الدعوة السلفية وارتباطاتها بتنظيم الدولة "داعش"
الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 08:45 م
طباعة

تناولت العديد من المواقع الألكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خبر حصول عدد من قيادات السلفيين وحزب النور على مبالغ مادية كبيرة خلال الـ 6 شهور الماضية على هيئة تبرعات من رجال أعمال عرب وشخصيات عربية بقطر.

وأضافت بعض المصادر للمواقع الالكترونية أن التبرعات كانت بهدف دعم البنية التحتية لحزب النور والعمل على استقطاب الشباب من القواعد السلفية المختلفة، وأن عناصر من القيادات السلفية قامت برحلات مكوكية خارج البلاد خلال الفترة الماضية لجمع تبرعات من الخارج بهدف دعم الحزب في انتخابات المحليات القادمة.
وأكدت تلك المصادر أن السلفيين خلال الفترة الماضية جمعوا تبرعات بشكل سري لصالح الجماعات المسلحة بسوريا، وأن هذه التبرعات كان يتم جمعها على أساس أنها تبرعات لعائلات من السلفيين ودعم القواعد الشبابية في الحزب، ولكن الحقيقة أن التبرعات كانت توجه لصالح الجماعات المسلحة بسوريا.
وقالت المصادر: إن جمع التبرعات وإرسال المساعدات يتم عبر وسطاء من السلفيين وحزب النور لصالح سوريا، مضيفًا أن هذا جاء بناء على ضغوط من شباب السلفيين بضرورة دعم المسلحين بسوريا ضد نظام بشار وقوبلت هذه المطالبات باستجابة من قبل قيادات السلفيين، على الرغم من اعتراض بعض الجبهات داخل حزب النور على دعم المعارضة السورية إلا إن هذا قوبل بالرفض من قبل الشباب مما جعل القيادات ترضخ لمطالبهم وتدعم المليشيات المسلحة والمعارضة السورية على مدى الشهور الماضية.
وكشفت المصادر عن قيام عدد من شباب السلفيين وحزب النور بالسفر إلى سوريا لحمل السلاح والانضمام للمعارضة السورية والمليشيات المسلحة هناك وان الاعداد في تزايد مستمر، مضيفًا أن قيادات حزب النور لم تستطع السيطرة على القواعد الشبابية بالحزب وجميعهم بدءوا في الانشقاق والسفر إلى سوريا بطرق غير مشروعة وذلك سبب حرج بالغ لقيادات الحزب التي أصبحت غير قادرة على السيطرة على شباب الحزب.
وتابعت المصادر أن شخصيات عربية كبيرة دعمت السلفيين لتأهيل شبابهم لدعم الجماعات السلفية في عدد من الدول والبلدان العربية، بالإضافة لذهاب جزء من هذه المبالغ والتبرعات إلى القيادات مباشرة.

وقالت المصادر: إن الأجهزة الأمنية قررت وضع كل التبرعات التي تحول للسلفيين تحت رقابة الأجهزة الأمنية وذلك بعد معلومات مؤكدة وتقارير أمنية كشفت عن دعمهم لجبهات المعارضة المسلحة داخل سوريا بشكل سرى.
وليس ما تقديم بجديد على الدعوة السلفية وياسر برهامي الذي اتهم من العديد من العاملين في الحقل العام ومن بعض القيادات السلفية بانه يقوم بالتنسيق بين التيار الاسلامي و "داعش" حيث كان قد علق الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي، في ديسمبر الماضي 2015، على اتهام الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بدعم تنظيم داعش الإرهابي، قائلا: "إن برهامي وجماعته وحزبه تربطهم علاقات قوية على المستوى الفكري والتنظيمي، بل وقد يكون بينهم روابط استخباراتية في كل من مصر وسوريا بالتبادل، وليسوا فقط من الداعمين لداعش".
وأضاف الأباصيري" أنه من المعروف والذي لا يستطيع أن ينكره أحد ولا حتى "برهامي" نفسه أن أعدادًا كبيرة من القيادات السلفية ومن تلاميذه وأتباعه يحاربون الآن في سوريا تحت راية داعش، ولا يزالون على تواصل مستمر مع "برهامي" وجماعته منذ سافروا إلى سوريا وانضموا لداعش في عام 2012 ".
وتابع "الحقيقة الدامغة أن الدعوة السلفية هم إخوة داعش وأحباؤهم وبينهم من القربى والمودة والرحم الأيديولوجي، ما يجعلهم ينحازون إلى داعش إذا جاءوا إلى مصر وحاربوا جيشها وقتلوا شعبها، بل إنه ليس بمستغرب أبدًا ولا مستبعد أن نرى "برهامي" نفسه يومًا ما وهو يحارب في صفوف داعش وتحت إمرة "أبو بكر البغدادي".
وتعقيبا على هذه التصريحات أكد الدكتور أحمد دراج، الخبير السياسي، على أن كل فرد من الجماعات الإسلامية بشكل عام مشارك بصورة أو بأخرى في دعم داعش، وليس "برهامي" فقط لافتا إلى انهم يقومون بترويج للفكر المتطرف بعيدا عن وسطيه الدين، مشيرا إلى انهم أيضا يسهمون في تنميه العقول المتطرفة التي تصل لدرجة الإرهاب.
وأضاف دراج " أن دعم الشيخ ياسر برهامي لداعش ناتج عن قيامه بتغذيه عقول الشباب بالأفكار المتطرفة التي اوصلتهم للانضمام لداعش، مؤكدا على أن محاربة تلاميذ برهامي مع داعش في سوريا ناتج عن الفهم الخاطئ للدين.

وتابع اللواء علاء بازيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن كل الجماعات الإرهابية- مع اختلاف مسمياتها في العالم- تخرج من تحت عباءة جماعه الإخوان، التي تبنتها المخابرات الإنجليزية منذ نشأتها في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، والتي ترعاها الآن مخابرات إسرائيل وأمريكا وتركيا وقطر، مشيرا إلى أن تهديدات "برهامي" الأخيرة بالانضمام لداعش ناتجة عن إخفاقهم في الانتخابات البرلمانية وقيام الشعب بطردهم من الحياه السياسية لإدراكهم مدى نفاقهم وخطورتهم على المجتمع في استغلالهم الدين لمصالح شخصية.
ولفت إلى أن عموم الجماعات والتنظيمات ذات فكر ظلامي وتسعى إلى السلطة والمال من خلال امتطاء الدين، مضيفا بأنه لا يبريء كل من يشتغل بالسياسة منهم أن يناصر داعش لأن مصادر أفكارهم واحدة ومبنية على استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بهدف وهم "الخلافة"، مؤكدا على أن فكرة الانتماء للوطن منزوعة من داخلهم، واذا سنحت لهم الفرصة يظهرون ما يبطنون.
وأشار "بازيد" إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية يقظة لما يحاك لشعبها، ولم تتخل لحظة عن واجباتها ومسئولياتها حتى بعد مؤامرة الربيع العربي والتي أطاحت بدول عزيزة علينا، مؤكدًا على أن مصر بفضل الله محمية ولن يستطيع أحد المساس بها وبأمنها.
وبالنظر إلى بعض الفتاوى والتصريحات التي أطلقها شيوخ الدعوة السلفية الذراع الديني لحزب النور ومرجعيته، والتي لاقت كثيرًا من الجدل في الشارع المصري، نجد التالي:

يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
دعا الدكتور ياسر برهامي إلى فرض الجزية على المسيحيين واليهود، رغم اختلاف الزمان وأسباب النزول، حيث قال “برهامي” في كتابه “فقه الجهاد” ص 29: “اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وصاغرون أي أذلاء”. أما الداعية فوزى عبد الله فيقول في موقع صوت السلف الذي يخضع لإشراف الدعوة السلفية بالإسكندرية: “يجب عليهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون في كل عام”.
فتوى بقتل المسلم السني الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري
وفي 21 يونيو 2013 أصدر الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية فتوى، بجواز قتل المسلم السني الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري النظامي بسوريا.
وجاء السؤال عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية “أنا سلفي” كالآتي: ما حكم قتل سوري سني من الجيش الحر لسوري سني أيضًا مؤمن أن الشرعية مع بشار، وأن الحفاظ على ثبات الدولة واجب وطني؟ ما حكم القاتل والمقتول؟! وجزاكم الله خيرًا.
ورد الشيخ ياسر برهامي عليه كما هو مشار بالموقع قائلاً: “إذا كان الذي يرى شرعية بشار مقاتلاً أو معينًا برأيه على القتال شرع قتله؛ لأنه على أدنى الأحوال من الطائفة الممتنعة عن الشريعة (ما لم يكن مرتدًّا بالفعل لمناصرته المرتدين)، وإن لم يكن مقاتلاً ولا معينًا على القتال، وجب تعليمه والبيان له”.

مقاطعة المسيحيين اقتصاديًّا واجتماعيًّا
وفي أكتوبر 2010 أشاد ياسر برهامي عبر موقع “أنا السلفي” ببيان جبهة علماء الأزهر بخصوص مقاطعة المسيحيين، خاصة مصالحهم الاقتصادية، مثل الصيدليات والمستشفيات والعيادات الخاصة التي يمتلكونها أو يعملون بها، فلا يشتري المسلمون دواءهم منها، ولا يدخلون تلك المشافي، بالإضافة إلى محالِّ بيع المصوغات والحُلي من ذهب وغيره، ومحال الأثاث والموبيليات، ومكاتب المحاماة وأمثالها من المكاتب الهندسية والمحاسبية، علاوة على مقاطعة المدارس الخاصة التي يمتلكونها.
وكان السؤال الموجه لياسر برهامى: ما رأيكم فى فتوى جبهة علماء الأزهر بخصوص مقاطعة النصارى؟
والجواب أن: بيان جبهة علماء الأزهر بيان ممتاز وقوى، وأتحفظ على بعض ما ذكره تحت “المقاطعة الاجتماعية”؛ حيث جعل منها عدم بدئهم بالسلام ونحوه، مشيراً إلى أن هذا النوع من المقاطعة لا يجوز إلا مع المحاربين، والصحيح أنها لكل كافر؛ لعموم قول النبى صلى الله عليه وسلم: “لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم فى طريق فاضطروه إلى أضيقه”. (رواه مسلم).
ويقول رفعت السيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات، إن رد “برهامي” على هذا السؤال بالتحديد يعنى ببساطة أن الدعوة السلفية مثلها مثل سلفية داعش في العراق وسوريا تعتبر المسيحيين كفارًا، ويجب مقاطعتهم ليس فحسب اقتصاديًّا كما دعت جبهة علماء الأزهر بل واجتماعيًّا أيضاً، وهو الرد الذى أسس مع مئات الفتاوى لخلق بيئة وثقافة كراهية، جاهزة لإنتاج الانتحاريين والقتلة باسم الإسلام، وهو ما يتم عمليًّا الآن فى العراق وسوريا من تنظيم داعش الإرهابى وفى مصر من تنظيم أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وغيرها من التنظيمات التى تخالف صحيح الدين وتتبنى ثقافة التكفير الذى هو مقدمة عملية للقتل باسم الدين والدين براء مما يعتقد هؤلاء.
الدعوة السلفية تجيز هدم الكنائس
وبتاريخ 14 ديسمبر 2013 استعرض ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، في إحدى دروسه بعنوان “بناء الكنائس” فكر شيخ الإسلام ابن تيمية حول هدم الكنائس وعدم حرمانية ذلك، مستندًا إلى وقائع من عهد الخلفاء والصحابة، وكتب ابن تيمية التي تؤكد ذلك.
وقال برهامي إن هدم الكنائس غير حرام شرعًا، وسبب موافقتنا على بنائها من خلال مواد الدستور الخاصة بدور العبادة وعدم أخذ الجزية من النصارى، أن المسلمين في العصر الحالي معلوم حالهم بالنسبة لدول العالم بالضعف وتدهور المنزلة بين الناس.
وأضاف: «حين فتح المسلمون مصر، كان جميع الفلاحين نصارى، وكان المسلمون وقتها من الجيش والجنود فقط، ولم يكن هناك انتشار للإسلام بعد، فسمحوا للنصارى ببقاء كنائسهم كما سمح الرسول لليهود بالبقاء في خيبر عندما فتحها، وعندما كثر أعداد المسلمين، أخرجهم منها عمر بن الخطاب لقول رسول الله “أخرج اليهود والنصارى عن جزيرة العرب”، ووقتها لم يكن هناك يهودي واحد في خيبر».
وأوضح برهامي أن هدم الكنائس جائز شرعًا ما لم يكن هناك ضرر واقع على المسلمين من الهدم، كادعاء الخارج كذبًا أن المسلمين يضطهدون النصارى ويكون سببًا في الاحتلال.
كل تلك الدلائل تؤكد على ان الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور انما هم اخوة اشقاء لتنظيم الدولة "داعش"