الحوثيين يضعوا شروط لهدنة السعودية.. و"بحاح" يلمح بضرورة تغيير"هادي"

الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 06:39 م
طباعة الحوثيين يضعوا شروط
 
ابدت السعودية استعدادها للموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن إذا ما وافق الحوثيون، في وقت وضع فيه الحوثيين شروطهم لقبول الهدنة، وسط تقدم لللجيش اليمني في صعدة، مع مطالب رئيس الحكومة اليمنية السابق خالد بحاح  بتغيير الرئيس عبدربه منصور هادي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات للميليشيات في محافظة الحديدة غرب اليمن حيث استهدفت مواقع تابعة لهم بالقرب من جامعة الحديدة وكلية التربية ومنطقتي الجاح والدريهمي.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، فجر اليوم الاثنين، غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مدينة حرض بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للقوات الحكومية، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ثلاثا غارات جوية استهدفت، مخزن صواريخ ومركز قيادة وتعزيزات للحوثيين.
وتشهد مدينتي حرض وميدي القريبتان من الحدود السعودية منذ أسابيع، معارك متقطعة بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة، وقوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي من جهة أخرى.
كما توغلت قوات الجيش الوطني والمقاومة في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثيين (أقصى شمال اليمن)، ومحاصرة اللواء 101 ميكا التابع للحوثيين وقوات صالح٬ بعد أسر مجموعة منهم.
وقال العقيد مهران قباطي أركان حرب جبهة صعدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش توغل داخل محافظة صعدة لأكثر من 15 كيلومترا طوليا٬ و45 كيلومترا عرضيا، وبات على مشارف خط الفرع ومديرية كتاف. وأضاف «الآن نحاصر اللواء 101 ميكا».
ولفت قباطي إلى أن اثنين من قوات الجيش قُتلوا، وإنه «قمنا بتغيير خططنا والتقدم ببطء نظًرا لكثرة الألغام المزروعة بشكل كثيف٬ ومنها أنواع من الصواريخ الغريبة التي زرعت تحت الطرقات ووجدناها أثناء تقدمنا٬ ولولا ذلك لكنا في صعدة المدينة».
وأكد على أن قوات الجيش الوطني والمقاومة مصممة وبلا أي تردد على دخول صعدة ومهاجمة الميليشيات الحوثية في عقر دارهم٬ وقال «لقد جاءوا إلى أرضنا بطًرا وبغًيا من دون وجه حق٬ ولقناهم في عدن درًسا لن ينسوه أبًدا٬ ومصممون على تلقينهم الدرس نفسه في صعدة».
وتابع «لن نتوقف حتى ينقادوا للشرعية ويسلموا السلاح للدولة ويعيدوا كل المؤسسات والمرافق الحكومية للسلطات الشرعية للبلاد ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي».
وفي تعز قُتل خمسة من عناصر الميليشيات في اشتباكات دارت مع المقاومة في حي القصر شرق المدينة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
ألمح رئيس الوزراء اليمني السابق خالد محفوظ بحاح، إلى ضرورة تغيير الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من خلال مطالبته بإجراء تغييرات في المؤسسة التنفيذية، وفقاً لما صرح به اليوم الأحد.
وقال بحاح في تصريحات نشرها بصفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “نؤكد أن التحول السياسي الشامل في المؤسسة التنفيذية بشقيها الرئاسي والحكومي، وإخراج أطراف الصراع بشكل دائم، وحده الكفيل بتطبيب الجراح ومعالجة الأخطاء التي بلغت مستوى الخطايا الكبرى بحق الشعب والوطن والعروبة والإقليم”.
وانتقد بحاح ما وصفه بـ “أسلوب التداول غير السلمي والملتوي للسلطة في اليمن”، ومضى قائلاً: “بلا مسؤولية مفرطة خسرت النخبة السياسية اليمنية كل محاولة رأب الصدع، نتيجة لنزوات انتهازية أذكت تيارات التدافع على خلفية بائسة لواقع تتنازعه آفات الفقر والجهل والفساد”.
ورأى المسؤول اليمني البارز أن ما يحدث في اليمن حالياً “معادلة أطرافها محدودة من نخب سياسية نافذة لاهم لهم إلا “الثراء والسلطة” دون إلقاء أي بال أو اعتبار لحسابات أو خيارات المستقبل العام”، على حد قوله.
وطالب بحاح دول مجلس التعاون الخليجي بعقد اجتماع عاجل لبحث ما وصلت إليه الأزمة اليمنية، وإيجاد الحلول لما آلت إليه، مضيفاً: “ننادي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لعقد اجتماع عاجل لحقن شلالات الدم اليمني، ولتقديم مقترحات الحل الدائم والشامل، يرسم خارطة طريق سياسية، ويسخر الخطط التنموية لخمس سنوات كحد أدنى، لتشمل إعادة الإعمار النفسي والاجتماعي والبنيوي، وتضع الحلول لكافة القضايا اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية”.
وأكمل بحاح تصريحاته، التي جاءت تحت عنوان “اللعب بالنار، قائلا: “ننادي لتسهيل مهام المبعوث الأممي، وإتاحة الفرص الإيجابية لمهمته وتمكينه من لعب دور أكثر فعالية لتقريب وجهات النظر، وإتاحة الإمكانات والخبرات لإيجاد حلول مبتكرة تراعي المواثيق الدولية وتجمع شتات اليمنيين على أنقاض وطن دمرته اللامسؤولية بحق حضارته ومقوماته وانسانه العظيم”.
 وشدد رئيس الوزراء السابق على أن قضية جنوب اليمن، وهي “القضية المفتاحية”، حسب وصفه، “باتت الآن أكثر إلحاحاً من ذي قبل، لحلها في إطار عادل ومرض لشعب الجنوب ضمن البيت الخليجي، يعالج الجراح ويضع الحلول ولا يسمح بتكرار سيناريو قضية صعدة!”.
 ووصف بحاح استهداف السفينة الإماراتية المدنية “سويفت” واغتيال اللواء عبدالرب الشدادي واستهداف القاعة الكبرى في صنعاء، بـ “الفواجع الثلاثة.”
واشاد بحاح بأمين صنعاء عبدالقادر هلال أحد أبرز ضحايا القاعة الكبرى، قائلا إنه “هامة من هامات التوافق الوطني، رجل حاز احترام كل الأطراف، وكان دوما صوتا من أصوات السلام”.

الهدنة في اليمن:

الهدنة في اليمن:
وفيما يتعلق بالتوصل الي هدنة في اليمن، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم الإثنين، إن بلاده على استعداد للموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن إذا ما وافق الحوثيون.
وأشار الجبير إلى أنهم كانوا يسخرون الجهود من أجل السلام بعد فشل العديد من المحاولات السابقة لوقف إطلاق النار، حسبما نقلت عنه وكالة "رويترز".
وعلق الوزير السعودي آماله على الأمم المتحدة في إقناع الأطراف في اليمن للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن المسئولين عن قصف مجلس العزاء ستتم محاسبتهم كما سيتم تعويض الضحايا.
فيما قال محمد عبدالسلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي، يوم الأحد، إن وقف إطلاق النار الشامل في اليمن، مطلب لدى جميع المواطنين، مشترطاً وقف كافة العمليات العسكرية في اليمن، معتبراً أن أية مشاورات في ظل العمليات العسكرية المستمرة “مضيعة للوقت”.
وقال عبدالسلام في حسابه بموقع “تويتر” إن “وقف إطلاق النار الشامل براً وبحراً وجواً، وفك الحصار والحظر الجوي، موقف يطالب به كل اليمنيين”.
ويأتي ذلك بعد أن طالبت الأمم المتحدة وبريطانيا، بوقف إطلاق النار في اليمن، بشكل فوري، دون شروط مسبقة، وذلك خلال اجتماع مشترك مع المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ في لندن.
وقال ولد الشيخ خلال الاجتماع، إنه “سيتم الإعلان عن تفاصيل وقف إطلاق النار في اليمن إذا توافقت أطراف الصراع”.
فيما قالت الرئاسة اليمنية إنها ستتعامل بإيجابية مع تقرير فريق تقييم الحوادث المشترك، والذي اتهم رئاسة الأركان اليمنية بتقديم معلومات مغلوطة للتحالف، حول قصف صالة العزاء جنوب العاصمة صنعاء.
وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في اجتماعٍ مع نائبه ومستشاريه، على التزام الحكومة اليمنية بالتعامل الإيجابي مع ما جاء في بيان الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وما خلصت إليه التحقيقات الأولية في هذا الإطار.
وأشار إلى استمرار التعاون الوثيق بين اليمن وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
و أقر الاجتماع تكليف لجنة من رئيس جهاز الأمن السياسي ورئيس الاستخبارات العسكرية ومدير دائرة القضاء العسكري، للانضمام إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث لاستكمال التحقيقات في هذه القضية.
وأضاف الاجتماع «على ضوء النتائج النهائية سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من تثبت التحقيقات مسؤوليتهم عن حادثة الصالة الكبرى بصنعاء».
وتشهد اليمن، معارك عنيفة منذ أكثر من عام ونصف العام ، بين مسلحي الحوثي المدعومين بالقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، من جهة، والقوات العسكرية الحكومية مسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة ثانية، خلفت أضراراً مادية وبشرية كبيرة.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
من جانب اخر، حذّر خبير اقتصادي يمني، من “كارثة إنسانية” تنتظر اليمن بعد ظهور مؤشرات مجاعة حقيقية، في عدد من المحافظات اليمنية؛ بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ عامين.
وقال مصطفى نصر، رئيس المركز اليمني للدراسات والإعلام الاقتصادي (غير حكومي)، إن “تقريرًا أعده المركز، استهدف محافظات صنعاء، والحديدة، وحجة ومأرب، وتعز وعدن، وحضرموت، كشف عن ظهور مؤشرات مجاعة حقيقية لا سيما بمحافظتي الحديدة وحجة”.
وأشار نصر في مقابلة صحافية، إلى أن “مؤشرات المجاعة تتسع رقعتها يومًا بعد الآخر، ما ينذر بكارثة إنسانية تنتظر البلاد خلال الفترة المقبلة”.
وكان البنك الدولي حذر، في يوليو الماضي، من أن نسبة الفقر في البلاد تجاوزت حاجز 85% من السكان، الذين يقدر عددهم بـ26 مليون نسمة، جرّاء تداعيات الحرب.
وأرجع نصر اتساع رقعة مؤشرات المجاعة، إلى “إصابة معظم جوانب الحياة في البلاد بالشلل جراء استمرار الحرب”.
وزاد “الحرب دفعت إلى توقف معظم مصادر دخل اليمنيين، خاصة الشرائح الفقيرة التي تعتمد في معيشتها على الدخل اليومي الضئيل”.
وأشار تقرير البنك الدولي، إلى أن نصيب الفرد من الاستهلاك الخاص، انخفض من 392 دولارًا إلى 208 دولارات، بتراجع تصل نسبته إلى 47%.
بينما فقد 3 ملايين شخص أعمالهم، نتيجة مغادرة الشركات الأجنبية، وتوقف أعمال الكثير من الشركات؛ بسبب انعدام الأمن، وشح الوقود لفترات طويلة، وتدمير محطات وشبكة الكهرباء.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن “مخصصات الرعاية الاجتماعية التي كانت تصرف لقرابة مليون ونصف المليون مواطن يمني من الفئات الأشد فقرًا، وتغطّي الحد الأدنى من احتياجاتهم الضرورية، توقفت منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015”.
وحذر من أن “قطع رواتب الموظفين الحكوميين، البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين شخص، للشهر الثاني على التوالي سيدفع بأفواج أخرى من اليمنيين نحو المجاعة”، وفقًا لـ”الأناضول”.
ومنذ شهرين، لم يتلق موظفو الدولة في اليمن رواتبهم؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية خانقة في السوق، مع الاعتماد الكلي عليها كمصدر للرزق، كما وجد غالبية موظفي الدولة أنفسهم عاجزين عن تسديد إيجارات مساكنهم والإيفاء بأبسط متطلبات الحياة.
ووفق تصريحات محافظ البنك المركزي السابق، محمد بن همام، الشهر الماضي، فإن الدولة كانت تدفع 75 مليار ريال (300 مليون دولار) شهريًا كمرتبات، من بينها 25 مليار ريال (نحو 100 مليون دولار)، لمنتسبي الجيش والأمن فقط.
ودعا نصر إلى تدخل عاجل من الدول العربية والمجتمع الدولي، عبر إيصال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة إلى اليمن، مطالبًا بـ”ضرورة إيجاد بدائل اقتصادية تديرها الحكومة اليمنية، لصرف مرتبات موظفي الدولة ومساعدة النازحين وإيوائهم”.

المشهد اليمني:

كما قلنا سابقة ان الأوضاع في اليمن بعد مذبحة صنعاء، ستكون غيرها قبل مذبحة صنعاء، فتحميل التالف لجرنال على محسن الأحمر مسئولية مجرزة "عزاء صنعاء" قد يهدد مكان الإخوان في التركبية الجديدة في اليمن، وقد يعجل من عملية القتال أو السلام في اليمن.

شارك