تصاعد القتال في جبهات اليمن.. وخبراء ايرانيون في الحديدة
الأربعاء 12/أكتوبر/2016 - 07:23 م
طباعة

تواصل قوات صالح والحوثيين حشدهم لمقاتليهم على الحدود اليمنية السعودية، وسط جهود دولية للتهدئه، في وقت حررت القوات اليمنية منفذا حدوديا في محافظة صعدة معقل الحوثيين، فيما كشف مسؤول حكومي عن وجود 6 آلاف مسلح من الحوثيين وخبراء ايرانيون يحاصرون الحديدة.
الوضع الميداني:

شن طيران التحالف العربي اليوم الأربعاء سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في محافظة صعدة 242/ كيلومترا شمال غرب العاصمة صنعاء.
وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن طيران التحالف شن ثلاث غارات جوية على معسكر كهلان في مدينة صعدة، وغارة جوية أخرى على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية سحار التابعة لمحافظة صعدة.
كما وجهة طيران التحالف 6ضربات جوية في منطقة المتينة بمحافظة الحديدة. وسيطرت قوات الجيش الوطني اليمنية والمقاومة الشعبية اليوم الأربعاء على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة مأرب 173/ كم شمال شرق صنعاء.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرت على تباب زرعان وبيت عايض وآل حداب بمديرية صرواح، غربي مأرب.
وأضافت المصادر أن السيطرة على تلك المواقع جاءت بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين في صرواح، آخر معاقل الحوثيين وقوات صالح في مأرب.
وكان الجيش اليمني، مدعوما بمقاتلي المقاومة الشعبية، قد أعلن مطلع سبتمبر المنصرم عن إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مديرية صرواح، حيث تقدمت قوات الجيش والمقاومة وسيطرت على العديد من المواقع في صرواح آنذاك.
كما استعادت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، منفذا حدوديا في محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين، في عملية انطلقت من داخل السعودية.
وقالت مصادر عسكرية وأخرى من "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إن القوات الشرعية استعادت الثلاثاء، السيطرة على منفذ البقع الحدودي مع السعودية بمساندة من طيران التحالف، لافتة إلى أن القوات "تقدمت من الأراضي السعودية"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وأكدت وكالة "سبأ" الحكومية أن المنفذ المغلق "تم تحريره بالكامل"، وأن القوات تقدمت عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة، مركز المحافظة، الواقعة إلى الغرب من المنفذ الحدودي.
فيما قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، إن مدفعية قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، دمرت عربة للحوثيين وقوات صالح، بالقرب من مزارع نسيم في محيط مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
ولم يورد المركز التابع للقوات الحكومية اليمنية، تفاصيل أكثر عن عملية القصف.
من جهة نقلت وكالة «الأناضول»، عن شهود عيان قولهم، إن طيران التحالف قصف معسكراً تدريبياً تابعاً للحوثيين في منطقة الهزاهيز بمديرية بني قيس التابعة لمحافظة حجة التي يسيطرون عليها، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، دون تحديد عددهم.
شكوي ضد الحوثي:

كما بعثت السعودية برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفصل فيها اعتداءات ميليشيات الحوثي وصالح المستمرة على الحدود السعودية، والتي قالت انها تشكل انتهاكات للقرارات الدولية.
وأعلنت قيادة التحالف مساء أمس الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي السعودي تمكنت من تدمير الصاروخ الذي أطلق باتجاه مدينة خميس مشيط في جنوب المملكة دون أي أضرار، مشيرة إلى أن طائرات التحالف قامت بدورها باستهداف موقع الإطلاق داخل الأراضي اليمنية.
ودعت بعثة السعودية في الأمم المتحدة في رسالتها مجلس الأمن لإدانة ممارسات مليشيا الحوثي وصالح, واتخاذ إجراءت ضد الدول التي تدعم هذا التحالف وتشاركه في جرائمه.
وتضمنت الرسالة تسجيل 34 اعتداء صاروخيا باليستيا من جانب مليشيا الحوثي وصالح استهدفت الأراضي السعودية منذ شهر يونيو الماضي.
كما طالبت بمحاسبة تحالف الحوثي وصالح وحلفائهما الأجانب بسبب سلوكهم الإجرامي المتواصل.
وأكدت المملكة على حقها في اتخاذ كل الإجراءات لدرء تهديدات تحالف الحوثي وصالح الممول إيرانيا وحماية أراضيها واليمن وشعبه والمنطقة, وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وشددت السعودية في رسالتها إلى الأمم المتحدة على أنها لن تألو جهدا في حماية المملكة واليمن وشعبيهما ، مطالبةً في الوقت نفسه بوجوب محاسبة ميليشيات الحوثي والمخلوع وحلفائهم على سلوكهم الإجرامي.
فيما كشف مسئول حكومي، عن وجود أكثر من 6 آلاف عنصر من ميليشيا الحوثي وقوات صالح، منتشرين في مدينة الحديدة، فيما أكد أن خبراء إيرانيين دخلوا المدينة لوضع الخطط العسكرية.
وقال محافظ الحديدة ، عبد الله أبو الغيث، في حوار نشرته صحيفة الشرق الأوسط، إن "خبراء إيرانيين ترافقهم ميليشيا أجنبية دخلوا الحديدة لوضع الخطط العسكرية والاستراتيجية لقيادات الحوثيين".
وأضاف أبو الغيث أن "أكثر من 6 آلاف عنصر لميليشيا الحوثي وحليفهم المخلوع علي صالح، منتشرين في المدينة مسلحين بأسلحة متوسطة وخفيفة، ويقومون بأعمال إجرامية واعتقالات وتعذيب بطرق ممنهجة، الأمر الذي دفع كثيراً من الضباط الموالين للشرعية للاختباء في منازلهم".
جرحي عزاء صنعاء:

وفي سياق اخر وجه العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء ، بـ"تسهيل" نقل الحالات الحرجة من المصابين في القصف الذي استهدف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، إلى خارج اليمن.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك وجه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل نقل المصابين الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن.
ولم تحدد الوكالة السبل التي ستنفذ من خلالها هذه التوجيهات، وما إذا كان يتم نقل المصابين عبر مطار صنعاء، أم برا أم بحرا.
جدير بالذكر أن 140 شخصا على الأقل قتلوا فيما أصيب 525 آخرون، بحسب إحصائيات للأمم المتحدة، في قصف على صالة في صنعاء كانت تقام فيها مراسم عزاء.
ووجه الحوثيون أصابع الاتهام للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، فيما نفى التحالف أي ضلوع له في العملية، قبل أن يعلن فتح تحقيق في الحادثة.
وقالت السلطات الصحية في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014، إن أكثر من 300 مصاب في حالة حرجة.
كما أكد مدير عام الخدمات الطبية بوزارة الداخلية التابعة للحوثيين في صنعاء محسن الظاهري أن “سلطنة عمان” أرسلت مساعدات طبية لليمن لعلاج الجرحى، في إطار المساعدات التي تقدمها السلطنة للشعب اليمني، وذلك عقب واقعة حادث العزاء الأخير بالقاعة الكبرى وسط العاصمة اليمنية صنعاء.
وأشار الظاهري في تصريحات لوكالة سبأ التابعة للحوثيين، إلى أن السلطنة قدمت ثلاث قاطرات مساعدات علاجية متنوعة، تحتوي على جميع مستلزمات العمليات الجراحية سُلمت عبر الصليب الأحمر إلى وزارته، لافتا إلى أن هناك دفعة أخرى في طريقها إلى اليمن بالتنسيق مع الصليب الأحمر.
وأشاد الظاهري بسخاء ودعم السلطان قابوس ومواقفه تجاه الشعب اليمني، موضحا أن المساعدات العلاجية سيتم تقديمها لمستشفيات العاصمة اليمنية.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أدى عدد من السفراء المعينيين من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، اليمين الدستورية بمناسبة تعيينهم سفراء لليمن في عدد من الدول العربية والصديقة.
وقالت وكالة سبأ الحكومية، إن السفير على محمد اليزيدي أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي، بمناسبة تعيينه سفيرا فوق العادة، ومفوضا لدى الجزائر، والسفير جمال عبدالله السلال بمناسبة تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى كندا.
كما أدى اليمين الدستورية السفير الدكتور عادل محمد باحميد بمناسبة تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى ماليزيا، والسفير محمد عثمان المخلافي بمناسبة تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى الصين، والسفير محمد صالح ناشر بمناسبة تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى كوبا، والسفير اسمهان عبد الحميد الطوقي بمناسبة تعيينها سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى إيطاليا.
فيما قالت الحكومة اليمنية، انها ستطلب من التحالف العربي منع دخول السفن الغير مصرح لها، بالاقتراب من السواحل اليمنية.
وعقدت الحكومة اليمنية اجتماع لها، يوم الأربعاء، في المكلا عاصمة حضرموت، وناقشت خلاله عدداً من القضايا في مقدمتها التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية واختراق سفنها للمياه اليمنية لتهريب الأسلحة عبر سفن الصيد التابعة للميليشيا الانقلابية بالاضافة إلى قيامها بأعمال تجسسية ، وتهريب مقاتلين مرتزقة من بعض دول القرن الإفريقي.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، إن الحكومة أقرت "بناء على الأدلة التي تمتلكها الحكومة ـ توجيه رسالة إلى قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بمنع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من السواحل اليمنية ، والعمل على تقديم شكوى للاختراقات الإيرانية لمجلس الأمن الدولي".
كما التقي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، القائم بأعمال سفارة روسيا الإتحادية في صنعاء أندريه تشرنوفول.
وأعرب صالح عن ارتياح بلادنا وحزب المؤتمر الشعبي العام للعلاقات القائمة بين البلدين الصديقين وحزب المؤتمر وحزب روسيا الموحدة، راجياً أن تشهد علاقات الصداقة الحميمة المزيد من التقدم والنمو والإزدها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
كما تم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع في بلادنا على ضوء الحرب علي اليمن من قبل النظام السعودي والمتحالفون معه والداعمون.
الحوثي وامريكا:

وعلي صعيد اخر، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ترى مؤشرات متزايدة على أن المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران وراء هجوم وقع يوم الأحد على مدمرة أميركية قبالة سواحل اليمن رغم نفي الحوثيين.
وأضاف المسؤولون في تصريح "لرويترز" - وهم غير مخول لهم الحديث علنا لأن التحقيق في الواقعة ما زال جاريا - أنه يبدو أن الحوثيين استخدموا زوارق صغيرة في عمليات الرصد للمساعدة في توجيه الهجوم الصاروخي على المدمرة.
وذكروا أن واشنطن تحقق أيضا في احتمال أن تكون محطة رادار تحت سيطرة الحوثيين في اليمن قد رصدت موقع المدمرة ميسون وهو ما من شأنه مساعدتهم في نقل إحداثيات المدمرة تمهيدا لشن هجوم.
وأطلق صاروخا كروز (فشلا في إصابة السفينتين) يعتقد مسؤولون أميركيون أنهما صمما لضرب سفن في البحر على سفينتي البحرية الأميركية يوم الأحد من أراض في اليمن تسيطر عليها ميليشيات الحوثي إلى الشمال مباشرة من مضيق باب المندب.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيز في مؤتمر صحفي إن أي شخص يطلق النار على سفن بحرية أميركية تعمل في مياه دولية "يعرض نفسه للخطر". وسئل ديفيز إن كان البنتاغون يحدد أهدافا لضربات انتقامية فقال "لن أؤكد ذلك الآن".
ولم يصب أي من الصاروخين اللذين أطلقا من المدمرة ميسون أو السفينة بونس وهي سفينة شحن برمائية كانت بالقرب من المدمرة.
ونفى الحوثيون علنا أي دور لهم في الهجوم.
لكن تفاصيل الهجوم إذا ما أكدها التحقيق الأميركي ستقدم المزيد من الدعم لمزاعم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بأن "الحقائق تشير بالتأكيد فيما يبدو" إلى تورط الحوثيين.
المشهد اليمني:
الاوضاع في اليمن بعد مذبحة صنعاء، ستكون غيرها قبل مذبحة صنعاء، وهو ما قد يطيل امد الصراع او ينهي الملف في صورة تصاعدية، او تقسيم البلاد، لكن كل المؤشرات تشير الي ان الحوثيين يديرون صراعهم مع خصومهم وحلفائهم داخل اليمن بخطة " خطوة خطوة" لهيمنه علي الحكم في صناعء وعودة دولة الامامة.