سيارات مفخخة والاحتماء فى المدنيين سلاح داعش فى مواجهة الجيش العراقي

الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 09:35 م
طباعة سيارات مفخخة والاحتماء
 
البشمركة الكردية
البشمركة الكردية تساند الجيش العراقي
حققت القوات العراقية تقدما ميدانيا في أعقاب انطلاق عملية استعادة الموصل، حيث وصلت الفرقة التاسعة المدرعة إلى مشارف قضاء الحمدانية جنوب شرق المدينة، بينما انسحب مقاتلو داعش من قرى في الجنوب، وستشكل المرحلة الثانية المتعلقة باقتحام الحمدانية منطلقاً للقوات العراقية لاستعادة قضاء الحمدانية، الذي يمثل أقرب النقاط الجغرافية إلى الموصل، حيث يتحصن مسلحو داعش، حيث يقدر عدد مسحلي داعش بنحو 5 آلاف رجل.
وأعلنت البشمركة السيطرة على تسع قرى في المنطقة، من بينها شاقولي والبدنة الكبرى والبدنة الصغرى، كما تمكنت من قطع الطريق الرئيس الرابط بين الموصل وإربيل، بينما تتجه إلى مفرق الحمدانية الذي يبعد مسافة 10 كيلومترات عن مدينة الموصل.
وكشفت مصادر عسكرية أن المرحلة الأولى من استعادة الموصل تحقق نتائج إيجابية ضمن الأهداف المرسومة لها، والتي من المفترض أن تصل خلالها قوات البشمركة عند محور الخازر شرقي الموصل إلى قضاء الحمدانية.
كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن، فجر الاثنين، بدء عمليات استعادة مدينة الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وتأتي هذه العملية، في وقت عبرت فيه الأمم المتحدة عن قلقها على أمن 1,5 مليون شخص، حيث قالت إن موجة نزوح كبرى من المتوقع أن تشهدها الموصل، قد تبدأ خلال أقل من أسبوع.
وتستعد منظمات إغاثة اللاجئين لحشد الجهود الإنسانية، من بينها المجلس النرويجي للاجئين، الذي يساعد في توفير خدمات عاجلة تشمل مياه وغذاء وإسعافات طبية.
الفريق جبار ياور
الفريق جبار ياور
من جانبها قالت كورتني لير، القائمة بأعمال مدير المنطقة بالمجلس النرويجي للاجئين في أربيل "يستعد المجلس الآن لموجات ضخمة من النازحين من الموصل. ونتوقع في الأسابيع القليلة الأولى وصول نحو 200 ألف شخص ووصول عدد النازحين من الموصل في الشهور المقبلة إلى 700 ألف شخص.."
وفى سياق متصل قال الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة إن الإرهابيين استخدموا عدة وسائل لتعطيل تقدم القوات، من حفر للخنادق وملؤها بالنفط الأسود، واستعملوا المفخخات والانتحاريين، مشيرا إلى أن الإرهابيين لم ينسحبوا بسهولة من المناطق التي حررتها القوات المشتركة والبيشمركة.
أشار ياور إلى أن المعارك مع داعش ستنتهي خلال أسابيع، وليس كما يعتقد أو يروج لها البعض "أنها ستستمر لفترات طويلة".، موضحا أن الإرهابيين سيقاومون، إلا أنه في نهاية الأمر سيطردون من الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن الهدف الأساس للعملية هو إبعاد خطر داعش عن الإقليم أولا وعن العراق ثانيا وعن المنطقة ككل.
وفيما يتعلق بموضوع النازحين، ذكر الفريق ياور أن خطة مشتركة وضعت لاستقبالهم وفتحت ممرات آمنة لكل من يرغب من المدنيين في مغادرة مدينة الموصل، وقال ياور: "خصصت مبالغ كبيرة لصرفها على عملية النزوح والإيواء من قبل المنظمة الدولية للأمم المتحدة والحكومة المركزية في بغداد وكذلك من قبل حكومة إقليم كردستان، وحددت أماكن إيوائهم".
أشار أمين عام البيشمركة إلى أن عمليات اليوم الأول من التحرير مهمة من عدة نواحي "فما قامت به قوات البيشمركة هو الوصول إلى الطريق الرئيس الرابط بين الموصل ومنطقة القوير، وهو مهم جدا بالنسبة للعمليات اللاحقة، وقد تمكنت القوات من طرد الإرهابيين من 8 قرى كبيرة ساكنوها من طائفتي الشبك والكاكائية اللتين عانتا من ظلم داعش".
أضاف ياور: "القوات الاتحادية تقدمت في الطرف الموازي من جهة القيارة، ووصلت إلى مفرق طرق مهم يربط الموصل بالقيارة مع تحرير 9 قرى".
العبادي يعلن بدء
العبادي يعلن بدء تحرير الموصل
وردا على سؤال حول بقاء قوات البيشمركة في المناطق بعد تحريرها وبعد انتهاء عمليات تحرير الموصل، أجاب الأمين العام لوزارة البيشمركة "هذا تحليل خاطئ، استراتيجتنا دحر داعش وطرده من المنطقة ككل".
يأتى ذلك فى الوقت الذى أظهر القادة السياسيين في العراق توحدا في المواقف خلف معركة الموصل التي بدأت الاثنين، رغم تحذير بعضهم من استغلال نتائجها من أجل مآرب سياسية.
من جانبه، قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن هناك تنسيقا كاملا مع بغداد والتحالف الدولي بشأن معركة استعادة الموصل، مؤكدا أن القوات تحقق نجاحا كبيرا، وذكر بارزاني أن نجاح معركة الموصل "ستكون بداية لعلاقات جديدة بين أربيل وبغداد".
بينما قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن معركة الموصل فرصة لتوحيد العراقيين وتجاوز الخلافات السياسية التي تهدد الوحدة الوطنية، محذرا من استغلال ظرف معركة الموصل أو بعدها، لتنفيذ أهداف غير المصلحة الوطنية.
فى حين أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أن "تحرير الموصل وكل الأراضي العراقية من سيطرة داعش الإرهابية بات وشيكاً وهزيمته حتمية"، مشدداً على أن حماية المدنيين من سكان المدينة "هي المهمة الأساسية الأولى والعاجلة لقواتنا المسلحة ولكل العراقيين".
من جانبها دعا زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي إلى الوحدة والتعاون ، داعيا القوات العراقية إلى "الضرب بيد من حديد على رؤوس الدواعش ، واحتضان أبناء نينوى وتجنيبهم أية مخاطر يمكن أن ترافق معركة التحرير".
بينما وصف رجل الدين مقتدى الصدر عملية الموصل بأنها "معركة الحق مع الباطل".
الجيش العراقي يسعى
الجيش العراقي يسعى لتحرير الموصل
وقال "لا نريد لحرب تحرير الموصل أن تكون بنظر الآخرين حرباً طائفية بين طائفتين أو ما شابه، بل هي حرب حق مع الباطل ولا نريد معونة أي دول أخرى"، في إشارة إلى رغبة تركيا المشاركة في العمليات.
وقرر الصدر تحويل مسار مظاهرة كانت مقررة أمام مقر مجلس القضاء الأعلى، الثلاثاء، للمطالبة بإصلاحات، وتوجيهها إلى السفارة التركية، احتجاجا على وجود قوات تركية في العراق.
بينما شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى إعلانه بدء المعركة أن القوات المسلحة، موجها حديثه لأهالي المدينة:" سنقتص من المجرمين، والقوات التي تحرركم من داعش جائت لتخليصكم، ونطلب تعاونكم أيها المواطنون. نطلب منكم التعاون مع القوات الأمنية المشاركة بعمليات التحرير كما فعل أهالي الأنبار وباقي المحافظات التي كانت تحت سيطرة داعش".

شارك