"سوريا" و"لبنان" و"النازحون" على رأس مطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط

الخميس 08/سبتمبر/2016 - 02:27 م
طباعة سوريا ولبنان والنازحون
 
هل هناك مستقبل للمسيحية في الشرق الأوسط؟ 
"شرق أوسط بدون المسيحيين يفقد جزءًا من هويته. هم جزء من فسيفساء المجتمع الشرق أوسطي". 
"إن رسالتنا إلى إخواننا المسلمين بأننا سنواصل، رغم كل التحديات، في الحياة المشتركة والعيش المشترك، نتقبل بعضنا ونتبادل الاحترام والتقدير".
هذا هو السؤال الذي طرحته الدورة الـ11 لمجلس كنائس الشرق الأوسط والذي اختتم أعماله في الأردن؛ حيث أكد الملك عبدالله الثاني "أننا نفخر في هذا الوطن بما يجمعنا كأسرة من قيم المحبة والتسامح والسلام، حتى غدا الأردن أنموذجًا في التآخي والاعتدال والعيش المشترك". وشدد خلال استقباله أعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، على أن العرب، مسلمين ومسيحيين، يواجهون ذات التحديات في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، ويتشاركون المسئولية لمواجهتها.
وأعاد جلالته التأكيد على أن المسيحيين في الدول العربية هم جزء رئيس من النسيج الاجتماعي العربي وحماية حقوقهم واجب على الجميع، مستعرضًا الجهود التي أطلقها الأردن في هذا الاتجاه، ضمن العديد من المبادرات والمؤتمرات الدينية، والتي كان منها مؤتمر "التحديات التي تواجه المسيحيين العرب"، بهدف تعزيز الحوار والتفاهم وأسس العيش المشترك.
من جانبهم، أكد أعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، المشارك في الجمعية العمومية الحادية عشرة والمنعقدة في عمّان، أن الأردن بقيادة الملك يمثل حالة مميزة من العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وهو منطلق جامع لمواجهة التحديات والحفاظ على ما يجمع بينهم من مودة واحترام وتقدير ومحبة.
وأشادوا بالدور الذي تضطلع به المملكة وبالرؤية الملكية في تعميق لغة الحوار بين أتباع الديانات، وإطلاق المبادرات والحوارات التي عززت من أسس التآخي والتسامح وقبول الآخر. كما أشادوا بالمساعي التي يبذلها الأردن، على مختلف المراحل التاريخية، في استقبال اللاجئين والهاربين من الاضطهاد في بلادهم.
وقدروا للمملكة جهودها في الحفاظ على المواقع الدينية ذات البعد التاريخي، خصوصًا موقع معمودية السيد المسيح "المغطس"، وتسهيل الحج الديني إليه، مثمنين في ذات الوقت ما يقوم به الأردن، ومن منطلق الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، من جهود في سبيل الحفاظ على هذه المقدسات وهوية المدينة المقدسة.
واصل المشاركون في الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الذي التأم في عمّان تحت شعار "احمدوا الرب لأنه صالح إلى الأبد رحمته" في جلسة تناولت التحديات التي تواجه الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط.
وقال كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول إنه رغم القلق الكبير والتحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط في حياتهم اليومية "عازمون على البقاء لأنهم ينتمون إلى هذا الشرق ويشاركون إخوانهم المسلمين هذه التحديات".
وأكد أنه أمام التحديات التي تواجه الكنيسة والمسيحيين في الشرق الأوسط، على هذه الكنائس أن تحدد أولويات تعمل على تنفيذها وهي أن المسيحيين ليسوا مجتمعًا هامشيًا في المنطقة "نحن جزء أصيل من المجتمعات التي نعيش فيها، ويجب عليهم المشاركة في هذه المجتمعات".
وقال: إن على المسيحيين أن يلعبوا دورًا حيويًّا في التأكيد على القيم السماوية التي تتشارك فيها الأديان السماوية الثلاثة والتي تجمع بها القواسم المشتركة، ودعاهم إلى المطالبة بحقوقهم بنفس الدرجة التي يلتزمون بها في مسئولياتهم تجاه المجتمع.
ودعا الكنائس في الشرق الأوسط أن تعطي اهتمامًا بوحدة الكنائس وخصوصًا لتوحيد المناسبات الدينية لا سيما عيد الفصح. كما دعا المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط إلى الاندماج في عملية التجديد والإصلاح في المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال الالتزام بالقيم الأساسية التي يؤمنون بها.
وأضاف الكاثوليكوس أرام الأول أن الكنائس مطلوب منها أن توسع الشراكة المسكونية، وأن تتضامن كنائس الغرب مع كنائس الشرق التي عاشت باحترام وقبول للآخر وبمواقف مشتركة مع المسلمين في هذه المنطقة. ودعا في هذا الصدد الكنائس في الشرق الأوسط إلى تعزيز روابطها مع المهاجرين من ابنائها في أرجاء العالم ويتواصلوا معهم ليؤكدا أن لهم جذورًا في هذه المنطقة ويبقوا متواصلين مع الكنسية الأم، وإعادة ترتيب الكنائس على هذا الأساس.
وتساءل: هل هناك مستقبل للمسيحية في الشرق الأوسط؟ وقال: "شرق أوسط بدون المسيحيين يفقد جزءًا من هويته. هم جزء من فسيفساء المجتمع الشرق أوسطي". وقال: "إن رسالتنا إلى إخواننا المسلمين بأننا سنواصل، رغم كل التحديات، في الحياة المشتركة والعيش المشترك، نتقبل بعضنا ونتبادل الاحترام والتقدير".
بدوره، قال أمين عمان، عقل بلتاجي، في مداخلة له بعنوان "رسالة المسيحيين في الشرق الأوسط ودورهم على الصعيدين الوطني والدولي": "إن الهاشميين ومنذ عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي، حافظوا على المسيحيين كجزء أصيل من المجتمع والأمة وهي رسالة الثورة العربية الكبرى التي نحتفل هذا العام بمئويتها، والتي قامت لنصرة الأهل من المسلمين والمسيحيين من ظلم الحكم العثماني".
وقال: إن لقاء الكنائس في الشرق الأوسط، في عمان، "مهم جدًّا لأنها أرض المسيحية، وهنا ستبقى المسيحية بروحها وقداستها ومعانيها وعطائها؛ لأن هنا الجذور وهناك الفروع". وأكد أننا في الأردن، البلد الذي يجمع ولا يفرق، ندافع عن القيم المشتركة التي نؤمن بها لحماية مجتمعاتنا "وعلينا أن نواجه الخلافات بتعزيز وتدعيم الحضور المسيحي القوي في الشرق الأوسط".
وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم: "إن للمهاجرين العرب، المسيحيين والمسلمين دورا لتحقيق التواصل بين الثقافات لصالح البشرية، وهناك أهمية كبيرة لمواصلة الحوار من أجل مجتمع يصون كرامة الإنسان وصون حقوقه وتنمية المجتمع روفع الروح المعنوية له. وأكدت في مداخلة بعنوان التعاون مع الكنائس في الغرب وكيفية التواصل مع الجاليات والمغتربين، على أهمية دور الجامع والكنيسة في تثبيت هوية المهاجرين وربطهم في مجتمعاتهم الأم".
من جانبه قال الأب فادي ضو، في مداخلة حول العلاقات المسيحية الإسلامية في سياق التحديات الراهنة: إن الحوار الديني يشهد تحولًا جذريًّا، خصوصًا الحوار الإسلامي المسيحي الذي مر بثلاث مراحل تمثلت في مبادرات من الكنائس حملت عنوان حوار المصالحة وتنقية الذاكرة وبناء الأخوة، والمبادرات التي أطلقها العالم الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، وحملت عنوان حوار الحضارات وبناء السلام العالمي ومواجهة الإرهاب وذلك بهدف تصحيح صورة الإسلام في العالم.
وقال: إن أهم هذه المبادرات رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك وكلمة سواء، ولقاء مكة والتي استهدفت وضع الإسلام على خارطة الحوار الحضاري في العالم، فيما جاءت المرحلة الثالثة من الحوار في وقت التحولات الجذرية بعد عام 2011 والتي حملت عنوان حوار المواطنة الحاضنة للتنوع والمسئولية الاجتماعية للأديان.
ودعا الأب ضو إلى التوقف عن مطالبة المسلمين بمواقف ترفض الإرهاب والتطرف لأن هذا هو واقع المسلمين، وعبرت عنه المبادرات التي أطلقتها القيادات السياسية الإسلامية، وإطلاق مبادرات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين لتطوير الخطاب الديني وبناء خطاب مشترك حول الدولة المدنية والمواطنة الحاضنة للتنوع والحرية الدينية.
كما دعا إلى تعزيز البعد الاجتماعي للخطاب الديني اللاهوتي، وتطوير هذا الخطاب ليستند إلى القيم المشتركة والرفض القاطع للرأي السياسي القائم على العنصرية الدينية، وتوسيع الشراكات غير المؤسساتية بين المسلمين والمسيحيين، مشددا على أهمية أن يلعب مجلس الكنائس دورا في هذا المجال .وجاء البيان الختامي كالتالي: 
البيان الختامي 
"احمدوا الرب لأنه صالحٌ، إلى الأبد رحمته" (مز 136: 1)
1) "احمدوا الرب لأنه صالحٌ، إلى الأبد رحمته" (مز 136: 1)، تحت هذا الشعار التأمت الجمعية العامّة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط للمرّة الأولى في عمّان - المملكة الأردنية الهاشمية، بمشاركة الكنائس الأعضاء من العائلات الكنسية التي يتألّف منها المجلس: العائلة الأرثوذكسية الشرقية، والعائلة الأرثوذكسية، والعائلة الكاثوليكية، والعائلة الإنجيلية، وذلك من 6 إلى 8 أيلول/سبتمبر 2016، بضيافةٍ كريمةٍ من بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وبحضور رؤساء المجلس: آرام الأوّل، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورؤساء الكنائس الأعضاء أو ممثّليهم، وأعضاء اللجنة التنفيذية، والقائم بأعمال الأمين العام الأب ميشال جلخ، وسائر العاملين في المجلس.
2 إنّنا نشكر الله الواحد، الآب الخالق والإبن الفادي والروح القدس المعزّي، الذي جمعنا معاً في هذه الجمعية العامّة لنصلّي ونشكره تعالى على عطاياه ونعمه التي يغدقها علينا دائماً، هو الإله الصالح والكثير الرحمة، وقد أوجدنا في هذه البقعة من العالم حيث وُلد المخلّص يسوع المسيح، ومن حيث انطلقت بشارة الإنجيل إلى أقطار المسكونة، لنكون شهوداً لرحمته وسلامه.
3) في الجلسة الافتتاحية، تحدّث رؤساءُ المجلس ورؤساءُ الكنائس الأعضاء أو ممثّلوهم، والسفير البابوي في العراق والأردن، وممثّل البطريرك المسكوني، والقائم بأعمال أمين عام المجلس، مؤكّدين دعمهم للمجلس ورسالته، ومشدّدين على أولوية صمود المسيحيين في ظلّ الظروف الصعبة التي يعانون منها.
4) يأتي انعقاد الجمعية العامّة في وقتٍ تشهد المنطقة تحوّلاتٍ ديموغرافيةً خطيرةً ومصيريةً تجلّت بتصاعُد موجات الصراع والعنف والتطرّف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرقٍ إلغائيةٍ ودمويةٍ، ممّا يهدّد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوّع وحياة أبنائها. وكالعادة، يدفع المدنيون الأبرياء، من مسيحيين وغير مسيحيين، ثمن هذه الصراعات من أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم، لا سيّما في السنوات الأخيرة في سوريا والعراق ولبنان، مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني منذ عقودٍ بحرمانه أبسط حقوقه، وفشل تحقيق المقرّرات الدولية في قيام الدولة الفلسطينية بكامل مقوّماتها.
5) تنظر الجمعية العامّة بتقديرٍ وتفاؤلٍ إلى المبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسّساتٍ ومرجعياتٍ إسلاميةٍ في المنطقة، والتي ركّزت على رفض التطرّف والعنف، وأكّدت على احترام التنوّع والاختلاف، وأقرّت بدور المكوّن المسيحي الأساسي وأصالته في الحضارة العربية والمنطقة بأسرها، وطالبت بالمحافظة عليه. وتأمل الجمعية العامّة أن تُترجَم هذه المواقف بخطواتٍ عمليةٍ، لا سيّما من خلال الكتب والمناهج التربوية، بهدف الانتقال إلى آفاقٍ جديدةٍ من الشراكة والتعاون.
6) استمعت الجمعية العامّة إلى تقرير القائم بأعمال الأمين العام عن المرحلة السابقة، وواقع المجلس والآفاق المستقبلية لعمله ورسالته. وذكّرت بأنّ المجلس، الذي يُعتبَر مكاناً للتلاقي والتعاون بين مسيحيي الشرق الأوسط، يسعى من أجل الوحدة المسيحية، وتنشيط الحوار المسكوني ورفده بمبادراتٍ مشتركةٍ بين الكنائس، وتفعيل العلاقات المسيحية – الإسلامية، وتأمين وصول الروح المسكونية إلى قاعدة المؤمنين الواسعة.
7) عبّرت الجمعية العامّة عن رفضها كلّ أشكال التطرّف والإرهاب والإقصاء والتكفير، وندّدت بشدّةٍ بمذابح الإبادة التي ارتكبَتْها الأمبراطورية العثمانية التركية عام 1915 بحقّ الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان، واقتلاعهم من جذورهم في أرض الآباء والأجداد، وتهجيرهم. كما أكّدت الجمعية السعي الدائم إلى بناء شبكة أمانٍ من خلال العمل على توفير مقوّمات صمود المسيحيين، ووقف نزيف هجرتهم من منطقة الشرق الأوسط، وإعادة من تهجّر منهم إلى منازلهم. واقترحت الجمعية العامّة تكليف اللجنة التنفيذية الجديدة بتشكيل وفدٍ لزيارة مرجعياتٍ دينيةٍ مسيحيةٍ وإسلاميةٍ وعواصم القرار من أجل شرح وضع مسيحيي الشرق، ومحاولة إيجاد حلولٍ مستدامة.
8) طالبت الجمعية العامّة أصحابَ القرار محلياً وإقليمياً ودولياً بما يلي:
أـ التدخّل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حلّ سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولةٍ مدنية.
ب ـ تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجَّرين إلى بيوتهم آمنين، وخاصةً مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون.
ج ـ انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعةٍ، ليعود إلى المؤسّسات الدستورية انتظامُها، لما فيه استقرار هذا البلد – الرسالة وازدهاره.
د - شجب أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والاقتلاع من الجذور التي تعرّض ولا يزال يتعرّض لها المسيحيون مع سواهم من المكوّنات في الشرق.
هـ ـ تحمُّل الدول العربية والأسرة الدولية مسئولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة، على غرار ما تقوم به الكنائس والمؤسّسات الكنسية، وكذلك السعي لتأمين عودتهم إلى ديارهم بالسرعة الممكنة، على أن ينعموا بحياةٍ كريمةٍ وآمنةٍ بالمساواة مع جميع إخوتهم في الوطن.
وـ التأكيد على دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقرّرات الأمم المتّحدة.
ز- إنهاء الوضع الشاذّ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها.
ح ـ مناشدة المرجعيات الدولية تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيّما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنّا إبراهيم، بعد أن مضى على اختطافهم نيّف وثلاث سنوات، وكذلك الكهنة والمدنيين، والصلاة إلى الله كي يعودوا سالمين بأقرب وقت.
9) وفي الجلسة الختامية، انتخبت الجمعية العامّة أربعة رؤساءٍ جددٍ، ممثّلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألّف منها المجلس:
- عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع.
- عن العائلة الأرثوذكسية: غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
- عن العائلة الكاثوليكية: غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان.
- عن العائلة الإنجيلية: القس حبيب بدر، رئيس الإتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان.
كما انتخبت الجمعية العامّة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، وختمت أعمالها بانتخاب الأمين العام الجديد للمجلس لمدّة أربع سنواتٍ بحسب نظامها الداخلي، وهو الأب ميشال جلخ الراهب الأنطوني الماروني.
وانتخبت الجمعية العامة الرؤساء الأربعة الحاليين للمجلس رؤساء فخريين، وهم: آرام الأوّل، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.
10) شكر وتقدير وتهنئة
أـ قدّرت الجمعية العامّة دور المملكة الأردنية الهاشمية وجهودها التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدّسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدّسة، وبخاصة في القدس، بحيث إن كنيسة القيامة هي للمسيحيين كما أنّ الحرم الشريف والأقصى للمسلمين، لما لهذا الموضوع من أهمّيةٍ كبرى في إرساء قواعد حوار الحياة في تلك الأرض المباركة. وشكرت في الوقت عينه المسئولين في المملكة لاهتمامهم المميّز في استضافة هذه الجمعية، مقدّرةً الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في سبيل توطيد السلام ونشر الاعتدال وحماية حرّية العبادة التي ينعم بها المواطنون في المملكة، وهذا ما أكّده لجلالته رؤساءُ المجلس والكنائس الأعضاء خلال لقائهم به أثناء انعقاد الجمعية.
ب ـ ثمّنت الجمعية العامّة القانون الذي أقرّه البرلمان المصري في تنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يحفظ كرامة المسيحيين وحقوقهم كمواطنين في هذا البلد.
ج ـ أعربت الجمعية العامّة عن شكرها وامتنانها لمشاركة بعض الكنائس من خارج المنطقة والمنظّمات المسيحية العالمية آمالَ المجلس وهواجسَه، دعماً لحضوره ورسالته، ولاستمرار الشهادة المسيحية في الشرق.
د - تتوجّه الجمعية العامّة بالتهنئة إلى جميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلينه تعالى أن يكون مدعاة خير وبركة وسلام وأمان في منطقتنا المشرقية والعالم.
11) في الختام، تقف الجمعية العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط متضامنةً مع شعوب المنطقة، وسائلةً الرحمة الإلهية لضحايا العنف فيها، والعزاء للمتألّمين، والعزم والشجاعة والتوفيق لكلّ الساعين إلى تحقيق العدل والسلام. وتبقى كلمة الرب: لا تخافوا... "ثقوا إني قد غلبتُ العالم" (يوحنا 13: 33) مصدرَ ثقةٍ ورجاءٍ وثباتٍ، لنتمسّك بإيماننا وشهادتنا لإنجيل المحبة والسلام، ونحافظ على إرث آبائنا وأجدادنا في أرضنا المشرقية المقدّسة.
"نعمة ربّنا يسوع المسيح، ومحبّة الآب، وشركة الروح القدس مع جميعكم، آمين" (2كورنثوس 13: 14).

شارك