مساع غربية لاحتواء الأزمة السورية..وموسكو تحذر
الخميس 13/أكتوبر/2016 - 06:06 م
طباعة


خراب سوريا
تواصل موسكو فرض شروطها فى الأزمة السورية على العواصم الغربية، فى الوقت الذى تتزايد التحذيرات من خطورة استهداف مواقع الجيش السوري، بعد أن لمحت مصادر أمريكية مؤخرا إلى إمكانية استهداف مواقع للجيش السوري تحت مزاعم ارتكابه جرائم حرب والاعتداء على المدنيين.
من جانبه أكد الكرملين أنه سيرحب بانضمام بريطانيا المحتمل لمحاربة الإرهاب في أراضي سوريا، لكنه شدد على أن استخدام القوات البريطانية ضد السلطات السورية الشرعية أمر مرفوض، وفى هذا السياق قال دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي أن جهود أي دولة لمحاربة الإرهاب تستحق أعلى تقييم، لن إن كانت تلك الجهود رامية لمواجهة السلطة الشرعية في بلد آخر، فلن يحصل مثل هذا الدور على تقييم إيجابي.
وامتنع بيسكوف عن التنبؤ بشأن النتائج المحتملة للقاء لوزان المقرر يوم السبت المقبل لبحث فرص استعادة وقف إطلاق النار في سوريا، لكنه وصف هذا اللقاء بأنه الساحة الوحيدة المتبقية لتبادل الآراء ووضع مقاربات مشتركة.

فشل المعارضة السورية فى وضع حلول للازمة
من ناحية اخري حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن أي أعمال عدوانية ضد القوات الروسية لن تبقى دون رد مناسب، مشيرة إلى أن الدعاية الغربية حول أحداث حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بعض المعارضين السوريين طلبوا من مشرفيهم في المنطقة تزويدهم بمنظومات للدفاع الجوي، معربة عن أملها في أن قوى إقليمية ودولية لن تستجيب لهذه الدعوات. وقالت: "روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها، بمن فيهم عسكريون، للخطر. وأي أعمال غير ودية حيال روسيا لن تبقى دون عواقب".
وقالت زاخاروفا إن القضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا بفعالية يتوقف على توحيد جهود الحكومة السورية وكافة القوى البناءة للمعارضة السورية الداخلية والخارجية، وذكرت الدبلوماسية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيشارك يوم الـ 15 أكتوبر في اجتماع وزاري حول سوريا في مدينة لوزان السويسرية، مشيرة إلى أن ضمان نجاح هذا الاجتماع يتطلب تمسك القوى الأساسية بالتزامات معينة وقيامها بالعمل مع القوى الموجودة على الأرض على ضرورة التزام هذه القوى بشروط الهدنة.
أضافت زاخاروفا بهذا الصدد أن الوزير لافروف سيعقد في لوزان لقاءات ثنائية مع عدد من الوفود المشاركة في الاجتماع المذكور، وأكدت زاخاروفا من جديد ضرورة تحقيق الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة مع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والجماعات المرتبطة به، مشيرة إلى أن هذا الشرط يعتبر أساسيا لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا بسبب العقبات التي يشكلها الإرهابيون في هذا المجال.
أشارت إلى أن موسكو منفتحة للتعاون بفعالية مع شركائها في المنطقة والعالم من أجل إحلال السلام في سوريا بأسرع ما يمكن والقضاء على الإرهاب هناك والمساعدة على تسوية الأزمة الداخلية في هذا البلد على أساس القانون الدولي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن مبادرة المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا حول إخراج مسلحي "جبهة النصرة" من حلب تتطلب التدقيق، مؤكدة أن موسكو إلى جانب دمشق الرسمية والأمم المتحدة تبحث عن مخرج من الوضع الإنساني المتدهور في سوريا وحلب بشكل خاص. ودعت إلى التخلي عن النظرة السطحية للوضع وتبني رؤية شاملة له من أجل إيجاد مخرج من الأزمة.
أضافت زاخروفا أن الهيستريا الغربية والدعاية المعادية لروسيا في الغرب حول ما يحدث في شرق حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين هناك.
قالت إن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية التي تهاجم روسيا بسبب خطواتها في سوريا، لا تستطيع في المقابل استعراض نتائج أفعالها هناك بعد قضاء سنوات في سوريا دون موافقة دمشق وبذريعة مكافحة الإرهاب، أشارت زاخروفا إلى أن الإعلام الغربي يتبنى موقفا منحازا لتغطيته معاناة المدنيين والأطفال في سوريا ويتجاهل معاناتهما نتيجة أفعال مسلحي المعارضة.
ووزعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية صور أطفال سوريين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة أفعال المعارضين أو الإرهابيين في سوريا، داعية في ذات الوقت إلى الكف عن "تبادل الصور" بين روسيا والغرب والإدراك بأن جميع الأطفال والمدنيين في سوريا يعانون نتيجة الحرب هناك.
وبشأن العلاقات الروسية الأمريكية قالت زاخاروفا إن واشنطن تواصل التهديد بتوسيع العقوبات ضد روسيا وبالتالي تواصل تدمير العلاقات بين البلدين، محذرة السلطات الأمريكية وكذلك الإدارة الجديدة التي ستحل محل إدارة الرئيس أوباما من محاولات الضغط على روسيا، وأشارت إلى أن مثل هذه السياسة تهدد بعواقب وخيمة للاستقرار الدولي.
على الجانب الاخر بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والفرنسي جان مارك أيرولت هاتفيا أزمتي سوريا وأوكرانيا والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد الجانب الفرنسي تمسكه بالتعاون مع موسكو.

تنسيق امريكي روسي سعودي مستمر
ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن أيرولت أكد أن باريس متمسكة بالتعاون مع روسيا من أجل دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، وبشأن القضايا المحورية على جدول الأعمال الدولي.
بدوره لفت لافروف انتباه نظيره الفرنسي إلى مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قناة "تي اف-1" الفرنسية، والتي أكد فيها نهجه الرامي للتعاون مع فرنسا.
أوضحت الوزارة أن لافروف وأيرولت بحثا الوضع في سوريا والمهمات المرتبطة بتنفيذ حزمة اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الداخلية الأوكرانية.
كان بوتين قد قال في حديثه للقناة الفرنسية والذي بث بعد الإعلان عن إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى باريس يوم 19 أكتوبر، إن واشنطن وحلفاءها يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية نشوب الوضع الحالي في حلب، ووصف الاتهامات الموجهة إلى روسيا بهذا الشأن، بأنها "خطاب سياسي" عديم الأهمية.
تابع أن الدول الغربية التي تستخدم الإرهابيين والمتطرفين لمحاربة الرئيس السوري بشار الأسد لا تدرك أن المسلحين سيخرجون عن سيطرتها في نهاية المطاف. وأضاف أن محاولات واشنطن شطب "جبهة النصرة" من قائمة التنظيمات الإرهابية، أمر مثير للاكتئاب.
أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية استعدادها لضمان خروج آمن للمسلحين بأسلحتهم وإخراج المدنيين من شرق حلب، ونوه بأن موسكو وبهدف إنجاح هذه المهمات، مستعدة لبحث ومناقشة أية مبادرات وعروض.

السلاح سيد الموقف
شدد الفريق رودسكوي على أن روسيا مستعدة للمساعدة في عملية نقل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الشرقية من حلب، مشيرا إلى ضرورة توفير ضمانات أمنية من جانب المسلحين العاملين هناك وذلك لتجنب تكرار الهجمة التي تعرضت لها قافلة الأمم المتحدة يوم 19 سبتمبرالماضي.
نوه الجنرال رودسكوي بأن 7 ممرات إنسانية فتحت في حلب بهدف ضمان الانتقال الآمن والحر للسكان المدنيين من الأحياء الشرقية. وذكر أن ذلك يشمل إخلاء الجرحى والمرضى وتقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم، وأكد على ضرورة قيام المسلحين بنزع الألغام في مناطق الممرات الإنسانية والتوقف عن إطلاق النيران على المدنيين الراغبين بمغادرة الأحياء الخاضعة لسيطرتهم في شرق حلب، ويمنع الإرهابيون وصول المساعدات الإنسانية الى السكان المدنيين ويلغمون ويفخخون معابر الخروج المعلن عنها.
قال رودسكوي، إن الدول الغربية تتجاهل استخدام المسلحين في سوريا للمدنيين كدروع بشرية. وأشار إلى أن المسلحين يقصفون الأحياء في غرب حلب بشكل دوري بما في ذلك " بقذائف جهنم" وهو ما يؤدي إلى مقتل العشرات وإصابة المئات يوميا، مضيفا إلى أن الغرب يشن حملة إعلامية ضد روسيا من خلال اتهامها بقصف حلب بشكل عشوائي بدون تقديم أي دليل حقيقي ملموس يثبت صحة ذلك، مؤكدا أن استخدام القاذفات من طراز "سو-24" المزودة بمنظومات تحديد الهدف "سترلتس"، يضمن تحقيق إصابات بنسبة مئة بالمئة تقريبا ضد المواقع والأهداف التي تتعرض لضرباتها في سوريا.
نوه رودسكوي أن الطيران الحربي الروسي يوجه ضربات دقيقة خارج حلب وخارج مناطق البناء السكني، قائلا: "نحن لا نقصف الأعراس ومجالس العزاء ويجري تسجيل وقائع كل الغارات الجوية بدقة بواسطة وسائل المراقبة الموضوعية. ولدى الجانب الروسي اتصالات وثيقة وتبادل للمعلومات مع قيادة القوات الحكومية السورية وفصائل المقاومة الشعبية، وشدد الجنرال على أنه يجري التحقق بدقة من صحة المعلومات الواردة حول مواقع ومراكز "داعش" و"جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها، ويجري شطب من القائمة جميع الأهداف الواقعة في المناطق السكنية والقريبة من المدارس والمستشفيات والأسواق والجوامع وغيرها من المنشآت حيث يمكن تواجد المدنيين.
أشار رودسكوي إلى أن جبهة النصرة، نفذت عمليات تجنيد إجبارية للرجال في المناطق التي تسيطر عليها وتم سحب حوالي ألف شخص إلى الخدمة العسكرية ونوه بوجود حالات فرار كثيرة بين هؤلاء المجندين، مشيرا إلى أنه وتحت غطاء هؤلاء السكان غير المدربين يحاول الإرهابيون كسر طوق الحصار، مشيرا إلى أن الوضع يبقى معقدا للغاية في حلب، مشيرا إلى أن السكان المتذمرين من تصرفات المسلحين يخرجون في فعاليات احتجاج عفوية ولكن الإرهابيين يقمعونها بشدة وعنف.
أوضح رودسكوي أنه وبهدف تقليل خسائرهم يقوم المسلحون بنشر نقاط قياداتهم ومستودعاتهم في الطوابق السفلية من الأبنية السكنية مع إجبار السكان على البقاء في تلك المباني، وذكر الجنرال أن القوة الجوية الروسية العاملة في سوريا قضت منذ بداية عمليتها في سوريا على حوالي 35 ألف إرهابي بما في ذلك أكثر من 2700 من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة الذين كانوا يخططون للعودة لتنفيذ "عمليات جهادية" داخل روسيا.