وسط انقسام داخل الحركة... قادة جيوش بحيرة تشاد يستعدون لمعركة الحسم ضد «بوكو حرام»

الأحد 16/أكتوبر/2016 - 01:49 م
طباعة وسط انقسام داخل الحركة...
 
اجتماع لقادة جيوش بلدان منطقة بحيرة تشاد، من اجل مواجهة  جماعة «بوكو حرام» المتشددة، في وقت تعاني فيه الحركة من انقسامات داخلية، مع تحذير أممي من الوضع الانساني.

اجتماع قادة بحيرة تشاد:

اجتماع قادة بحيرة
اجتمع رؤساء أركان جيوش بلدان منطقة بحيرة تشاد (نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبنين)، الخميس 13 أكتوبر، في نيامي، للإعداد للهجوم "النهائي" ضد جماعة «بوكو حرام» المتشددة، حسبما أفادت الإذاعة النيجرية.
وخلال الافتتاح قال وزير الدفاع النيجري، حاسومي مسعودو، إن "الهدف من هذا الاجتماع هو التحضير للمرحلة النهائية من عملية القضاء على بوكو حرام في منطقتنا".
ووفقا للجيش النيجيري فقد شنت كل من النيجر وتشاد ونيجيريا عمليات عسكرية متزامنة في يوليو الماضي ضد معاقل بوكو حرام.
وأكد مسعودو أن هذه "العمليات أتت بنتائج حاسمة، خصوصا من خلال تحرير مناطق كانت بوكو حرام تحتلها"، مشيرا إلى أنها سمحت أيضا بـ"تعطيل التدفق اللوجستي" للمتمردين النيجيريين.
وأضاف أن "نتائج عملياتنا العسكرية كانت مرضية إلى حد أننا نشهد عودة لثقة السكان"، تزامنا مع "استئناف الأنشطة الاقتصادية"، مؤكدا أن "الأمل بخروج قريب من حالة الحرب في منطقة بحيرة تشاد" بات قريبا.
وذكرت نيامي في حصيلة تعود إلى نهاية سبتمبر، أن هذه العمليات التي قادتها القوة الإقليمية العاملة في حوض بحيرة تشاد، أدت إلى مقتل 14 جنديا نيجريا، إضافة إلى 123 "إرهابيا". كما "أُسر إرهابيان"، وضبطت "كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر".
وسمحت هذه العمليات خصوصا باستعادة مناطق استراتيجية نيجيرية من قبضة بوكو حرام، هي داماساك وأبادان وغاشاغار.
أما مالام فوتاري وهي معقل آخر لبوكو حرام قريب جدا من مدينة بوسو النيجرية فقد تم أيضا "تحريرها" بحسب الجيش النيجري. 

حرب دامية:

حرب دامية:
وتشهد منطقة بحيرة تشاد حرب دامية بين تنظيم "بوكو حرام" الموالي لتنظيم "داعش" والقوات  العسكرية في (نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبنين)، وهو ما ادي الي انحصار نفوذ التنظيم في عدة مناطق وتحجيم قوته العسكرية، مما ادي الي عملاية انفقسام داخل البنية القيادية في قيادة "بوكو حرام".
وقال مقاتل سابق في الجماعة: «حتى 2009، كنا صادقين في معركتنا لإنشاء دولة إسلامية شمال شرقي نيجيريا. لكن بعد أعمال العنف التي نفذتها قوات الأمن، تحولت معركتنا الى الانتقام من تدخلها القاسي والمتوحش الذي لا يعرف الرحمة».
وتشن حركة بوكو حرام منذ فبراير 2015 هجمات في محيط مدينة ضفة في النيجر، المحاذية لشمال شرق نيجيريا معقل المتمردين.
ويخوض الجيش النيجيري مطلع أكتوبر 2015، عملية «عاصفة الغابات» التي تستهدف غابة سامبيزا، معقل فصيل أبو بكر تشيكو.
وفيما كثّف الطيران غاراته الجوية، حاصرت القوات البرية المنطقة من أجل تجويع المقاتلين عبر منع إمدادهم بمؤن. وقبل أسبوعين، أعلنت السلطات الاستيلاء على مئات من الماشية «التي يفترض أنها للمجموعة الإرهابية».
وتقول السلطات أن «الهجمات التي يشنها فصيل تشيكو تركز على السلب والنهب في مناطق الريف، وأن المقاتلين يتنقلون أحياناً على دراجات هوائية، ويخطفون رجالاً ونساءً وأطفالاً لإرغامهم على الالتحاق بهم»، في تحركات تهدف الى التكيف مع الهجمات المضادة للجيش أو الدعم الذي قد تحصل عليه.
وفي سبتمبر الماضي قتل 38 عنصرا من جماعة بوكو حرام، وأصيب جنديان بجروح خلال "عمليات تمشيط" نفذها عسكريون من النيجر وتشاد، الأسبوع الحالى فى منطقة ديفا (جنوب شرق النيجر)، بحسب ما أعلن الجيش النيجرى الجمعة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجرية الكولونيل مصطفى ليدرو للتلفزيون الرسمى، أن "الحصيلة الإجمالية الأولية هى التالية: من صفوفنا، أصيب جنديان بجروح طفيفة. فى صفوف الأعداء قتل 38 إرهابيا".
وأضاف ليدرو إنه تم الاستيلاء فى الوقت نفسه على "كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر" التى تعود للمتمردين، وأوضح أن الجيشين النيجرى والتشادى شنا "عمليات تمشيط" بعد "هجمات" بوكو حرام فى مناطق "تومور وغيسكيرو فى 12 و14 سبتمبر
وفي اغسطس الماضي أعلن الجيش النيجيرى، أن زعيم «بوكو حرام» أبو بكر الشكوى أصيب بجروح خطيرة بينما قتل عدد من قادة الجماعة المتشددة هذه فى غارة جوية على معقلهم فى شمال شرق نيجيريا.
وقال الناطق باسم الجيش سانى عثمان فى بيان أن الشكوى "أصيب بجروح خطيرة" فى الغارة التى نفذت الجمعة على غابة فى سامبيزا، وأضاف سانى عثمان أن ثلاثة من قادة الجماعة هم أبو بكر موبى ومالام نوهو ومالام هامان قتلوا وأصيب آخرون بجروح.
وفي نهاية يوليو الماضي، أعلنت الحكومة النيجرية تمديد حالة الطوارئ في منطقة ديفا، شرقي البلاد، لمدة 3 أشهر إضافية (90 يوما) تنتهي في نهاية اطتوبر اجاري ومن المتوقع ان يتم تمديد لفترة اضافية جديدة، وذلك في استمرار لها (للطوارئ) منذ فبراير العام الماضي.

انقسام في«بوكو حرام»

انقسام في«بوكو حرام»
وتاتي استعداد قادة جيوش بحيرة تشاد ضد  "بوكو حرام" وسط  خلاف على قيادة الجماعة المتطرفة ، فهناك تمردًا داخل الجماعة منذ ست سنوات، ع ب عد تعيين "داعش" "أبو مصعب البرناوي" (نسبة إلى قبائل البرنو التي تشكل العمود الفقري للحركة)، أمير "ولاية غرب إفريقيا" (الاسم الجديد لجماعة بوكو حرام بعد مبايعتها للبغدادي)، وهو ما ادي نفاه ابة بكر شيكاو، الذي الاخر للحركة.
وأصبح شيكاو يقود جماعة منشقة تنازعه في الاسم (ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية) وظل "أبو مصعب" يعمل مع مجموعته على أنه أمير التنظيم، وأن "الشكوي" ومن معه خارجون على الطاعة"، وإن لم يعلن عن ذلك علنا إلا قبل أيام في مقابلة مع مجلة "النبأ".
من جانبهم رأى خبراء أن إطلاق 21 من أصل أكثر من 200 من «بنات شيبوك» اللواتي خطفن في أبريل 2014، يكشف انقسامات في جماعة «بوكو حرام» المتشددة التي تواجه ضغوطاً عسكرية، خصوصاً أنه جاء غداة اعتداء دامٍ استهدف مدنيين في مايدوغوري شمال نيجيريا.
وصرح يان سان بيار، مستشار شؤون مكافحة الإرهاب لدى مجموعة الاستشارات الأمنية الحديثة في برلين، بأن «أحداث الأسبوع الماضي تظهر وجود تصرف انفصامي في الجماعة المنقسمة بالكامل»، منذ أن عيّن تنظيم «داعش» الذي أقسمت «بوكو حرام» يمين الولاء له، أبو مصعب البرناوي زعيماً جديداً لغرب أفريقيا، بدلاً من أبو بكر تشيكو في مطلع (أغسطس).
وأشار سان بيار الى معلومات عن مبادلة 4 مقاتلين بالتلميذات الـ21 المحررات، «ما يثبت أن مجموعته تحتاج الى موارد بشرية أو مالية». واعتبر عمر محمود من معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا، أن الحركة «أكثر تشرذماً منه لدى تنفيذ عملية الخطف في شيبوك، حين كانت بوكو حرام تسيطر على جزء كبير من الأراضي في شمال شرقي نيجيريا ومناطق حدودية لبحيرة تشاد». 
وقال نتنائيل الين، الباحث في مشروع بحث العنف الاجتماعي في نيجيريا، الذي ترعاه جامعة «جون هوبكنز» الأميركية، أن «الانتقال من الانتفاضة المتشددة الى الحرب الأهلية حصل أيضاً حين نظمت ميليشيات مدنية صفوفها لمقاتلة «بوكو حرام». وسأل: «هل يمكن أن تنتصر الانتفاضة عبر شن هجمات على المدنيين»؟، مشيراً الى أن الحركات المتشددة تحتاج الى دعم الناس.
وهذا أحد الانتقادات التي وجهها «داعش» الى تشيكو، آخذاً عليه المجازر التي تستهدف المسلمين في منطقة بحيرة تشاد.
وتعتبر «بنات شيبوك» اللواتي لا تزال حوالى 200 منهم في الأسر، رمزاً لانتفاضة متهالكة، فيما يبدو أن «بوكو حرام» جديدة تستوحي «داعش»، تنمو في جنوب النيجر المجاور وضواحي بحيرة تشاد، وتزيد من شن الهجمات على أهداف عسكرية وتنعش الشعارات المعادية للغرب.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني،  قال مسؤول بالأمم المتحدة يوم الجمعة إن تسعة ملايين شخص يحتاجون مساعدات عاجلة في شمال شرق نيجيريا ودول مجاورة نتيجة أعمال العنف الناجمة عن الاضطرابات السياسية والهجرة الجماعية وما أحدثه ذلك من وضع إنساني طارئ.
وقال توبي لانزر منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي بالأمم المتحدة إن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة تشن تمردا منذ عام 2009 أدى إلى تشريد 2.1 مليون شخص وقتل الآلاف في أزمة تفاقمت نتيجة "انفجار سكاني" في حوض بحيرة تشاد فضلا عن موجات من المهاجرين الذين يشقون طريقهم إلى أوروبا.
وأضاف في كلمة بمنظمة تشاتام هاوس البحثية في لندن "مع نمو السكان بهذه السرعة وهذا الشكل في منطقة يعاني جميع سكانها من الفقر تتعرض البيئة لضغوط لا يمكن تصورها .. ومع استمرار العنف من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى هجرة المزيد من الناس."
وأوضح لانزر أن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تحتاج 559 مليون دولار من سبتمبر أيلول وحتى ديسمبر لتخفيف حدة الأزمة في الدول المطلة على بحيرة تشاد وهي نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد حيث يعاني أكثر من ستة ملايين شخص من "انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد" فضلا عن معاناة 568 ألف طفل من سوء تغذية حاد.
فيما  يبدو ان قادة اركان جيش منطقة بحيرة تشاد، وضعوا اللمسات الاخيرة لمعركة الحسم ضد "بوكو حرام" وسط انقسامات في القيادة وهو ما يسهل نسبيا مواجهة الحركة والقضاء عليها .

شارك