على خطى الوهابية.. الحويني يفتي بعدم جواز عمل المرأة
الأحد 16/أكتوبر/2016 - 05:56 م
طباعة
في محاولة منه للوقوف في وجه ظاهرة التحرش والعنف الموجه ضد المرأة طرح المجلس القومي للمرأة مبادرة تحت عنوان "التاء المربوطة.. سر قوتك"، بهدف مكافحة التحرش، وهي الحملة التي أعلن عدد كبير من الفنانات تأييدهن لها، وكذلك العديد من الكتاب والمثقفين الا ان التيار السلفي ما زال مصرا على النظر للمرأة نظرة دونية، فيحاول جاهدا استرداد الحقوق التي عانت المرأة وناضلت طوال قرن من الزمان لنيل تلك الحقوق، فقد تسببت فتوى الشيخ أبو اسحاق الحوينى، حول إن مكان المرأة هو البيت وأنه لا يجوز للمرأة العمل مكان الرجل، جدلا واسعا بين التيار الإسلامي، حيث أكد فقهاء وعلماء ازهر، بجانب اللجنة الدينية أنه يجوز للمرأة العمل وفق شروط وطالما تلتزم بالأخلاقيات العامة.
البداية عندما قال أبو إسحاق الحوينى، إن المرأة يجب أن تكون في منزلها لتربية أولادها وأنه لا يمكن أن توفر فرصة عمل لامرأة وتأخذ وظيفة رجل.
وقال الحوينى في فتوى له تم نشرها على الموقع الرسمي له على "فيس بوك": "لا بد من وجود الأم في بيتها لتربى أولادها تربية صالحة وتساهم في إعداد جيل التمكين، والوالد يجب عليه أن يقدم عذره لله عز وجل، إذا كان قد فرط هو بسبب تفريط أبيه -هذه فرضية- فلا يفرط في ولده، فيجب على الأب تربية أولاده".
وأضاف الحوينى: "إن محن الأبناء ما بين الأب والأم تتلخص في سفر الوالد، أو كثرة عمله وانشغاله عن ولده، وفى أن عمل المرأة وتركها لمنزلها، ونحن نقول: أدخلوا النساء البيوت مرة أخرى وأعطوهن الراتب وهن في البيوت، أو أعطوهن نصف الراتب، وخذوا النصف الآخر وأعطوه للشباب ليقوموا مقامهن".
وتابع: "إن الرجل هو المسئول عن الإنفاق على البيت، فكيف توفر الفرصة لامرأة وتأخذ وظيفة رجل، إذاً: الرجل يعمل ماذا؟ ويصرف من أين؟ هو الذى في يده القوامة، وشطر القوامة أن ينفق على المرأة، والمرأة ليس عليها ذلك، وإذا كان العمل موفراً للمرأة ويحرم منه الرجل، فما هي النتيجة؟ تجد الرجل يدور، يريد أن ينفق فيبدأ بالانحراف فينضم لأى عصابة من العصابات، فهذا كله فيه فساد في المجتمع".
من جانبه قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن مملكة المرأة في بيتها ودورها الفعال في بناء الأسرة وتعليم الأبناء الصدق والشجاعة وتحذيرهم من الكذب والجبن، متابعا: "الله سبحانه وتعالى خلق اليد من أجل العمل".
وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن أنه يجوز للمرأة أن تخرج للعمل في الحدود التي حددها الإسلام، واحترام الأخلاق العامة، مستشهدا بعمل أسماء بنت ابى بكر، والتي كانت تدق النواة لمساعدة زوجها الزبير بن العوام، وعندما اشتد المرض على زوجها خرجت بالعلف بنفسها وحملته لزوجها".
واستطرد رئيس لجنة الفتوى الأسبق: "يجوز عمل المرأة بشرط الاحتشام والاعتداء خاصة إذا كانت في حاجة إلى العمل".
وفى السياق ذاته قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إن عمل المرأة ليس محرما طالما أنها التزمت بالآداب العامة وأخلاقيات المجتمع.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، أن المرأة تخرج للعمل سواء فى القطاع الحكومى أو الخاص طلبا للرزق والحصول على المال، وهناك نماذج كثيرة للنساء يخرجن للعمل من أجل مساعدة أزواجهن وبالتالي لا يمكن تحريم هذا الأمر.
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجوز عمل المرأة خاصة المرأة المعيلة، مشيرا إلى أن عمل المرأة موجود منذ القدم ولا يجوز منه أو إصدار فتاوى تعزم عدم جواز الأمر.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن احترام معايير العمل، والأخلاق شرط أساسي لعمل المرأة، لافتا إلى أن هناك نماذج مشرفة للمرأة في العمل وهناك من حققن منهن نجاحات كثيرة في عملهن.
وتبين للقارئ ان علماء الازهر انما يوافقون على عمل المرأة على استحياء ولم يريدون مواجهة الفصيل السلفي في فتوى الحويني والخاصة بعمل المرأة، خصوصا في ظل الوضع السياسي المتأزم بين مصر والمملكة الوهابية الممول الرئيسي للدعوة السلفية، حيث ان تلك الفتاوى التي ترددها الدعوة السلفية تتبنى المرجعية الوهابية للمملكة، والناظر الى الفتاوى الخاصة بالمرأة والصادرة من قيادات الدعوة السلفية يجدها تتطابق مع تلك الفتاوى التي تصدر من علماء الوهابية السعودية وعلى سبيل المثال لا الحصر فتوى الحويني التي نحن بصددها نجدها تتماهى مع فتاوى ابن باز والعثيمين وغيرهم من علماء الوهابية السعودية.
فمن أكثر الخطابات الدينية تشددًا تجاه المرأة هو الخطاب الوهابي، فقد اتخذ موقفًا أكثر تشددًا من الخطاب السلفي بداية من أحمد بن حنبل وصولًا لابن تيمية، فقد تجاوز محمد بن عبد الوهاب بحكم بيئته النجدية المتشددة في عاداتها وتقاليدها تجاه المرأة فقد أصبغ الدين بعادات نجد وتقاليدها، مما جعله أكثر تشددًا من غيره في هذه القضية، ثم جاء ابن باز وأكمل مشوار شيخه في التشدد تجاه المرأة، وقد رفعوا من شأن المرويات التي تؤسس لدونية المرأة، مثل: المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، ناقصات عقل ودين، يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار، ما أفلح قوم ولوا شئونهم امرأة،.. إلى آخره، تلك المرويات التي تتعارض بشكل صارخ مع "القرآن" الذي كرم في آياته المرأة ورفع من شأنها، فقد حول الخطاب الوهابي "القرآن" من نص أساسي ومحوري يدور حوله الفقه والأحكام إلى نص ثانوي واستبدلوا به تلك المرويات ظنية الثبوت، والتي تساعدهم على التوظيف الايديولوجي والسياسي في صراعهم مع المختلفين معهم، ليس هذا فقط بل اصبح الفقه على يد هؤلاء في صدارة المشهد وتم تقديس آراء العلماء واشخاصهم وان تعارض ما يقولونه مع "القرآن".
وللشيخ ابن باز في موضوع المرأة فتاوى كثيرة تتماهى مع ما قدمناه، ومن بين تلك الفتاوى والآراء تحريمه لاختلاط البنين والبنات في مدارس المرحلة الابتدائية حيث يقول في مجموع الفتاوى ج 5 ص 227 / 243 "وبكل حال فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله لما يترتب عليه من أنواع الشرور. وقد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي وقد دل على ذلك دلائل كثيرة من الآيات والأحاديث، وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه "إعلام الموقعين" منها تسعة وتسعين دليلا" ويستطرد ابن باز"، فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عليه بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل من بعض الجهلة في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم لا يرون بذلك بأسا بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة فتجد المرأة مثلا تجلس مع أخي زوجها أو زوج أختها أو مع أبناء عمها ونحوهم من الأقارب بدون تحجب وبدون مبالاة.
ومن المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح.. أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها وأن كشفه لغير المحارم حرام.. وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه
يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من كبر دواعي الشر والفساد ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها. فبهذا يتبين أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها بحضور الرجال الأجانب ويحرم عليها كشف صدرها أو نحرها أو ذراعيها أو ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الأجانب، وكذا يحرم عليها الخلوة بغير محارمها من الرجال، وكذا الاختلاط بغير المحارم من غير تستر، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم." وهكذا يقرر ابن باز حبس المرأة داخل بيتها أو داخل حجابها فلا يجوز لها الظهور ولا المناقشة ولا الاختلاط ولا التعامل الا مع زوجها والذي يعتبرها شيطان حينما تقبل أو تدبر وناقصة عقل ودين وانها كالحمار والكلب وانه لا يجوز مشورتها ولا الأخذ برأيها في أمر من الأمور، فكيف رغم كل هذا يأمن لها ان تربي أبناءه وان ترعى شئون بيتها؟ انها ازدواجية الفكر الوهابي في التعامل مع المرأة انه يحافظ عليها في المنزل لا لشيء سوى اللذة الجنسية ويحيك كل الخطط ويؤول النصوص من اجل هذا فعقد النكاح كما في كتبهم هو "عقد امتلاك بضع" !! وتناسى هذا الخطاب تماما الآيات التي تقول "هن لباس لكم وانتم لباس لهن" وغيرها من الآيات. وينطلق ابن باز من رفضه الاختلاط وفرضه حبس المرأة في البيت أو في الحجاب واستكمالا لقهرها والتسيّد والاستبداد عليها إلى رفض عمل المرأة وتحريمه لأنه يؤدي إلى الاختلاط فيقول في مجموع الفتاوى ج 5 ص 425 / 432 " فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة، وثمراته المرة، وعواقبه الوخيمة، رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه.. وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها.
فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه.. والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير، كيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنباً إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما تقوم به؟
والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة، وكذلك حرم الإسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلى الطمع فيهن كما في قوله عز وجل: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}يعني مرض الشهوة. فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟
ومن البدهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم وأن يكلموها، ولا بد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له، والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب، وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع- بإذن الله- من الفتنة ويحجز دواعيها، وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء، والبعد عن مظان التهمة"
كل هذا وغيره الكثير من فتاوى ورؤى وخطابات ورسائل أقل ما توصف به انها دعوة للحرب على المرأة والعداء لها وكأن هذه المرأة لم تكن راوية حديث نتعلم منها نصف ديننا كالسيدة عائشة وان هذه المرأة لم تكن السيدة خديجة بنت خويلد والتي أنفقت مالها ووقتها في الحفاظ على الدعوة الإسلامية والصد عنها وكأن هذه المرأة لم تكن تلك التي دافعت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ونورد هنا قصة تلك المرأة المجاهدة لعل المدافعين عن هذا الخطاب الوهابي والملتزمين به يعلمون ان المرأة مساوية للرجل وان لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات.
هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، شهدت ليلة العقبة، وشهدت أُحداً، والحديبية، ويوم حُنين، ويوم اليمامة، وجاهدت وفعلت الأفاعيل ..
روى لها أحاديث.. وهي أول مقاتلة في تاريخ الإسلام.. وقُطعت يدها في الجهاد ..
هي الزوجة الوفية التي تعرف حق زوجها.. هي الأم الرحيمة الرءوم .. هي القائمة الذاكرة لله جل وعلا..هي التي تدافع وتنافح عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
شهدت أم عمارة عدة مشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع الخلفاء الراشدين من بعده.. شهدت أُحد والحديبية وخيبر وعمرة القضية والفتح وحُنين .. وكانت ممن شارك في حرب المرتدين في يوم اليمامة ..