ترقب حذر للخطوة الأمريكية القادمة فى سوريا..وشبح الحرب العالمية يقلق المجتمع الدولى

الخميس 13/أكتوبر/2016 - 11:41 م
طباعة ترقب حذر للخطوة الأمريكية
 
بالرغم من التوتر الشديد الراهن بين واشنطن وموسكو حول سوريا، إلا أن الصدام العسكري المباشر والمتعمد بين الجانبين يظل احتمالا بعيدا ، خاصة وان الولايات المتحدة أو حلف الناتو لا يسعون لصدام عسكري مع روسيا في سماء سوريا ، خاصة وأن الجيش الروسي بمختلف أسلحته الآن أكثر قوة وجاهزية عما قبل.

ترقب حذر للخطوة الأمريكية
يأتى ذلك فى الوقت الذى يجتمع فيه غدا الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا مع مواصلة طائرات النظام السوري وروسيا قصف حلب وأهداف أخرى، خاصة وأن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويري مراقبون أن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات، إلا أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.
ويستبعد الخبراء أن يأمر أوباما بضربات جوية أميركية على أهداف للنظام السوري، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي، وأن البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية. 
و صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات البيت الأبيض في تقرير نشرته جاء فيه أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية التدخل المباشر في النزاع السوري إلى جانب القوات المعارضة للرئيس بشار الأسد من أجل " إجباره على تغيير نهجه في نظام وقف إطلاق النار خلال العمليات في منطقة حلب وفي جدوى مفاوضات سلام جادة طويلة الأمد".
وأكدت موسكو أن أي إجراءات عدائية ضد روسيا في سوريا لن تمر دون عواقب، إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لتأمين خروج المدنيين والمسلحين مع أسلحتهم من أحياء حلب الشرقية.

ترقب حذر للخطوة الأمريكية
كان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال في وقت سابق اليوم، إن بلاده تبحث التدخل العسكري في سورية لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة متوقعاً ألا يحدث ذلك قريباً، وقال جونسون للجنة برلمانية من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور، الخيارات العسكرية، لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه، ولا يمكن أن نفعل شيئاً من دون تحالف، من دون أن نفعله مع الأميركيين، أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري لأنها تجري بالتأكيد.
وذكرت ناطقة باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنه لم تصدر أي قرارات في شأن تغيير بريطانيا نهجها في سوريا، وأن الحكومة تبحث مجموعة من الخيارات بينما تسعى إلى المساعدة في إنهاء الصراع، وقالت "نحن في حاجة لأن نفكر ملياً في عواقب أي عمل،نتحدث إلى شركاء في شأن ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكن أن نفعله لإنهاء هذا الصراع المروع.
فى حين قالت روسيا إنها سترحب بمشاركة بريطانيا إذا استهدفت الإرهابيين وليس قوات الجيش السوري.
ومن المقرر أن يحضر كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف اجتماعاً في لوزان السبت المقبل لإجراء محادثات في شأن سورية. 
كانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت اليوم، إن روسيا دعت شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، وأضافت أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سورية لن تمر من دون رد مناسب من موسكو.

ترقب حذر للخطوة الأمريكية
ويري محللون أن أوروبا لم تكن بعيدة عن قلب الملف السوري، ولكن كان هناك أمل بأن تتعامل وفق إعلاناتها عن حقوق الإنسان، بعيدا عن التبعية لتوجهات واشنطنن والاشارة إلى أن توجيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اتهامات مباشرة وواضحة إلى روسيا بالتورط في قصف قافلة المساعدات الإنسانية إلى حلب، لم تكن الحالة الأولى، لأن النخبة السياسية الفرنسية نفسها كانت قد أطلقت حديثا حول ضرورة "حشر" المحكمة الجنائية الدولية في قضية حلب، متجاهلة على سبيل المثال قصف قوات التحالف الأمريكي منطقة دير الزور.
يأتى ذلك بالتزامن مع لهجة فرنسية غير ودية، وغير دبلوماسية، مارسها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نفسه قبيل ساعات من الإعلان النهائي عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لباريس. وجاءت النبرة الفرنسية متعالية، ومخالفة لكل التقاليد البروتوكولية، سواء بين الدول الكبرى أو الصغرى. إضافة إلى تعمد باريس انتهاك الاتفاق بشأن الفعاليات التي يجب أن تجري خلال زيارة بوتين، وإمعانها في تقليص أجندة اللقاء وقصرها على "الملف السوري"، وفق نظرة باريس المرتبطة ارتباطا عضويا بمشروعها الذي تم تعطيله في مجلس الأمن بشأن التسوية السورية والأوضاع في حلب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى هناك.
يعتبر المراقبون أن  باريس تريد أن تملي وجهة نظرها في الملف السوري دعما لواشنطن، على أمل أن تترك لها الأخيرة بعض الفتات في ليبيا. ولكن الولايات المتحدة بطبيعة تركيبتها وتوجهاتها لن تترك ليبيا لفرنسا أو لغيرها، ومع ذلك هناك حالة من حالات الحشد تقوم بها الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين التقليديين مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وقريبا قد نرى طابورا من "المتحالفين الصقور" من دول أوروبا الشرقية، الذين يتحالفون مع واشنطن بصرف النظر عن القضية أو مكان الأزمة وجغرافيتها وتاريخها.
 بعد اللقاء الأول لممثلي وزارات خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في وزارة الخارجية الألمانية حول سوريا و"الشروط" التي يجب أن يعلنوا عنها لروسيا من أجل التعاون في الأزمة السورية، جرى ترتيب لقاء آخر بين وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في روما حول نفس الموضوع، ما يعني أن الأوروبيين يوزعون الأدوار، ويبحثون عن نصيبهم، أو عن طرق معينة لمبادلة نصيبهم هنا بمقابل له هناك، إلا انه من الواضح أن الترتيبات الروسية الجديدة، سواء مع تركيا أو مع الصين، أو مع دول معينة في الشرق الأوسط، تثير سخط الإدارة الأمريكية التي لم تعد تتحكم في مجريات الأمور على خلفية الحملة الانتخابية الرئاسية هناك، وفي ظل الفوضى المؤسساتية التي تسيطر على وحدة القرار النهائي في واشنطن بشأن أزمات كثيرة، على رأسها أحداث الشرق الأوسط، وبالذات في سوريا وليبيا واليمن. إضافة إلى الأزمة الأوكرانية، ومحاولات الحشد الأمريكي – الأوروبي ضد روسيا أيضا.
وبالتزامن مع ذلك هناك تقارير صحفية عن أن أوروبا تريد أن تأخذ دور الولايات المتحدة المشغولة في الانتخابات، ولكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك. إذ أن لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية، مثل الولايات المتحدة بالضبط. وهناك تنسيقات بدرجات معينة، سواء في إطار حلف الناتو أو في أطر ثنائية. ورغم ذلك، فهناك بعض التباينات، نظرا لجشع واشنطن ورغبتها في السيطرة على أوروبا أيضا، وإرهاق ميزانيات دولها، ما يضع النخب الأوروبية الحاكمة في مآزق عديدة قد تظهر نتائجها قريبا على المستويات السياسية والاقتصادية، والمعيشية – الاجتماعية المباشرة.

شارك