بعد إعدام أكثر من 200 شخص.. "داعش" يلجأ للدموية المفرطة في الموصل
الأحد 23/أكتوبر/2016 - 02:19 م
طباعة

لا زالت القوات العراقية تبذل قصارى جهدها، لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، بينما يحاول الأخير عرقلة تقدم القوات المهاجمة للموصل من خلال الهجوم على الجهات المتفرقة التي تهاجمها وعلى رأسها الجبهة الكردية والتي تقودها قوات البيشمركة، وتحديدًا في شمال الموصل بشن عمليات وهجمات انتحارية، حيث أعدم مسلحو التنظيم أكثر من 200 شخص في مدينة الموصل، وذلك برميهم من أحد جسور المدينة.

والجدير بالذكر أن المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت أول أمس الجمعة، أن تنظيم داعش اقتاد 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية واحتجزها قرب مواقع له في المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح.
وقالت المتحدثة رافينا شمدساني مشيرةً إلى "معلومات موثقة" من المنطقة إن المكتب يحقق أيضا في تقارير عن أن التنظيم قتل 40 مدنياً في قرية واحدة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم الأحد 23 أكتوبر 2016 عن مصادر عراقية من محافظة نينوى "مركزها الموصل" أن تنظيم داعش أعدم 16 شخصًا من سكان الموصل برميهم من الجسر الثالث.
وكانت ذكرت تقارير أمس السبت أن التنظيم الإرهابي "داعش" أعدم 284 شخصًا، كلهم رجال وأطفال من سكان الموصل.
وشن الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية الاثنين الماضي، بمساندة طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014.
وتقدمت القوات العراقية، أمس السبت، نحو بلدة الحمدانية، جنوب شرق الموصل، كما تقدمت أيضا نحو بلدة تلكيف شمال الموصل، ضمن عملية تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش.
وأفادت قيادة العمليات المشتركة بأن "الفرقة المدرعة التاسعة والقوات المتجحفلة معها تتقدم واقتحمت قضاء الحمدانية وطهرت مستشفى الحمدانية العام ورفعت العلم العراقي عليها"، وتبعد البلدة 15 كيلومترًا عن الموصل. وقال الفريق الركن قاسم المالكي قائد الفرقة التاسعة، إن القوات قتلت 50 عنصرًا على الأقل من عناصر داعش ودمرت معداتهم.
وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن القوات تتقدم أيضا نحو بلدة تلكيف التي تبعد 10 كيلومترات شمال الموصل، وهي أقرب نقطة للمدينة تصل إليها القوات العراقية، وفق محللون.
وأكد مسئول عسكري أمريكي في بغداد، لـCNN، أن القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية حققوا تقدما كبيرا وعزلوا الحمدانية.

وأضاف المسئول أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم الدعم الجوي الذي تحتاجه القوات العراقية لتواصل تقدمها، مؤكدًا أن القوات العراقية البرية تخوض مواجهات شرسة وستصبح أكثر شراسة كلما اقتربت من الموصل، وأشار المسئول إلى أن عناصر داعش يعودون لمهاجمة مناطق جرى تحريرها بالفعل ومنها بلدة برطلة ذات الأغلبية المسيحية مما يتطلب مزيدًا من الجهد لمواجهتهم.
في هذا السياق، قال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق: إن القوات العراقية على بعد 5 كيلومترات من الموصل، في هجوم ضد آخر معقل رئيسي لتنظيم داعش في العراق، لكنه أضاف أنه من غير المتوقع أن تنتهي المعركة قريباً.
وقال كريم سنجاري، القائم بأعمال وزير الدفاع في المنطقة: إن مقاتلي داعش المعتقد أن عددهم بين 4 آلاف و8 آلاف سيبدون مقاومة شرسة بسبب أهمية الموصل الرمزية عند التنظيم الإرهابي.
وفي سياق مواز، أعلنت خلية الإعلام الحربي عن مقتل نحو 500 عنصر من داعش منذ بدء معركة الموصل، مضيفة أن قطعات الرد السريع والشرطة الاتحادية استعادت قرية تل طيبة، ما أدى إلى تفجير ثلاث سيارات مفخخة ضمن محور القيّارة الجنوبي.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة قريتي الشورة الجديدة وتل واعي قرب مفرق الشورة، هذا ودمر طيران التحالف الدولي سيارة مفخخة في قرية كفروك قرب بَطناية ضمن محور سد الموصل.
وحسب جهاز مكافحة الإرهاب فإن أقرب نقطة إلى الموصل، وصلتها القوات العراقية، هي ناحية برطلة شرق المدينة.
أما شمال الموصل، فتحاصر قوات البيشمركة الكردية ناحية بعشيقة بالكامل، تمهيداً لانطلاق قوات جهاز مكافحة الإرهاب لاستعادة عدد من القرى الممتدة على طول الطريق من بعشيقة وحتى مداخل مدينة الموصل من جهة الشمال الشرقي.
وجنوب الموصل أعلنت القوات المشتركة سيطرتها على كامل ناحية القيارة، وجميع الآبار النفطية المحيطة بها.
هذا وقد قال ضابط عراقي رفيع: إن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير داعش لمعمل للكبريت في جنوب الموصل، أدت إلى وفاة مدنيين اثنين.
وقال العميد قصي حميد كاظم قائد فرقة الرد السريع لوكالة فرانس برس: إن "داعش فجر معمل الكبريت قبل يومين وأدى ذلك إلى وفاة اثنين من المدنيين في قرى قريبة".
وفجر تنظيم داعش منذ يومين مصنع كبريت المشراق، الواقع على بعد حوالي 50 كلم جنوب مدينة الموصل؛ حيث تنتشر آلاف من القوات الأمنية العراقية.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة، أعلنت أن القتال حول مدينة الموصل العراقية أجبر 5640 عراقياً على الفرار من منازلهم في الأيام الثلاثة الماضية، أغلبهم في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين: إن سكاناً يفرون أيضاً إلى الشرق بعد ضربات جوية مكثفة وقصف بغرب الموصل.
وقالت المفوضية: إن 900 أسرة من حي بالموصل أو نحو 5400 شخص نقلوا إلى مركز استقبال في قرية بمنطقة القيارة. وأضافت أن 240 شخصاً آخرين من حي الحمدانية بشرق الموصل نقلوا إلى مركز استقبال آخر.
في سياق متصل، قتل 46 شخصًا وأصيب 133 آخرون بجروح أغلبهم من عناصر الأمن خلال الاشتباكات التي اندلعت في كركوك شمال بغداد، ، إثر الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم داعش فجر أمس.
وقال عميد في وزارة الداخلية يتواجد في كركوك: "قتل 46 شخصا وأصيب 133 بجروح أغلبهم من قوات الأمن، خلال الاشتباكات في مدينة كركوك".
في حين أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أمس السبت السيطرة التامة من قبل القوات الأمنية القوات الاتحادية والبيشمركة على كركوك ورفع حظر التجول جزئياً.
وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان في الموصل منذ ثلاثة أيام، وشاهده بعض الأشخاص وهو يزور المقاتلين ويحفزهم على القتال.
وبدأت معركة الموصل الأسبوع الماضي بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ومن المتوقع أن تكون أهم معركة في العراق منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، وفق محللون.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية. ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.