سوريا تصعد الخلافات المصرية السعودية..واتهامات للرياض بنشر الحرب المذهبية

الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 10:54 م
طباعة سوريا تصعد الخلافات
 
التقارب المصري الروسي
التقارب المصري الروسي يزعج السعودية وتركيا
تداعيات التصويت المصري على القرارين المتناقضين بمجلس الأمن مستمرة، فى ضوء تنامى الانتقادات الروسية والسعودية للتصويت غير المفهوم، وهو ما دعا مواقع التواصل الاجتماعى والصحف العربية تعج بالكثير من الانتقادات للموقف الرسمي غير الواضح، إلى جانب اتهام السعودية بمحاولة التأثير الدائم على الموقف المصري للدخول فى معسكر الرياض والدوحة وأنقرة للتخلص من بشار الأسد ونظامه، والتغافل عن الدور الذى تقوم به الجماعات المسلحة المحسوبة على المعارضة المدهومة من هذا المعسكر.
فى حين قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على صفحته بتويتر: "مصر الشقيقة، الممثل العربي في مجلس الأمن، صوتت لصالح المشروع الفرنسي والروسي، القاهرة سعت إلى تحرك دولي جاد للتصدي للوضع السوري المتأزم."
ويري محللون انه رغم بعض التباينات في المواقف السياسية تجاه الأزمة السورية وعدم رغبة مصر في إرسال قوات برية للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلا أن القاهرة ظلت حريصة على تدعيم علاقاتها مع الرياض التي قدمت مساعدات بمليارات الدولارات للحكومة المصرية منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013. 
الرياض تدعم النصرة
الرياض تدعم النصرة فى سوريا
من جانبه قال الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، إنه كانت هناك مبالغة كبيرة، خلال الفترة الماضية، في وصف العلاقات بين مصر والسعودية بأنها علاقات استراتيجية، مشيرا الى انه سبق وأكد أكثر من مرة على عدم وجود تحالفات استراتيجية بين مصر والسعودية؛ نظرًا لوجود خلافات في ملفات استراتيجية، وعلى رأسها الملف السوري، موضحا أن ما هو مكتوم في العلاقات انفجر الآن، والتأكيد على أن مصر لديها أزمة اقتصادية طاحنة، وولسنا في وضع الاستغناء عن السعودية، والسعودية تعاني من مشكلات أيضًا بسبب سوريا واليمن، وليست في وضع إملاء شروط على أحد؛ لذلك لابد من التعقل في إدارة هذه الأزمة المكتومة بين البلدين.
أضاف" أنا أؤيد تصويت مصر بالإيجاب على مشروع القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، وأرى أن التصويت كان فيه شجاعة ووضوح، لكن كنت أتمنى أن تمتنع مصر عن التصويت على القرار الفرنسي، لأن التصويت على القرارين معًا بالإيجاب جعل موقفنا ملتبسًا.
ويري مراقبون أن الأزمة تجددت بعد أن كشفت الرياض  عن تقديم حوالى 27مليار دولار، دعمًا للاقتصاد المصرى  وهو ما زاد من استياء القاهرة التى اعتبرت الأمر تجاوزًا للسقوف التي تحكم علاقات البلدين .
هل تؤثر الأزمة السورية
هل تؤثر الأزمة السورية على العلاقات بين الرياض والقاهرة
واكد متابعون أن التقارب المصري الروسي في عهد الرئيس السيسي لم يكن مزعجا للملك عبد الله إلا انه بات من الواضح أن هذا التقارب والغزل السياسي والإعلامي بين القاهرة وموسكو وبوتين والسيسي أصبح مستفزا لدوائر عليا في السعودية، وكانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المهاجمة لروسيا بشدة في مؤتمر القمة العربية تعبيرا عن امتعاض وغضب شديد من سماح السيسي بتلاوة رسالة بوتين للقمة العربية.
 وأرج دبلوماسيون سبب احتدام الخلافات المصرية السعودية خلال الفترة الأخيرة، إلى فترة تولي الملك سلمان للحكم، بعد أن سعت العديد من الدوائر الإخوانية داخل المملكة إلى ضرب العلاقات المصرية السعودية لصالح تركيا ونجحت في ذلك حتى الآن، والاشارة إلى أن وثائق ويكيليكس الأخير أظهرت أن هناك تنافسا بين السعودية وقطر على زعامة تنظيم داعش الإرهابي في تعميم الحكم السني في جموع الدول العربية.
تمت الاشارة إلى أن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطا كبيرة على الدولة المصرية لإرغامها على الدخول في حرب دينية طائفية بين السنة والشيعة في سوريا، لكن القرار المصري رفض ذلك بقوة، والتأكيد على أن خط الدفاع الأول عن مصر هي حدود سوريا مع تركيا، وأن الجيش الأول الميداني لمصر بسوريا،  ولا يجب على الحكام السعوديين أن ينتظروا منا قبول حكم طائفي أو ديني في دمشق، ومصير بشار الأسد يحدده الشعب السوري فقط.
الرياض تتمسك برحيل
الرياض تتمسك برحيل الاسد
وتابع: يجب على المملكة العربية السعودية إدراك أن الأمن القومي العربي مرتبط بمثلث استرايجي في غاية الأهمية يشمل القاهرة والرياض ودمشق، لافتًا إلى أن تعرض ضلع من أضلاع المثلث لأي ضرر أو اختراق يتسبب في تدمير العالم العربي، مؤكدًا أن تركيا تظل الخصم اللدود للعرب وتحتل الأراضي السورية والعراقية ولا أحد في السعودية يعلق.
على الجانب الأخر انتقد الكاتب السعودي سعود الريس انتقادات شديدة، لمصر بسبب تصويتها بالموافقة على القرارين الروسي والفرنسي في مجلس الأمن الخاصين بحلب، معتبرا أنها تخلط بين الغاية والوسيلة ومبرراتهما، موضحا في مقال له بعنوان: "التناقض المصري.. بين الغاية والوسيلة"، نشرته صحيفة "“الحياة" السعودية الصادرة من لندن، من الموقف المصري في مجلس الأمن، حيث قال: إن هذا "يعد مدرسة جديدة في السياسة".
يذكر أن روسيا، استخدمت حق النقض ضد مشروع قرار فرنسي حول حلب في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف القتال والغارات الجوية على المدينة، كما يدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الانسانية إلى مختلف المناطق في سوريا، قبل أن تفشل بتمرير مشروع قرار آخر قدمته لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا لكنه لم يطالب بوقف الغارات الجوية، إذ لم يحصل مشروع القرار الروسي سوى على تأييد 4 أصوات فقط.

شارك