
فهذه المقبرة المجاورة لضريح علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، والتي لها مكانة خاصة لدى الشيعة في العراق والعالم، تستقبل يومياً مئات الجنائز من قتلى ميليشيات الحشد الشعبي وبقية الميليشيات الشيعية التي تقاتل في العراق وسوريا.
رأينا في الحرب العراقية الإيرانية الأعداد التي تأتي بالمئات وأحياناً تكون مجموعة وليست منفردة، وحتى اليوم نعاني من مشكلة الاضطرابات مع "داعش" وكذلك من القضايا الأخرى أيضاً أعداد كبيرة تأتي إلى النجف ويومياً تدفن بالمئات إضافة إلى الموت الطبيعي.
وحسب باحثين فإن المقبرة تتوسع يومياً مع ازدياد توافد جنائز قتلى الميليشيات إليها في الأعوام الأخيرة.
ورغم عدم وجود أرقام رسمية وتأكيدات حكومية لأعداد قتلى الميليشيات التي تقاتل في العراق وسوريا، إلا أن العاملين في مقبرة "وادي السلام" في النجف، يقولون إن المقبرة تستقبل يومياً 200 إلى 150 جنازة على أقل تقدير.
العربية نت
"ديلي ميل": "البيت الزجاجي" مقر إيراني قرب مطار دمشق لإدارة الحرب
كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن إيران تقوم بإدارة الصراع في سوريا من مقر سري في دمشق يدعى "البيت الزجاجي" وقد تم تعيين قائد لجيش سري ضخم لدعم الأسد، وفقاً لتسريبات مخابراتية حصلت عليها الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن أحد عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، أنفق مليارات الدولارات من أجل حليفه بشار الأسد في السنوات الخمس الماضية، وتتم إدارة العمليات التي توفر الدعم على الأرض من بناية مؤلفة من خمسة طوابق قرب مطار دمشق.
وحسب الصحيفة، فإن هذا المقر الإيراني يلعب دوراً محورياً في دعم نظام الأسد إلى جانب روسيا، ويضم عمليات الاستخبارات ومكافحة التجسس، كما يحوي خزائن معبأة بالملايين من الدولارات نقداً تنقل جواً من طهران.
وقد وردت هذه المعلومات في ملف التقارير المسربة، على ما يبدو، من مصادر عليا داخل الحرس الثوري الإيراني التي جمعت من قِبل الناشطين الذين يعارضون النظام الإيراني.
وتفيد المعلومات الواردة في الملف والتي وصفت بأنها ذات مصداقية بأن إيران تسيطر على أكبر قوة مقاتلة في سوريا وهي أكبر بكثير مما كان متوقعاً ولديها قواعد عسكرية في جميع أنحاء الدولة، مما يعني أن نظام طهران ووكلاءه الشيعة أقوى بكثير مما قدره المحللون الغربيون الذين توقعوا أن مجموع القوة التي يقودها الشيعة الإيرانيون لا تتجاوز 16 ألف مقاتل.
وحسب مصادر المعارضين الإيرانيين، فإن إيران أعدت قوة قوامها 60 ألف مقاتل من الشيعة في سوريا فقط، بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب الله اللبناني، الذي لديه هيكل قيادة مستقل ولكنه يعمل في تنسيق وثيق مع إيران، لديه نحو 10 آلاف مقاتل في البلاد، كما يقولون.
ويبلغ عدد الإيرانيين في هذه القوة المقاتلة 16 ألف جندي، في حين يصل عدد المرتزقة الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان والفلسطينيين والبلوش إلى ما يقرب من 45 ألف جندي، ومن المرجح أن يسبب هذا العدد قلقاً في المنطقة وفي الغرب، حسب الصحيفة.
من جهته، قال كمال علام، وهو محلل الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن المعلومات الاستخباراتية التي جرى تسريبها "معقولة تماماً".
وأضاف علام: "أنا ذهبت بانتظام إلى سوريا وزرت ساحات القتال، ولقد رأينا كيف حاول الإيرانيون الحفاظ على عملياتهم بسرية تامة، كما أن تلك القوات تميل إلى التحدث باللغة العربية بدلاً من اللغة الفارسية في الأماكن العامة، وعموماً لا يرتدون الزي الإيراني وهذا يجعل من الصعب للغاية بالنسبة إلى المراقبين معرفة عددهم في البلاد".
أما عن المقر الذي تدير إيران منه العمليات والذي يدعى بـ"البيت الزجاجي" فهو عبارة عن بناية محصنة ذات جدران مضادة للانفجار مؤلفة من خمسة طوابق وتحوي 180 غرفة، وتحرسها قوات مدججة بالسلاح تصل إلى ألف عنصر، أما في الداخل فإنها تحوي عدداً من الدوائر بما في ذلك مكافحة التجسس والخدمات اللوجيستية والدعاية وقيادة المرتزقة الأجانب، إضافة إلى المخابرات الإيرانية.
وتم اختيار المكان ليكون في موقع قريب جداً من مهبط الطائرات، ما يجعل من السهل لقادة الجيش الإيراني تلقي شحنات من القوات والأموال والمعدات، أو ربما الهروب بأسرع وقت ممكن إذا سقطت دمشق.
وأفاد الملف السري الذي تم تسريبه لصحيفة الديلي ميل، بأن إيران أنفقت ما يصل إلى 100 مليار دولار على الصراع في سوريا منذ عام 2011، الأمر الذي فاجأ المحللين الغربيين الذين كانوا توقعوا أن إيران أنفقت ما مقداره 15 مليار دولار على الحرب في سوريا حتى الآن.
ومن الواضح أن إيران تحاول تأسيس قواعد لها في مناطق استراتيجية في جميع أنحاء سوريا لتجعل نفسها في وضع السيطرة التامة لكل الاحتمالات القادمة، سواء صمد نظام بشار الأسد أو سقط، حسب الصحيفة.
الخليج اونلاين
تركيا تنفي وقف إطلاق النار مع الأكراد في سوريا
نفت تركيا ، قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في سوريا، كما أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، مؤكدة أنه لا يمكنها أن تقبل «في أي ظرف» بتسوية مع «منظمة إرهابية»، فيما أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن أنقرة ستواصل عمليتها في شمال سوريا لحين زوال جميع التهديدات بما يكفل الأمن القومي للبلاد. وبينما أرسلت تركيا مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا، هز انفجار عنيف الريف الغربي لمدينة جرابلس، سرعان ما تبين أنه ناجم عن تفجير مقاتل من «داعش» لنفسه بآلية مفخخة استهدفت مقاتلي الفصائل المدعومة بالدبابات والطائرات التركية.
وأكد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك «لا نقبل في أي ظرف... تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية» خلافاً لما «يقوله بعض المتحدثين باسم دول أجنبية» في إشارة إلى ما أعلنته الولايات المتحدة الثلاثاء. وقال الوزير التركي: «إن الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة»، ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع «منظمة إرهابية» في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين للتلفزيون إن اتفاق هدنة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أمر «غير وارد مطلقاً»، وأن وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، ستظل هدفاً للقوات التركية ما دامت متمركزة في غرب الفرات. وأوضح كالين أن تركيا تسعى لتطهير شريط طوله 90 كيلومتراً في سوريا من مسلحي «داعش». لكن فيما أعلنت أنقرة الأحد أنها قتلت «25 إرهابياً» من وحدات حماية الشعب الكردي، لم تسجل أي ضربة تركية للمقاتلين الأكراد منذ بعد ظهر الاثنين. وكان الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار ينص على تهدئة اعتباراً من الساعة 21.00 بتوقيت غرينتش من الاثنين بحسب مقاتلين معارضين سوريين. وأكد المتحدث باسم وحدات الحماية الكردية ريدور خليل أن كلاً من تركيا ومجلس جرابلس العسكري ملتزمان بالهدنة في شمال سوريا وأن الوضع هادئ أمس الأربعاء.
وجدد رئيس الوزراء بن علي يلديريم «عزم» أنقرة على «مواصلة الهجوم حتى... انسحاب جميع الإرهابيين بشكل كلي وعبورهم الفرات باتجاه الشرق». وأضاف «لقد قدمت الولايات المتحدة تعهدات بهذا المعنى لبلدنا أكثر من مرة. نحن لا نتوقع أي تغيير في هذه التعهدات».
وميدانياً، ذكرت مصادر عسكرية أمس أن الجيش التركي أرسل مزيداً من الدبابات والعربات المدرعة إلى المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، معززاً بذلك انتشاره في المنطقة في إطار عملية «درع الفرات» الرامية إلى تطهير حدود تركيا من التنظيمات «الإرهابية». ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المصادر قولها إن دبابات وعربات مدرعة وأخرى حاملة للجنود وصلت أمس إلى الوحدات العسكرية التركية المتمركزة على الحدود السورية للرد على أي تهديد متوقع من «المنظمات الإرهابية» في مدينة جرابلس والمناطق المتاخمة لها. وقال المرصد السوري في بيان إن انفجاراً قوياً وقع في الريف الغربي لمدينة جرابلس تبين أنه ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم «داعش» من جنسية مغاربية لنفسه بآلية مفخخة استهدفت مقاتلي الفصائل المدعمة بالدبابات والطائرات التركية. وأشار إلى معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة جراء التفجير، كما وردت معلومات عن إعطاب عربتين مدرعتين خلال استهدافهما من قبل عناصر التنظيم في القرية ذاتها.
الامارات اليوم
الدكتور على الغتيت أستاذ القانون الدولى فى حوار لـ«المصري اليوم »: أتوقع شروطا س
قال الدكتور على الغتيت، أستاذ القانون الدولى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحتاج إلى الاستعانة بمنظومة مؤسسية لاتخاذ القرارات الحيوية، وأن يعتنى باستقطاب أهل الكفاءة الاستثنائية والإخلاص والمهنية والقدوة والشرف القادرين على الحفاظ على استقلالهم أمام الضغوط لبلورة ووضع السياسات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتشريعية.
وأضاف الغتيت، فى الجزء الأول من حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الدولة تعانى من ضعف التعامل السياسى مع صندوق النقد الدولى، مؤكدا أنها لا تملك ترف التصادم مع الكيانات الدولية، وتوقع أن يملى الصندوق شروطا سياسية على مصر بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا على رأسها التصالح مع الإخوان وقبول تدمير سوريا وهيمنة الإرهاب على ليبيا.. وإلى نص الحوار:
■ فى رأيك.. ما أهم المحطات التى شكلت علامات خطر على مصر فى العقود الأخيرة؟
- اختصار الدولة والأمة فى شخص ورفض قبول المساءلة أمام المصريين أصحاب السيادة وتقزيم الشعب ونقض كرامته، فبجانب ما تحقق بزعامة جمال عبدالناصر من إنجازات استثنائية وتاريخية فى فترة الخمسينيات يعلمها القاصى والدانى، إلا أن عبدالناصر بعد انفراده بالقرار بعد معركة 1956 والوحدة مع سوريا 1958، يتحمل مسؤولية تحويل المصرى إلى مصفق، وهو الذى كان قد أوشك على النهوض بدور المواطن المشارك، والسادات بعد نصر أكتوبر 1973 حاول أن يكون ديمقراطيا لكن لم تصمد جهوده طويلا ودخل إلى نفس الدائرة وأصبح رب العائلة والرئيس الملهم، وسرعان ما تحوصلت حوله قوافل الانفتاح، والضغوط ودارت حوله وحول مصر المخططات الرابضة، والسياسات الضاغطة من كل حدب وصوب، بدأ تنفيذها بانسحاب الدول العربية المؤسسة مع مصر من هيئة التصنيع العربية، ذلك المشروع الاستراتيجى العربى النموذج، وتبعه ما تبعه من التفلت العربى من وحدة العمل القومى المشترك.
وفى عهد مبارك كان أخطر ما جرى قبولنا الصفقة الأمريكية من أجل تحرير الكويت، والمادة 76 فى دستور التوريث، ثم حادث كنيسة القديسين الذى لا يزال غامضا حتى اللحظة، واخيرا قوله «خليهم يتسلوا» كمحصلة للاستخفاف المذهل من حكام مصر بالشعب، والغياب الخطير والمذهل للمقاصد المصرية الثابتة واستراتيجيات الوجود الوطنى والحفاظ عليه.
■ ماذا عن الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- العملية التى أفضت إلى تقفيزه- كمرشح استبن كما قيل- إلى كرسى الرئاسة وإصداره دستورا وتعديلا يزدرى بالمصرى وبكل التاريخ الدستورى المصرى والعالمى وأسس توزيع المسؤوليات والشروع فى التخلى الباطل عن سيادة الدولة عن بعض إقليمها مثل محور قناة السويس وغيره، وفتح أبواب توطين مطاريد أوروبا فى أرضها، ثم قانون الصكوك لتجريف أهم أصول مصر لسد العجز فى الموازنات وسعيه للاتفاق مع صندوق النقد الدولى، كل هذه كانت علامات خطر فى عهد مرسى.
■ ماذا عن الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- خير ما أدعوه إليه هو أن يعتنى باستقطاب أهل الكفاءة الاستثنائية والاقتدار والعزم والإخلاص والمهنية والقدوة والشرف القادرين على الحفاظ على استقلالهم أمام الضغوط لبلورة ووضع السياسات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتشريعية مستندة إلى فلسفة متجانسة فى ثوابتها ووضع ما يلزم تفرعه عن كل ذلك، وصياغة شروط وإمكانيات النجاح والإنجاز فى أطر زمنية، ومتابعة ومراقبة كفاءة التنفيذ واستقرار مستوياته، ويتقدم كل ذلك كفالة وضمان مشاركة المواطن صاحب السيادة الفعلية المنتجة كل فى مجاله وفهمه فى التنفيذ.
■ هناك من قال إنه لم يكن هناك بد من الدخول فى صفقة تحرير الكويت فى عهد مبارك، لأنه بدون ذلك ما كان يستطيع الضغط المصرى العربى ردع صدام حسين؟
- التعقيدات بطبيعتها تحيط بسائر الأمور، لكن أودّ أن أشير إلى أن واحدا من اكثر دهاة السياسة المصرية الحديثة وهو الدكتور بطرس بطرس غالى قال لى: «لازم نتشعبط فى هذه العملية كآخر أمل للنجاة...إنها الفرصة الأخيرة للشبطان فى عباءة القوى الكبرى». قال لى ذلك وكنا معا على الطائرة من نيويورك إلى القاهرة قبيل توليه سكرتارية الأمم المتحدة، ومقتضى الكلام أن هناك نوعا من التفكير ساد فى زمن ما فى بعض الدوائر العليا بمصر، بأنه فى الضيق والأزمة لابد أن نلعبها مصالح، كما لو كان لسان حالهم يقول «فلنودع المبادئ مؤقتاً والعروبة والكلام القديم ده من أجل المصلحة»، وقد فرحنا بالإعفاء من الديون وبالودائع وقتها، وها نحن نعود إلى دورة الأزمة المحتقنة مرة رابعة كما هو متوقع، بل وفى ظل وضع ملبد إقليميا ودوليا ربما أكثر مما كان أيام حرب الخليج، وما بعدها.
■ يقولون إن أسامة الباز كان وسيطا بين القصر والنخبة، وأن هذا الدور غائب الآن ما ترك فجوة بين النخبة والسيسى؟
- أسامة «سنيور» ذو عقلية رائعة، فهو حصيف ولديه خبرة وجدارة استثنائية، ولا مثيل له فى المجموعة التى أحاطت مبارك، وعلى الدين هلال كان أستاذاً فذاً لامعاً إلى أبعد حد لكنه ترك نفسه وربما دون أن يدرى إلى أن توارى فى لحظة تحتاج فيها مصر إلى أستاذ علوم سياسية راشد، الآن القيادة فى هذا المجال تكاد تفلت من أيدى المصريين، وربما لعب أسامة الباز دور الحكيم مع المثقفين، أما الآن فالأوضاع الداخلية متردية، والأوضاع الخارجية الإقليمية والدولية تحتاج من الرئيس السيسى أن يستعين بمنظومة مؤسسية للإبداع والاستراتيجيات والسيناريوهات واتخاذ القرارات الحيوية.. منظومة للمستقبل تعتمد على الأفضل والأشجع والأخلص، والأجدر والاستثنائى.
■ ما اللحظة التى بدأ فيها مبارك ينحو إلى الفردية بعد أن بدأ متواضعا يريد أن يسمع ويمنح تليفونه الشخصى لعدد من قادة الرأى؟
- حتى قبل عام ٢٠٠٠ كان مبارك لا يزال يحاول ألا تفرض عليه الجوقه الحصار، وكان يقوم باختراقات عبر اتصال مباشر أحيانا بشخصيات عامة مستقلة أو معارضة أو عبر زكريا عزمى فى تلك الفترة ليطلب رأى الخبراء ويستنير به فعلا، وقد بعثت إليه بملف هضبة الأهرام فور توليه السلطة فتجاوب فوريا وأرسل إلى واحدا من قادة المخابرات جاء تحت مسمى مستشار بالرئاسة، فنجحت مصر أمام محكمة النقض الفرنسية، وكانت بداية الهزل فى الحكم حفلة جون ميشيل جار، فى سفح الهرم وما جرى فيها حتى وصل إلى «خليهم يتسلوا» فسقط.
■ هل تغير عبدالناصر بعد النكسة يونيو كما يعتقد كثيرون؟
- عبدالناصر ولد الزعيم فيه مرة أخرى بعد هزيمة 67، فهو رجل أخلاقى وشعر بجسامة النكسة، وإحساسه الخطير بالمسؤولية أعاد إليه رشد الزعيم وإن كانت الكلفة كارثية وممتدة، وأظن أنه قاد ثورة بعد 1952 ضد الاستعمار القديم وبعد 67 قاد ثورة ضد نفسه، واستعاد إدراك مسؤولية زعامته داخل نفسه، لكن الآن لا نملك ترف انتظار انهيار آخر لنتغير بعده، وللمرة الألف أكرر أنه لابد من الاستعانة بأهل الحكمة والجسارة والاستقلال والخبرة الاستثنائية والشرف والكفاءة أمر حتمى.
■ هناك تهديد متصاعد من انفجار اجتماعى وشيك فى مصر، كيف تراه؟
- ثلاثية التضخم والبطالة والتمييز بين المواطنين تشكل تهديدا قويا لتماسكنا المجتمعى ولا أنكر، بيد أنى أستغرب أننا نهدد أنفسنا بالانفجار دون أن نعرف ما هى أسس العدالة التى يجب مراعاتها لتفادى ذلك، فمن يقول إن انفجارا سيحدث من يقول غير ذلك يتناقشان فى نفس الوعاء ألا وهو الدعم وهل نخفضه أو نشطبه أو نزيده، وأعتقد أنه يجب الكف عن استخدام كلمه «الدعم» نهائيا، فلا أحد الآن يستخدم هذه الكلمه، فهناك مفهوم حديث ومستقر للعدالة الاجتماعية والاقتصادية فى العلوم الإنسانية يجب تبنيه، وأيضا يتحدث الحكومى أو المعارض عن «شبكات حماية»، وهى شبكات تتلقف من يسقط ببعض «الحنية»، إلا أننا نريد نظاما يمنع من السقوط بالأساس، ومثل هذا النظام لا يمكن أن يفكر فيه صندوق النقد أو من يسيرون على دربه.
■ ما الذى تأخذه على برنامجنا مع صندوق النقد؟
- مستوى الضعف بل وغياب الفكر فى التعامل السياسى مهول فى مصر الآن، وهذا ما يفزع فى أمر صندوق النقد وفى غيره، ولقد أوضحت أن البنك والصندوق غيرا طريقة اتفاقاتهما منذ ١٩٧٠ بحيث أصبحت تأخذ شكل مذكرات التفاهم التى تقدمها الدولة طالبة المساندة التمويلية منفردة وليس معها أى توقيع من البنك أو الصندوق فى محاولة حمايتهما من المسؤولية عن الفشل، واليوم لا نملك ترف التصادم مع الكيانات الدولية كما لا نملك أن نقول للشعب انبطح، وعليه فإننا نحتاج إلى وعى وفكر وتخطيط سياسى للتعامل مع حالة يصر البعض على أنهم يحتاجون فيها البنك والصندوق من ناحية ونعرف سم وصفاتهما من ناحية أخرى، والمهارة هى أن نقلص بأسرع ما يكون الفجوة التى تحوجنا إلى المؤسستين.
■ يقال إن الاتفاق شهادة ثقة لمصر واقتصادها؟
- إذن ما تفسير ما تنشره أو نشرته «الإيكونوميست» أو «بلومبرج» أو «نيويورك تايمز» التى حاولت أن تصور مصر كبلد خرب، أين الثقة التى تولدت عند هؤلاء من اتفاقنا مع الصندوق، أعتقد أن الابتزاز الغربى والأعمال الممولة من قطر وغيرها ستستمر حتى قبل موافقة مجلس الصندوق بدقيقة واحدة، ليس لأنهم يريدون أن نبتعد عن الصندوق ولكن لأنهم يريدون ألا نحصل على اى ميزة، ولو كانت شهادة الثقة المزعومة، وأن نأخذ أسوأ صفقة، بل ومن الوارد أن تظهر شروطا سياسية للقرض فى آخر لحظة بإيعاز من الولايات المتحده أو بريطانيا، مثل التصالح مع الإخوان أو قبول تدمير سوريا أو هيمنة الإرهابيين على ليبيا.
■ لماذا لا تمثل الضرائب المحصلة من الأفراد والشركات الخاصة سوى نسبة ضعيفة من إجمالى الضرائب؟
- بلدنا قائم على فكرة الامتيازات.. امتيازات لمؤسسات سيادية أو تشريعية أو قضائية أو حتى مؤسسات خاصة كبيرة، وأصبح الشعب لا يرى أملا فى أن تتحقق فكرة المواطن دافع الضرائب، وبالتالى صاحب حق المساءلة، ولقد دار حوار علمى قانونى وفلسفى بين وفد مصرى كنت فيه مع أستاذين فى مركز جامعة هارفارد الدولى للضرائب فى الفترة من 1978 - 1982 واقترحا علينا عمل نسبة أربعين بالمائة على الكل كالبرازيل، وظنوا أن ذلك سيعجبنا باعتبارنا أبناء بلد ناصرى التوجه، فقلت إن هذا سيصيب اقتصادنا بالشلل والأفضل ضريبة تصاعدية محسوبة، وظهر لهم أننا كمصريين نفهم أمورنا جيدا، وتحول الحوار إلى أن يساعدونا فى ميكنة الضرائب فقط، وعلينا نحن رسم السياسة الضريبية التى تناسب بلدنا، وبعد مجىء د.على لطفى، وزيرا للمالية خلفا للدكتور صلاح حامد رأى أننا كمصريين لا نفهم ما هى السياسة الضريبية ولجأ إلى الأمريكان وأهمل رأينا.
■ هناك توجه إلى بيع حصص حكومية كبيرة أو صغيرة نسبيا فى بنوك؟
- لا أرى صوابا فى الإخلال بالتوازن البنكى للبلاد من خلال خصخصة ملكيات بنكية عامة، وأخشى ما أخشاه من قرض الصندوق وتوابعة هو فقدان السيطرة على مقدرات قرارنا فى السياسة النقدية والمالية المصرية، فالبنوك الأجنبية هى رأس الرمح فى خطط ابتلاع الدول النامية بل وغير النامية.
■ ما تقييمك للاتفاق الحالى مع الصندوق عامة؟
- لا أستطيع الحكم على الاتفاق الحالى إلا بعد أن أقرأه كاملاً بنسخته الإنجليزية.
■ كيف سيستقبل المجتمع برأيك الاتفاق؟
- الشعب لم يناقش الرئيس حين طلب منه تمويل القناة الجديدة من مدخراته الغالية، لكن من حقه أن يناقش كيف تم التصرف فى هذا الإنفاق والرصيد وما العائد الآن وفى المستقبل، نفس الأمر سيتكرر برأيى مع اتفاق الصندوق، إذا قال الرئيس فلنقبل الدواء المر سيقبل الناس لكن هذا لا يعنى أن الناس سلمت مقاديرها للحاكم، فمن حقها أن تسأل عن النتائج والجدوى وكفاءة الأداء سواء فيما يتعلق بقناة السويس أو العاصمة الجديدة أو صندوق النقد، وفى ظنى أن السيسى أضاع فرصة ثمينة عندما توقف عن التمويل بالاعتماد على الذات، وكان يجب أن يكون لديه قائمة متكاملة بمشاريع مدروسة يدعو الشعب إلى تمويلها ذاتياً للنهوض بلا اقتصاد والأمة.
■ تم سحب مشروع فرض رسوم لصالح القضاة والشرطة مؤقتا، كيف رأيت هذا الأمر؟
- لم يعجبنى مطلقا التقدم بمشروع لجمع رسوم من كل متقاض لعلاج القضاة، أو رسوم على الخدمات الشرطية لصالح أفراد الشرطة، فمثل هذه الأمور أثرها مدمر، ومن حسن الحظ أن تم تصحيح الأمر وسحبها، وأرى أن تقديمها يدل على ضعف سياسى مذهل من حكومة تطلب من الناس التضحية، وهذا ما نبهت وأنبه إلى خطره فى أماكن كثيرة.
■ تتحدث كثيرا عن إشراك الخبراء فى صناعة القرار وأنت ترأست المجلس الاستشارى لرئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، فهل كانت التجربة مثمرة؟
- كنت قررت منذ نحو خمسة وأربعين عاما ألا أعمل بالحكومة مطلقا بعد تجربتى القصيرة كأحد المستشارين القانونيين الذين أعارهم وزير العدل الأسبق عصام حسونة رحمه الله للجنة العليا لتصفية الإقطاع 1966، وبعد ثورة يناير كان لابد من المشاركة فى إنقاذ مصر وفضلت أن أكون استشارياً رسمياً متطوعاً، وعند تأسيس المجلس الاستشارى لرئيس الوزراء الذى سميته «الدائم» تعبيراً عن أهمية وجوده، كعقل استراتيجى جمعى للدولة، كنت أتمنى أن يبقى مستمرا لإعانة لصانع القرار، لكن تم إلغاؤه لأسباب بعضها مازال غامضاً من جهة، وصراعات لا أراها من جهة أخرى، وقد تم حل المجلس فى أعقاب ما قدمته من تقرير أوصى فيه برفض قرضين من صندوق النقد والبنك الدوليين لغموضهما، والغريب أن المجلس العسكرى رفض القرضين فعلا لكنه أصدر تعليماته بإلغاء المجلس الاستشارى، وما فهمته أن ذلك كان ترضية ما لمن كان يميل إلى الاتفاق مع الصندوق، فضلاً عمن رأوا فى المجلس وما أداه ودوره ما يزعجهم.
■ ما أهم ما قمت به أيضا؟
- كنت ممن رأى أن الاستجابة للمطالب الفئوية بطريقة «إديهم قرشين لينصرفوا» أمر مفسد ومبدد للاحتياطى الاستراتيجى بغير موجب، وأنه يجب أن يدور البحث الموضوعى عن المبرر للمطالب ووضع نسق للتعميم، يتبع كقاعدة عامة مع أى صاحب مطلب ليعرف ما له وما عليه، وتبعات كل قرار على المؤسسات وعلى الموازنة العامة، وطبقت ذلك بنفسى فى مطالب عمال النصر للسيارات، كما أوصيت بأن تطعن الحكومة على أحكام بطلان عقود الخصخصة حيثما كان المقتضى القانونى، ولا تكتفى بطعن الشركات القابضة فقط، حتى تؤكد لمن تتعاقد معهم أنها حريصة على الالتزام بالعقود وأن للقضاء وحده سلطة الحكم فى صحتها.
■ كنت مشرفاً فى حل مشكلة عقد توشكى مع الأمير الوليد بن طلال، صف لنا ما الذى تم؟
- تم الاتفاق على تعديل العقد مع الوليد بن طلال وقصره على 25 ألف فدان فى جلسة حضرها المرحوم الملك عبدالله وتم إرسال العقد المعدّل إلى مجلس الدولة فأعاده، ومعه 4 ملاحظات فقال البعض إن الوليد سيأتى فى اليوم التالى ولديه موعد مع المشير طنطاوى ولابد من التوقيع، وأنه لا وقت للنظر فى الملاحظات وحاولوا مع مجلس الدولة ليتخلى عن ملاحظاته لكن المستشارين رئيس المجلس ورئيسى قسمى الفتوى والتشريع وقتها قالوا لمجلس الوزراء: «أنتم طلبتم رأينا فأبديناه أما كونكم تاخذون به أم لا فهذا شأن الحكومة وهى تتحمل التبعة»، ومن جانبى قلت إنه لا يجوز البتة إهمال ملاحظات مجلس الدولة، بل وأبديت أنه لدى سبع ملاحظات إضافية على العقد المعدل بدورى، واقترحت تغيير الموعد مع المشير وإبلاغ الأمير الوليد بالجديد وقد حدث، وعدلنا العقد، وعندما جاء الوليد قلت له إنى أعرف والدك جيدا وصافحته لكن حرصت على عدم حضور توقيع العقد، لأننى أرى أن صاحب الخبرة يجب أن يكون قدوة مستقلة ويعيش فى الظل وأن يترك للحاكم أن يتصدر الواجهة.
■ ما قصة مذكرتك برفض قرضى البنك الدولى وصندوق النقد وقت تولى المجلس العسكرى مقاليد الحكم؟
- الدكتور سامى سعد زغلول – أمين عام مجلس الوزراء وقتها التقى بنا أثناء الاجتماع المسائى مع رئيس الوزراء – فى الحادية عشرة مساء من يوم الاثنين 20/6/2011 وقدم لى ملفا فيه تفاصيل قرض البنك والصندوق، كانت عبارة عن مشروع مذكرة تفاهم مع صندوق النقد ومشروع قرض من البنك الدولى وخطاب من الدكتور سمير رضوان، وزير المالية الأسبق، إلى رئيس مجلس الوزراء لتوضيح أهمية إبرام اتفاق مع البنك وصندوق النقد، وعلمت منه أنه يجب عرضه على المجلس صباح 21/6/2011، فكان لزاماً على دراسة الملف كاملاً وإعداد مذكرة بالرأى، واستغرق ذلك ساعات الليل المتبقية وفى الصباح الباكر وقبل السابعة صباحا كنت فى مجلس الوزراء ومعى مذكرة الرأى، واقترحت فيها رفض قرض البنك الدولى تماما لغموضه وشروطه السياسية غير العادية وإعادة النظر فى مذكرة الصندوق أو البحث عن بدائل للاقتراض منه، وفى ذلك اليوم أصدر المجلس العسكرى قرارا برفض قرض الصندوق، كما أصدر فى توجيهاته بإلغاء المجلس الاستشارى لمجلس الوزراء.
■ يقال إن الولايات المتحدة قد ترفض قرض الصندوق فى آخر لحظة أو تفرض شروطا إضافية قبل الموافقة، ما رأيك؟
- على الزعامة المصرية والدولة المصرية أن تحتاط جيدا، وظنى أن الموقف الأمريكى الحقيقى قد لا يظهر إلا بعد سحب أول شريحة من القرض، فستحاول أمريكا أن تعوق مصر عن الإصلاح مهما التزمنا بما قال الصندوق، وأتعجب ممن يتجاهلون خطط تحطيم المنطقة ويتهموننا بأننا أسرى نظرية المؤامرة، وما لم يفعل الأمريكان ما أشرت إليه فسيكون هناك خطأ عندهم، فمصالحهم فى تحطيم قدرة هذه المنطقة على النمو المتكامل وبناء القدرة الذاتية، بل وأبعد من ذلك، وظنى أن الهدف النهائى هو تحطيم قدرة الحضارة العربية الإسلامية التى استوعبت عطاء كل الملل والنحل على كبح الرأسمال العالمى ورغبته فى التوسع.