مواجهة الجماعات الإرهابية .. على رأس ملف زيارة رئيس المخابرات السوري إلى مصر

الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 03:49 م
طباعة مواجهة الجماعات الإرهابية
 
كشفت وسائل إعلامية سورية عن زيارة رئيس المخابرات السوري إلى القاهرة لبحث ملف الجماعات الإرهابية والتنسيق الأمني والسياسي بين البلدين.

"المملوك" في القاهرة:

المملوك في القاهرة:
أجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك محادثات رسمية في القاهرة، وفق ما نقل الإعلام السوري الرسمي، في أول زيارة معلنة لمسئول سوري أمني بارز إلى مصر منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من خمس سنوات.
ومن النادر أن تواكب وسائل الإعلام السورية نشاطات مملوك أو تنشر صورًا له، لكن مراقبين قالوا: إن الإعلان عن الزيارة يستهدف استيضاح الرد السعودي على التنسيق الأمني بين سوريا ومصر.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية خلافًا بسبب تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية، إذ ترى القاهرة أن الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف هو السبيل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ نحو ست سنوات، بينما ترى الرياض ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة أولًا.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين أن مملوك قام "بزيارة رسمية إلى القاهرة بناء على دعوة من الجانب المصري استمرت يوما واحدا"، مشيرةً إلى أنه التقى "اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسئولين الأمنيين".
واتفق الطرفان- وفق سانا- "على تنسيق المواقف سياسيًّا بين سوريا ومصر، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان".
ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر أمني في مطار القاهرة أن "وفدًا سوريًا، يضم 6 مسئولين من النظام، وصل إلى القاهرة، على متن طائرة خاصة، قادمًا من دمشق".
وقال مصدر سياسي سوري مواكب للزيارة: "الزيارة ليست الأولى للمملوك إلى القاهرة، إلا أنها أول زيارة معلنة".
وسلط موقع "فوكس نيوز" الأمريكي الضوء على زيارة اللواء على مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، إلى مصر، وأشارت إلى أن الزيارة بمثابة مطالبة من الرئيس السوري لمصر بتوجيه مساعداتها في مكافحة الإرهاب.
وأوضح الموقع أن مصر وسوريا بينهم سياسات مشتركة مثل مكافحة المتشددين وأفراد تنظيم "داعش"، إضافةً إلى العلاقات السيئة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي أغسطس الماضي ، ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن اللواء علي المملوك، في أغسطس 215 وفي زيارة غير معلنه، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، بعد لقائه عدداً من كبار المسئولين في الجيش والاستخبارات والأمن المصري، وتركز البحث بين الجانبيين حول التعاون الأمني بين البلدين في مواجهة الإرهاب، وفي آفاق الحل السياسي في سوريا والمبادرات المطروحة وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والمساعي لعقد "موسكو 3".
ويعود آخر ظهور علني له إلى 13 مايو 2015 لدى مشاركته في اجتماع عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع مسئول إيراني.
وعين مملوك في العام 2012 رئيسا لمكتب الأمن الوطني السوري الذي يشرف على كل الأجهزة الأمنية السورية، وذلك بعد مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين في تفجير في دمشق في 18 يوليو 2012.
ويعد علي مملوك واحدًا من أعضاء الحلقة الضيقة المحيطة بالأسد، واسمه مدرج على لائحة العقوبات الأوروبية المفروضة على أركان النظام والمتعاونين معه.

مصر وسوريا:

مصر وسوريا:
ولخص الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس الماضي الموقف المصري من الأزمة السورية المستند إلى خمسة مبادئ هي "احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة".
وقد صوتت مصر أخيرًا في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، في خطوة أثارت امتعاض السعودية التي تعتبر الدولة الأولى على صعيد تقديم المساعدات، الداعمة للقاهرة.
وكان مشروع القرار ينص على وقف القتال في حلب من دون أن يأتي على ذكر وقف الغارات الجوية التي تنفذها طائرات روسية وسورية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب. ولم يقر داخل مجلس الأمن.
وبعد ثورة 30 يونيو، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة الدولة، بدأت السياسة المصرية الخارجية تجاه سوريا تأخذ منحًى مغايرًا بعض الشيء؛ حيث بدأت ببرقية تهنئة أرسلها الرئيس السوري، بشار الأسد، للسيسي، وهو ما تبعه عدة قرارات سياسية وخطوات تقارب، كان أهمها ظهور وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على التليفزيون المصري في أغسطس 2015.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد شدّد في مقابلته تلفزيونة في وقت سابق، على أن «العلاقات بين سوريا ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية»، وأن سوريا «تعتقد بأنها في الخندق نفسه مع الجيش والشعب المصريين في مواجهة الإرهابيين». ولفت إلى أن التواصل بين البلدين «مباشر وعلى مستوى مسئولين مهمين، وتحديداً أمنيين». وأكّد أن «عدداً من المؤسسات في مصر رفضت قطع العلاقة واستمرت بالتواصل وكنا نسمع منها خطاباً وطنياً قومياً أخوياً».
ختاما تأتي مواجهة الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيمي "داعش" "جبهة النصرة" أولى ملفات التعاون بين مصر وسوريا، بالإضافة إلى مواجهة الميليشات المسلحة والحفاظ على الجيش السوري والدولة السورية من التفكك والانهيار، في ظل حرب الميليشيات التي يواجهها الجيش السوري.

شارك