استمرار المعارك على الجبهات.. و الأمم المتحدة تعلن هدنة في اليمن
الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 04:40 م
طباعة

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فجر اليوم، عن بدء سريان هدنة لـ72 ساعة في اليمن بدءا من فجر يوم الخميس بالتوقيت المحلي لليمن، في وقت تتواصل فيه اعمال القتال بجبهات عدة مع وجود 10 ألاف معتقل يمني في سجون الحوثيين وتحذير اممي من تردي الاوضاع الانسانية.
هدنة في اليمن:

أعلنت الأمم المتحدة عن وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد على أمل تسوية الأزمة اليمنية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد إن "هذه الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء 19 أكتوبر عند الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي"، مؤكدا أنه تلقى تأكيدات من كافة الأطراف اليمنية التزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية.
وأوضح المبعوث الدولي أن الهدنة الجديدة هي بمثابة استئناف للهدنة التي اتفقت عليها أطراف النزاع سابقا في الـ10 من أبريل الماضي والتي انهارت لاحقا، كما دعا إلى إعادة تفعيل فورية لدور لجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها إلى ظهران الجنوب، وذلك بحسب ما تم الاتفاق عليه خلال مشاورات الكويت.
وأشار ولد الشيخ أحمد إلى أن وقف الأعمال القتالية يشمل الالتزام بالسماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق.
من جهته أكد وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وافق على هدنة في البلاد لمدة 3 أيام قابلة للتجديد إذا التزم الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بوقف إطلاق النار وتفعيل لجنة التهدئة وفك الحصار عن تعز.
وكانت السعودية أكدت موافقتها على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير على وقف إطلاق النار في حال وافق الحوثيون على ذلك.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا طالبتا خلال اجتماع دولي في لندن، بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في اليمن.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا مسلحا بين القوات الموالية للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي المدعومة من الجو والبر من التحالف العربي بزعامة السعودية، وبين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح .
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت طائرات التحالف العربي 8 غارات على مواقع تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأوضحت المصادر أن المواجهات مستمرة لاستعادة السيطرة الكاملة على نقطة العواضي في منطقة المثلث الذي يربط بين محافظتي الجوف وصعدة ومنفذ البقع.
وتواصل الفرق الهندسية عملية نزع الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وقوات صالح في مناطق البقع والطريق الرئيس الرابط بين البقع ومركز مديرية اليتمة غربا باتجاه مدينة صعدة مركز المحافظة.
وأكد شهود عيان أن الغارات استهدفت منزل المخلوع صالح في مدينة الحديدة ومعسكر الدفاع الجوي ومواقع في محيط مطار الحديدة ومنصة 22 مايو للاحتفالات جنوب المدينة حيث تم تدمير مخزن للأسلحة.
وواصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمهما في محافظة صعدة وسيطرا على معسكر اللواء "101 ميكا"، الذي استولى عليه الحوثيون في منطقة "البقع" التابعة لمديرية "كتاف" الحدودية، في وقت سابق.
وتوغلت القوات الشرعية، مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي، في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين.
وأكدت مصادر الجيش والمقاومة أن قواتهما المشتركة استولت على كمية من الأسلحة كانت مخزنة في مقر اللواء العسكري، الذي يبعد عن منفذ البقع الحدودي نحو 25 كم.
وأضافت المصادر، حسب صحيفة "الحياة" اللندنية، أن القوات الحكومية تواصل عملية نزع الألغام في المناطق المحررة، في حين أشارت إلى مقتل عدد من القادة الميدانيين لجماعة الحوثي في أثناء المعارك، من بينهم القياديان زيد الكبسي وياسر المتميز.
أعلن المركز الإعلامي للجيش اليمني استعادة الجيش والمقاومة الشعبية السيطرة على معسكر اللواء 101 ميكا وسوق البُقع شمال شرق محافظة صعدة.
كما أفادت مصادر "العربية" بمقتل العقيد أحمد عبد الرحمن الخطيب القيادي في الميليشيات الانقلابية ومسؤول الإعلام الحربي مع عدد من مرافقيه في منطقة شمال محافظة صعدة قبالة نجران.
كما قتل القيادي الحوثي عبدالخالق القرموشي في اشتباكات بين الجيش اليمني والميليشيات بنهم.
وفي تعز، أفشل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية هجوماً للانقلابيين في منطقتي الربيعي وحذران، قتل فيه سبعة مسلحين من المليشيات من بينهم قناص، وأصيب 11 آخرون، في حين أصيب ثلاثة من عناصر الجيش.
في غضون ذلك، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع المتمردين في مديرية صرواح غربي مأرب على وقع المعارك المستمرة هناك بين المليشيات والقوات الحكومية التي تحاول اختراق هذه الجبهة باتجاه الضواحي الجنوبية الشرقية للعاصمة صنعاء بالتزامن مع تقدمها في جبهة نهم في الشمال الشرقي.
كما اعترضت دفاعات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مدينة مارب (شرق العاصمة صنعاء)، فجر اليوم الثلاثاء، صاروخاً باليستياً أطلقه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق.
وقال مصدر عسكري في المدينة لـ«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين أطلقوا الصاروخ عند الساعة الواحدة والنصف فجر اليوم، لكن الدفاعات المضادة أسقطته في صحراء المدينة دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.
وجاء الحادث بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عن موافقة الأطراف اليمنية لتنفيذ هدنة تبدأ منتصف الأربعاء القادم.
قبائل خولان:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أكدت مصادر يمنية مطلعة، أنه لا صحة لما يحاول الحوثيون الترويج له، بشأن احتشاد قبائل خولان وعزمها النفير، ثأرا لحادثة “القاعة الكبرى” في صنعاء.
وأوضحت المصادر في حديث لـ”إرم نيوز” أن “الحادثة أغضبت قبائل خولان إلا أن شفافية الحكومة والتحالف العربي في سرعة إعلان نتائج التحقيق لاقت صدى طيباً لدى مشائخ القبيلة”.
وتابعت المصادر أن “الحكومة تجري اتصالات للتهدئة وبحث آلية تعويض الضحايا”.
وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، حرّض قبائل خولان -في خطاب له بمناسبة عاشوراء- على “الحشد والتوجه إلى الحدود للثأر لضحايا القاعة الكبرى في صنعاء”.
وزعمت وسائل إعلام مؤيدة للحوثيين أن المئات من قبائل خولان، تجمعوا في منطقة جحانة، بمحافظة صنعاء، معلنين البدء بتجهيز المقاتلين للتوجه إلى جبهات القتال دعما للمتمردين.
وتناقلوا صورا من هذا التجمع، غير أن المصادر أكدت أن “هذا التجمع لا يمثل قبائل خولان وإنما أفراد من المؤيدين للحوثيين”.
10ألاف معتقل:

فيما كشف تقرير حقوقي يمني أن 9 آلاف و949 شخصا طالهم الاعتقال والاحتجاز القسري خارج القانون اللذين نفذتهما ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 وحتى 30 أبريل 2016 الماضي.
وقال التقرير الصادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن٬ إن "70 بالمئة مـن المعتقليـن يخضعـون للتحـدث عبـر كاميـرات فيديـو، والتوقيـع علـى أوراق تعـرض حياتهـم أو حيـاة أحـد أقاربهـم للخطـر فـي حـال أنهـم أفصحـوا عمـا جـرى لهـم مـن تعذيـب أو تحقيـق أو مـكان اختطافهـم أو المتسـببين بالاعتقـال أو التحـدث لوسـائل الإعلام أو المنظمـات الحقوقيـة".
وأضاف التقرير أن "الميليشيات الانقلابية وضعت المعتقليـن بزنازيـن ومعتقـلات تتنافـى مع الإنسانية، وعرضتهم للتجويع والمنع مـن دخول الحمامـات"٬ مبينا أن "عدد السـجون والمعتقلات التابعـة لميليشـيات الحوثـي وصالح الانقلابية بلغ 484 سجنا ومعتقلا٬ منهـا 227 أقيمت في مبانٍ حكومية، و27 مشـفى ومؤسسـة طبيـة، وفي الجامعـات الحكوميــة والخاصــة وفي المدارس والملاعب٬ فيما بلغ عدد السجون السرية 10 سجون".
الوضع الانساني:

وعلى صعيد الضوع الانساني، أعلنت منظمة اليونيسيف الأممية اليمن، عن مقتل ما لا يقل عن 1,163 طفل، وإصابة 1,730 آخرين، منذ اندلاع الحرب في اليمن، في مارس من العام الماضي وحتى سبتمبر من العام الجاري.
وقال بيان للمنظمة في اليمن، إن هذه الأرقام متواضعة حيث تشير تقديرات اليونيسف إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا أعلى من ذلك بكثير.
وأضاف إن معدلات تجنيد الأطفال تصاعدت، من قبل الجماعات المسلحة بما يقرب من سبع مرات مما كان عليه وضع الأطفال في عام 2014، حيث وثقت الأمم المتحدة قرابة 1,200 حالة لتجنيد الأطفال، وتستخدمهم لحراسة نقاط التفتيش والمراسلات وتأمين الأسلحة والأعمال القتالية، بما يجعلهم يواجهون الرعب والموت كل يوم.
وقال إن ما يقرب من 10 مليون طفل في أرجاء اليمن بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية بشكل أو بآخر، خاصة مع استمرار الصراع القائم، كما أن فرص الحصول على خدمات الصحة الأساسية والتعليم.
وأفاد بأن 1.5 ميلون طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية العام، منهم 370 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، فيما يظل 1.3 مليون طفل وأكثر معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحاد، و2.6 مليون طفل تحت سن 15 عاما معرضون لخطر الحصبة.
وأشار إلى أن 350 ألف طفل حرموا من التعليم العام الدراسي الماضي، جراء إغلاق 780 مدرسة، وبعض المدارس دُمرت إما بشكل كامل أو جزئي، علاوة على أن 1.5 مليون طفل في سن التعليم، كانوا خارج المدارس قبل اندلاع الحرب.
فيما اقرت ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن، وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تضرب صنعاء عدداً من الإجراءات التقشفية.
ومع استمرار عجز الانقلابيين عن دفع مرتبات لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين للشهر الثالث على التوالي، وفقدان نسبة 85% من أصحاب الأعمال والمهنيين أعمالهم، بسبب سياسات النهب واستنزاف الاحتياطيات النقدية للبنك المركزي، وبحسب المصادر فقد قرر الانقلابيون ترشيد الواردات من السلع على أن تقتصر عمليات الاستيراد على الاحتياجات الضرورية، بالإضافة إلى الإيقاف المؤقت لاستيراد السلع.
المشهد اليمني:
الاعلان عن هدنة لمدة ثلاث ايام، ليست بداية لحل سلمي في اليمن، وربما قد تمل القبول بها من قبل السعودية لامتصاص واقعة "عزاء صنعاء"، و والتخفيف من حدة الانتقادات لها، لكن لا يلوح في المستقبل القريب اي بوادر حل، مع استمرار اعمال القتال في جبهات اليمن.