تبادل الاتهامات الروسية الفرنسية يعقد الأزمة السورية
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 07:24 م
طباعة


استمرار المعارك فى حلب
مع تصاعد التلاسن الفرنسي الروسي على خلفية الأزمة السورية، ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن زيارة مقررة إلى باريس لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "حين يكون الأخير مستعدا"، وسط تقارير تفيد بأن إلغاء الزيارة جاء بسبب الرفض الروسي لتخصيص اللقاء للقضية السورية.
وكان الكريملين أعلن عن الغاء زيارة بوتين لباريس والتى كانت من المقرر 19 اكتوبر الجاري، والاشارة إلى أن الرئيس بوتن إلى أنه مستعد لزيارة باريس حين يكون ذلك مناسبا للرئيس هولاند. لذا سننتظر حتى يحين ذلك الوقت المناسب".
كان مصدر بالرئاسة الفرنسية قال إن الرئيس الروسي لن يأتي إلى باريس الأسبوع المقبل، بعدما رفض أن تقتصر محادثاته مع الرئيس هولاند على الشأن السوري.
ونقلت تقارير اعلامية عن الرئاسة الفرنسة إنه جرى اتصال بين الإليزيه والكرملين لإبلاغ موسكو بإمكانية عقد اجتماع عمل مع فلاديمير بوتن حول سوريا ، إلا أن روسيا أعربت عن رغبتها بتأجيل الزيارة".
كانت زيارة الرئيس الروسي إلى فرنسا، وهي بالمقام الأول زيارة خاصة، مرتقبة منذ وقت طويل إذ أن بوتين سيفتتح "المركز الروحي والثقافي الأرثوذكسي الروسي" المخصص لاحتضان كاتدرائية أرثوذكسية.
ويري مراقبون أن الغاء بوتين زيارة باريس جاءت بعد ساعات من اقتراح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رفع شكوى أمام للمحكمة الجنائية الدولية ضد روسيا لارتكابها جرائم حرب في سوريا لدورها في الضربات الجوية على ثاني أكبر مدينة في البلاد حلب، وتلويح هولاند بانه قد يرفض الاجتماع مع بوتين.
كانت روسيا استخدمت حق النقض الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار تقدمت به فرنسا واسبانيا لإيقاف الضربات الجوية على حلب.

هولاند
أشار هولاند إلى أنه " يجب أن يتحمل أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب في سوريا مسؤولياته".
وبعد الاعلان عن الغاء الزيارة عاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ليؤكد جاهزيته لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في أي لحظة"، إذا ساعد ذلك في وقف القصف والإسهام في ترسيخ الهدنة في سوريا.
وقال هولاند ا ، في خطابه أثناء أعمال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في مدينة ستراسبورغ الفرنسية إن فرض موسكو الفيتو على مشروع القرار الفرنسي حال دون وقف القصف في حلب، حيث يشكل السكان المدنيون غالبية الضحايا، مشيرا في الوقت نفسه إلى الأهمية البالغة للاتفاقات المبرمة بين فرنسا وروسيا بشأن تسوية الأزمة السورية.
أعرب الرئيس الفرنسي عن جاهزيته لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في أي لحظة"، إذا ساعد ذلك في وقف القصف والإسهام في ترسيخ الهدنة في سوريا، كما عبر هولاند عن رغبته في خوض حوار مع تركيا بشأن الملف السوري، مستطردا أن الأزمة التي تعاني منها سوريا تشكل تحديا أمام المجتمع الدولي.
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة عدم السماح بتدمير حلب نتيجة للأعمال القتالية المتواصلة في المدينة.

لافروف
من جانبه علق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على تصريحات السلطات الفرنسية بشأن نيتها مساءلة روسيا بسبب الوضع في سوريا، مشيرا إلى أنه لم ير أي دعاوى.
أكد لافروف، أن موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة السورية "بأي صيغة من الصيغ، إن كانت قديمة أم جديدة".، مشيرا إلى أن مسألة استئناف التعاون الروسي الأمريكي حول سوريا أمر متروك لواشنطن.
وفى سياق متصل أيدت لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي مشروع القانون الخاص بالتصديق على اتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية بسوريا إلى أجل غير مسمى.
وجاءت موافقة اللجنة بعد أن أيدت لجنة الشؤون الدولية في المجلس الاتفاقية وذلك قبيل التصويت المقرر يوم الأربعاء للتصديق على الاتفاقية بشكل نهائي، بعد أن أيدها مجلس النواب يوم الجمعة الماضي.
كانت روسيا وسوريا قد وقعت على الاتفاقية الخاصة بنشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، يوم 26 أغسطس 2015. وفي 30 سبتمبر من العام نفسه، بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية بتوجيه الضربات إلى مواقع الإرهابيين في الأراضي السورية.
يذكر أن الاتفاقية تنص على نشر مجموعة القوات الروسية في سوريا إلى أجل غير مسمى. وفي حال رغب أحد الطرفين في الخروج من الاتفاقية، يتم إيقاف سريانها بعد مرور عام على تقديم هذا الطرف بلاغا رسميا بهذا الشأن.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تجددت فيه المعارك بحلب، بعد أن استأنفت الطائرات الروسية القصف العنيف على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في شرق حلب، مما أوقع 15 قتيلا وعشرات الجرحى جميعهم من الأطفال في إحصائية أولية، وذلك بعد أيام من الهدوء النسبي، ونقلت تقارير اعلامية أن الغارات الروسية استهدفت في أغلبها حي بستان القصر.
فى حين استعادت فصائل المعارضة، السيطرة على قريتي معان والكبارية بريف حماه الشمالي التي سيطرت عليها قوات الجيش السوري خلال الساعات الماضية، كما تمكنت الفصائل من التصدي لهجوم قوات النظام والمليشيات التابعة لها، واستهدفت الفصائل بشكل مكثف وبكافة الأسلحة قرية معان، ثم تمت عملية استعادة السيطرة بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية سقط خلالها قتلى من الطرفيين.
يأتي ذلك وسط محاولات تقدم مستمرة من قوات الجيش السوري للتقدم نحو قريتي كوكب ومعردسة، حيث تدور اشتباكات بين الجانبين.
وفي ريف حلب سيطرت فصائل من المعرضة السورية المسلحة ، على تسع قرى في محيط مدينة اعزاز وبلدة أخترين بريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع تنظيم داعش، وتمت الاشارة إلى أن عددا من مقاتلي داعش قتلوا خلال عملية السيطرة. وتعتبر مناطق ريف حلب الشمالي نقطة ارتكاز مهمة لفصائل الجيش الحر لفتح الطريق باتجاه مدينة مارع ومنها انطلاقا نحو مدينة الباب ومنبج.
واستخدم فصائل الجيش الحر لأول مرة كاسحات ألغام ومصفحات محلية الصنع ضمن معاركها ضد تنظيم داعش بريف حلب الشمالي.