قصف القوافل الأممية "يفاقم" من مآسي المدنيين في سوريا

الثلاثاء 20/سبتمبر/2016 - 03:31 م
طباعة قصف القوافل الأممية
 
 بعد قصف القوافل الأممية في سوريا وإعلان كل طرف متورط في الصراع السوري عن عدم مسئوليته، وهو الأمر الذي أدى إلى تفاقم مآسي المدنيين وزاد من حدة الصراع بين الطرف الأمريكي والروسي، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من الدماء في سوريا. 
قصف القوافل الأممية
الغارات التي استهدفت قافلة مساعدات أممية غربي حلب، والتي خلفت 14 شهيداً من متطوعي الأعمال الإغاثية، أدت بلا شك إلى رفع منسوب التوتر بين موسكو وواشنطن، لتزيد من حالة التعقيد بين البلدين في الملف السوري، ولا سيما أن الضربة اتهمت بأنها روسية وجاءت متعمدة للقوافل الإغاثية كرد على الضربة الأمريكية على مواقع قوات الأسد قرب مطار دير الزور العسكري، وفي حالة فسرها مراقبون بأن كلا الجانبين أراد توصيل رسائل تتعلق بالاتفاق "الأمريكي- الروسي" المتعثر بين الطرفين ففي الوقت الذي حذرت الولايات المتحدة من أن الغارات الجوية التي استهدفت ، قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في ريف حلب الغربي، تضع التزامات روسيا على المحك وتقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا لترد موسكو  بنفى من وزارة الدفاع الروسية أن تكون القوات الجوية الروسية أو التابعة للنظام السوري قد شاركت في ضربات على قافلة مساعدات في سوريا واتهمت الوزارة "المتطرفين" باستهداف القافلة؛ حيث قالت إنهم "وحدهم هم الذين لديهم كل المعلومات عن مكان قافلة المساعدات.
قصف القوافل الأممية
ولكن سرعان ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جون كيربي": إن "الولايات المتحدة (صعقت) لدى تلقيها نبأ استهداف القافلة الإنسانية بالقرب من حلب، وأن وجهة هذه القافلة كانت معروفة من قبل النظام السوري والاتحاد الروسي، وأن العاملين في إيصال هذه المساعدات قتلوا خلال محاولتهم إيصال المساعدة إلى الشعب السوري وأنه في ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا"، في إشارة إلى التعاون العسكري الذي كان يفترض أن يحصل بين واشنطن وموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي أرسى الهدنة في سوريا وكذلك نقلت وكالة "رويترز" عن مسئولين أمريكيين أن الغارة نفذت من قبل طائرات النظام السوري أو حلفائه الروس، وعلى موسكو تحمل المسئول على كل حال.
وأضافوا أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي عذر لاستهداف عاملي مساعدات إنسانية، وأن الروس عليهم مسئولية الامتناع عن هذا النوع من الأعمال، وعليهم أيضًا مسئولية منع النظام السوري من القيام بها؛ لذلك في الحالتين على الروس أن يظهروا بسرعة وبطريقة واضحة أنهم ملتزمون هذه العملية وأنه إذا كانت روسيا غير جادة في العودة إلى الالتزام بما اتفق عليه، فلن تكون هناك عملية سلام "إنقاذية" ونشعر أن ما جرى اليوم يوجه ضربة قوية إلى جهودنا الرامية لإرساء السلام في سوريا".
قصف القوافل الأممية
 فيما أكد شهود عيان في حلب ارتفاع عدد ضحايا الغارات الجوية التي استهدفت قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر في ريف المحافظة الغربي، إلى 14 شهيداً كلهم متطوعون في الأعمال الإنسانية، بينهم "عمر قدور" مدير مركز "الهلال الأحمر السوري" في ريف حلب الغربي، وقال روبرت مارديني، مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: إن قوافل مساعدات لأربع بلدات سورية ستؤجل حتى يعيد موظفو اللجنة تقييم الأمن بعد هجوم دامٍ على شاحنات إغاثة وتصاعد العنف؛ لأن هذا أمر يبعث على القلق للغاية. نرى استئنافاً للعنف وتصعيدا للقتال في العديد من المواقف وكانت لدينا خطط في البلدات الأربع، لكن تم تعليقها في الوقت الحالي لإعادة تقييم الأوضاع الأمنية"، في إشارة لبلدتي الفوعة وكفريا في إدلب وبلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام السوري والزبداني القريبة من الحدود اللبنانية.
قصف القوافل الأممية
بدورها، علقت الأمم المتحدة قوافلها الإنسانية في سوريا إثر الغارة الجوية التي استهدفت مساء الاثنين 19-9-2016م قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في ريف حلب الغربي، وفق ما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية وقال ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "علقت جميع القوافل بانتظار تقييم جديد للوضع الأمني"، في سوريا، مشيراً إلى أن القافلة التي أصيبت الاثنين كانت تنقل بصورة خاصة مساعدات من الأمم المتحدة وأعلن الهلال الأحمر العربي السوري الثلاثاء 20-9-2016م أنه سيعلق كل الأنشطة في محافظة حلب لثلاثة أيام احتجاجاً على هجوم على مخازنه وعلى قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة.
 يُذكر أن البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أبدى قلقه العميق إزاء مواصلة النظام السوري وقف تدفق المساعدات الإنسانية على الرغم من تراجع العنف في البلاد، في أعقاب هدنة رتبتها الولايات المتحدة وروسيا، وأن أوباما شدد خلال اجتماع مع مساعديه للأمن القومي على أن "الولايات المتحدة لن تمضي قدمًا في الخطوات التالية في الترتيب مع روسيا إلى أن نرى سبعة أيام متواصلة من تراجع العنف واستمرار وصول المساعدات الإنسانية".
قصف القوافل الأممية
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بعد قصف القوافل الأممية في سوريا وإعلان كل طرف متورط في الصراع السوري عن عدم مسئوليته- سوف يؤدي هذا الأمر إلى تفاقم مآسي المدنيين، وزيادة حدة الصراع بين الطرف الأمريكي والروسي، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من الدماء في سوريا. 

شارك