موسكو تعلن عن هدنة انسانية وتدعو المعارضة المسلحة للانسحاب

الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 09:15 م
طباعة موسكو تعلن عن هدنة
 
تقدم للجيش السوري
تقدم للجيش السوري
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت الغارات في منطقة حلب تمهيدا للهدنة الإنسانية التي ستبدأ بعد غد الخميس، وصفت موسكو الهدنة الإنسانية ، بأنها ستشكل فرصة لإحياء الاتفاق الروسي الأمريكي حول الهدنة في كامل أراضي سوريا.
ونفى الكرملين أن يكون تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب، مرتبطا بالهجمات الإعلامية والاتهامات الموجهة إلى روسيا على خلفية تدهور الوضع الإنساني في المدينة، وشدد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن هذه الخطوة تأتي في سياق مواصلة جمهور روسيا لمحاربة الإرهاب في سوريا وتسوية الوضع في محيط حلب.
تابع بيسكوف أن الهدنة ستتيح فرصة إحياء حزمة الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا والتي توصل إليها الطرفان يوم 9 سبتمبر الماضي، موضحا بقوله "يوفر العسكريون الروس فرصة جديدة، ونحن نأمل في أن يسمح شركاؤنا الغربيون بالاستفادة من هذه الفرصة"، موضحا أن الحديث يدور عن تنفيذ تعهد واشنطن بالفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة في سوريا.
وامتنع بيسكوف عن التخمين بشأن إمكانية إيقاف عمليات القصف الجوي نهائيا في حلب، ورجح أن يكون القرار بهذا الشأن الذي سيتخذه العسكريون، مرتبطا بمدى نجاح العملية الإنسانية في المدينة، ومدى نجاح أولئك الذين يتمتعون بالتأثير على الإرهابيين، في إقناع عناصر تنظيم "النصرة" بمغادرة المدينة، لتبدأ بعد ذلك عملية فعلية للفصل بين المعتدلين والمتطرفين.
بدء هدنة انسانية
بدء هدنة انسانية الخميس
وفي هذا السياق، كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن خبراء عسكريين من الدول التي شاركت في لقاء لوزان يوم السبت الماضي، سيبدؤون يوم الأربعاء في جنيف مشاورات حول الفصل بين مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" والمعارضة في حلب، تنفيذا لمبادرة دي ميستورا.
وكشف مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا أن ممثلين عن تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة وروسيا، سيشاركون في مشاورات جنيف حول الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والإرهابيين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه  الخارجية الروسية أن الاتهامات الموجهة ضد روسيا حول عملياتها في سوريا تهدف إلى صرف أنظار المجتمع الدولي عن تبعات عملية تحرير الموصل بدعم التحالف الدولي
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا "كل هذه الحملة الإعلامية المحمومة ضد روسيا، التي تصاعدت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كانت ربما تمهيدا لعمليات فظيعة قد تحصل في الموصل.. فهناك كارثة إنسانية واسعة النطاق تلوح في الأفق"، معربة عن شكوكها في أن وجهة نزوح السكان قد تم أخذها في الحسبان.
أشارت إلى أن كل ما يحيط المدينة أرض محروقة تقريبا، و"نحن نعرف من حرقها. فمن الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية السكان المدنيين، الذي يسعون فقط لمغادرة هذا المكان؟".
محاولات لتحرير حلب
محاولات لتحرير حلب
يأتى ذلك فى الوقت الذى أشارت فيه تقارير إلى أن المسلحين استهدفوا ال أحياء السيد علي وميسلون وتلفون هوائي والميدان في مركز مدينة حلب وشمالها بقصف عنيف.
كان الجيش السوري تقدم في بعض الجبهات مع استمرار استهداف المسلحين للأحياء السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية واسطوانات الغاز، والاشارة إلى أن قوات الجيش بمؤازرة الفصائل الرديفة حققت تقدما في كل من جبهة بستان الباشا (شمال) وسليمان الحلبي (شمال شرق) والسيد علي (المدينة القديمة) والشيخ سعيد (جنوب) ومشروع الـ 1070 شقة (جنوب غرب)".
وتمت الاشارة إلى أن الاشتباكات على الأرض لا زالت مستمرة بالتزامن مع استهداف سلاحي المدفعية والطيران لمقرات ومستودعات المجموعات المسلحة داخل الأحياء الشرقية وفي الريف، والتأكيد علي  قيام الطيران الحربي باستهداف مواقع إطلاق القذائف واسطوانات الغاز في الجبهة الغربية من ريف حلب وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف المسلحين، وتجمعات للمسلحين في محيط خان طومان ومستودعاتها وبالقرب من معمل البرغل في الريف الجنوبي".
وفى هذا السياق أعرب المحلل السياسي والعسكري كمال الجفا عن اعتقاده أن "مدينة حلب مقدمة على تسوية على غرار ما تم تنفيذه سابقا في عدد من المدن والبلدات السورية كاتفاق الهامة وقدسيا الأخير".، موضحا أن الجيش السوري في حلب يخوض حرب قضم بطيئة لاستنزاف قدرات المسلحين وذخيرتهم وتشديد الحصار عليهم مع إمكانية التقدم والتثبيت في الخواصر الرخوة التي تظهر خلال الاشتباكات، مع فتح مجموعة من الجبهات في المدينة وعبر أكثر من محور ضمن كل جبهة أدى إلى تشتيت قدراتهم وتحييد الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي بحوزتهم نتيجة نقل المعارك إلى مناطق تواجدهم في شمال وشرق وجنوب الأحياء الشرقية من حلب".
دعوات لخروج المعارضة
دعوات لخروج المعارضة المسلحة
أكد الجفا أن النداءات التي أطلقتها الحكومة السورية والقيادة العسكرية لسكان هذه المناطق والمسلحين الراغبين في تسوية أوضاعهم زادت من الضغط على المجموعات المسلحة التي بدأت مخاوفها بالتزايد من أن يثور الداخل عليها في مناطق سيطرتها يضاف إليها حالة التخبط نتيجة الحصار وازدياد الجوع والقهر بالنسبة للمدنيين عبر بيع المواد الاستهلاكية الأساسية لهم بأسعار عالية، وحسب المعلومات الواردة من الأحياء الشرقية فإن الفترة الماضية شهدت ارتفاعا في حالات الاعتقالات بين صفوف المدنيين بتهمة العمالة لصالح الدولة وانتشارا للمسلحين في الأحياء بشكل أكبر لضبط أي حالة عصيان قد تظهر كتلك التي شهدتها بلدة قدسيا في دمشق إبان الاتفاق".
أعرب الجفا عن اعتقاده أن الوضع الهش لمسلحي الأحياء الشرقية بنذر بانهيارات سريعة في صفوفها مع انقطاع أول عقدة في السلسلة وهو سيتم إما عبر استسلام مجموعة كبيرة أو سيطرة الجيش على منطقة استراتيجية والاحتمالان قائمان وبقوة".
وفى إطار التصيد الغربي، أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه سيعقد الجمعة اجتماعا خاصا لبحث الوضع في حلب السورية، وذلك بطلب من بريطانيا.
وقال  المتحدث الصحفي باسم مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، رولاندو دوميز "حصلنا على طلب من بريطانيا بشأن عقد هذا الاجتماع، الجمعة المقبل، وأن  33 دولة من أعضاء المجلس أيدت عقد هذا الاجتماع، مشيرا إلى أن العدد قد يتغير.
أضاف "حتى اللحظة، أيدت 33 دولة فكرة عقد الاجتماع من ضمنها دول ذات صفة مراقب في المجلس، وهذا ليس الرقم النهائي، ويوم الخميس القادم ستكون لدينا جلسة تنظيمية، وبعد ذلك سيكون لدينا المزيد من التفاصيل حول هذا الإجراء، بما في ذلك من سيدعون للمشاركة فيه".

شارك