اتهامات متبادلة للتحالف الدولي وموسكو بارتكاب جرائم حرب في حلب
السبت 22/أكتوبر/2016 - 11:05 م
طباعة

تتزايد الاتهامات يوما بعد للتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة باستهداف المدنيين فى حلب، واتهام موسكو بالوقوف وراء هذه الغارات، وهو ما نقل التراشق الاعلامى بين موسكو وواشنطن إلى مجلس الأمن، والمجلس الدولى لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، فى ضوء القرار الأخير بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة فى جرائم حلب، وسط اتهامات متبادلة من موسكو للمجتمع الدولى بتوفير حماية للارهابيين تحت مزاعم ادخال مساعدات، وبين ادانة بريطانية أمريكية لموسكو بارتكاب جرائم حرب.
من جانبها أعلنت الدفاع الروسية أن توجيه طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات على بلدات مسالمة ترقى إلى جرائم حرب، والاشارة إلى أن وسائل الاستطلاع الروسية رصدت شن طائرتين للتحالف غارة على بلدة داقوق حيث لا وجود لمسلحي تنظيم داعش

وقال شهود أن عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، سقطوا بالضربة الجوية التي استهدف فيها طيران التحالف مجلس عزاء، ظنا منه أنه تجمع للمسلحين، وتراقب الدفاع الروسية باهتمام الوضع في العراق، حيث تجري القوات العراقية، بدعم من طيران التحالف الدولي، عملية ضد مسلحي داعش في مدينة الموصل.
من ناحية اخري نفي المكتب الإعلامي في قيادة عملية "العزم الصلب" التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنطيم "داعش" في العراق وسوريا، قيام طيرانها باستهداف مجلس العزاء في داقوق، وقال متحدث باسم القيادة "في الوقت الحالي ليس بإمكاننا أن نربط بين سقوط ضحايا مفترضة وضربة من ضربات التحالف الجوية"، مؤكدا سعي التحالف "لتقليل إلى أدنى حد، المخاطر التي يتعرض لها المدنيون" من جراء أداء طيرانه الحربي.
كان متحدث باسم الحشد الشعبي إن طائرات مقاتلة تابعة للتحالف الدولي قصفت مجلس عزاء في قضاء داقوق.
فيما أفاد مسؤول محلي، بوقوع قتلى خلال القصف "الخاطئ"، وهو ما أكده أمير خواكرم، قائمقام داقوق، الذي قال إن أغلب الضحايا من النساء والأطفال.
وتكررت حالات القصف الخاطئ من طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، ويقول قادة عسكريون إن السبب وراء القصف الخاطئ هو التزويد غير الدقيق بالإحداثيات المقدمة للطيران الدولي أو العراقي.

يذكر أن تصريحات وزارة الدفاع الروسية جاءت على خلفية اتهامات غربية وجهت إلى روسيا بارتكاب طيرانها "جرائم حرب" في مدينة حلب السورية، وهي اتهامات ترفضها روسيا بصورة قاطعة.
يأتى ذلك فى الوقت الذي تجددت الاشتباكات العنيفة بالمنطقة، فيما لم تتمكن الأمم المتحدة من إجلاء الجرحى، وأن الجيش السوري تستهدف بشكل مكثف، بوساطة سلاح المدفعية، مواقع للمسلحين في أحياء صلاح الدين والمشهد والشيخ سعيدجنوب المدينة، فيما تنفذ الطيران السوري غارات على المسلحين عبر جبهة الراشدين غرب حلب وخان طومان بريفها الجنوبي، وأعلنت المصادر أن القوات الحكومية تمكنت من إحراز تقدم في حي صلاح الدين وبسطت سيطرتها على عدد من الكتل هناك، كما أضافت المصادر أن اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين اندلعت أيضا في حي بعيدين شمال شرق حلب.
من ناحية اخري أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه لم يتمكن من بدء إجلاء الجرحى من حلب الشرقية في سوريا، نظرا لعدم وجود الضمانات اللازمة من أطراف النزاع، وقال المتحدث باسم المكتب الأممي، ينس ليركيه، "كان من المستحيل بدء إجلاء الجرحى والمرضى وأفراد عائلاتهم من حلب الشرقية صباح اليوم ، وتأمل الأمم المتحدة في أن تقدم كافة أطراف النزاع الضمانات الضرورية، وهي تعمل بشكل نشيط على هذا الاتجاه".
أضاف المتحدث: "أطلقت النار، اليوم، من الأسلحة الخفيفة على الفندق، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة، وأصيب أحد الموظفين في الفندق بجراح خطيرة".

قال ليركيه أيضا إن "الأمم المتحدة والشركاء في المساعدات الإنسانية مستعدون لبدء إجلاء المصابين بمجرد أن تسمح الظروف بذلك"، مضيفا أن الوضع في حلب لا يزال خطيرا، حيث تحدث الاشتباكات بشكل دوري.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم إدارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، إنجيه سيدكي، إن المنظمة ما زالت تأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق حول إجلاء الحالات الإنسانية من شرق حلب، وتقديم ضمانات لسلامة منفذي هذه العملية من قبل جميع الأطراف المعنية.
أشارت سيدكي إلى أن هناك ما لا يقل عن 200 جرح ومريض لا بد من إجلائهم من المنطقة، مضيفة أن المنظمة لا تشارك في المفاوضات حول الاتفاق بهذا الشأن.
ويري مراقبون سوريون أن هدوءا نسبيا ساد الأحياء الشرقية بمدينة حلب، في اليوم الأخير من الهدنة، لكنهم ذكروا أيضا أن عمليات الإجلاء الطبية وإيصال المساعدات لم تنفذ بعد.
كان الجيش السوري وروسيا دعتا السكان والمسلحين في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة عبر ممرات معينة والذهاب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة القوات المناهضة للحكومة مع ضمان سلامتهم، فيما قال المسلحون إنهم لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنهم يرون أنه لا يفعل شيئا لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب، معتبرين الهدنة جزءا من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين.

بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المسلحين يمنعون المدنيين من مغادرة شرق حلب، فيما بثت القنوات التلفزيونية السورية لقطات لسيارات إسعاف وحافلات خضراء تنتظر في نقاط استقبال خاوية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب، وقالت إنها تنتظر لنقل المدنيين والمقاتلين الذين يختارون مغادرة شرق المدينة.
كانت الأمم المتحدة تأمل في أن يسمح وقف إطلاق النار بعمليات إجلاء طبية للحالات الحرجة من المدينة، لكنها قالت إن الافتقار إلى الضمانات الأمنية والتسهيلات تمنع موظفي الإغاثة من استغلال توقف القصف.
أعلن وزير الداخلية في إقليم كردستان العراق، كريم سنجاري، أن القوات العراقية باتت على بعد 5 كيلومترات من الموصل، مضيفا أن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي شوهد في المدينة قبل 3 أيام.