تواصل القتال في اليمن.. وهادي يجدد اتهاماته للحوثيين
الثلاثاء 20/سبتمبر/2016 - 07:56 م
طباعة

تصاعدت حدة القتال على جبهات اليمن، فيما جدد الرئيس اليمني اتهامة للحوثيين بتنفيذ أجندات خارجية في البلاد، وثَمَّن جهود مصر في الدعم اليمن خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في عدد من المحافظات، على رأسها العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين صعدة، إلى جانب وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات في تعز.
أفاد سكان محليون اليوم الثلاثاء، بأن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، شنت غاراتها مع ساعات الفجر، على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء وجنوبها.
وذكر السكان لـ"المصدر أونلاين"، بأن القصف الجوي استهدف معسكر الخرافي، الذي سبق وأن كان هدفاً للضربات الجوية خلال الأيام الماضية منذ بداية مطلع الأسبوع الجاري، في الوقت الذي شنت المقاتلات الحربية غارات على معسكر النهدين جنوب المدينة.
وأشار السكان إلى أن الضربات الجوية أدت إلى وقع انفجارات عنيفة، مما يُرجح انها استهدفت مخازن أسلحة.
كما جددت المعارك بين قوات الجيش الحكومي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى، في مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، اليوم الثلاثاء.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للجيش الحكومي، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن القوات العسكرية قصفت بالمدفعية مواقع الحوثيين في المدينة، دون أن يورد مزيد من التفاصيل.
وتشهد مدينتي ميدي وحرض، معارك متواصلة بين الطرفين؛ حيث تسعى القوات الحكومية إلى تأمين ميدي من هجمات الحوثيين وتحرير مدينة حرض، والأخيرة يتحصن فيها الحوثيون في الوقت الذي أحاطوها بالمئات من الألغام الأرضية المضادة للأفراد والدروع.
كما قتل عددد من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، يوم الاثنين، في هجوم للمقاومة الشعبية على مواقعهم بمديرية القريشة شمال غرب محافظة البيضاء "وسط اليمن" .
وقال مصدر في المقاومة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ): إن المقاومة الشعبية اقتحمت يوم الاثنين موقع شعب المسعدي بمديرية القريشة وقتلوا جميع من فيه من مسلحي ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية واستولوا على معدات عسكرية وذخائر كانت بحوزتهم.
كما اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي، الاثنين، صاروخاً باليستياً على خميس مشيط.
من جهة أخرى، نفذ طيران التحالف غارات عنيفة على مواقع الانقلابيين في تعز. واستهدفت الغارات مساء الاثنين معسكرات ومواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية.
إلى ذلك، أفادت مصادر لـ"العربية" بمقتل قائد الميليشيات الحوثية في مديرية الزاهر أبو محمد العوسجة و4 من مرافقيه.
والعوسجة هو من أبناء محافظة صعدة، وهو المسئول عن الجرائم التي ارتكبت بمديرية الزاهر.
وكانت مقاتلات التحالف العربي شنت في وقت سابق، الاثنين، عدة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في عدد من المحافظات، على رأسها العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين صعدة.
خلفان والحوثي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، طالب قائد شرطة دبي السابق ونائبها الحالي، الفريق ضاحي خلفان تميم، بالقبض على زعيم جماعة الحوثيين اليمنية عبدالملك الحوثي بتهمة السرقة من أموال البلاد، وقطع يده عقوبة له على تلك الجريمة.
وقال الضابط الإماراتي البارز في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر": إن "سرقة الحوثي لأموال المصرف المركزي اليمني الحكم فيها بقطع يد السارق عبدالملك عبد قم".
وأضاف ضاحي خلفان في تغريدة أخرى: "اللص إذا لم يعاقب يتجرأ على الدولة…ألقوا القبض عليه واقطعوا يده". وقال في تغريدة ثالثة: "مجرم عبد قم الحوثي ليس له إلا التأديب".
وجاء حديث ضاحي خلفان بعد يوم واحد من قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بنقل المصرف المركزي اليمني من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون ومؤيدو الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى العاصمة المؤقتة عدن.
فيما التقى رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم، بالسفير الإماراتي لدى اليمن، سالم بن خليفة الغفلي، وناقش معه عددًا من القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الريادي الذي تقوم به الإمارات ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ووقوفها الدائم مع الشعب اليمني وتخفيف معاناته ودعمه الشرعية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التابعة للشرعية، أن بن دغر ثمّن اهتمام دولة الإمارات بمعالجة جرحى الحرب التي شنتها الميليشيات الانقلابية الطامعة في السلطة، معربًا عن تقديره العالي لموقف الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الداعم للشرعية واستعادة مؤسسات الدولة.
وقال رئيس الوزراء اليمني: "سيظل الشعب اليمني ذاكرًا لمواقف الإمارات الإيجابية، وتدخلها التاريخي في التصدي لميليشيات التمرد والانقلاب ودفاعها عن الشرعية ومقدرات الوطن وإسهاماتها الفاعلة في تطبيع الحياة في المناطق المحررة".
ومن جهته، جدد السفير الإماراتي مواقف بلاده المساندة لليمن والسلطة الشرعية، مؤكدًا أن القيادة السياسية ستدافع عن الشرعية الدستورية، وستسهم في تنمية المناطق المحررة باستمرار.
فيما أعلنت جماعة الحوثي المسلحة غداً الأربعاء، إجازة رسمية بمناسبة الذكرى الثانية لما تسمى بـ"ثورة 21 سبتمبر"، ذكرى اجتياح الميليشيا للعاصمة صنعاء، وانقلابها على حكم الرئيس عبدربه منصور هادي.
هادي يهاجم الحوثيين:

فيما دعا الرئيس هادي العالم إلى دعم اليمن لمواجهة تحديات مشكلة اللاجئين والمهاجرين وقال إن ميليشيات الانقلاب تستعمل بعضهم للقتال إلى جانبها كمرتزقة.
وأكد هادي في كلمة الجمهورية اليمنية في اجتماع قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين الذي عقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين من الدول الأعضاء في الجمعية على مبدأ التضامن الدولي مع الدول المضيفة للمهاجرين وتكاتف جهود أطراف المجتمع الدولي في مجال اللاجئين والمهاجرين وقضايا النزوح الداخلي.
وحسب الكلمة التي نشرتها وكالة الأنباء الحكومية سبأ فقد أشار الرئيس عبدربه منصور هادي إلى أن اليمن تشهد نزوح أكثر من ثلاثة مليون مواطن نتيجة عدوان الميليشيات الانقلابية على المدن والسكان الآمنين وأصبحوا يعانون معاناة قاسية جراء ذلك.
وأكد على ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة لتتمكن من "إيصال المساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين والعالقين، ويجب تقديم الدعم الممكن لهذه المنظمات للقيام بدورها وفقا للقوانين الدولية والتشريعات الوطنية ".
وأضاف هادي: "لدى اليمن ما يقارب مليون ومائتان ألف ما بين لاجئ وطالب لجوء ومهاجر غير شرعي .. وشهرياً يصل اليمن ١٤ الف لاجئ ١٢ ألفًا منهم من الجنسية الإثيوبية والفان من الصوماليين وبلغ عدد الواصلين الجدد إلى اليمن في النصف الأول لهذا العام أكثر من ٦١ ألف شخص بحسب بيانات الأمم المتحدة "، وقال: إن الميليشيات الانقلابية تستغل هؤلاء اللاجئين وخصوصاً الصومال للقتال في صفوفها كمرتزقة مؤكداً أن قوات الحكومة الشرعية ألقت القبض على أطفال من الجنسية الصومالية في جبهات القتال.
وخلال زيارته لنيويورك، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن اللقاء تناول دعم وتعزيز العلاقات المصرية اليمنية في جميع المجلات.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على ما يجمع مصر باليمن من علاقات وثيقة وروابط تاريخية على المستويين الرسمى والشعبي، متمنيًا للشعب اليمني الشقيق كل السلام والاستقرار والتقدم، مضيفًا أن السيسي أشار خلال اللقاء إلى أهمية متابعة نتائج اللجنة المشتركة بين البلدين، والتي عقدت بالقاهرة خلال أغسطس الماضي، بما يسهم في دفع التعاون الثنائي قدمًا في مختلف القطاعات.
وقال: إن السيسي أكد أهمية الاستمرار في التشاور الوثيق بين الجانبين في إطار مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى، كما أكد ضرورة مواصلة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة سعيًا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
وأضاف المتحدث الرسمى قائلًا: إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعرب خلال اللقاء عن تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن، سواء في إطار التحالف العربي أو من خلال الدفاع عن مصالح اليمن في مجلس الأمن والمحافل الدولية.
وقال: إن الرئيس اليمني أكد على محورية دور مصر باعتبارها الدعامة الرئيسية لأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى تطلع بلاده لمواصلة مصر دعمها لليمن وتكثيف التعاون بين البلدين على جميع الصعد خلال الفترة المقبلة.
كما ناقش الرئيسان القضايا العربية ذات الاهتمام المشترك، والقضايا المطروحة على الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين.
المشهد اليمني:
قرارت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكل إرباكًا لجماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مع تصاعد حدة القتال، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع في اليمن في طريقها إلى التصعيد، وأن الحل العسكري هو الخيار الذي يذهب إليه الجميع.