في ذكري عاشوراء.. شيعة البحرين بين السياسية والدين
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 03:10 م
طباعة

تشهد البحرين هدوء نسبي في ذكري عاشوراء، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تشهد تصعيدا من قبل الجماعات الشيعية المناهضة لنظام الملكي الحاكم، وسط تأكيدات من قبل الوقف الشيعي بتدشين حزمة من مشارسيع جديدة تخدم الشيعية البحرنيين.
دعاوى للتظاهر:

حالة من الهدوء النسبي تيسطر علي البحري، رغم وجود دعاوي للتظاهر، في ايم عاشوراء ذكري استشهاد الإمام الحسين في كربلاء، مع مجالس المآتم والعزاء التي يقيمها الشيعة في البحرين والتي عادت ما كان يصاحبها تظاهرات واشتبكات مع رجال الأمن والسلطات البحرينية.
فقد دعا تيار "الوفاء الإسلامي" وهو احد القوي الشيعية بالبحرين، الي شيعة البمملكة للتظاهر والتصدي للنظام الحاكم حسب قوله.
ودعا البيان “كل أبناء الشعب البحريني الى عدم الركون للنظام والاستمرار بإحياء ذكرى عاشوراء المباركة”، وشدد على “ضرورة المشاركة الفاعلة في مسيرات التلبية الحسينية في يوم العاشر من المحرّم في عموم بلدات ومناطق البحرين وفي فعاليّة ملحمة الرّايات الحسينيّة في يوم الحادي عشر من المحرّم”.
وقد شهدت البحرين بعض المظاهرات السلمية، مساء الأحد والاثنين، في ذكري عاشوراء ، في عدّة مناطق بحرانيّة، منها السنابس، الديه،سار شهركان، باربار وصدد تأكيدًا على الوفاء لتضحيات الشّهداء الشّباب.
كما شهد البحرين استدعاء بعض الخطباء المتشددين في مواقفهم السياسيين، منهم الخطيب الحسيني الشيخ بشار العالي والخطيب الشيخ ميثم السلمان رئيس مأتم سماهيج للتحقيق.
وكانت السلطات البحرينية قد أخلت سبيل خطيب حسيني بعد إجباره على التوقيع على تعهد بعدم التعرض ليزيد ابن معاوية قاتل سبط الرسول (ص)، الإمام الحسين عليه السلام.
وتأتي هذه الاستدعاءات تزامناً إسقاط الجنسية عن أعلى مرجعية دينية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم واستدعاء العشرات من علماء الدين من أتباع مدرسة أهل البيتالذي انتقدوا محاكمة الوجود الشيعي وفرائضه.
الوقف الشيعي:

من جانبه جدد رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، تحذيره لشيعة البحرين، مما يدبّر لها من مكائد واستغلال من قبل قوى غايتها ليست العمل لصالحها بل الوصول إلى السلطة، حتى لو كان الأمر من خلال ضرب أمن البلاد واستقرارها، مشيرا إلى أن ما حدث من اعتداءات واضطرابات في البحرين لم يأت من فراغ بل سببه الأحزاب والمعارضة المدعومة من إيران التي سعت جاهدة خلال السنوات القليلة الماضية للتدخل في العملي الميداني في البحرين عبر وكلاء محليين محسوبين غالبا على المعارضة السياسية في المملكة الخليجية.
وقال العصفور، في حوار مع العرب اللندنية، إن أجواء عاشوراء هذا العام تسير في أجواء من الانفتاح ولم تشهد أي مضايقات، شأنها شأن الأعوام الماضية، وأن رؤساء المآتم الحسينية تسلموا مثل كل عام ما تقدمه إليهم الدولة من خدمات وتموين، مشيرا إلى أنه في البحرين توجد حولي 601 من المآتم الرسمية المسجلة في إدارة الأوقاف الشيعية وأكثر من ألف مأتم غير مسجل، وهو عدد كبير جدا بالنسبة إلى بلد صغير جدا مثل البحرين. تأكد بالحجة والدليل وقوف إيران خلف الاضطرابات التي يشهدها الشارع البحريني من حين لآخر منذ سنة 2011 سواء بتدريب وتمويل مثيري الشغب في الشوارع، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لهم.
وانتقد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية في البحرين بشدة الأحزاب المعارضة الموالية لإيران، التي قال إنها أوقعت شيعة البحرين في المأساة وجعلتها فرائس لمطامعها في السلطة وصراعها عليها.
وقال إن في البحرين أحزابا تدعمها إيران وهي حزب الله، وعدد أفراده قليل ومحدود، بالإضافة إلى حزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي، مشددا على أن هذه الأحزاب تتحمل مسؤولية تخريب المجتمعات الشيعة وتحويل مناطقها إلى “مناطق منكوبة”.
وأكد أنه لو كانت هذه الأحزاب تمتلك الأسلحة والقدرة لما أبقت من شيعة البحرين، المخالفين لها، أحدا من دون أن تقاطعه وتنكّل به وتؤذيه.
وكشف رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية في البحرين الشيخ محسن العصفور، عن تدشين إدارة الأوقاف الجعفرية لحزمة من المشاريع المهمة بمناسبة احتفالها بالذكرى التسعين، لافتا إلى أن هناك نحو 1300 مسجد وحسينية، "700 مسجد و600 مآتم" إلى جانب الأصول الاستثمارية الموقوفة على تلك المساجد والمآتم والأصول الموقوفة للذرية والخيريات العامة وأوقاف الدرس والعبادة وشئون المقابر والأصول المالية السائلة للأوقاف، تسعى دائما الهيئة إلى تطوريها وتعظيم الاستفادة منها.
ودافع الشيخ محسن العصفور عن تحريمه لإخراج أموال الخمس والزكاة من البحرين وإرسالها إلى مراجع شيعية خارج البحرين في إيران وغيرها، وقال "إن فتاوى مراجع الشيعة في كل مكان تجمع على حرمة إخراج هذه الأموال من بلد مع وجود الحاجة إليها في البلد نفسه، لكن هناك مراجع شيعية في إيران تخرج عن هذا الإجماع وتطالب مقلديها بإرسالها إليها حتى لو توقفت حياة الناس في البلد الذي تخرج منه هذه الأموال".
وسخر رئيس الأوقاف الجعفرية في البحرين من الخطاب التحريضي لهذه الأحزاب التي تبحث عن السلطة ولو على حساب استقرار البلد، وقال "إن 90 بالمئة مما يروّج له خطاب المعارضة هو غير صحيح، ولو أننا جمعنا من بياناتها عدد ضحايا الأحداث الذين وقعوا في البحرين منذ العام 2011 إلى الآن، لظهر لنا أن هذا العدد يفوق عدد سكان البحرين".
الموقف الحكومي:

وفي ذكري عاشوراء، اصدر عن رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، تليمات باجازة يومي الثلاثاء والأربعاء، بمناسبة ذكري عاشوراء.
وقال رئيس الوزراء البحريني: انه بمناسبة ذكرى عاشوراء تُعطل وزارات المملكة وإداراتها وهيئاتها ومؤسساتها العامة يوميّ الثلاثاء والأربعاء الموافقيْن للحادي عشر والثاني عشر من شهر أكتوبر الجاري 2016م".
كما يسعي الوقف الشيعي إلى مشروع تطوير مرحلي لمسجد ومركز الشيخ عزيز الإسلامي، وهو يشكل تحفة إسلامية معمارية تحمل الطابع الهندسي الإسلامي العريق، وسيكون ممزوجا بالتصاميم الهندسية الابتكارية بما يتناسب مع أجواء التسامح والتعددية والحريات الدينية والنهضة العمرانيةن وكذلك تطوير مشروع التطوير التفصيلي للمسجد الكائن بمنطقة السهلة .
المشهد البحريني:

لأول مرة منذ 2011 تشهد البحرين هدوء نسبي في ذطري عاشوراء، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تشهد تصعيدا من قبل الجماعات الشيعية المناهضة لنظام الملكي الحاكم، والذي يأتي في ظل مساعي الحكومة البحرينية لامتصاص الغضب الشيعي، وكذلك فتح علاقات قوية مع العقلاء والمعتدلين من القوي والرموز الشيعية، مع التفاهم النسبي مع القوي والحركات الشيعية السياسية في ظل التأكيد علي الدور الوطني للشيعة البحرين وعدم ان يكونوا رهينة لقوي خارجية تبعث باستقرار وأمن البلاد.. هل تكون ذكري عاشوراء هذا العام بداية جديدة للعلاقات بين الحكومة البحرينية والقوي السياسية الشيعية.