محاولات دولية لانعاش حلول الأزمة السورية..وتوقعات بفشل اجتماع لوزان
السبت 15/أكتوبر/2016 - 07:13 م
طباعة

فى إطار المحاولات الدولية لانعاش الأزمة السورية بالرغم من تفاقم الأوضاع على الأرض، انطلق في مدينة لوزان السويسرية بمشاركة وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرجي لافروف وجون كيري،والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالإضافة إلى وزراء خارجية تركيا والسعودية وإيران والعراق ومصر والأردن وقطر.

من جانبه أجرى لافروف وكيري محادثات مباشرة لأول مرة منذ أن أوقفت واشنطن التعاون مع موسكو حول سوريا، حيث التقى المسؤولان في لوزان قبل أن يشاركا في الاجتماع الأوسع الهادف لاستئناف الجهود الدولية لإنهاء الحرب في سوريا، وقال كيري إن المشاركين في الاجتماع المتعدد الجوانب حول سوريا يعملون بشكل دؤوب على معالجة الوضع في مدينة حلب السورية، في إجابة عن سؤال صحفي حول ماذا يمكن أن يقول الوزراء لسكان حلب.
وعقد لافروف مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقاء ثنائيا على هامش محادثات لوزان، وذكر مصدر في الوفد الروسي هناك أن اللقاء الثنائي كان قصيرا وعقد قبل بدء المباحثات.
فى حين وجه رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة رسالة إلى الدول "الصديقة" المشاركة في اجتماع لوزان السويسرية عشية انعقاده، أكد فيها ضرورة الوقف الفوري للقتل في سوريا وعلى الأخص في حلب، إضافة إلى "عدم الاعتراف بالهدن المحلية".
طالب العبدة، وفق الرسالة التي نشرت على موقع الائتلاف، برفع الحصار عن المدن والبلدات وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، داعيا إلى سحب جميع "المليشيات الطائفية" من جميع الأراضي السورية.
ومن المنتظر أن يقدم الجانب التركي خطة للتسوية في سوريا تتضمن تحقيق الهدنة وتعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة الإرهاب.

يأتى ذلك فى الوقت الذى انطلقت فيه من شمال الأطلسي مجموعة سفن حربية روسية ضاربة تتقدمها حاملة "كوزنيتسوف" بطائراتها الـ50 وترافقها أكبر سفينة حربية في العالم هي سفينة "بطرس الأكبر" قاصدة الساحل السوري.
ويرى مراقبون أن الهدف من وراء إرسال مجموعة السفن الروسية إلى سوريا "ضمان الحضور العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية وهامة في مياه العالم، وتأمين الملاحة البحرية وحماية كافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، ومواجهة التحديات الجديدة بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي".
من جانبه قال رئيس أركان الأسطول البحري الروسي السابق الأميرال فيكتور كرافتشينكو، أن "السفن المتوجهة إلى سوريا تمثل مجموعة بحرية ضاربة مضادة للسفن والغواصات"، وأنها سوف تصل إلى شرق المتوسط في غضون 10 أيام إذا لم تتلق أي أوامر تعدل مسارها، موضحا أن حاملة "كوزنيتسوف" تتمتع بقدرات ضاربة كبيرة تتمثل في الطائرات الحربية التي تحملها، فضلا عن منظومات الأسلحة المزودة بها، وأن "بطرس الأكبر" التي ترافق المجموعة تتميز هي الأخرى بأسلحتها الفعالة المضادة للصواريخ والطائرات والسفن والغواصات، مرجحا استخدام الطائرات المحمولة على "كوزنيتسوف" في تنفيذ مهام على اليابسة وضرب أهداف برية في سوريا.

يشار إلى أن "الأميرال كوزنيتسوف" قادرة على حمل أكثر من خمسين طائرة، و1960 عسكريا ومزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع "غرانيت"، وصواريخ "كلينوك" المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة "كاشتان" الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات، وتحمل "كوزنيتسوف" إلى شرق المتوسط حسب المصادر العسكرية الروسية، مقاتلات "ميغ-29 KR"، و"ميج 29-KUBR"، ومقاتلات "سو-33" البحرية، إضافة إلى مروحيات "KA-52" الملقبة بـ"التمساح".
بينما أوضح الفريق أول ليونيد إيفاشوف بقوله "سوف يتسنى لنا وللمرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر استخدام الطائرات البحرية في القتال الفعلي لا في المناورات. وعلى ما يبدو فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها "كوزنيتسوف" الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق وأن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة".
على الجانب الأخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها تعتزم تشييد قاعدة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في طرطوس السورية، وسوف ترفع في القريب الوثائق ذات الشأن إلى البرلمان الروسي للمصادقة عليها، وذلك في إطار خطط وزارة الدفاع لتعزيز الأسطول الروسي في المياه السورية، وضمان أمن القوات الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية في ريف اللاذقية.
تأتى هذه الخطوة بعد مصادقة مجلس "الدوما" الروسي على الاتفاقية المبرمة بين روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية، لـ"ضبط معايير بقاء القوات الجوية الروسية العاملة في مطار "حميميم" على الأراضي السورية"، وتشريع البلدين وجود القوات الجوية الروسية في سوريا.

وتتيح الاتفاقية لموسكو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سوريا بما يخدم تنفيذ المجموعة الجوية الروسية مهامها وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من قبل الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها.
وفى سياق اخر قال بوريس رايتشوستر الخبير في شؤون روسيا أن الرئيس بوتين يتفوق على منافسيه في سوريا وبقع أخرى، وقال إن أوباما وأتباعه لم يعودوا فاعلين، بل يردون فقط.
ويري مراقبون أن ممارسة القوة المصحوبة بحملات دبلوماسية تأتي بالثمار في الشرق الأوسط، وإلى حد الآن كان يُفترض فقط أن روسيا تريد تقديم نفسها من جديد كقوة عالمية. لكن يظهر مع مرور الأيام أن الرئيس بوتين يتطلع إلى ما هو أكثر.
من جانبها كشفت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية كتبت أن "روسيا تريد التموقع مجددا كقوة رائدة في الشرقين الأدنى والأوسط". والفرص جيدة لذلك أكثر من ذي قبل منذ تراجع التزام الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وحتى أسباب روسيا لتطبيق ذلك واضحة. فالمنطقة المتاخمة لأوروبا وإفريقيا وآسيا ليست لها أهمية من الناحية الإستراتيجية فقط، بل هي على مستوى العالم أكبر خزان للموارد الطبيعية في العقود المقبلة.