القوات المسلحة المصرية "تُطَهِّر" الصحراء الغربية من الجماعات المتطرفة
الأحد 18/سبتمبر/2016 - 03:33 م
طباعة

لم تكتفِ القوات المسلحة المصرية بتطهير شبه جزيرة سيناء من الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية- بل وجهت جهودها إلى كافة أنحاء وربوع الوطن، وهو الأمر الذي أثمر عن ضبط بؤرة إرهابية شديدة الخطورة بمنطقة البويطى بالواحات البحرية.

وكشفت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة العميد محمد سمير عن أن قوات إنفاذ القانون ضبطت بؤرة إرهابية شديدة الخطورة بمنطقة "البويطي" بالواحات البحرية في الصحراء الغربية المصرية، وبها ملاجئ للإعاشة، ومخازن لتكديس الذخائر والمواد المتفجرة، وقالت في بيان لها: "قامت قوات إنفاذ القانون بحملة موسعة لتمشيط الكهوف والمناطق الجبلية بمنطقة البويطي بالواحات البحرية، أسفرت عن اكتشاف منطقة لتكديس الذخائر والمواد المتفجرة وقطع الغيار والأجهزة والأدوات التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة، والتي من المرجح أن تستخدمها العناصر الإرهابية كملاجئ للهروب وقاعدة إنطلاق لتنفيذ عملياتها الإجرامية المختلفة، وشارك في تنفيذ الحملة عناصر مشتركة من المنطقة المركزية العسكرية ووحدات الصاعقة وقوات حرس الحدود وعناصر الأمن المركزي مدعومة بغطاء جوي من القوات الجوية، وقد أسفرت المداهمات عن ضبط عدة مخازن جبلية عثر بداخلها على كمية كبيرة من الذخائر متعددة الأعيرة، ودانات "آر بي جي"، وأجهزة اتصالات لاسلكية وأجهزة مراقبة، و(15) عبوة لمادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، وعدد (12) جوالًا من مادة "نترات الأمونيا"، و(8) عبوات تضم سوائل وأحماض حارقة وكميات كبيرة من العبوات الناسفة وأجهزة القياس والأسلاك الكهربائية ودوائر النسف والتدمير والتي يمكن التحكم بها عن بعد، كما عثرت القوات على كميات من الأدوات وقطع غيار السيارات والدراجات النارية وعدد من اللوحات المعدنية تحمل أرقام مصرية وليبية وجمركية، بالإضافة إلى عملات مصرية وليبية وسودانية، وكميات من الملابس والخيام وأدوات الإعاشة وخزانات المياه والوقود وتواصل عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية تمشيط المناطق المتاخمة لتعقب العناصر الإرهابية وإتخاذ الإجراءات القانونية حيالها".

ويأتي ذلك في إطار جهود القوات المسلحة للقضاء على العناصر الإرهابية في الصحراء الغربية، فعقب ثورة 25 يناير 2011م ومع بدء الاقتتال الداخلي في ليبيا تم تهريب كميات كبيرة من السلاح إلى الأراضي المصرية، كما استطاعت عناصر إرهابية التسلل إلى مصروالوصول إلى سيناء أو التمركز في تلك المنطقة في محاولة يائسة منهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية؛ وذلك بالتعاون مع الجماعة الإرهابية ممثلةً في تنظيم الإخوان الإرهابي في فترة حكمه لمصر، ورغم عمليات التسلل التي تمت إلا أن القوات المسلحة وقيادة المنطقة الغربية استطاعت أن تحبط الكثير من عمليات التسلل وتهريب السلاح عبر تلك الحدود الشاسعة، على الرغم من الضغوط الشديدة التي كانت على الحدود مع ليبيا في ذلك الوقت، وقامت القوات المسلحة بتطوير وتحديث منظومات المراقبة على الحدود للسيطرة على تلك العمليات والتعامل معها فورًا حتى تمكنت من السيطرة على الوضع رغم الصراع المسلح الذي يدور على الجانب الآخر من الحدود.
ومع ضبط الحدود- وهي المهمة الكبرى الأولى- بدأت عناصر المنطقة الغربية العسكرية في عمليات تطهير الأراضي من الجماعات الإرهابية التي نفذت عدد من جرائمها في تلك المنطقة في محاولات لتشتيت الانتباه عن الوضع أو عن العمليات التي تتم في سيناء من قبل الجماعات الإرهابية وبالتنسيق بينهم، وذلك في مهمة دقيقة بالنسبة لأبطال القوات المسلحة، حيث تتميز تلك المنطقة الصحراوية الشاسعة بتضاريسها الصعبة، وصحرائها الواسعة.

وقد أسفرت جهود رجال حرس الحدود بالمنطقة الغربية العسكرية عن نتائج مهمة ضد الإرهابيين، منها:
1- القبض على 62 متسللًا في المنطقة الحدودية بالسلوم قبل تسللهم عبر الحدود المصرية الليبية واستقطابهم بمعرفة العناصر التكفيرية، وضبط سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية خلال محاولة للتهريب على طريق سيوة مطروح .
2- أحبطت أحد التشكيلات الجوية بالتعاون مع دوريات حرس الحدود بنطاق المنطقة الغربية العسكرية محاولة للتسلل عبر الحدود الليبية برصد وتدمير 12 سيارة دفع رباعي بمنطقة بحر الرمال الأعظم قبل تسربها داخل الأراضي المصرية.
3- تم رصد تمركز ونشاط بؤرة إرهابية مسلحة بمنطقة الواحات البحرية غرب البلاد، وعلى ضوء هذه المعلومات فقامت عناصر من التدخل السريع المدعومة بعناصر من قوات الصاعقة والقوات الجوية وبمعاونة القوات المخصصة لمكافحة الإرهاب من الشرطة المدنية اليوم بالتعامل مع البؤرة الإرهابية ومنعها من تنفيذ مخططاتها للتسلل وارتكاب عمليات إرهابية واجرامية ضد الأهداف الحيوية والمصالح الأجنبية داخل نطاق محافظات الجمهورية خلال عيد الأضحي المبارك، وأسفرت هذه الحملة عن قتل 10 من العناصر الإرهابية وإصابة آخر تم إخلاؤه والتحفظ عليه، وتدمير ثلاث سيارات دفع رباعي مسلحة تستخدمها العناصر الإرهابية في تحركاتها وهجماتها الإرهابية داخل محافظات الجمهورية، كما تم تدمير مخزن يحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، واكتشاف وتدمير 2 برميل بداخله مواد ناسفة تم وضعها لعرقلة تقدم القوات ومنعها من ملاحقة العناصر الإرهابية والاجرامية .

ولكن الازمة الحقيقية التي واجهتها القوات المسلحة عقب ثورة يناير تمثلت في عدم سيطرة الجانب الليبي على حدودة بشكل سليم مما ادى إلى تسريب عناصر إرهابية في السابق إلى مصر، كما أن حلف الناتو أسهم في زيادة تلك التحديات عندما أغرق ليبيا بالسلاح والعتاد لمواجهة القذافي، مما أثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري، وأيضًا فتح المجال أمام عناصر وجماعات إرهابية تستوطن الأراضي الليبية في ظل غياب سيطرة الدولة، كما حظرت الأمم المتحدة السلاح عن ليبيا لتقوض به عمل الحكومة الشرعية أمام الإرهاب والجماعات المسلحة التي يصل إليها السلاح عن طريق التهريب.

مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من الظروف والتحديات التي تمر بها جميع حدودنا الاستراتيجية، فإن الجيش المصري قادر على دحر الإرهاب والقضاء على عمليات تهريب السلاح، وسيظل دائمًا حائطًا منيعًا ضد أي مخططات تسعى العناصر المسلحة لتنفيذها داخل حدودنا، حاميًا للأمن القومي المصري.