50 خبيرًا تربويًّا يضعون روشتة من 16 بندًا لعلاج تطرف مناهج التعليم

الإثنين 03/أكتوبر/2016 - 01:37 م
طباعة 50 خبيرًا تربويًّا
 
في إطار مواجهة نظم التربية والتعليم للانتشار السريع لأفكار طيور الظلام وتغلغلها في المجتمعات العربية، الأمر الذي أذكى نار التطرف والتعصب والكراهية في وجدان الآلاف من التلاميذ والطلاب العرب، وبدعوة من معهد المواطنة وإدارة التنوّع في مؤسّسة أديان بالشراكة مع منتدى الفكر العربي- اجتمع في بيروت في 29 و30 سبتمبر 2016 خمسون خبيرًا في السياسات التربويّة قادمون من العراق والبحرين وسلطنة عمان والأردن وسوريا ومصر وتونس ولبنان، وذلك بدعم من السفارة البريطانيّة في بيروت، ومع مشاركة من المكتب الإقليمي لليونسكو والمعهد العربي لحقوق الإنسان واللجنة الوطنيّة لليونسكو والمركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان والعديد من المؤسّسات الأكاديميّة والتربويّة من القطاعين العام والخاص ومن المجتمع المدني، للتفكّر المشترك في قضايا الإصلاح التربوي سبيلاً للوقاية من التطرّف في المجتمعات العربيّة، وخلص المجتمعون إلى ما يلي.
في السياق العام
أذكت الأحداث والتفاعلات الجارية في المشهد الإقليمي العربي، خلال السنوات الأخيرة، أنماطًا متنامية من التطرّف الذي يهدد المسار التنمويّ والسلم المجتمعيّ والأمن والاستقرار. ويرتبط التطرّف، العابر لساحات الفضاء العربي والعالمي، بسياقات فكريّة منغلقة تصطدم مع منظومة القيّم والمفاهيم المؤسّسة لدولة المواطنة المدنيّة، الحداثيّة، الاجتماعيّة والديمقراطيّة وللحريّات والتنوّع والاختلاف.
وفي هذا السياق، تواجه المنظومات التربويّة والتعليميّة في الدول العربيّة جملة تحديات وتعاني غياب الرؤية الاستراتيجيّة الواضحة والمحدّدة، بينما يشكّل إصلاح المنظومة التربويّة والتعليميّة، على أساس قيم المواطنة والتنوع والعيش معًا، مدخلًا حيويًّا لمواجهة التطرّف.
ولا يستقيم إصلاح التربية والتعليم دونما تحقيق إصلاح مجتمعيّ متكامل وشامل، ما يتطلّب ثورة تربويّة للأنسنة.
أولاً: محاور النقاش
لقد أُثريَت الجلسات بنقاشات بنّاءة ودالَّة، عكست جرأة في التحليل الواقعي للأزمة ووضوحًا في الرؤية المؤسِّسة للحلول والمستندة إلى تجارب ناجحة. وتركّزت الآراء والتفاعلات حول المحاور التالية:
1- التطرّف وأدواته وجذوره في المجتمعات العربيّة
2- مقتضيات الإصلاح التربوي لمواجهة التطرّف
3- معوقات الإصلاح التربوي في المجتمعات العربيّة
4- خبرات وعبر في الإصلاح التربوي
ثانيًا: التوصيات
1. العمل على بناء منظومة تربويّة وتعليميّة تعزّز قيم المواطنة الحاضنة للتنوّع على مختلف أشكاله، وترسّخ مبادئ عدم التمييز وقبول الاختلاف.
2. السعي لأن يكون هدف المنظومة التربويّة والتعليميّة بناء إنسان يتمتّع بشخصيّة مستقلّة حرّة، قادر على التعبير وممتلكًا لأدوات الفكر النقدي ومهارات التواصل والحوار.
3. العمل على تمحور المنظومة التربويّة والتعليميّة حول المتعلّم وإشراكه في مختلف أبعادها، بما فيه عمليّات التقويم، لكي يجد معنى لتعلّمه كسبيل لتنمية الذات وللمشاركة الفاعلة في الحياة.
4. الاهتمام بالتكوين الشامل للمتعلّم وإدماج المكوّنات الثقافيّة والتواصلية والفنيّة الإبداعيّة والرياضيّة، وتلك التي تشجّع على الابتكار العلمي في المنظومة التربويّة والتعليميّة.
5. التركيز على دور المعلّم الرئيسي في العمليّة التربويّة والتعليميّة كميسّر للحصول على المعرفة وليس كمصدر لها، وتأهيل المعلّمين وسائر العاملين في المجال التربويّ وبناء قدراتهم لبث قيم المواطنة ومنع التمييز ومواجهة التطرّف وقبول التنوّع والاختلاف.
6. العمل على أن تكون المدرسة فضاءً مفتوحًا يرسّخ مفاهيم الديمقراطيّة وقيم حقوق الإنسان.
7. تنقية المناهج الدراسيّة من الصور النمطيّة وخطابات الكراهية والتمييز بكلّ أشكاله تجاه أيّ مكوّن ثقافي أو ديني أو إثني أو جندري من مكوّنات المجتمع.
8. إيلاء اهتمام خاص بمجالات التنشئة الاجتماعيّة والإنسانيّات واللغات والفنون وفق قيم المواطنة واحتضان التنوّع.
9. إدراج مقرّرات الفلسفة كمقرّرات أساسيّة في مراحل التعليم العام المختلفة بهدف تنمية القدرات النقديّة لدى المتعلّم.
10. مراعاة التعبير عن الإرث الثقافي المتنوّع في مقرّرات التاريخ التي يجب أن تشمل تقديم التاريخ الاجتماعي وتاريخ الشعوب.
11. إيلاء مسألة التعليم الديني العناية الخاصة، والتركيز على دوره في التربية على قيم الحياة العامة المشتركة، والتنبّه إلى المقاربات الانتقائيّة والتوظيف الإيديولوجي للنصوص الدينيّة.
12. التأكيد على الحاجة الملحة لمراجعة الموروث الديني وتجديد الخطاب بما يعزّز قيم المواطنة والعيش معًا.
13. الدعوة إلى تشكيل مجالس عليا مستقلّة للتربية والثقافة والعلوم تضع السياسات والمناهج التربويّة.
14. تشكيل هيئات وطنيّة مستقلّة تتولّى رصد عوارض التطرّف وتقويم المنظومة التربويّة وتضمن التزامها بمعايير الجودة.
15. تعزيز الشراكة بين المؤسّسات التربويّة الرسميّة والمجتمع المدني والخبراء، في عمليّة صياغة المنظومة التربويّة والتعليميّة وبنائها، والمشاركة في وضع السياسات والبرامج التربوية.
16. تشكيل شبكة عربيّة للتربية من أجل الأنسنة والمواطنة الحاضنة للتنوّع، بهدف تنسيق الجهود وتبادل الخبرات.

شارك