بدء سريان الهدنة فى حلب..والعواصم الأوروبية تصر على معاقبة موسكو

الخميس 20/أكتوبر/2016 - 09:54 م
طباعة بدء سريان الهدنة
 
كيري ولافروف
كيري ولافروف
دخلت الهدنة الانسانية فى حلب اليوم حيز التنفيذ، فى الوقت الذى تتوقع فيه الأمم المتحدة امتداد الهدنة إلى الأسبوع المقبل، وبالتزامن مع هذه التحركات تتواصل المشاورات الغربية بشأن فرض عقوبات على روسيا نتيجة تواصل الضربات الجوية فى سوريا، مع مزاعم استهداف المدنيين، فى محاولة للضغط على موسكو لوقف هذه الضربات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أجري فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اتصالا هو الـ60 منذ بداية العام الجاري، مع نظيره الأمريكي جون كيري، لبحث الوضع في سوريا، وأشارت الخارجية الروسية، إلى أن الجانبين واصلا، في الاتصال تم بمبادرة من الطرف الأمريكي، الحوار بينهما حول سبل تطبيع الوضع في شرقي حلب السورية، حيث أعلنت القوات السورية الحكومية والقوات الجوية الفضائية الروسية هدنة إنسانية.
أشار لافروف إلى أن إمكانية الخروج الآمن من المنطقة تم توفيره ليس فقط للمدنيين المحليين، بل ولعناصر المجموعات المسلحة غير الشرعية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المسلحين يعطلون نظام وقف إطلاق النار ويمنعون السكان من مغادرة المدينة، مؤكدا على ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة تعهداتها القديمة بالفصل بين وحدات "المعارضة المعتدلة" والتنظيمات الإرهابية، واتفق الجانبان على مواصلة عمل الخبراء الروس والأمريكيين على هذه القضايا.
أكدت الخارجية الروسية أن كلا من دمشق وموسكو مستعدتان لتمديد الهدنة الإنسانية بشرق حلب في حال عدم انتهاكها من قبل تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المندمجة به.
وزير الدفاع الروسي
وزير الدفاع الروسي
كان لافروف سبق وأكد أن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو نتيجة "هندسة الغرب الجيوسياسية، مشيرا في كلمة ألقاها خلال مؤتمر علمي عنوانه "الشرق الأوسط: التوجهات والآفاق"، "أدى تفكك مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى عملية التجزئة غير المتحكم بها إلى ظهور منابع توتر عديدة في سوريا واليمن والعراق وليبيا".
أوضح لافروف أن "هذا الوضع ناجم عن الممارسة الخاطئة للهندسة الجيوسياسية التي يقوم بها شركاؤنا الغربيون، بما في ذلك ممارسة التدخل في شؤون الدول الداخلية ومحاولات تغيير الأنظمة غير الموالية، وإحلال الديمقراطية وفقا للمقاييس الملائمة لهم، وأن ظروفا كهذه تؤدي إلى "إخراج عدة عفاريت من الزجاجة في آن واحد"، مشددا على أن "التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم داعش هو الأخطر بينها".
شدد لافروف على أن روسيا تعتبر توحيد الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتشكيل جبهة دولية واسعة لمحاربتهما مهمة ذات أولوية في هذه الظروف.
من ناحية أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، تمديد الهدنة الإنسانية، التي دخلت حيز التنفيذ في حلب السورية اليوم، مؤكدا انه تم اتخاذ  القرار بتمديد الهدنة الإنسانية لمدة 24 ساعة. وأيدت القيادة السورية تمديد الهدنة".
كانت الهدنة التي أعلنت عنها موسكو ودمشق بصورة أحادية، قد دخلت حيز التنفيذ في الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء، بغية تمكين المنظمات الدولية من إيصال المساعدات إلى أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وإجلاء المرضى والمصابين. وكان الطيران الروسي والسوري قد علق الطلعات في سماء حلب منذ يوم الثلاثاء الماضي.
وسبق أن توقعت الأمم المتحدة أن تتواصل فترات تهدئة يومية مدتها 11 ساعة في حلب حتى يوم الاثنين المقبل.
المتحدث باسم الخارجية
المتحدث باسم الخارجية الروسية
من ناحية اخري أكد رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أنّه على الاتحاد الأوروبي دراسة كافة الخيارات، بما في ذلك فرض عقوبات ضد روسيا، ما لم يتوقف العنف في سوريا، والاتحاد الأوروبي يجب أن يتمسك بكل الخيارات، بما في ذلك العقوبات، طالما يستمر العنف".
من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعد وصولها إلى بروكسل، إن المشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي سيدعون روسيا إلى فرض هدنة طويلة الأمد في سوريا وليس لساعات فقط.
وينص مشروع قرار القمة الأوروبية على أن "الاتحاد الأوروبي يدرس كافة الخيارات، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية ضد شركات وأشخاص يدعمون النظام السوري إذا استمرت الجرائم الحالية".
كان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قد اعتبر تشديد العقوبات أمرا غير مجد، مضيفا أن ذلك لن يوقف العنف في سوريا.
ووصفت المستشارة الألمانية ميركل الأول، مفاوضاتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشأن سوريا بـ "القاسية والصعبة".
من جهته وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ما يجري في مدينة حلب السورية بـ"جريمة حرب حقيقية"، مطالبا بوقف استهداف الجيش السوري والأطراف الموالية له هذه المدينة.
بينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار في حلب، إذا يسمح الوضع في المدينة بالقيام بذلك، مشددا على ضرورة تنشيط العملية السياسية في سورية بغية تجاوز الأزمة.
على صعيد اخر، حذرت وزارة الخارجية الروسية من محاولات توجيه مسلحي "داعش"، الهاربين من الموصل العراقية، إلى أراضي سوريا، وقالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية "إننا نعتبر الخطط لتوجيه مسلحي داعش المتخندقين في الموصل باتجاه سوريا، ضارة... إنها جريمة بحتة".
بوتين يفكر فى مد
بوتين يفكر فى مد الهدنة
وصفت زاخاروفا خط أولئك الذين يحاولون تنفيذ مثل هذه المخططات، بأنه منافق واعتبرت أن هذا النهج يدمر أساس الجهود المنسقة لمحاربة الإرهاب بلا هوادة.
وامتنعت الدبلوماسية عن الإجابة عن سؤال حول رد روسيا المحتمل في حال بدأ "الدواعش" بالتسلل إلى أراضي سوريا. لكن، سبق لمصدر دبلوماسي روسي أن قال إن الطيران الروسي سيضرب الدواعش الهاربين من معركة الموصل، علما بأن وقف إطلاق النار لم يشمل الإرهابيين أبدا.
أكدت زاخاروفا أن موسكو تدعم الخطوات الحاسمة لمحاربة الإرهاب، لكنها تؤكد في الوقت نفسه ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان المتبقين في الموصل ومساعدة أولئك الذين قرروا مغادرة المدينة، والاشارى إلى استعداد موسكو لتقديم المساعدات الإنسانية للموصل في حال تلقي طلب بهذا الشأن من بغداد، معيدة إلى الأذهان أن خبرة كبيرة لتقديم المساعدات قد تراكمت لدى روسيا في سياق عملياتها الإنسانية بسوريا.

شارك