مجددًا.. الساحل السوري "الخزان البشري" لنظام الأسد في بؤرة إرهاب المعارضة المسلحة

الإثنين 05/سبتمبر/2016 - 03:52 م
طباعة مجددًا.. الساحل السوري
 
تعتبر المعارضة السورية المسلحة المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أن الساحل السوري هو الخزان البشرى الرئيسي لقوات النظام؛ ولذلك دائمًا ما تستهدفها بالتفجيرات والعمليات الانتحارية، في محاولة منها لكسر الروح المعنوية لسكان هذه المناطق ذات الأغلبية العلوية، ومنعهم من الانضمام لقوات الجيش السوري وميليشياته، وتعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها طرطوس يوم الاثنين 5-9-2016م نموذجاً على ذلك. 
مجددًا.. الساحل السوري
سلسلة انفجارات جديدة هزت الساحل السوري وتحديدًا في مدينة طرطوس جراء انفجار سيارتين مفخختين على حواجز تابعة للنظام عند مدخل المدينة ما أوقع قتلى وجرحى، وقالت مصادر تابعة للنظام السوري: إن انفجارين استهدفا جسر أرزونة على تقاطع مفرق صافيتا - الدبوسية بالقرب من مدخل مدينة طرطوس؛ ما أسفر عن سقوط 25 قتيلاً و40 جريحاً في حصيلة أولية؛ حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار وقامت ميليشيات الأسد بالانتشار بعد الانفجار وقامت بإغلاق كافة الطرق المؤدية، وسط هروع سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل القتلى وأظهرت الصور حجم الدمار الكبير الذي لحق بالسيارات والمنطقة، جراء الانفجار؛ ما أوقع أكثر من 25 قتيلاً وعشرات الجرحى في حصيلة أولية، وانتشرت ميليشيات الشبيحة في المنطقة وسط استنفار أمني شديد واعترفت صفحات موالية للنظام السوري أن غالبية القتلى الذين سقطوا اليوم في طرطوس هم من عناصر الحواجز المتواجدة في المنطقة.
 عدد ضحايا سلسلة تفجيرات ضربت مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري ليبلغ مئات القتلى والجرحى، وقد أعلن تنظيم الدولة "داعش" مسئوليته عنها، بينما أدانها الائتلاف المعارض، في حين يستمر القصف العنيف لقوات النظام على محافظات حلب وريف دمشق وحمص، وبمشاركة طائرات روسية.
مجددًا.. الساحل السوري
وسبق أن استهدفت منطقة الساحل بهجوم مروع صباح الاثنين 23-5-2016م من خلال سلسلة تفجيرات استهدفت، مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين؛ ما أدى إلى سقوط 101 قتيل وعشرات الجرحى، وقالت مصادر: إن التفجيرات السبعة أدت إلى مقتل 48 شخصاً في طرطوس بمحافظة طرطوس و53 آخرين في جبلة التي تقع جنوب اللاذقية التي وصفت بالغير مسبوقة، حتى إن المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينيات، وإن اثنين من الانفجارات التي هزت مدينة جبلة ناجمة عن تفجير عربة مفخخة بالقرب من موقف للسيارات في المدينة، تبعه تفجير رجل نفسه بحزام ناسف داخل الموقف بالتزامن مع تفجير رجلين نفسيهما عند مديرية الكهرباء في المدينة وقرب مدخل الإسعاف بأحد مشافي مدينة حلب أما التفجيرات التي هزت مدينة طرطوس فناجمة عن تفجير عربة مفخخة في موقف المدينة، وتفجير رجلين لنفسيهما بأحزمة ناسفة بعد تجمع أشخاص في مكان الانفجار، وإن الانتحاري الذي فجر نفسه في مشفى جبلة في محافظة اللاذقية السورية كان يساعد بنقل الجرحى من التفجير الأول في الكراج الجديد في مدينة جبلة وعند وصوله إلى داخل غرفة الإسعاف فجر نفسه داخل المشفى؛ ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، إضافة إلى عدد من الكادر الطبي.
مجددًا.. الساحل السوري
وهو الأمر الذي أثار وقتها علامات استفهام عدة جاء على رأسها:
1- كيف تتم هذه العمليات التي ضربت "جبلة" وطرطوس، مع أن جبلة تعتبر "بيت الأسد" ومحاطة بالكامل بكل قواته الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية، ويتوزعها رجال الأمن بكثافة منقطعة النظير، وتحديدا بعد التدخل العسكري الروسي واختيار مطار "حميميم" مقرا لذلك الجيش، ولا يبعد عن "جبلة" إلا بضعة كيلومترات قليلة؟ وهو التفجير الذي من المؤكد أن الروس قد سمعوا صداه في مقر إقامتهم في "حميميم" لقربه منهم!
2-  لماذا تترافق التفجيرات، كلما كان الأسد في "خانة اليك" وتكفّ روسيا يده عن القصف هنا أو هنا؟
3- من أين دخلت المتفجرات إلى "جبلة" الساحلية وهي تخضع للتفتيش على مدار الساعة من قبل أهلها أنفسهم في ما يسمى "قوات الدفاع الوطني" التي أنشأها الأسد لترويع المدنيين ومراقبتهم وسوقهم إلى القتال في جيشه؟
4- سبق أن قام النظام بالكشف عن أفراد في جيشه وقواته الأمنية تقوم بإيصال السلاح والمتفجرات إلى أي جهة تطلبه. وكان النظام في كل مرة لا يسمح بتصوير وجوه من تم القبض عليهم؟ إلى درجة قال أنصاره: "لماذا تخفون وجوههم؟ أم أن هناك من يحميهم؟".
مجددًا.. الساحل السوري
وتتمثل أهمية منطقة الساحل بشكل عام فيما يلي: 
1- أنها تشكل إطلالة سوريا البحرية على شواطئ المتوسط وساحة عمليات قواتها البحرية والمنطقة التي تصل عبرها إمدادات النظام بالسلاح والذخائر والوقود والمواد الغذائية والتموينية. 
2- تعد منطقة الساحل أحد معاقل النظام السوري ومنطقة نفوذ للطائفة العلوية الحاكمة؛ حيث تنتشر قراهم ومدنهم وبشكل خاص مدينة القرداحة سكن عائلة الأسد وأعوان النظام من العسكريين والأجهزة الأمنية والشبيحة.
3- تتواجد بها القاعدة الروسية في منطقة طرطوس وهي القاعدة الروسية الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تقدم تسهيلات فنية ولوجستية للأسطول الروسي العامل بالمتوسط، وتهديد هذه القاعدة سينعكس بالتأكيد على الموقف الروسي. 
4- تعد المنطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة؛ حيث توجد بها موارد زراعية تؤمن الغذاء للنظام الذي يستطيع من خلاله حصار المعارضة المسلحة. 
5- تنتشر في المنطقة الغابات والبساتين والجبال الوعرة تساعد على اختفاء الإسلاميين وتحركاتهم وتجمعاتهم ومناطق انفتاحهم وأسلحتهم ومعداتهم، وطبيعة هذه المناطق تقدم تسهيلات لعمل المجاميع الصغيرة وحرب العصابات.
6- السيطرة على الساحل البحري كاملًا أو جزء منه سيسهل وصول امدادات الأسلحة والمعدات إلى جبهة النصرة والفصائل الإسلامية الأخرى عبر البحر الأبيض المتوسط.
مجددًا.. الساحل السوري
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه نظرًا لأهمية منطقة الساحل السوري فإن المعارضة السورية المسلحة المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تَعْتَبر أن الساحل السوري هو الخزان البشري الرئيسي لقواته، وبالتالي فإن استهدافه بالتفجيرات والعمليات الانتحارية قد يكسر الروح المعنوية لسكان هذه المناطق ذات الأغلبية العلوية، ويمنعهم من الانضمام لقوات الجيش السوري وميليشياته وهو الأمر الذي سيشكل ضربة قاصمة للنظام في حال نجاحه. 

شارك