واشنطن تدرس كافة الخيارات "الدبلوماسية والعسكرية" بشأن سوريا
الأربعاء 05/أكتوبر/2016 - 07:38 م
طباعة
أعلنت الخارجية الأميركية امس أن واشنطن تدرس الخيارات "الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية" المتاحة للتعامل مع الأزمة في سوريا، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة التوصل إلى "حل سياسي".
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن مديري الوكالات الأميركية المتخصصة في مسائل الأمن والسياسة الخارجية سيجتمعون اليوم لإعداد قائمة للرئيس باراك أوباما بكل الخيارات الممكنة للتعامل مع الأزمة السورية بعد تعليق المفاوضات الأميركية-الروسية بشأن إحياء الهدنة في سوريا.
وأوضح المتحدث أن المجتمعين سيبحثون كل الخيارات المتاحة، بما فيها الخيار العسكري، مشددا في الوقت نفسه على أن وزير الخارجية جون كيري يواصل سعيه الدؤوب مع شركاء الولايات المتحدة من أجل التوصل لى حل دبلوماسي. وقال "إن تعليقنا موقتا تعاوننا الثنائي مع روسيا بشأن سوريا لا يعني أننا أغلقنا كل الأبواب أمام تحرك متعدد الأطراف".
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن واشنطن تعتبر أن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو ودمشق سيكون أكثر فعالية بكثير إذا ما طبق على مستوى عالمي وليس من قبل الولايات المتحدة لوحدها. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أميركيون وأوروبيون كبار في ألمانيا الأربعاء.
وأوضح تونر أن الهدف من اجتماع مدراء الوكالات الأميركية في واشنطن هو "للنظر بدقة في مقاربتنا المقبلة"، مؤكدا ان المجتمعين "سيناقشون خيارات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية واقتصادية". وأضاف "ولكن في الجوهر رأينا لم يتغير. نحن ما زلنا نشدد على تسوية سياسية". وكان كيري قال في وقت سابق الثلاثاء إن الولايات المتحدة "لم تتخل" عن سوريا ولم تعدل عن السعي الى خطة لاحلال السلام فيها رغم تعليق تعاونها مع روسي
كيري محبط لأن الجهود في سوريا لم تكلل بعمل عسكري
وفي تسجيل نشرته الجمعة الماضية صحيفة "نيويورك تايمز"لوزير الخارجية الأمريكي فيما يخص الوضع السوري، عبر كيري عن إحباطه لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، ما أدى إلى تطور الأمور بشكل مختلف.
عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إحباطه لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، وذلك وفقا لمحتوى التسجيل. وفي هذا التسجيل الذي يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي، قال كيري أمام منظمة مؤلفة من مدنيين سوريين إن دعوته إلى التحرك عسكريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تلق آذانا صاغية. وأوضح كيري "دافعت عن استخدام القوة (...) لكن الأمور تطورت بشكل مختلف".
من جهته، لم ينف المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي صحة التسجيل الذي حصل في نيويورك خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال كيربي "لا يريد كيري التعليق على هذه المحادثة الخاصة، وقال إن الفرصة كانت سانحة له للقاء هذه المنظمة (التابعة) لسوريين والاستماع الى ما يقلقهم والتعبير لهم عن هدفنا المستمر (المتمثل) بوضع حد لهذه الحرب الأهلية".
وحاول كيري دفع أوباما لاتخاذ إجراءات أقوى في سوريا، دعما للجهود الدبلوماسية الدولية وبهدف دفع الأسد الى إنهاء الحرب الأهلية الدامية. لكن وزير الخارجية الأميركي كان على الدوام متنبها إلى ضرورة إظهار موقف موحد مع البيت الأبيض، خصوصا في إطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.
وفى سياق متصل أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة "لم تتخل" عن سوريا رغم تعليق تعاونها مع روسيا. من جهتها قالت موسكو إنها تأمل في أن تتحلى واشنطن "بالحكمة السياسية" وأن تواصل الاتصالات معها لصيانة السلام والأمن".
وأضاف كيري "سنواصل السعي لإحراز تقدم من أجل إنهاء هذه الحرب" عبر الأمم المتحدة حيث صوت مجلس الأمن الدولي على قرار في كانون الأول/ديسمبر الماضي وعبر المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 23 دولة ومنظمة متعددة الجنسيات التي أقرت في تشرين الثاني/نوفمبر خارطة طريق دبلوماسية حول سوريا.
من جهته أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء أن روسيا تأمل بأن تتحلى واشنطن بـ "الحكمة السياسية"، بعد قرارها الأخير بتعليق محادثاتها مع موسكو بشأن وقف إطلاق النار في سوريا. وقال المتحدث الروسي في تصريح صحافي "نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها ستتواصل في المجالات الحساسة جدا والضرورية لصيانة السلام والأمن".