ردود أفعال حول انتقاد شيخ الأزهر لعنوان مؤتمر الإفتاء

الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 05:09 م
طباعة ردود أفعال حول انتقاد
 
انتهى أمس مؤتمر دار الافتاء المصرية "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، الذي نظمته دار الإفتاء المصرية في الفترة من 17إلي 18 أكتوبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف مواجهة التطرف والإرهاب الفكري والتصدي لفوضى الفتاوى وتصدر غير المتخصصين للفتوى.

ردود أفعال حول انتقاد
وانتقد شيخ الأزهر في كلمته، عنوان المؤتمر، قائلًا إن مصطلح الأقليات المسلمة وافدًا جديدًا على ثقافتنا الإسلامية، يتجنبه الأزهر في كل بياناتها ووثائقها، مشددا على أنه يحمل في طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية.
وأضاف الطيب، أن ثقافتنا الإسلامية ترفض مصطلح الأقلية وتنكره وتعرف بدلًا منه معنى المواطنةِ الكاملةِ"، مشيرا إلى أن المشيخة لم تذكر هذا المصطلح في أي بيان أًصدرته قبل ذلك.
وأكد شيخ الأزهر، أن مصطلح الأقلياتِ المسلمة، يُمهد الأرض لبذور الفتن والانشقاق، بل يصادر هذا المصطلح ابتداء على أية أقلية كثيرًا من استحقاقاتها الدينية والمدنية، مشيرًا إلى أن "ثقافتنا الإسلامية تنكر هذا المصطلح وترفضه، وتعرف بدلًا منه معنى المواطنةِ الكاملةِ كما هو مقرَّر في وثيقة المدينة المنورة، لأنَّ المواطنةَ –في الإسلام- حقوق وواجبات ينعم في ظلالها الجميع، وفق أُسس ومعاييرَ تحقِّق العدل والمساواة".
ذلك الحديث الذي أحدث ردود أفعال كثيرة وكان أهمها تعليق الدكتور خالد منتصر على رفض الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مصطلح أو وصف الأقليات المسلمة لأنه لفظ مستورد سيثير الفتن.

ردود أفعال حول انتقاد
وقال منتصر: "لي ملاحظة شكلية وأخرى موضوعية، الملاحظة الشكلية ألم ترسل الدعوة لفضيلته قبلها بشهور وعليها اسم المؤتمر وعنوانه لماذا لم يرفضها في حينها أو يهاتف المفتي بالتليفون أو يستدعيه إلى مكتبه ويناقشه ويطرح اعتراضه؟، أم أن هذا مقصودا لإحراج المفتي أمام هذا الجمع الدولي؟، وهل هي حلقة في سلسلة الصراع المكتوم بين الأزهر من ناحية والأوقاف والمفتي من ناحية أخرى؟، هل هي حرب إثبات وجود وتكسير عظام؟، وهل هو كما يقولون ذبح قطة لكل من تسول له نفسه أن يسرق الضوء ويسلب النجومية ويأخذ حصة المؤسسة الدينية من كعكة التحكم والسيطرة؟".
وأضاف: "هذه أسئلة تحتاج إجابات محددة وواضحة هل نحن نسعى لدولة الملالي الإيرانية والإمامة الطالبانية أم نحن في دولة مدنية حديثة؟، أما ملاحظة الموضوع فلفظ الأقلية المسلمة لم يثر الفتنة، وإنما ما أثار الفتنة، هو المنهج التكفيري الرافض لكل مختلف والنافي والمقصي لكل مجدد، والذي وصلهم عبر كتب ودعاة وخطباء للأسف كثير منهم خريجي الأزهر".
وتابع "محاولة المؤتمر من خلال وصف الأقليات هي محاولة فهم وإجابة عن سؤال مهم، وهو لماذا هذه الأقليات المسلمة هي الأقليات الوحيدة التي ما زالت تخاصم الحداثة وتنضم إلى "داعش" ولا تندمج مع مجتمعاتها؟، ومحاولة فهم تلك السيكولوجية العدوانية تجاه مجتمعات أوروبية وغربية احتضنتهم وعلمتهم ورفهتهم ولكنهم قابلوا كل ذلك بالتفجير والتفخيخ والاغتيال، والفتنة لا تسكن المصطلح ولكنها تسكن الأمخاخ والكتب والنفوس التي تنظر أن تواتيها الفرصة لكي (تتدعشن) أما الآن فهي في مرحلة كمون وماكياج تسامحي إصلاحي".

ردود أفعال حول انتقاد
فيما شدد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أنه لا خلاف بين الأزهر ودار الإفتاء، مشيراً إلى أن هناك فتنة مصطنعة للإيقاع بين العلماء 
جاء ذلك على خلفية ما اثير حول خلاف بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء بسبب انتقاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مصطلح "الأقلية المسلمة " الذي استخدمته الإفتاء في محاضرة ضمن مؤتمرها الذى عقدته مؤخراً .
وقال وكيل الأزهر في تصريحات له اليوم،" كلما خرجنا من بذور فتنة مصطنعة للإيقاع بين العاملين في مجال انتقل المغرضون لإيقاع فتنة أخرى في محاولة لإحداث شروخ بين مؤسسات الدولة وكأننا نملك رفاهية التفتت والتفرق وينقصنا المزيد من المشكلات، فبعد فشل فتنة الأوقاف، ومن بعدها جروزني ها هي محاولة جديدة لإيقاع فتنة بين الأزهر والإفتاء".
وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب انتقد مصطلح الأقليات المسلمة الذى استخدمته دار الإفتاء في عنوان مؤتمرها الذي عقد مؤخراً، وقال شومان إن الأمام الاكبر اعتبر المصطلح يحمل في طياته شعوراً بالدونية والتهميش وربما الاضطهاد في نفوس الفئة الأقل في مجتمعاتها. 
وأضاف عباس شومان، أن الخلاف بين الأزهر والإفتاء مجرد وهم في عقول مريضة لا تحمل الخير لبلدها ولا لدينها، وشيخ الأزهر حين انتقد مصطلح الأقلية لم ينتقد في هذه النقطة تحديدًا "الإفتاء" لأنها ليست صاحبة المصطلح فهو مستخدم في كل دول العالم، وفي انتقاد شيخ الأزهر للمصطلح إنجاح لمؤتمر الإفتاء فلو أنها لم تحقق غير تصحيح هذا المصطلح لكفاها ويرجع الفضل في ذلك لشيخ الأزهر.
أما عن محاولة إظهار خلاف بين شيخ الأزهر ووكيله ووصف شومان الأمر بـ" المضحك " حيث أن الاختلاف في وجهات النظر بين وكيل الأزهر وشيخه أمر طبيعي عند العلماء وعلى رأسهم شيخ الأزهر ولو شاهد هؤلاء جلسة من الجلسات التي يترأسها شيخ الأزهر كمجلس مجمع البحوث الإسلامية ومن أعضائه مفتي الجمهورية أو المجلس الأعلى للأزهر أو هيئة كبار العلماء لسمعوا الكثير من النقاشات،" ومع ذلك فأنا اتفق مع الإمام الأكبر تمام الاتفاق في عدم ملائمة هذا المصطلح وفي كل كلمة ذكرها في خطابه التاريخي كعادته".
وتابع: "وليعلم هؤلاء إن كانوا لا يعلمون .. أن شيخ الأزهر يحق له انتقاد الجميع وتوجيههم لتصحيح أخطائهم وتحسين الأداء وهو يفعل ذلك بالفعل بشكل مستمر فهو المسؤول عن الشأن الديني، وليعلم هؤلاء إن كانوا لا يعلمون أن الإفتاء امتداد من امتدادات الأزهر التي يعتز بها ويدعم جهودها ويسعد بنجاحها، فليبحث هؤلاء عن فتنة جديدة إن كانوا مصرّين على السير في طريق الوحل".
بينما رفض الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، التعليق على كلمة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التي ألقاها في مؤتمر دار الإفتاء العالمي وانتقد فيها عنوان المؤتمر وألقى الضوء على تجاهل الإفتاء للقضايا الأسرية الشائكة.

شارك