بعد مقتل 4 إرهابيين في داغستان.. روسيا تواجه "داعش" و"القاعدة" في القوقاز
السبت 22/أكتوبر/2016 - 02:39 م
طباعة

أعلنت الأجهزة الأمنية الروسية قتل عدد من المسلحين يشتبه في انضمامهم لجماعات إرهابية، وسط مساعٍ روسية لمواجهة "داعش" و"القاعدة" في الأراضي الروسية، وخاصة القوقازية مع بد تطبيق قانون الإرهاب.
قتل 4 إرهابيين:

قتل 4 مسلحين في عمليتين أمنيتين نفذتهما أجهزة أمنية روسية في جمهورية داغستان، حسبما نقل مصدر في هيئة مكافحة الإرهاب الروسية، السبت 22 أكتوبر.
وأوضح المصدر ذاته أنه تم العثور على مسلحين اثنين خلال عمليات التحري التي أجرتها قوات الأمن في قرية كفاندا الواقعة في غرب الجمهورية، مضيفًا أنه تم القضاء عليهما في تبادل لإطلاق النار، بعد أن رفضا تسليم نفسيهما وأطلقا النار باتجاه عناصر الأمن.
وأضاف المصدر نفسه أن مسلحين اثنين آخرين أطلقا النار على رجال الأمن في محيط قرية ستالسكوي وسط داغستان، عندما حاول رجال أمن آخرون وقف سيارتهما بغية تفتيشها، الأمر الذي دفع عناصر الأمن إلى الرد فورا بنيران جوابية على مصادر النيران؛ ما أسفر عن القضاء على المسلحين.
و داغستان دولة مسلمة الواقعة في جنوب شرق أوروبا بمنطقة القوقاز على طول ساحل بحر قزوين. تحدها في الجنوب وجنوب الغرب الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان أذربيجان وجورجيا. وتحدها غربا وشمالا جمهوريتي الشيشان والنوجاي، أما حدودها في الشرق فيحدها بحر قزوين. تبلغ مساحة داغستان 50.3 ألف كم2.
ويعتبر الإسلام الدين الأول في داغستان، حيث يشكل المسلمون نسبة 95% من المؤمنين بالأديان. أما المسيحيون فيشكلون نسبة 5% ومعظمهم الأرثوذكس. ويقطن داغستان يهود الجبال بنسبة نحو 1% وتم تسجيل معظمهم كالمواطنين المنتمين إلى قومية "التَّاتْ" (الفرس القوقازيون) الذين يهاجرون بكثرة في الآونة الأخيرة إلى فلسطين المحتلة.
قانون الإرهاب:

وفي أول أكتوبر الجاري، أطلقت السلطات الأمنية في جمهورية داغستان الروسية عملية لمكافحة الإرهاب بحثاً عن مسلحين في منطقة تاباسارنسكي الجنوبية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن ممثل غرفة عمليات مكافحة الإرهاب في داغستان قوله: "إن نظام عمليات محاربة الإرهاب فرض على الحدود الإدارية لمنطقة تاباسارنسكي"، مشيراً إلى أن قوات الأمن تبحث عن مسلحين ومتواطئين معهم.
وفي أغسطس الماضي، أعلن متحدث باسم هيئة العمليات الأمنية في جمهورية داغستان الواقعة في جنوب روسيا الاتحادية، عن تطبيق نظام "عملية مكافحة الإرهاب" في عدد من بلداتها لدواع أمنية.
وقال المتحدث لـ "سبوتنيك": اتخذت قيادة هيئة العمليات الأمنية قرارًا بتطبيق نظام "عملية مكافحة الإرهاب" في قضاء بويناكسك وكذلك في جزء من قضاء كرابوداخكنت يشمل بلدتي دورغيلي وكاكاشورا.
وأضاف أن أجهزة الأمن تبحث عن مسلحين وأعوان لهم هناك. يذكر أن فرض "نظام مكافحة الإرهاب" يقتضي على وجه الخصوص منح عناصر المخابرات حق القيام بالتنصت على المكالمات التي تجري باستخدام الهواتف المحمولة وبإخلاء السكان المدنيين من المناطق التي قد تتعرض للخطر وغيرهما من الأعمال.
كما أعلن رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، ألكسندر بورتنيكوف، أنه تم إحباط عملية إرهابية واحدة خلال عام 2016 في شمال القوقاز، وتم إلقاء القبض على 49 مسلحا وتصفية 95 آخرين، من بينهم 15 زعيمًا لعصابات سرية مسلحة.
وجاء في بيان لجنة مكافحة الإرهاب، اليوم: "أشار بورتنيكوف في كلمته إلى مواصلة العمل في العام الحالي بهدف تسوية الوضع في منطقة شمال القوقاز. وخلال الفترة الماضية تم إحباط عملية إرهابية واحدة والقبض على 49 مسلحا و328 متواطئا معهم، وتمت تصفية 95 مسلحاً آخرين، و15 زعيما لعصابات سرية، بما في ذلك عدداً من قادة العصابات المسلحة السرية، سيئة السمعة في قبردينو- بلقاريا وداغستان ".
القاعدة و"داعش"

يذكر أن بعض مناطق روسيا الاتحادية وبالذات مناطق شمال القوقاز الروسي تضمّ العديد من التنظيمات الإرهابية والتي تتبع أفكاراً تكفيرية متطرفة تتلاقى مع تنظيمات إرهابية كتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الذي انبثقت عنه العديد من التنظيمات الإرهابية مثل "جبهة النصرة" في سوريا.
وينقسمُ «الجهاديون القوقازيون» في سوريا في الوقت الرّاهن تبعاً لولاءاتهم إلى ثلاثة أقسام. ينضوي أوّلهم تحت راية تنظيم «الدولة الإسلاميّة». وينتظمُ ثانيهم في مجموعات دانت بـ«بيعات» لـ«جبهة النصرة – تنظيم القاعدة في بلاد الشّام»، فيما يتوزّع ثالثهم على مجموعات تدين بالولاء لـ«إمارة القوقاز الإسلاميّة» وهي مجموعات مستقلّة تنظيميّاً، وتُنسّق عسكريّاً مع باقي المجموعات.
ومرجّح وفقاً لتقديرات متقاطعة أن عدد هؤلاء في سوريا في الفترة الراهنة يراوح بين 2500 و3000 قوقازي في "داعش"، ودأب التنظيم في الشهور الأخيرة على تجنب الزّج بهم في معاركه، والاعتماد في الدرجة الأولى على العنصر السوري، في ما يبدو ادّخاراً لـ«قوّات النّخبة» بغية استثمارهم في مرحلة لاحقة.
و«جيش المهاجرين والأنصار – التشكيل الثالث»: كان «الجهادي» الشهير عمر الشيشاني (طورخان باتيرشفلي) أوّل من أسّسه. قبل أن يقرر «مبايعة» تنظيم «داعش» في نوفمبر 2013 ويتبعه في ذلك معظم مقاتليه.
وهناك «إمارة القوقاز الإسلاميّة لنصرة أهل الشّام»: متسلّحاً بالاعتماد الذي منحته إيّاه «إمارة القوقاز» بوصفه «ممثلاً لها في الشام» يطمحُ صلاح الدين الشيشاني إلى إنشاء كيان قويّ يضمّ معظم أبناء جلدته. تؤكّد أوساط الشيشاني أنّ عدد المقاتلين الذين انحازوا إلى خياره بعد الشقاق الأخير مع «المهاجرين والأنصار» يناهز 400 معظمهم من القوقاز.
ومع بداية الغارات الروسية ضد الإرهاب في سوريا حتى سارع أمير "جبهة النصرة" - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي، إلى دعوة "جهاديي القوقاز" لشن هجمات في روسيا ردا على تدخلها العسكري الجوي.
وناشد الجولاني "المجاهدين الأبطال في بلاد القوقاز" مساندة السوريين قائلا: "اذا قتل الجيش الروسي من عامة أهل الشام، فاقتلوا من عامتهم وان قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم" مضيفا "المثل بالمثل ولا نعتدي".
وقال الجولاني في التسجيل الذي حمل عنوان "التدخل الروسي السهم الأخير": إن هذا التدخل "لاحت بوادر هزيمته من بدايته المتعثرة؛ حيث إن ضرباتهم إلى يومنا هذا لم تزد شيئا عن ضربات النظام السابقة لا في عشوائيتها من حيث الأهداف ولا من حيث دقة الإصابة"، مضيفا "سيكسرون بإذن الله على عتبات الشام".
المشهد الروسي:

ختامًا تشكل ظاهرة الإرهاب الدولي خطرًا على الجمهوريات الروسية بما في ذلك في شمال القوقاز الروسية؛ حيث يسعى مبعوثو تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى لتجنيد السكان- وعلى وجه الخصوص الشباب-، للانضمام إلى صفوف هذه التنظيمات، بغية تعبئة فصائلها في الخارج، وخاصة في سوريا، وأيضًا للقيام بأعمال الإرهاب داخل روسيا نفسها.
وجاءت العمليات المختلفة للأمن الروسي من أجل مواجهة "داعش" و"القاعدة" والجماعات الإرهابية داخل الأراضي الروسية وخارجها عبر عملياتها العسكرية في سوريا، وهو ما يشكل استراتيجية أمنية لدى الجمهوريات الروسية، نجحت حتى الآن في مواجهة الحضور الإرهابي في روسيا، مقارنةً بما يحدث من عمليات إرهابية في أوروبا.