قطع التمويل عن "داعش والنصرة".. هل يوقف الحرب في سوريا والعراق؟
السبت 18/أكتوبر/2014 - 07:09 م
طباعة

بعد أن أعلنت عدد من الدول العربية والأوروبية منذ شهرين شن هجومًا حادًا على تنظيم الدولة الإسلامية " داعش"، تحت مسمى "التحالف الدولي"، وبدأت بالفعل بالهجوم والضربات الجوية، إلا أنه يبدو أن هذه العمليات لا تؤتي ثمارها في مواجهة داعش، وقررت أمريكا التي كانت صاحبة فكرة التحالف الدولي، في البحث مع 20 دولة فرض عقوبات على داعش وبشار الأسد الرئيس السوري، في ذات الوقت.
من جهة أخرى تبحث الدول والمنظمات سبل تطبيق إجراءات محددة لعزل تنظيم داعش والنصرة ونظام الأسد عن النظام المالي الدولي، وتقويض مؤسساتهم المالية.
قطع تدفق الأموال عن "داعش"
الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد في إحدى خطاباته بالقضاء على داعش بعدة طرق بما فيها قطع تدفق الأموال والمقاتلين عنها.
وكان قد فرض مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة عقوبات على من قالا إنه قائد تنظيم داعش إبراهيم عواد إبراهيم البدري المكنى بأبو دعاء، وأبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة.
والجدير بالذكر أن وزير الخزانة الأمريكي جاك، أعلن أول أمس أن واشنطن تعمل مع الأسرة الدولية من أجل "قطع" التمويل الذي يحصل عليه تنظيم الدولة الإسلامية، واصفًا ذلك الامر بـ"المعقد".
وأشار إلى أنه من المهم جدا التعاون مع شركائنا في العالم من أجل تحديد ومحاولة قطع ما يمكن من تدفق التمويل" الذي يحصل عليه تنظيم "داعش.
ورأى جاك أنها عملية معقدة لإنها ليست شفافة ولا يعرف أيضًا مصدر هذا المال ولا الطريقة التي يصل من خلالها.
وقال : نحن نعمل على الأمر ونقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل الحد من التدفق المالي هذا.
داعش وطائرات جديدة
يأتي ذلك في ذات الوقت، الذى أكد فيه نشطاء المعارضة السورية أن تنظيم داعش بدأ لأول مرة في استخدام طائرات في مطار سيطر عليه في محافظة حلب شمال سوريا، مشيرين إلي وجود مدربين الآن لدي التنظيم، هم طيارون سابقون في جيش صدام حسين، لافتين إلي وجود شهود عيان رأوا 3 طائرات تقلع بشكل متكرر من المطار.
من جانبه، أعلن الجيش الأمريكي أمس عدم علمه بأي طلعات جوية للتنظيم في سوريا أو غيرها.
وقال العقيد باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية لا علم لنا بأي طلعات جوية لداعش في سوريا أو غيرها، مضيفا نحن مستمرون في مراقبة نشاط التنظيم عن كثب في سوريا والعراق وسنواصل توجيه ضربات تستهدف معداته ومنشآته ومقاتليه ومراكز وجوده أينما كانت.
فيما نفذت القوات العراقية أمس عمليات واسعة في مناطق يسيطر عليها التنظيم، لاسيما في مدينة الرمادي غرب بغداد ومحيط تكريت شمال العاصمة، حسبما ذكرت مصادر رسمية وأمنية.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أن القوات العراقية نفذت عملية ضد مسلحي داعش في أحياء متفرقة من مدينة الرمادي، بينها البوذياب والشرطة وشارع عشرين، واستطاعت إحراز تقدم، مشيرا إلي أن العملية مازالت مستمرة.
فشل التحالف في مواجهة داعش
يبدو أن التحالف الدولي يعلن فشله في مواجهة التنظيم، مما دفعه إلى التفكير في اتخاذ الإجراءات القانونية، الأمر الذى يراه بعض المراقبين أمر طبيعي للحد من وحشية وعنف التنظيمات الإرهابية، فقد تكون العقوبات التي تفرض علي داعش سببا في الحد من إجرامهم ومجازرهم الذى يرتكبوها.
وقد عقدت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتان، يوم أمس الجمعة، اجتماعا لـ"مجموعة العمل الدولية لفرض عقوبات على داعش وجبهة النصرة ونظام بشار الأسد"، ضم مشاركين من أكثر من 20 دولة.
وبحثت الدول المشاركة سبل تطبيق إجراءات محددة لعزل هذه المجموعتين المتطرفتين "داعش والنصرة" ونظام الأسد عن النظام المالي الدولي وتقويض مؤسساتهم المالية.
وأضاف بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، أن المداولات التي جرت قد أدت إلى التزام أكبر لتقليل تدفق التمويل والعتاد إلى داعش والنصرة، وكذلك لإضعاف قدرة الأسد على الوصول إلى مصادر التمويل"، دون إيضاح وسائل محددة لذلك.
وشدد على أن كلاً من الخارجية والخزانة الأمريكيتين ستواصلان العمل على "استخدام صلاحياتهما لفرض عقوبات على أفراد ومجاميع ترتكب أو تمثل خطراً من خلال تنفيذها لأعمال عنف.
قامت وزارة الخزانة قامت بفرض عقوبات على عدد من مسؤولي ومساندي النظام السوري لتسهيلهم تدفق المال والذخيرة إلى النظام السوري ولتورطهم في خروقات حقوق الإنسان.
مصادر تمويل داعش
كما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في موضوع بعنوان "ميليشيات داعش تنهب ملايين الدولارات" يوميا من العراق وسوريا، وقالت أن داعش وسعت فرضت سيطرتها في الأراضي العراقية لتكسب مزيدًا من آبار البترول، في ظل توقعات بطول أمد الصراع واتساع دائرته، يأتي ذلك في إطار الحصول على القوة التي تبقي داعش على السطح السياسي لمرحلة طويلة عبر آبار البترول.
وكانت "داعش" قد سيطرت على أغلب الآبار في سوريا، ومن أهمها منطقة الشدادي بريف الحسكة، المصدر الرئيس لإنتاج البترول في محافظة الحسكة، عقب قتال استمر طويلا مع جبهة النصرة.
فقد أطبق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أكبر مصفاة للنفط في العراق، اليوم الأربعاء، بعد الاستيلاء علي مدينة بيجى.
وذكرت آنذاك القيادة الأمريكية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن مصافي النفط تدر نحو مليوني دولار يوميا على الجهاديين.
وقال آدم سيمينسكي، رئيس إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم إن "الجماعة تنتج أقل من 100 ألف برميل من النفط الخام يوميا.
وقد تصل قيمة ذلك إلى 9.6 مليون دولار في أسواق الطاقة العالمية، لكن التقديرات المتعلقة بحجم إيرادات الجماعة أقل من ذلك بكثير.
وتقوم داعش باستخراج النفط من الآبار وتتم تصفيته في منشآت تكرير استولى عليها مسلحو داعش شمال العراق وسوريا وحتى وقت قريب، كان من أسهل ما يكون إدخال النفط إلى تركيا عبر الحدود لاسيما مع ثمنه الزهيد وارتفاعه الكبير في الجزء الآخر من الحدود بما يجعل من شهية الأتراك مفتوحة على هذه السلعة، ويكفي أنه في هاطاي، التي لا تبعد عن هذه القرية سوى نصف ساعة، لا يقل سعر الغالون عن 7.5 دولارا.
وكان قد ذكر مسؤول في وزارة الخزانة أن انفاق داعش على الأسلحة فاق الخيال وكذلك المرتبات التي يحصلون عليها، فإنّ الترجيحات واسعة، معتقدًا أنهم لا يحصلون على أقل من مليون دولار يوميا.
تعزيز الحملة ضد داعش
حث مجلس الأمن الدولي على تعزيز وتوسيع حملة القصف في العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" والجماعات المتطرفة المرتبطة به.
وقال مجلس الأمن إن "أعضاء مجلس الأمن يحثون المجتمع الدولي وفقا للقانون الدولي على زيادة تعزيز وتوسيع الدعم للحكومة العراقية بما في ذلك قوات الأمن العراقية في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات المسلحة المرتبطة به.
وشدد مجلس الأمن على ضرورة دحر تنظيم"الدولة الإسلامية" وعلى إنهاء عدم التسامح والعنف والكراهية التي ينتهجها" هذا التنظيم.
ويقوم تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة بقصف مقاتلي "داعش" الذين يسيطرون على مساحة واسعة من الأرض في كل من العراق وسوريا.
الخلاصة
فشل التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بالضربات الجوية، دفعه إلى استخدام وسيلة أخرى عن طريق وقف التمويل الذى يحصل عليه التنظيم، فمن المحتمل أن يكون ذلك عامل كبير في تراجع داعش عن إجرامها في الأيام المقبلة، كما أن تحوف أمريكا من تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة كوباني عين العرب السورية وفي غرب العراق أدى إلى الإسراع في بحث أنسب الحلول لمواجهة داعش، وقد يؤدى قطع التمويل عن داعش قد يؤدى إلى اتجاهها إلى اتباع أساليب أكثر بشاعة مما سبق، الغريب أن أمريكا لم تتخذ الحذر من عواقب قرارتها بقطع التمويل عن تلك التنظيمات، فهل سيكون قطع التمويل عن داعش والنصرة ونظام الأسد هو الوسيلة الوحيدة لوقف العدوان في سوريا والعراق؟ أم سيشعل الأجواء أكثر مما عليه الآن؟