مؤامرة الحوثيّين على الحرس الجمهوري.. ونذر حرب بحرية بباب المندب

الخميس 13/أكتوبر/2016 - 05:45 م
طباعة مؤامرة الحوثيّين
 
تتواصل المعارك في جبهات اليمن، مع كشفت وثائق سرية مسربة، نشرها القيادي السابق في جماعة الحوثيّين علي البخيتي، عن مؤامرة كبرى كان الحوثيون يحيكونها لفيالق في الحرس الجمهوري اليمني، فيما وجهة الولايات المتحدة أول ضرباتها العسكرية ضد الحوثين في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، قال مصدر ميداني: إن 20 مسلحاً على الأقل من جماعة الحوثيين وحزب صالح، قُتلوا اليوم الخميس بينهم قيادي ميداني بارز، جراء غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مديرية المتون بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن).
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين» أن الغارة استهدفت معسكراً للحوثيين في مزرعة الورش جنوب مديرية المتون، فجر اليوم، وإن القيادي «أبو شاهر» سقط من ضمن القتلى.
وتشهد جبهات محافظة الجوف هدوءًا تامًّا، بعد تحركات عسكرية للجيش الوطني والتحالف العربي الذي تقوده السعودية في منطقة البقع شمال المحافظة.
كما أفادت مصادر قناة "العربية" في صعدة بمقتل القيادي في ميليشيات الحوثي أبو زيد المرتضى مع مرافقيه، في مواجهات تدور مع الجيش الوطني والمقاومة في مديرية كـتاف شمال شرق محافظة صعدة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية أن الجيش الوطني والمقاومة يخوضان معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي في مديرية كتاف، شرق محافظة صعدة لليوم الثاني على التوالي، بعد أن تمت استعادة السيطرة على منفذ البقع.
وأوضحت المصادر أن الجيش والمقاومة يـتقدمان غرباً باتجاه مركز مديرية كتاف، تحت غطاء جوي من طائرات التحالف حيث تدور اشتباكات عنيفة على مشارف مركز مديرية كتاف، حيث شنت الطائرات عشرات الغارات في أنحاء متفرقة من هذه المديرية.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة اليوم الخميس: إن 22 مسلحاً من جماعة الحوثيين وقوات صالح، قُتلوا في غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على موقع بمدينة حرض بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
 وأوضح المركز في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الغارة استهدفت تجمع للحوثيين وحلفائهم في قرية الحجاورة غرب مدينة حرض.
وأضاف أن «مدفعية التحالف استهدفت عربة محملة بالسلاح والذخيرة تابعة للميليشيات الانقلابية في قرية المطارية، وإن ألسنه اللهب ما تزال تتصاعد حتى اللحظة».
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي من جهة أخرى في مناطق الحدود مع السعودية، فيما يكثف الحوثيون هجومهم الصاروخي على مناطق داخل المملكة.

مؤامرة الحوثيّين على الحرس الجمهوري

مؤامرة الحوثيّين
فما كشفت وثائق سرية مسربة، نشرها القيادي السابق في جماعة الحوثيّين علي البخيتي على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤامرة كبرى كان الحوثيون يحيكونها لفيالق في الحرس الجمهوري اليمني.
وقال البخيتي: إن "مؤامرة الحوثيين على ألوية الحرس الجمهوري التي لم تخضع لهم، بدأت من اللجنة العسكرية التي شكلها المجلس السياسي، وظهر أنها غطاء لتصرفات الجماعة".
وبيّن أن "المؤامرة تتلخص في تسليم قيادة 3 ألوية حرس جمهوري وكتيبة لعبدالخالق الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، وفصلها عن الحرس الجمهوري إدارياً ومالياً".
وأوضح أن المؤامرة تستهدف تحديدا، اللواء 7 مشاة العرقوب خولان، واللواء 102 مشاة جبل شوكان بني حشيش، واللواء 63 مُشاة بيت دهرة، وكتيبة اللواء 62 نهم.
وأكد البخيتي أنه حصل على الوثائق التي تتضمن محاضر اللجنة العسكرية المشتركة وعلى بعضها إمضاء اللواء محمد القوسي والعميد عبد الكريم الحوثي واللواء الركن حسين خيران، حصل عليها من قائد كبير في الحرس الجمهوري.
وتنص الوثائق المسربة على إشراف العميد عبدالخالق الحوثي على الألوية إشرافاً كاملاً، وتكون تحت قيادته المباشرة ويخول جميع الصلاحيات المالية والإدارية، وخولت الوثائق لعبدالخالق الحوثي صلاحية تغيير من يتنصل من القادة، وتجنيد بدل من يفر من الجنود عند توجيههم وإرسالهم إلى جبهات الحرب.
وذهب البخيتي إلى القول إن “هدف الحوثيين من المؤامرة الدخول للألوية والاستيلاء على أسلحتها، وإقصاء قادتها بحجة التمرد، وتجنيد موالين لهم بدلاً عن الأفراد الذين لن يتوجهوا للجبهات”.
وأوضح أن “الحوثيين يخشون من بقاء تلك الألوية خارج سيطرتهم، يريدون تفتيتها ونهب ما فيها بحجة أنها معرضة للقصف، لكيلا تبقى هناك أي وحدات رسمية قوية”.
وقال البخيتي: إن “تلك المؤامرة الحوثية تهدف للقضاء على ما تبقى من ألوية الحرس الجمهوري التي يمكن أن يوكل إليها استلام صنعاء إذا ما تم التوصل إلى تسوية سياسية”.
ورأى البخيتي أن الرئيس صالح رفض تلك القرارات الصادرة عن اللجنة العسكرية، وسعى إلى إيقاف العمل بها، وعرف أن القوسي وقع عليها مجبراً بعد تهديدات مبطنة.
وتابع قائلا: إن الجائفي رفض قبل مقتله تلك التوجيهات وأبلغ اللجنة العسكرية أن الضباط رفضوها وأنها ستؤدي إلى حالة تمرد داخل تلك الألوية ستؤدي إلى مشاكل كبيرة.
ونقل عن الجائفي قوله “ستتحملون مسئولية قصف تلك الألوية وتدمير ما فيها من سلاح وقتل أفرادها، وبالتالي سحق آخر معسكرات رسمية للدولة”.
ونسب البخيتي للضابط الذي سرب له الوثائق قوله “يجب أن تنشرها ليعرف الجميع أن الحوثيين إذا ما نفذوا تلك المؤامرة على تلك الألوية سيتحملون نتيجة ما قد يحدث لها”.
وقال الضابط: “نحن درسنا وعملنا في الميدان لأكثر من 30 سنة ولن نقبل أن يقودنا الطفل عبدالخالق الحوثي ولا المعتوه عبدالكريم الحوثي ولا غيرهم، لا نريد أن ندخل مع الحوثيين في مواجهات لذلك سربنا تلك المحاضر ليكون الرأي العام على اطلاع ولنبرئ ضمائرنا أمام الله والشعب والجنود”.
وتابع الضابط: “هناك حالة غليان داخل تلك الوحدات بعد شيوع الخبر عن تلك المؤامرة، وإلى الآن لم يتمكن الحوثيون من تنفيذها بسبب رفض الراحل الجائفي”.
وبيّن الضابط أن قادة الألوية “في انتظار أي تسوية سياسية لتسلم مهامهم من أي قيادة توافقية جديدة للبلد لحماية العاصمة بكل من فيها بما فيهم الحوثيون لكنهم أغبياء”.
وتابع قائلا “نحن لسنا محسوبين على أحد، وأي قيادة سيتم التوافق عليها سنتبع توجيهاتها، وما يحز في أنفسنا أن تقود الحرس ميليشيات طائفية مسلحة، نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت، وأي معلومات جديدة سنوافيك بها، ونتمنى أن يكون نشرك للمؤامرة سبباً لافشالها لتبقى ألوية الحرس كما هي.

نفي عماني:

نفي عماني:
وعلى صعيد آخر في وزير الشئون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله وجود علاقة خاصة بين مسقط وأي فريق يمني، بمن في ذلك الحوثيون وعلي عبدالله صالح.
ورفض ابن علوي ، في تصريح لصحيفة “عكاظ” نشرته اليوم الخميس ، وصف علاقات بلاده بإيران بأنها “مميزة”، واختار أن يصفها بـ”الطيبة”، مؤكداً أنها ليست على حساب أحد.
وبرر عدم مشاركة عمان في “عاصفة الحزم” بأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد.
وشدد على أنه مستعد لتوضيح أي اتهامات لبلاده بالسماح بتهريب أسلحة إيرانية “لـلانقلابيين إذا تلقى استفساراً بهذا الشأن من الشقيقة السعودية” ، مؤكدا أن المخلوع صالح لم يتصل به مطلقا.
ويلقي ابن علوي اللوم على الفرقاء اليمنيين كافة في ما حلّ ببلادهم، ويرى أنهم وصلوا إلى مرحلة من النزاع وتدمير الذات جعلتهم يبحثون عن مخرج، لكنه يؤكد أن الحل في اليمن بيد الممثل الأممي، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يصفها بأنها خريطة طريق.
وأعلن أن سلطنة عُمان مستعدة لتقديم أي إيضاحات لإزالة الشكوك السعودية بهذا الشأن إذا طلبت الرياض ذلك. وأنحى باللائمة على جميع الأفرقاء اليمنيين للوصول ببلادهم إلى أزمتها الراهنة. ورفض ما يشاع عن وساطة عمانية في اليمن، مؤكداً أن ملف الحل بيد المبعوث الأممي لليمن.
ونفى أن يكون على اتصال بالمخلوع علي عبدالله صالح، على رغم معرفتهما القديمة، نافياً كذلك أن يكون عرض عليه مغادرة اليمن أو البقاء فيه. وفي شأن مستقبل الحكم في السلطنة، ذكر أنه مستقر، وأن ثمة آلية قانونية واضحة لانتقاله بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة. وجدد رفض مسقط للتوجه إلى الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك لمرحلة الاتحاد، معتبرا أن صيغة مجلس التعاون الخليجي كافية.

حرب باب المندب:

حرب باب المندب:
وفي سياق آخر شن الجيش الأمريكي اليوم الخميس ضربات بصواريخ من البحر على ثلاثة مواقع رأدار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران في اليمن ردًّا على هجمات صاروخية فاشلة هذا الأسبوع على مدمرة للبحرية الأمريكية.
وأورد تقرير لرويترز أن الصواريخ التي استخدمت لاستهداف المدمرة ماسون كان لها مدى طويل وهو ما يثير القلق إزاء نوعية الأسلحة التي يحوزها الحوثيون. ويعتقد مسئولون أمريكيون أن بعض تلك الأسلحة جاء من إيران.
وقال مسئول أمريكي: إن أحد الصواريخ التي أطلقت يوم الأحد طار لمسافة تجاوزت 24 ميلا بحريا قبل سقوطه في البحر الأحمر قبالة الساحل الجنوبي لليمن.
وتمثل الضربات التي أجاز الرئيس باراك أوباما تنفيذها أول عمل عسكري مباشر تقوم به واشنطن ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في الصراع اليمني.
وقال مسئولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم: إن المدمرة نيتز أطلقت صواريخ توما هوك نحو الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (0100 بتوقيت جرينتش).
وقال أحد المسئولين: "كانت هذه الرادارات نشطة خلال الهجمات السابقة ومحاولات الهجوم على سفن في البحر الأحمر" من بينها المدمرة ماسون مشيرا إلى أن مواقع الرادارات في مناطق نائية حيث خطر وقوع خسائر بين المدنيين محدود.
وقال المسئول: إن المناطق الثلاث في اليمن التي استهدفت فيها الرادارات هي قرب رأس عيسى وإلى الشمال من المخا وقرب الخوخة.
لكن المفاجأة كشفتها مصادر بحرية لرويترز مؤكدة أن مواقع ضربت في منطقة الضباب بمحافظة تعز وهي منطقة نائية مطلة على مضيق باب المندب مشهورة بالصيد والتهريب.
وتثير حوادث إطلاق الصواريخ إضافة إلى ضرب سفينة إماراتية في الأول من أكتوبر تساؤلات عن مدى أمان مرور السفن العسكرية في مضيق باب المندب أحد أكثر الممرات البحرية في العالم ازدحاما بالسفن.
وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أي هجمات أخرى في المستقبل.
وقال كوك: “الولايات المتحدة سترد على أي تهديد آخر لسفننا وحركة السفن التجارية حسب الحاجة.”
من جانب آخر قالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء: إن إيران أرسلت سفينتين حربيتين إلى خليج عدن اليوم الخميس لتنتزع لنفسها موطئ قدم عسكريا في المياه قبالة اليمن حيث شن الجيش الأمريكي هجمات بصواريخ كروز على مناطق يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.
وقالت تسنيم: “تم إرسال السفينتين الإيرانيتين ألواند وبوشهر إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية.”
وتابعت أن المهمة الأخرى للسفن نقل رسالة صداقة من الشعب الإيراني، إلى المياه الدولية وأعالي البحار في المحيط الهندي قبالة سواحل الصومال، وتنزانيا.
لكن الخطوة تبدو رسالة استفزاز للحكومة اليمنية بعد أقل من 24 ساعة من طلبها مساعدة التحالف العربي، في منع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من سواحل البلاد، وتقديم شكوى بالخروقات الإيرانية إلى مجلس الأمن.
وناقش مجلس الوزراء اليمني التدخلات الإيرانية في الشئون اليمنية واختراق سفنها للمياه اليمنية لتهريب الأسلحة عبر سفن الصيد التابعة للميليشيا الانقلابية، إضافة إلى قيامها بأعمال تجسسية، وتهريب مقاتلين مرتزقة من بعض دول القرن الإفريقي.
وحيال ذلك، أقر المجلس برئاسة أحمد عبيد بن دغر، بناء على الأدلة التي تمتلكها الحكومة، توجيه رسالة إلى قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بمنع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من السواحل اليمنية، مؤكداً أن اليمن سيقدم شكوى بالاختراقات الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم الخميس: ان «الغارة التي شنها التحالف بقيادة السعودية على مراسم عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، في 8 أكتوبر 2016، يبدو أنها جريمة حرب».
واتهم الحوثيون وحلفاؤهم من حزب صالح، التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالمسئولية عن الهجوم، غير إن الأخير نفى صلته بالحادث معلناً فتح تحقيق.
ورأت انه «رغم تواجد عسكريين ومسئولين مشاركين في الحرب في ذلك التجمع، وجود مئات المدنيين يدل بشدة على أن الهجوم غير متناسب بشكل غير قانوني».
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتس: «بعد الغارات غير القانونية على المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل على مدى 19 شهرا الماضية، أضاف التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة».
وأضافت: «يجب إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة البشعة، بما أن التحالف أبدى عدم رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق».
كما فر نحو ألف مهاجر إثيوبي من مركز احتجاز في جنوب اليمن، اليوم الأربعاء، بمساعدة حرأسهم، وفق ما ذكر مسئول أمني.
وفر المعتقلون من المركز الذي يحتجز فيه نحو 1400 إثيوبي استعدادا لترحيلهم، بعد أن دخلوا البلاد بشكل غير قانوني في محافظة شبوة أمس الأربعاء.
وأكد المسئول الأمني، أن عملية الفرار التي جرت في مدينة عتق، عاصمة شبوة كانت “منظمة بشكل جيد”. وأضاف أن “الفارين استقلوا عربات كانت بانتظارهم لنقلهم إلى محافظتي مأرب والبيضاء المجاورتين” في مجموعات صغيرة.
ويخشى متابعون للشأن اليمني، من أن ينضم الفارون إلى صفوف الميليشيات للقتال في صفوفهم خصوصًا وأن المعلومات تفيد بمغادرتهم إلى محافظة البيضاء، والتي تعد أحد معاقل المتمردين الحوثيين.

المشهد اليمني:

الأوضاع في اليمن بعد مذبحة صنعاء، ستكون غيرها قبل مذبحة صنعاء، وهو ما قد يطيل أمد الصراع أو ينهي الملف في صورة تصاعدية، أو تقسيم البلاد، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن الحوثيين يديرون صراعهم مع خصومهم وحلفائهم داخل اليمن بخطة "خطوة خطوة" للهيمنة على الحكم في صناعة وعودة دولة الإمامة.

شارك