بعد تحرير "هلمند".. الجيش الأفغاني يرد على هجمات طالبان ومنتقديه

الخميس 13/أكتوبر/2016 - 01:50 م
طباعة بعد تحرير هلمند..
 
حرر الجيش الأفغاني مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند جنوب أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان عليها خلال الأيام الماضية، وهو ما يعد أكبر رد على المشككين في قدرة الجيش الأفغاني في مواجهة حركة طالبان والتي تتمدد في مناطق عدة بالبلاد.

تحرير "هلمند"

تحرير هلمند
أعلن الجيش الأفغاني استعادته السيطرة على مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند جنوب أفغانستان من حركة طالبان، التي تشن هجمات متكررة في المنطقة الواقعة على حدود باكستان.
وقال قائد العمليات العسكرية في هلمند عبد الجبار كهرمان لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الجيش نشر مئتي عنصر من القوات الخاصة وأربعمئة جندي مدعومين بالمدفعية لإلحاق الهزيمة بمن وصوفهم بالمتمردين "لإطلاق عملية تطهير كاملة في لشكركاه".
وكانت حركة طالبان شنت الاثنين الماضي هجومًا خاطفًا على القوات الحكومية فأوقعت 15 قتيلًا على الأقل بينهم ستة شرطيين.
وتتعرض مدينة لشكركاه التي يقطنها مئتا ألف نسمة لهجمات منتظمة من قبل طالبان التي تأمل في السيطرة عليها، وخلال آخر هجوم واسع النطاق شنته في أغسطس الماضي فر آلاف المدنيين إلى كابل بحثا عن ملجأ، تاركين حقولهم ومنازلهم.
وتعتبر هلمند الولاية الجنوبية التي تنتج حوالي 80% من الأفيون العالمي، معقلا لحركة طالبان. وأهميتها الاستراتيجية تكمن في حدودها المشتركة مع إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تقيم غالبية من الباشتون في المنطقتين ما يسهل حركة تنقل المقاتلين.
ويأتي "تطهير" لشكركاه من حركة طالبان بعد استعادة وسط قندوز العاصمة التجارية لشمال شرق البلد المحاصرة منذ أسبوع من قبل الحركة.

هجوم "طالبان"

هجوم طالبان
وخلال الأشهر الأخيرة، كثفت طالبان هجماتها في كل أنحاء البلاد للضغط على القوات الأفغانية المنتشرة على جبهات عدة.
وقالت أكبر وكالة حكومية أمريكية لشئون إعادة إعمار أفغانستان في تقرير الجمعة: إن الحكومة الأفغانية فقدت السيطرة أو النفوذ على 5 بالمئة تقريبًا من الأراضي خلال الفترة، بين يناير ومايو 2016، في دلالة على التحديات التي تواجهها قواتها.
وبعد 15 عاما على غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، للإطاحة بحكومة طالبان التي وفرت المأوى لأعضاء تنظيم القاعدة الذين هاجموا الولايات المتحدة، فقد تمكنت "طالبان" من تحقيق مكاسب كبيرة. وتشير التقديرات إلى أنها باتت تسيطر على أراض مساحتها أكبر مما كانت تسيطر عليه في أي وقت منذ عام 2001.
وتقوم واشنطن بتدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية من أجل سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن الأفغان ما زالوا يفتقرون إلى الأفراد والمعدات.
وجاء في التقرير الذي نشرته الوكالة الأمريكية لشئون إعادة إعمار أفغانستان، أن الأراضي التي تخضع "لسيطرة أو نفوذ" الحكومة الأفغانية تقلصت إلى 65.6 بالمائة بنهاية شهر مايو، بعدما كانت 70.5 في المائة قرب نهاية شهر كانون يناير، استنادا إلى بيانات قدمتها القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان.
وهذا يعني فقدان السيطرة على 19 من مناطق الحكم البالغ عددها 400 منطقة تقريبا في البلاد.
وقال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون: إن معظم المناطق التي تسيطر عليها "طالبان" مناطق ريفية.
وأضاف في إفادة صحفية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عبر الفيديو: "إنهم اعتقدوا أن بوسعهم الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها وفشلوا في ذلك".
وتخوض الحركة هجمات ضد حكومة كابل المدعومة من الغرب منذ الإطاحة بها من السلطة بتدخل عسكري أمريكي عام 2001.

حرب طويلة

حرب طويلة
ومع استمرار حرب الجيش الأفغاني ضد متمردي حركة طالبان منذ 2001 خسائر الجيش الأفغاني شهدت خسائر فادحة خلال 2016 مع احتدام الصراع بين الجيش ومقاتلي الحركة.
وفي أبريل الماضي، قالت وزارة الدفاع الأفغانية: إن القوات الحكومية بدأت عمليات ضد حركة طالبان في 18 إقليمًا بأفغانستان مع احتدام القتال منذ أن بدأ مقاتلو الحركة هجوم الربيع الشهر الجاري.
وذكرت مصادر حكومية أن خسائر الجيش الأفغاني الجديد ارتفعت بشكل حاد الصيف الماضي، خاصةً أن دور القوات الأجنبية صار يقتصر على سلاح الجو؛ مما أدى لتراجع خسائرها البشرية إلى أقصى حد.
ومع بداية تأسيسه قبل 15 عامًا، انخرط الجيش الأفغاني الجديد في الحرب رغم أن عملية بنائه لم تكتمل ويعتمد بشكل رئيسي على الدعم الدولي.
وخلال هذه السنين، فقد الجيش الأفغاني من جنوده آلافا إما قتلا أو بسبب إصابة شكلت جيشًا جديدًا من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين فقدوا أطرافهم وأقعدتهم الحرب في ظل عدم وجود رعاية حكومية لهؤلاء الضحايا.
وبلغت خسائر الجيش الأفغاني في قتاله ضد حركة طالبان، خلال 2015 مقتل نحو 5500 من رجال الشرطة والجيش، وهو ما يتوقع أن يشهد ارتفاع هذا الرقم خلال 2016.

المشهد الأفغاني

المشهد الأفغاني
تحرير الجيش الأفغاني لهلمند يأتي ردًّا على التقارير التي تتهم الجيش والحكومة المركزية في كابل بفقد السيطرة على الأراضي الأفغانية وتعاظم نفوذ حركة طالبان في البلاد، وهو ما يشكل تهديدًا لجهود الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة من اجل مواجهة المتشددين في البلاد، فهل سيحسم الجيش الأفغاني معركته الطويلة مع طالبان، أم سيكون للأخيرة كلمتها في الميدان؟

شارك