الأكراد الذراع البري لقوات التحالف في مواجهة "داعش".. فهل اقترب ميلاد دولتهم؟

السبت 18/أكتوبر/2014 - 03:18 م
طباعة الأكراد الذراع البري
 
يبدو أن دور الأكراد سيتعاظم وسيلعب دورا كبير في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة بـ"داعش" في العراق وسوريا، مع وجود تردد أمريكي في إرسال قوات برية، ورفض الدول العربية المشاركة في التحالف أيضا دعمه بقوات برية في مواجهة مقاتلي هذا.

وعود أمريكية للأكراد

وعود أمريكية للأكراد
يبدو أن أمريكا ستعتمد بشكل أساسي وكبير على مقاتلي الأكراد في العراق وسوريا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مع إحجام الدول العربية وقوات التحالف عن إرسال قوات برية لمواجهة مقاتلي التنظيم، وفي إطار الصمود الذي استمر لأكثر من شهر من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية في مدينة كوباني "عين العرب" شمال سوريا وعدم تحقيق تنظيم "داعش" انتصارا عسكريا، كما حدث في الأشهر الماضية.
والتقى ممثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري، في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بناءً على طلب رسمي من الجانب الأمريكي لبحث دعم الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مصادر كردية: إن إدارة البيت الأبيض عبرت عن استعدادها لتزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح في مواجهة مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وطلب ممثل الحزب الكردستاني من واشنطن الضغط على تركيا، وكذلك الضغط عليها عبر المجتمع الدولي؛ من أجل وقف دعمها لتنظيم "داعش" الإرهابي، ووفقا لمصادر فإن الولايات المتحدة أكدت للأكراد أنها ستقوم بالضغط على حكومة رجب طيب أردوغان للتوقف عن دعم مقاتلي "داعش".
وأضافت المصادر أن ممثل الولايات المتحدة أكد لممثل الأكراد أن أمريكا والمجتمع الدولي يدعمان المقاتلين الأكراد في مواجهة تنظيم "داعش"، في ظل الصمود الذي استمر أكثر من شهر في مواجهة مقاتلي التنظيم بمدينة كوباني "عين العرب" السورية، وعدم استطاعة تنظيم الدولة تحقيق نتائج قوية أو احتلال المدينة.
ووفقا لوكالة روج نيوز الكردية فإن "أمريكا اعتبرت كوباني منطقة استراتيجية ومهمة، وقالت: يجب أن لا تسقط كوباني"، مؤكده أنها تريد إرسال أسلحة ومواد متفجرة ودعم لوجستي من أجل كوباني؛ لدعم الأكراد في مواجهة "دعش".
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تزداد فيه غارات التحالف الدولي ضد داعش على مواقع التنظيم في محيط مدينة كوباني، حيث نفذ طيران التحالف في الـ 48 ساعة الماضية حوالي 40 غارة على مواقع "داعش" في محيط كوباني.

مسئول أوروبي "الأكراد" الذراع البري

مسئول أوروبي الأكراد
أكد مسئول أوروبي رفيع المستوى أن التحالف يسعى لضم المقاتلين الأكراد في سوريا؛ من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش على الأرض، مضيفا: "يعاني التحالف عجزاً واضحاً طالما أن ليس لديه قوات تواكب الضربات الجوية على الأرض"، معتبرا أنه "لن يكون فعّالاً الانتظار لأشهر مع الضربات الجوية فقط".
وتابع: "الأكراد هم المتواجدون هناك (في أرض المعركة ضد "داعش")، وفي نهاية المطاف، أعتقد أن من سيبقى هم الأكراد"؛ ليكونوا قوات برية تعمل مع التحالف.
ولفت إلى أن ضيق الخيارات أمام "التحالف"، ليس العامل الوحيد الذي يرجّح كفة كل من قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي وتشكيلات "قوات حماية الشعب"، مضيفا: إن المسألة تتعلق أيضاً بالفعالية التي يؤديها الأكراد في حرب "داعش"، سواء في العراق، أو على وجه الخصوص اليوم في سوريا، مؤكداً على أنهم "يُظهرون أداء ممتازاً في القتال".
هذا المسئول الأوروبي الذي التقى في بروكسل مؤخراً المنسق العام لعمليات التحالف، الجنرال الأمريكي جون آلن- أكّد في حديثه لـصحيفة "السفير" اللبنانية على أن تقدم الخيار الكردي لـ"التحالف" يأتي بعد يوم من إعلان الخارجية الأمريكية أن مسئولاً فيها التقى مسئولين من حزب "الاتحاد الديمقراطي" في باريس. 
استبعد المسئول الأوروبي احتمال مشاركة قوات أجنبية، مضيفا: الولايات المتحدة غير راغبة في إرسال قوات برية، وهذه الحال تنطبق أيضاً على الدول العربية ضمن التحالف.
وشدد المسئول الأوروبي +رفت قوات التحالف لإنشاء منطقة عازلة بناء على طلب حكومة تركيا، مؤكدا أن واشنطن كررت أنه غير وارد بالنسبة إلى "التحالف"، كما سبق أن رفضت القيادات الكردية وجود منطقة عازلة تحميها تركيا، مؤكدة أن ذلك سيمثل "احتلالاً" لن يترددوا في محاربته.

تغير كردي سوري ضد الأسد

تغير كردي سوري ضد
المؤشرات على قبول الأكراد بشكل عام وأكراد سوريا بشكل خاص على لعب دور قوي في مواجهة تنظيم "داعش" ما ذكرته مصادر سياسية كردية، عقب بيان صالح مسلم محمد، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا يوم 17 أغسطس 2013، الذي ألمح فيه إلى تغيير موقِفه الرّافض لدخول قوات البيشمركة لكردستان العراق إلى شمال غرب سوريا لوقف هجمات المنظمات الأصولية المتطرِّفة على الأكراد هناك. 
ومعروف أن الاتحاد الديمقراطي، رفض في السابق عروض برزاني لمساعدة كردستان السورية، كما عرقل عودة مجموعة من الأكراد السوريين الذين درّبتهم قوات البيشمركة في كردستان العراق. 
+ولكت مسلم اليوم اجتمع منذ يومين مع مسعود بارزاني ومسئولين في المخابرات التركية، وهناك ممثلون من الحزب اجتمعوا مع مسئولين أمريكيين في اريس +ليوضح أن هناك تغيرا في موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد.
من جهة أخرى، يشدد المسئولون الغربيون على أن كل ما يحدث لا يؤثر على الخصومة الثابتة للنظام السوري. القضية هنا تتعلق بالاتهامات التي توجه لحزب "الاتحاد الديمقراطي" بأنه متحالف مع حكام دمشق. 
قيادات الحزب الكردي دأبت مؤخراً على تكرار نفي هذه المزاعم، خصوصاً خلال مطالبتها بتدخل "التحالف" بفعالية لإفشال سقوط عين العرب.
يقلل المسئول الأوروبي من أهمية هذا العامل على ضم القوات الكردية في سوريا إلى "التحالف الدولي"، لافتاً إلى أهمية مواظبة قياداتهم على نفي وجود أي تحالفات أو ارتباطات مع النظام السوري.
وليس واضحاً بعد كيف يمكن أن يؤثر ضم القوات الكردية لـ"التحالف"، على حسابات عداوة دول التحالف مع نظام دمشق. لكن ما هو واضح أن الأكراد يبدون الآن بعيدين عن مجال فعالية الجيش السوري، كما أنهم سيكونون محميين بمظلة ضربات "التحالف" في حال صاروا جزءاً منه.

دولة كردية برعاية أمريكية

دولة كردية برعاية
لا يخفى مسئولون أكراد إصرارهم على إقامة «الدولة»، حتى إن النائب الكردي شوان قلادزي، أكد قبل أيام أن إعلانها بات «قريبا جدا». 
السياسة الأمريكية الداعمة للأكراد تؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت متقبلة أو داعمة للتأسيس وإقامة الدولة الكردية، في ظل العلاقة الجيدة التي تربط الأكراد بالمؤسسات الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن الأكراد أكثر الجهات التي تلعب دورا كبيرا في مواجهة تنظيم "داعش"، والذي فشل التحالف في التعامل على الأرض مكتفيا بالضربات الجوية، وهو ما نجح فيه مقاتلو الأكراد.
ففي تقرير نشره موقع "دفينس فيوبوينت" البريطاني، المهتم بالشئون الدفاعية والأمنية، قبل أيام، أشار التقرير إلى أن "قوات البيشمركة (القوات الكردية)، التابعة لإقليم كردستان العراق- أثبتت أنها الأكثر فعالية في مواجهة "داعش"، من بين القوات التي تقاتل على الأرض في العراق".
ولفت التقرير، إلى أنه "في الوقت الذي لم يكن الجيش العراقي قادراً على الوقوف في وجه تقدم "داعش"، على الرغم من الدعم الواسع الذي وفّرته له الولايات المتحدة، تمكّنت السلطات الكردية في شمال العراق من بناء حكم رشيد، اتّبع نهجاً أكثر انفتاحاً وتقدماً من الكثير من الحكومات في المنطقة".
ودعا التقرير إلى "دعم البيشمركة، وإعانتها على أن تصبح جيشاً قوياً، لا للدفاع عن أراضي كردستان وحسب، وإنما أيضاً كي تكون كردستان حليفاً قوياً لدول التحالف الغربية في حربها ضد "داعش"، وضد أي تنظيم مشابه ممكن أن يظهر في المستقبل". ويرى أن "الدولة الوليدة ستفتح أمام شركات التسليح في الغرب سوقاً جديدة لبيع أسلحتها".
تغير وضع الأكراد وعلاقتهم مع محيطهم الإقليمي والدولي، في ظلّ مواجهتهم لمسلّحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية. وتزامنت الدعوات مع دعوة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، إلى إجراء استفتاء على استقلال كردستان.

المشهد الآن

المشهد الآن
هل تكون القضية أو الورقة الكردية، العامل الأول الذي سيفجِّـر خرائط سايكس- بيكو، ويُعيد رسم اللوحة الجيو- سياسية الجديدة في الشرق الأوسط؟ هذا السؤال الدقيق قفز إلى الواجهة مع سلسلة التطوّرات المفاجئة على صعيد كل الديموغرافيا الكردية، التي تحتلّ مساحات شاسعة، تخترق أربع دول، هي تركيا وسوريا والعراق وإيران.
وفي ظل بروز قوي للأكراد في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تواجدهم في تركيا بشكل قوي، وإيران، مما يشكل توافق أمريكا وقوى التحالف على تواجد دولة كردية في الشرق الأوسط.
فهل تنم هذه السياسة الأمريكية عن قناعة بأن العراق وسوريا اللتين نعرفهما قد انتهيا عمليا، ولم يعد ممكنا إنقاذه، وبالتالي فإن الرهان على «الدولة الكردية» أصبح خيارا استراتيجيا، للحفاظ على مصالح واشنطن الحيوية في الإقليم؟

شارك