ضحية داعش الإيزيدية "نادية مراد" سفيرة للنوايا الحسنة
السبت 17/سبتمبر/2016 - 02:13 م
طباعة

تعد العراقية الكردية الإيزيدية ضحية "داعش" نادية مراد باسي طه، أول سفيرة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، من ضحايا الإرهاب، والتعيين قد يدعمها للفوز بجائزة نوبل للسلام.
سفيرة للنوايا الحسنة:

فقد عينت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، شابة عراقية إيزيدية أرغمت على ممارسة العبودية الجنسية من قِبل تنظيم "داعش"، "سفيرة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة" من أجل كرامة ضحايا الاتجار بالبشر.
وتقول الأمم المتحدة إن تعيينها "هو الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع" التي وقعت في العراق.
وتناضل "مراد"، البالغة من العمر 23 عاماً، من أجل تصنيف الانتهاكات التي ارتكبت بحق الإيزيديين في عام 2014، في خانة الإبادة.
وتقول الأمم المتحدة إنها ستركز في منصبها الجديد على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين.
من هي نادية مراد:

هي فتاة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار ولدت في سنة 1993،وإحدى ضحايا تنظيم داعش الذي قام بأخذها كجارية عندهم بعد أن تمكنوا من احتلال منطقتها وقتل أهلها في القرية من بينهم أمها وستة من إخوانها، لكنها بعد فترة تمكنت من الهروب من داعش ووصلت إلى مكان آمن ثم تم ترحيلها إلى ألمانيا ليتم معالجتها هناك من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت له من قِبل أفراد التنظيم الهمجي، وكذلك من الاغتصاب الجنسي والعنف.
لقاءات إعلامية:

بعد فترة ظهرت في عدة مقابلات دبلوماسية، منها مجلس الأمن الدولي، ثم زيارتها لمصر ولقاؤها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما التقت أيضًا شيخ الأزهر أحمد الطيب في شهر ديسمبر 2015.
وظهرت نادية بعد ذلك في عدة قنوات إعلامية في مصر وروت قصة خطفها من قبل التنظيم هناك، وطلبت نادية لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحديداً لتروي له تفاصيل مأساتها ومأساة كل سيدات طائفتها، وقالت إنها طلبت لقاءه؛ لأنها توسمت فيه القدرة على حمايتها وحماية فتيات العراق مما يتعرضن له من بطش واغتصاب وانتهاكات جنسية وآدمية، مشيرة إلى أنها شاهدته وهو يقتص وينتقم للفتاة التي تم التحرش بها في ميدان التحرير، ويواسيها بكلمات جعلتها تستفيق من صدمتها وتتجاوزها، وهو ما جعلني أطلب لقاءه واستجاب السيسي لطلبها وجلس معها واستمع إليها، وصدر بيان رسمي من الرئاسة المصرية بتفاصيل المقابلة؛ حيث قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: إن المواطنة العراقية أعربت خلال لقائها مع الرئيس عن خالص شكرها وتقديرها باسم المواطنين الإيزيديين لاستجابته لطلبها الالتقاء به خلال يومين، مؤكدة تقديرها لدور مصر الكبير في العالم الإسلامي، وفي مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما التقت أيضاً برئيس اليونان بروكوبيس بافلوبولوس، وفي شهر يناير 2016 تم ترشيح نادية مراد لنيل جائزة نوبل للسلام؛ حيث إنها أصبحت رمزاً للاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون والناس عامة من قِبل تنظيم داعش.
وتكملة لرسالتها الإنسانية التي تتضمن المطالبة بتحرير المختطفات الإزيديات لدى تنظيم داعش وحماية حقوق المرأة والطفل في جميع أنحاء العالم- زارت نادية مراد كذلك كلًّا من هولندا والسويد وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
في مجلس الأمن:

تحدثت الشابة إيزيدية في مجلس الأمن عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى تنظيم داعش المتشدد، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية.
وأمام أعضاء المجلس الـ15، روت الشابة نادية مراد باسي طه، وهي تغالب دموعها وبتأثر واضح، فصول المعاناة من لحظة اقتيادها مع أكثر من 150 امرأة إيزيدية من مناطقهن إلى الموصل، معقل داعش.
وطالبت الشابة، التي كانت قد نجحت في الفرار بعد أكثر من 3 أشهر من المعاناة اليومية، أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على داعش ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل.
نادية تحدثت عن بعض تفاصيل مأساتها، قائلة: إن متشددي داعش اقتادوها مع نساء أخريات وأطفال من المدرسة إلى منطقة أخرى، حيث أقدموا في الطريق على إهانة النساء .
مشيرة إلى أنها احتجزت في مبنى مع عدد كبير من النساء الإيزيديات والأطفال الذين كانوا يقدمهم داعش «كهدايا».
وتحدثت نادية عن الرعب الذي أصابها حين اقترب منها متشدد ضخم الجثة «كوحش مفترس» «لأخذها»، فتوسلت إليه باكية أن يتركها، قائلة له إنها «صغيرة وأنت ضخم جدا»، إلا أنه اعتدى عليها بالضرب.
وعلى إثر ذلك، جاء عنصر آخر من داعش واقتادها إلى مقره حيث طلب منها «تغيير دينها» لكنها رفضت، كما طلب منها ما «يسمونه الزواج» إلا أنها أكدت له أنها مريضة قبل أن يغتصبها بعد أيام «في ليلة سوداء».
وأكدت نادية أنها تعرضت للإهانة والتعذيب والاغتصاب يوميًّا وأجبرت على ارتداء أزياء غير محتشمة؛ مما دفعها إلى محاولة الهرب، إلا أن أحد الحراس ضبطها وسلمها إلى سَجَّانها الذي ضربها بشدة.
وأضافت نادية أن سَجانها جردها من ملابسها قبل أن يقتادها إلى مجموعة من المتشددين الذين تناوبوا على اغتصابها حتى «فقدت الوعي»، مشيرة إلى أنها نجحت بعد «ثلاثة أشهر من الخطف» في الفرار من الموصل.
وقالت الشابة الجريئة إنها تقطن في ألمانيا؛ حيث تعالج من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها من جراء انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي، لتختم شهادتها وسط تصفيق أعضاء مجلس الأمن بطلب «إنهاء داعش نهاية أبدية».
وكان داعش خطف أكثر من 5000 رجل وامرأة وطفل من الطائفة الإيزيدية بعد أن اجتاح مناطقهم في العراق، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء «سبايا».
الرئاسة العراقية ترحب

رئاسة الجمهورية العراقية رحبت باختيار الأمم المتحدة للمواطنة العراقية الإيزيدية نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة، وهي التي نجت من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي.
وذكر المكتب الإعلامي برئاسة الجمهورية أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم أشاد بهذه الالتفاتة القيمة من الأمم المتحدة، معربًا عن شكره للدعوة للمشاركة في مراسيم تتويج نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة .
وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لإنهاء معاناة كافة المختطفات والمختطفين من العراقيين من قبل داعش الإرهابي، داعيًا إلى أهمية تكثيف الجهود للتخفيف من المعاناة ودحر المجرمين وعودة المواطنين إلى مدنهم وقراهم بخير وأمن وسلام.