صراع قيادات الجماعة يصل لذروته بعد مقتل "محمد كمال"
الأربعاء 12/أكتوبر/2016 - 02:31 م
طباعة

بعد مصرع محمد كمال على المسئول الأول عن المكاتب النوعية المسلحة داخل الجماعة على أيدي قوات الأمن المصرية زادت لحد كبير تلك الصراعات القائمة منذ ما يزيد على العام بين مجموعة محمد كمال والتي تطالب باستخدام العنف والعمل المسلح في مواجهة نظام الحكم والشعب المصري من ناحية ومن ناحية أخرى مجموعة محمود عزت، والتي بيدها المصادر المالية للجماعة، وزادت الاتهامات الموجهة لمحمود عزت ومجموعته بعد قيام المنتمين له بطرد أعضاء الجماعة المنتمين لمحمد كمال من منازلهم بالخرطوم، وأكدت مصادر داخل الجماعة أن المرشد المؤقت ينتقم من القيادي الإخواني المصري محمد الشريف لتبرعه بكفالة الإفراج عن 5 شباب معارضين لعزت، محمد الشريف الذي تم القبض عليه في السودان ولا يزال قابعًا في السجن هناك حتى الآن، وذكرت مصادر خاصة داخل الجماعة الإرهابية، أن المرشد المؤقت محمود عزت، متهم بتحريض الأمن ضده، كونه من معارضيه.
ولم تتدخل قيادات الجماعة لمحاولة الإفراج عن «الشريف»؛ ما تسبب في غضب كبير من الأعضاء بسبب هذا التجاهل الكبير لأحد قادات الإخوان المصريين في السودان.

محمود عزت
المصادر قالت: إن القيادي الإخواني الحاصل على بكالوريوس هندسة، تم القبض عليه في السودان يوم ٢٦ أغسطس عام ٢٠١٦ من قبل الأمن القومي السوداني، من أسفل مكتبه ودون أي ضوضاء، ثم تم سحبه للتحقيق معه ولم يتم معرفة أي معلومات عنه منذ هذا التاريخ.
وأوضحت المصادر الإخوانية - التي رفضت نشر اسمها- لـ«البوابة نيوز» أن السبب الرئيسي وراء القبض على القيادي الإخواني محمد الشريف، هو تحريض بعض قيادات الجماعة التابعين للمرشد المؤقت محمود عزت، للأمن السوداني عليه لتبعيته لجبهة شباب الإخوان المتمردة على المرشد، واستغلاله منصبه كعضو مجلس شورى للإخوان المصريين في السودان، في دعم أنصار الراحل محمد كمال الهاربين في السودان، بعد التضييقات الكبرى من المرشد المؤقت عليهم؛ بسبب هجومهم عليه.
وكانت الواقعة الأساسية وراء انقلاب المرشد المؤقت وأنصاره في السودان على «الشريف»، هو تكفله بدفع كفالة لـ٥ شباب مصريين من معارضي المرشد المؤقت، تم القبض عليهم من قبل الأمن السوداني في ميناء بورتسودان أثناء هروبهم من مصر، وتمت محاكمتهم في السودان ثم ترحيلهم إلى مصر مرة أخرى.
وقد رفض مجلس شورى الإخوان المصريين في السودان التدخل لإنقاذ هؤلاء الشباب، بحجة أنهم غير متأكدين من كونهم أعضاء عاملين بجماعة الإخوان، الأمر الذي دفع القيادي الإخواني للتدخل من نفسه دون الرجوع لقياداته، وفي النهاية تبين أنهم أعضاء فعليون بالجماعة، من خلال رسالة من المكتب الإداري للإخوان في محافظة القليوبية التابع له هؤلاء الشباب.
محمد الشريف لا يزال حتى الآن داخل السجون السودانية، وسط أنباء عن اتهامه بالإتجار بالبشر، من خلال جلبهم من مصر وتوظيفهم في السودان، وبسببه توجد خلافات كبرى حاليا في الجماعة بين جبهة أنصار المرشد المؤقت ومعارضيه الذين يتهمونه بالتسبب في القبض عليه.
ليس هذا وحسب بل أصبح أسلوب التهديدات هو المتبع بين قيادات الإخوان لمواجهة دعوات إجراء الانتخابات الداخلية، وتنظيم مراجعات على مستوى جميع الهياكل التنظيمية للجماعة، بعدما كشف عدد من قيادات التنظيم تلقيهم تهديدات وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي حال استمرارهم في المطالبة بتغيير قيادات التنظيم.

عز الدين دويدار
في البداية كشف عز الدين دويدار، القيادي الإخواني، أنه تعرض لتهديدات من الإخوان حول أمنه وسلامته بعدما كرر مطالبته بضرورة إجراء مراجعات شاملة في صفوف الجماعة وتغيير القيادات الحالية للتنظيم.
وقال دويدار، في تصريح له نشره عبر صفحته على "فيس بوك": "مصارحة عندما سلكت هذا الطريق في تبني قضية التغيير والإصلاح في الإخوان كنت أعلم أنى سأفقد كثيرا من محبى ومتابعي وأصدقائي وإخواني وسأجمع عليا كل ظلمة قلوب الكارهين والمتربصين، لم أكن أتخيل أن تصل المسألة أن إخواني الذين أختلف معهم على مصلحة الدعوة وأولوياتها يستمر بعضهم الطعن فيا بكل نقيصة، وكثير من هذا ليس فقط على صفحات الفيس بل في لقاءات رسمية بل ورسائل بريد ورقية وشفهية".
واستطرد: "بل وصل الأمر إلى أن وصلتني تهديدات صريحة حتى باب بيتي مع مرسلين مخصوص في البلد الذي هربت إليه، تهديدات صريحة بعبارات حاسمة لأمني وسلامتي في مقابل السكوت، هذا والله العلى العظيم حدث مرتين في آخر شهرين وله حديث آخر في وقت مناسب".
وتابع القيادي الإخواني:"إذا كانت قضيتنا هي إجراء مراجعات داخل الجماعة ورفض الجمود والعناد وعدم الاعتراف بالخطأ، فالأولى أن نحقق هذه القيم على أنفسنا ونراجعها في أخطائها، ولذلك أنا أعتذر لمن كدرت صفوه وآلمته حمية عباراتي في تلك القضية العادلة أو أحبطته تلك الحالة التي كشفتها كتاباتي ولم أصنعها".

عصام تليمة
من جانبه أكد عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، وعضو مكتب شورى الإخوان، أن هناك فئة لم تقبل أي تجاوز في حق أي أشخاص بالجماعة، وتقوم بالتهديد داخل المكاتب الإدارية حال الهجوم على شخصيات معينة داخل التنظيم.
وأضاف تليمة، في بيان له، أن هناك فئة داخل الجماعة لا تغضب إلا عندما يمس الكلام الشخص الذي يمثلها، وهؤلاء أبعد ما يكونون عن سلوك الإسلام القويم، فالمبادئ لا تتجزأ، البعض كان يحرض على إخوان لهم، وكانوا يخوضون في سمعتهم، وكان ينزل البريد في أسر الإخوان، وفي مجالسهم، ومجالس شوراهم ولقاءاتهم، ينال من أخوة، هؤلاء عليهم أن يراجعوا دينهم، وأخلاقهم.

الدفراوى ناصف
في المقابل اتهم الدفراوى ناصف، القيادي الإخواني المحسوب على جبهة محمود عزت، إنه تعرض هو الآخر لهجمة شرسة من قيادات الجماعة بجبهة اللجنة الإدارية العليا وأتباع محمد كمال عضو مكتب الإرشاد بسبب انتقاده لهم خلال الفترة الأخيرة.
وقال في بيان له: "تخرج علينا هجمة شرسة غير مبررة ضدنا، وكان الغرض منها تشويه فريق بعينه، وقيادات بعينها والنيل من كل من خالفهم، بل والمزايدة، وربما المتاجرة بنا".

مختار نوح
من جانبه قال مختار نوح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان إن أسلوب التهديدات الداخلية أصبح أسلوبا تتبعه جماعة الإخوان لضمان بسط سيطرتها على التنظيم بشكل كامل، موضحا أن التنظيم الخاص بالإخوان يتعمد دائما تهديد الأعضاء الذين يطالبون بمراجعات وانتخابات داخلية سواء من خلال التهديدات المالية أو الإيذاء الجسدي.
وأضاف القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن التنظيم خلال الفترة الأخيرة اتبع أسلوب تهديد بعض القيادات الذين طالبوا بتغيير القيادات الحالية إما بأن يوقفوا المد المالي لهم أو أن يهددهم بالقتل أو الإيذاء أو تجميد العضوية.
وأشار مختار نوح إلى أن "عواجيز" الإخوان اتبعوا هذا الأسلوب في التسعينيات، خلال مطالبات البعض بإعادة إجراء الانتخابات الداخلية للتنظيم بعدما شابها تزوير، حيث كان يتم تهديد تلك القيادات بشكل مباشر.